النفايات الخطرة عرّفتها هيئة حماية البيئة الأمريكية بأنها النفايات التي تسبب خطرا على صحة الإنسان سوءا على المدى البعيد أو القريب وتشكل ضررا بالبيئة، وذلك لأنها غير قابلة للتحلل أي لا تذوب في المذيبات ولا تتحلل في التربة، وهي ضارة على الكائنات الحية، وهناك أنواع من النفايات الخطرة. نذكرها في السطور التالية.
النفايات الخطرة وطرق التخلص الآمن منها
أنواع النفايات الخطرة
1- النفايات المشعة النووية
2- النفايات الطبيّة
3- المواد الكيميائية
4- المواد البيولوجية
5- النفايات القابلة للاشتعال
6- المواد المتفجرة
التخلص من النفايات المشعة
وهي المواد التي تصدر عنها إشعاعات نووية وخطرها أنها تظل تتراكم في جسد الكائنات الحية حتى تحدث تلفا وضررا فيها، ويجب أن تتم عملية التخلص من المواد المشعة تحت إشراف ورقابة حكومية صارمة لضمان سلامة السكان والعاملين على هذه العملية، والطريقة الآمنة للتخلص من هذا النوع من النفايات هو الدفن على أعماق كبيرة تحت سطح الأرض سواءا في كبسولات من الرصاص كما تفعل بعض الدول أو وضعها في خرسانات أسمنتية سميكة مغلفة بالرصاص حتى تمنع تسريب أي إشعاع.
التخلص من النفايات الطبية
وهي كل الأدوات الناتجة عن الاستعمال الطبي مثل طب الأسنان والطب البيطري والبحوث الطبية والعمليات الصيدلية والعلاج بمختلف أنواعه وتشمل النفايات الطبية الأنسجة والأدوات الملوثة بدم المرضى وإفرازات البشر والحيوانات والمواد الطبية والعقاقير المختلفة والشاش والضماد والمشارط وأدوات الجراحة وإجراء العمليات وغيره من الأدوات الطبية الناقلة للأمراض المعدية والأدوات الحادة المؤذية.
ونظراً لحدوث الكثير من الحوادث نتيجة فرز النفايات الطبية، فإنه يجب الحرص والعناية بعملية الفصل والفرز عناية كبيرة حتى تتم دون أذية العاملين على ذلك، فيجب فصل النفايات الطبية عن النفايات المنزلية والعامة بوضع النفايات الطبية في كيس خاصة بها، وتتم عملية نقل النفايات الطبية في مركبات آمنة غير قابلة للتسريب، وتتم حفظ النفايات في أكياس قوية لعدم نقل الملوثات خارجها أثناء عملية النقل.
يتم التخلص من النفايات الخطرة الطبية عن طريق
الحرق
وهو أشهر الطرق المستخدمة في التخلص من النفايات الطبية ويتم في مكان المشفى أو في مكان بعيد قليلا عن المجمعات السكنية، ويجب وضع النفايات أولا في حاويات مغلقة إغلاق محكم ويجب الاطمئنان إلى عدم وجود مواد قابلة للاشتعال، ويجب أن تحرق النفايات بعد وصولها إلى المحرقة بفترة لا تزيد عن يومين، وأن تكون درجة حرارة العملية في البداية لا تقل عن 900 درجة مئوية، أما أثناء عملية الحرق فيجب ألا تقل عن 800 درجة مئوية ويجب أن تتعرض المواد الطبية للحرق لمدة لا تقل عن عشر ثوان في درجة الحرارة التي ذكرناها لضمان إتمام عملية الحرق، كما يجب التحكم في المواد الغازية التي تنبعث أثناء عملية الحرق لأنها قد تكون ضارة للصحة.
الدفن
عملية دفن النفايات الخطرة الطبية أكثر تعقيدا من عملية الحرق، لأنه يجب أن توضع النفايات في أكياس وحاويات لها معايير معتمدة وخاصة، كما أنه يجب الحرص في اتباع التعليمات بسبب وجود مواد حادة أو ملوثة قد تعيق عملية التجهيز قبل الدفن مثل تقطيع ولف النفايات بطرق معينة، كما أنه ليس من المستحب دفن المضادات الحيوية لأنها تسبب تفاعلات بيولوجية في مكان الدفن، ويجب أن تدفن النفايات على عمق بحيث يكون ارتفاع الأرض فوقها لا يقل عن نصف متر وذلك حتى لا تتأثر النفايات المدفونة بالمركبات والآلات التي تتحرك على سطح الأرض.
