تسعة بيئة
المعادن السامة
بيئة » التلوث » المعادن السامة : تعرف على أهم المعادن السامة وكيفية تحاشيها

المعادن السامة : تعرف على أهم المعادن السامة وكيفية تحاشيها

من المعادن معادن مفيدة يستخدمها الإنسان في العديد من الأغراض، لكن هناك أيضًا المعادن السامة التي تسبب المرض، هيا نتعرف على المعادن السامة وعلى طرق تلاشيها.

ظهر مُصطلح المعادن السامة منذ أواخر القرن التاسع عشر، ثم بدأ في الانتشار بكثرة مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، وهي تحديدًا الفترة التي التفت فيه الإنسان إلى المعادن وأهميتها، بل وكونها عامل رئيسي في تحديد حجم اقتصاد كل دولة، وعليه بدأ الجميع في البحث والتنقيب عنها حتى أصبحت صناعة رائجة، لكن ما عكر صفو الأمر برمته هو هذا النوم السام من المعادن الذي يندس في طعام وشراب الإنسان، ويجعله عرضة للأمراض الفتاكة التي مُهد لها الطريق على يد هذه المعادن، فكان لابد من الانتفاض لمواجهة هذا الخطر الكبير، ومن هنا جاءت أهمية التعرف على المعادن السامة وكيفية تحاشيها؟

مقدمة في المعادن السامة وطرق الوقاية من أضرارها

ما هي المعادن السامة؟

المعادن عامة تتكون من عناصر ومواد غير عضوية، يتم العثور عليها في باطن البر أو البحر، وتُستخدم في عدة صناعات وتدخل في عدد كبير من المنتجات بما في ذلك المنتجات الغذائية، وهذه المعادن تتواجد تلقائيًا دون تدخل الإنسان، بل تقوم بذلك الطبيعة ممثلة في الشمس والرياح والمياه والزمن، مستغلةً الصخور والنباتات وعناصر أخرى، مُحدثةً بذلك تركيبة كيميائية غريبة، لا يُمكن على الإنسان الإتيان بمثلها، وينتج عن نفس التجربة معادن مختلفة، ويرجع ذلك إلى وجود عنصر دخيل في كل مرة يُفرّق بين معدن وآخر.

أما المعادن السامة على وجه الخصوص فتتكون عندما تتدخل المعادن في غذاء الإنسان، وعندما تتحلل مُركباتها داخل الجسم، فينتج عن ذلك تسمم معدني، وذلك بالرغم من حاجة الجسم إلى كمية، ولو ضئيلة، من تلك المعادن، وبذلك يُصبح الأمر مُعلقًا بين حاجة الشخص إلى هذه المعادن وخطورته عليه بما تُسببه من تسممات وأمراض.

أهم المعادن السامة

كما أسلفنا، المعادن هامة جدًا بالنسبة إلى الإنسان، بل وعنصر رئيسي في بناء جسده، لكن كل ذلك يحدث إذا كانت هذه المعادن قد استخدمت استخدامًا صحيحًا ولم تزد عن الحد المطلوب، أما إذا حدث غير ذلك تُصبح تلك المعادن سامة وضارة بالجسم، وفيما يلي بعض المعادن التي تكون سامة ومفيدة في نفس الوقت:

الزنك، أهم المعادن

من المعروف أن الزنك يتم العثور عليه في الحبوب، كما يتم استخلاصه أيضًا من النباتات واللحوم والأسماك وكل منتجات البحار عامةً، كما يتواجد بكثرة في الفواكه كالموز والتفاح، وتكمن أهمية الزنك وحاجة الإنسان إليه، والتي تُقدر بخمسة عشر مقدار، في أنه يُساعد على عمل الأنزيمات وتسريع التئام الجروح والتعافي من الكدمات، كذلك يُساعد على تسريع نمو الطفل وتقوية جهاز المناعة وحاسة الشم لديه، بل والأكثر من ذلك أنه مهم جدًا لتقوية الأظافر والشعر، ويدخل في صناعة العديد من الأدوية الهامة للإنسان.

كل ما مضى يكون في حالة إذا ما تم استخدام الزنك استخدامًا صحيحًا عادلًا، أما إذا تجاوز الأمر ذلك فإنه يتحول من معدن مهم لجسم الإنسان إلى معدن سام وخطير، ينتج عنه الكثير من الأخطار أهمها الغثيان والإسهال والتقيؤ، وارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة مُفرطة، وسلب كل الخصائص التي منحها للجسم من ارتفاع حاسة الشم وتسريع النمو وخشونة الجلد وجفافه، والأدهى من ذلك جعل الجسم مُهيأ لاستقبال العدوى.

الكالسيوم، معدن القوة الأساسي

الكالسيوم من المعادن الهامة جدًا بالنسبة لجسم الإنسان، حيث يعمل هذا المعدن على تقوية كل ما هو ضعيف في الجسم من عضلات وأسنان وأعصاب، وخاصةً الأسنان التي تستحوذ على تسعة وتسعين بالمئة من النسبة الكاملة لمعدن الكالسيوم بالجسم، بينما يذهب الواحد بالمئة المُتبقي إلى باقي الأنسجة، كما يُسهم بشكل كبير في تخثر الدم.

