يوجد في الطبيعة 35 عنصر تصنف على انها معادن منها 23 فقط معادن ثقيلة، وقد ظهرت هذة التسمية في ستينيات القرن العشرين وكانت تستخدم للدلالة على عناصر ومركبات تحتوي معادن ذات كثافة عالية او كتلة ذرية عالية ولها تأثيرات ضارة على صحة الانسان والبيئة، وهو ما جعل بعض المختصين الى تغيير هذة التسمية الى المعادن السامة . وقد سميت في البداية بالمعادن الثقيلة كون القسم الاكبر منها له كتلة ذرية او كثافة اعلى من عنصر الكربون فيما تم اضافة بعض المعادن الاخرى الى القائمة لكونها تتشابه في خصائصها مع هذة المعادن.
بعض المعادن الثقيلة موجودة بكثرة في الطبيعة مثل الحديد والنحاس وبعضها موجودة بنسبة اقل مثل الذهب والفضة والكروم والرصاص, وقد ثبت ان المعادن الثقيلة سامة بدرجات متفاوتة كما ان الضرر الذي تحدثه متنوع، فمنها ما يؤثر في الحواس ومنها ما يؤثر في الاعصاب ومنها ما يؤثر في الكبد والاعضاء الداخلية .
تستخدم مركبات المعادن الثقيلة في عدد كبير من التطبيقات لخصائصها الفيزيائيىة والكيميائية الممتازة فهي موصلة جيدة للحرارة والتيار الكهربائي ومركباتها ملونة ولها ثباتية عالية لا تتأثر بسرعة بالعوامل الجوية ولمعضمها قابلية للطرق والسحب والتشكيل, الا ان اهم ما ينتج عن استخدامها هو السموم التي تؤثر في النبات والانسان والحيوان ومما يزيد من تعقيدات المشكلة انها تبني تراكيز تراكمية داخل الجسم سواء في الكبد او العضلات او الدهون, مما يزيد احتمالية تعرض الانسان للضرر دون علمه بالسبب المباشر له.
وفيما يلي ابرز المعادن الثقيلة وتأثيراتها المحتملة :
1- الرصاص :
يستخدم الرصاص في البنزين وحبر الطابعات في بعض الدول التي ما زالت لا تمنع استعماله في هذة التطبيقات ، كما يستخدم بكثرة في بطاريات السيارات كما كان يستخدم في انابيب نقل المياه لكن تم منع التعامل بهذا النوع من الانابيب منذ فترة طويلة وفي صيد السمك, ويعد الرصاص اكثر المعادن الثقيلة من حيث حالات التسمم يسببها سنويا في العالم سواء للانسان او الحيوانات البرية والبحرية, يتركز التسمم بالرصاص في العظام والدم والكلى والدماغ والغدة الدرقية ويسبب قصورا في عملها وكما يؤدي الى التخلف العقلي عند الاطفال، و اذا كانت الجرعات التي تم التعرض لها كبيرة فإنه يؤدي الى تشنجات عصبية قد تنتهي بالموت, تعد منطقة جنوب شرق اسيا اكثر مناطق العالم تأثرا بتسمم الرصاص، اذ يصاب فيها اكثر من ربع مليون انسان بتسمم الرصاص سنويا فيما يسجل مثل هذا الرقم تقريبا في باقي دول العالم.
2- الكروم :
يستعمل الكروم بكثرة في عمليات طلاء المعادن وفي دباغة الجلود، وفي صباغة الاقمشة والمنسوجات، يدحل الكروم الى الجسم بشكل رئيسي عن طريق استنشاق الابخرة المحتوية على مركبات الكروم فيما تقل امكانية دحوله عبر الجلد، ويسبب تقرحات في المجرى التنفسي والتهابات شديدة في الرئتين كما انه مادة مسرطنة، ومن الامور الجيدة في تسمم الكروم انه يتم التخلص منه مباشرة مع البول، ولا يتراكم في اي عضو من اعضاء الجسم.
3- الكادميوم :
يصل الكادميوم الى الهواء الجوي كناتج سلبي لعمليات حرق الفحم في محطات توليد الطاقة, اذ ينتقل مع الغبار الناتج عن نقل الفحم الى المناطق المحيطة ويستقر في اجسام الكائنات الحية او التربة او المصادر المائية, يدخل الى الجسم بشكل اساسي عن استشاق الغبار المتطاير, ويؤثر في عمل الكلى كما قد يسبب السرطان وفي حال استنشاقه بتراكيز عالية فإنها يؤدي الى الام شديدة في الرئتين واضطراب في القلب كما يؤدي الى رفع ضغط الدم والى امراض الكبد وفقر الدم.