التخلص من المواد الكيميائية
لقد وضعت هيئة حماية البيئة الأمريكية قائمة بالمواد الكيميائية الخطرة، فمنها ما هو قابل للاشتعال ومنها ما هو متفجر، ويتم التخلص منها عن طريق وضعها في براميل لا تتفاعل مادتها مع المادة الكيميائية ودفنها تحت سطح الأرض، أما الغازات الضارة المنبعثة من المصانع فيتم معالجتها قبل خروجها إلى الهواء الجوي، وتتحول إلى غازات غير ضارة لصحة الإنسان، وهذه عملية مختلفة عن عملية التصريف.
التخلص من المواد البيولوجية
وتشمل بعض النفايات الخطرة الطبية ومخلفات الأبحاث البيولوجية التي تجرى فيها تجارب على الإنسان أو الحيوان، والأنسجة الآدمية والدم الملوث وجثث الحيوانات وغيره، ويكون بعض هذه المواد ملوثا وبعضها سامًا وبعضها يسبب تلوث جرثومي يشكل خطرا على صحة الإنسان، لذلك يجب الحذر عند التعامل مع هذه المواد، ويتم التخلص منها عن طريق وضعها في أكياس متينة بلاستيكية ومن ثم وضعها في أوعية أو حاويات مبطنة بمادة لمنع تسريب التلوث الجرثومي.
التخلص من النفايات القابلة للاشتعال
وهي في الغالب منتجات كيميائية سائلة أو صلبة مثل المواد البترولية وبعض المذيبات الناتجة عن العمليات الكيميائية في المصانع والمختبرات العلمية أو الصناعية أو مراكز البحوث الكيميائية، ويتم التخلص منها عن طريق وضعها في براميل معدنية خاصة لمنع تفاعلها مع أي شئ مما قد يسبب اشتعالها.
التخلص من المواد المتفجرة
وهي غالبا بقايا استخدامات العمليات العسكرية في الجيوش، وبعض المخلفات الصناعية والكيميائية أيضاً، ويتم التخلص منها عن طريق وضعها في حاويات مقاومة للصدمات ويجب أيضا اعتبار درجة الحرارة حتى لا تنفجر المواد.
تعتبر عملية نقل النفايات الخطرة إلى مواقع التخلص منها من أهم العمليات ويجب أن تتم بحيث يكون التلوث البيئي الناتج عنها أقل ما يمكن، فالمواد التي توضع في عبوات زجاجية مثلا يجب أن توضع في عبوة زجاجية أخرى أكبر منها إذا ما انكسرت العبوة الأولى، كما يجب أن تكون العبوات مصنوعة من مواد تتلاءم مع طبيعة المادة المخزنة فيها ويجب أن تكون محكمة الإغلاق بما يكفي لمنع تسرب الأبخرة أو الغازات أو أي مصدر للتلوث البيئي، كما يجب وضع ملصقات على المواد الخطرة للتعريف بطبيعتها ومدى خطورتها وكيفية نقلها وتخزينها والتعامل معها للحد من الحوادث التي تحدث للعمال القائمين على عملية النقل والتخزين والتخلص من هذه المواد كما يجب الحصول على موافقة الجهات المسؤولة للتأكيد على مواصفات المركبات والخزانات والحاويات والعبوات التي ستنقل فيها هذه المواد من مكان المصنع إلى مكان الدفن أو الحرق، كما يجب توفر معدات الأمن والسلامة للتعامل مع المواد إذا انسكبت أو اشتعلت أو تم تسريبها من عبواتها بشكل أو بآخر، ويجب أن يكون العاملين مدربين للتعامل مع هذه الحوادث بحرفية شديدة، ويجب تثبيت الاسطوانات الغازية بشكل يمنع وقوعها وانفجارها كما يجب ألا تخزن الغازات السامة أو القابلة للاشتعال تحت مستوى الأرض، ويتم تقليل كمية النفايات الخطرة بألا تستخدم في عمليات التصنيع من الأساس ويتم استبدالها بمواد آمنة للبيئة.
وفي حالات أخرى تتم معالجة هذه المواد عن طريق التحلل داخل الأرض حيث تتحول إلى مواد أخرى بفعل بيولوجية التربة، كما يمكن استخدام طريقة الحقن داخل الآبار، أو المعالجة البيولوجية أو الفيزيائية والكيميائية التي تنتج عنها مخلفات يتم التخلص منها عن طريق إحدى العمليات الكيميائية مثل التكليس والتكثيف وغيره من العمليات، كما أن هناك طريقة تخزين دائم للمواد مثل الدفن في المناجم، كما يمكن استرداد المواد الأصلية المكونة لهذه النفايات للاستفادة منها مثل استخلاص القواعد والأحماض أو تكرير الزيوت واستخدامها، أو استخدامها كوقود بحدود معينة بحيث لا تضر بالبيئة.
أضف تعليق