وبالطبع كل ما سبق يكون ما حالة إذا ما كان المُعدل الموجود بالجسم مضبوطًا، لا زيادة به أو نُقصان، وإذا حدث غير ذلك يتحول الكالسيوم واحد من المعادن السامة، ويؤدي إلى الكثير من الأضرار التي لا نهاية لها، أهمها على سبيل الذكر لا الحصر:

  • بالنسبة للنساء، يُسبب آلام شديدة خاصةً عند حلول موعد الدورة الشهرية.
  • هشاشة العظام وآلام عضلية مصحوبة بتشنجات وانهيارات نفسية.
  • بدلًا من تقوية العظام تحدث الهشاشة ومن ثَّم الخور والضعف.

هذه بعض المخاطر التي تنتج عن نقص أو زيادة الكالسيوم، ولتفادي ذلك يُمكن تناول الجبن والسردين والأسماك والمرطبات والعصائر والألبان، بشرط ألا تحتوي أيًا منها على مواد حافظة.

الحديد، أخطر المعادن السامة

ككل المعادن السابقة، يكون الحديد معدنًا هامًا وأساسيًا للجسم إذا استخدم بالقدر المناسب، أما إذا زاد أو نقص عن ذلك فإنه يتحول إلى عنصر من عناصر المعادن السامة، والحديد يوجد بشكل مُكثف في النباتات الخضراء كالسبانخ والملوخية، كما يتواجد في الباذنجان واللحوم الحمراء والشوفان وأغلب الفواكه.

فوائد الحديد

  • يضلع الحديد في تراكيب معظم المخاليط الجسمية كالهيمجلوبين.
  • يمتلك دور مؤثر في العمليات الحيوية وتنشيط خلايا الدم.
  • تسهيل عملية نقل الأكسجين إلى جميع مناطق الجسم.
  • تثبيت مُعدل الأنزيمات الهام جدًا للكبد، وبالتالي الوقاية من الفيروسات.

هذه بعض فوائد الحديد، والتي تتوافر في الجسم إذا ما كان يستخدم الحديد بالقدر المناسب، أما إذا زاد عن ذلك أو نقص فإنه يُعرضه للكثير من المخاطر والأمراض، أهمها:

  • الأنيميا وفقر الدم وضعف التركيز.
  • الشعور الدائم بالأرق والتعب والإرهاق دون بذل أي جهد.
  • بالنسبة للنساء، ينتج عن نقص الحديد آلام الحيض.
  • الصداع الدائم والشحوب وتساقط الشعر المستمر.
  • تليف القلب والتعرض لأمراض القلب.
  • عدم الوقاية من أمراض الشيخوخة التي تداهم الإنسان مع تقدم السن.
  • الوفاة، ويحدث ذلك في حالات نادرة.
  • الرصاص، المعدن الأول من حيث حالات التسمم.

لا يخفى على أحد الفوائد الكثيرة للرصاص والتي تأتي على رأسها حبّارات الطوابع ومُشتقات البنزين، كما أنه يُستخدم في صناعة بطاريات السيارات، ويُسهم أيضًا في صناعة الأسماك بصورة غير مباشرة، وذلك عن طريق دخوله في صناعة أنابيب نقل المياه، لكن الوجه الأخر لهذا المعدن الثقيل أكثر حدةً وأشدُ بأسًا، حيث أنه المُتسبب الأول في حالات التسمم التي تحدث على مستوى العالم، ويغزو هذا التسمم العظام والكلى في الحيوانات والبشر، ناهيك عن أنه قد يؤدي في ذروته إلى الموت المُباشر، ويشهد على ذلك أكثر من ربع مليون شخص من سكان جنوب شرق أسيا، إذا يتعرض مثل هذا العدد في هذه المنطقة للتسمم كل عام، يحدث ذلك بسبب الرصاص الذي يُعد أشرس المعادن الثقيلة.

كيفية تحاشي المعادن الثقيلة

بطريقة أو بأخرى نحن مُجبرون على التعرض المعادن الثقيلة واستخدامها، ففي ببعض الأحيان تكون تلك المعادن مُكملّ من مُكملات الغذاء في الجسم، إلا أنه في نفس الوقت يُمكن أن نتحاشى أضرارها بعدم الإكثار منها أو الزيادة في الجرعة المطلوبة من الجسم، وهذا أمر يُحدده الأطباء ويُشرفون عليه، لكن في نهاية الأمر ستظل تلك المعادن –حتى وإن كانت سامة- مُهمة لجسم الإنسان وضارة في نفس الوقت، وهذا تحديدًا ما يُطلقون عليه “حكمة الله”، حيث جعل الضرر والنفع مُتلازمين في شيء واحد، ومنح الإنسان أمر الاختيار بينهما، وهذه المعادن السامة تشهد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

14 − اثنا عشر =

  • جعل الله حكمته في تلازم النفع والضرر في المعادن التي تدخل في تكوين جسم الانسان…يبقى تحديد كمية هذه المعادن للوقاية من التسمم بها وحدوث اضرارها في حال نقصانها…..احسنتم مقال رائع.