4- الزئبق :
يدخل الزئبق في تصنيع بعض الاجهزة الالكترونية وفي بعض موازين الحرارة والضغط، ويمكن ان يصل الى الهواء او الى مصادر المياه عن طريق التخلص غير الصحي من بعض الاجهزة المستعملة، ويسبب دخول كميات قليلة من الزئبق الى الجسم وتركمها حالات من عدم التوازن العصبي وضعف النظر واذا زادت الجرعة عن الحد الخطر يمكن ان تنتهي بفقدان الانسان لحياته.
5- الزرنيخ :
يتواجد الزرنيخ بمكيات جيدة في الطبيعة وقد كانت مركباته من اشهر انواع السموم المستخدمة قديما وذلك لكونها بلا طعم ولا رائحة مميزة وكذلك تظهر اعراض التسمم بها بعد مدة مما يجعل الانسان يتناول كميات اكبر من السم دون علمه, وعند التسمم بالزرنيخ فإن اهم الاعراض التي تظهر على الانسان هي القيء والغثيان والاسهال وعدم التركيز ثم التأثير على عمل الاعضاء الداخلية واضطراب عملها، اما في حالة التعرض لجرعات خفيفة على مدى فترات طويلة فإنه يتسبب بطفح جلدي يتطور الى تقرحات, وزيادة في سمك الجلد, بالاضافة الى حالات قيء واسهال متكررة ، وقد يكون التسمم بمركبات الزرنيخ العديدة .
6- النحاس :
بعكس بعض العناصر الاخرى فإن النحاس مفيد للجسم لكن بتراكيز قليلة، لكن اذا زاد تركيزه في الجسم عن حد معين فإنه يستبب بعدة مشكلات صحية اهمها ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم واضطرابات الجهاز العصبي كذلك يؤدي الى اضطرابات السلوك لدى الاطفال وقد يكون سبباً في التوحد.
7- الذهب :
تسعمل مركبات الذهب السامة في بعض الادوية ، يسبب التسمم بمثل هذة المركبات الى حدوث الجهاز الهضمي كما قد تسبب في الحساسية كما انه يسبب ضعف الجهاز العصبي الذي ينتهي بمرض الزهايمر.
8- الفضة :
كانت الفضة تستعمل بكثرة في الصناعة وللأغراض الطبية مثل علاج بعض القرحات، يسبب التسمم بالفضة ظهور اللون الازرق في الجلد والى تضرر الاغشية المخاطية في الجسم كما ان مادة نترات الفضة مادة سامة تسبب تقرحات مؤلمة في الجهاز الهضمي اذا تم تناولها عن طريق الخطأ .
المعادن الثقيلة مواد سامة ومعظم مركباتها عالية السمية ولتجنب التعرض لحالات التسمم لا بد من معالجة المصادر التي تنتج تلك السموم اما بإستخدام مواد بديلة في الصناعات التي تستخدم فيها او بإستخدام تقنيات متطورة لمنع وصولها الى جسم الانسان او مصادر المياه او التربة، ومعظم حالات الضرر الناتج عن التعرض للمعادن الثقيلة تكون عملية التسمم مزمنة ولا تظهر الى في مراحل متقدمة من دخولها الجسم وهو ما يدفع الى الوقاية من تلك السموم بشكل اكبر، كذلك فمعظم المعادن الثقيلة تبني تراكيز تراكمية في الجسم مما يزيد من خطورتها وكذلك فإن اعراض التسمم قد تتشابه مع بعض الامراض المعروفة مما قد يصعب عملية الكشف عنه في مراحله الاولى, ولعل افضل الطرق للتخلص من التراكيز التراكمية للمعادن الثقيلة في الجسم او الحد من زيادتها هو الخروج من المنطقة الملوثة والتوجه نحو مناطق ليس فيها تلوث، كما ان استعمال بعض الاعشاب التي ثبت انها تساعد في تخليص الجسم من المعادن وتنظيف الاعضاء الداخلية.
من فضلكم ما هو اسم الباحث اريد ان اقتبس من المقال في مذكرتي و انا بحاجة لاسم الباحث ارجو الاجابة ان امكن