تسعة بيئة
المعادن الأغلى
بيئة » المعادن » المعادن الأغلى : تعرف على المعادن الأغلى في الطبيعة

المعادن الأغلى : تعرف على المعادن الأغلى في الطبيعة

تزخر الطبيعة بملايين المعادن، لكن ليست كلها قيمة، في الحقيقة هناك قلة فقط من المعادن التي تعتبر معادن قيمة، تعرف معنا على المعادن الأغلى في الطبيعة.

تمتلئ الأرض بالكثير من المعادن، ولن نبالغ إذ نقول ملايين المعادن، لكن ثمة مجموعة منها تُصنف على أنها المعادن الأغلى ، تمامًا كما تُصنف البعض الآخر بالمعادن الأفضل للجسم، والمعادن الأكثر استخدامًا، وهكذا في باقي التصنيفات، لكن قائمة المعادن الأغلى التي سوف نتعرف عليها في السطور التالية سوف تُفاجئ البعض، وخاصةً من لا يعرفون سوى الذهب والفضة والألماس وغيرها من المعادن الشهيرة المتداولة، مع العلم أن ثمة معادن لم نسمع عنها من قبل وتفوق أضعاف ثمن المعادن الشهيرة، وهذا هو السبب الرئيسي للكلمات الآتية.

تعرف على المعادن الأغلى من حيث القيمة

المعادن الأغلى في الطبيعة

كما أسلفنا، هناك الكثير من المعادن التي يُمكن أن تندرج تحت قائمة المعادن الأغلى في الطبيعة، لكننا سنكتفي بذكر عشرة منها فقط، ومعظم ما سيلي ذكره يتم التعامل به في بعض الأمور النادرة، أما البقية فهم شائعين ومتوفرين في كل مكان، فدعونا نتناول كلاهما بشيء من التفصيل.

الروديوم، المعدن المقاوم للتآكل

يتربع على قائمة المعادن الأغلى في العالم معدن الروديوم، حيث تصل أسعار الجرام الواحد منه إلى ألف دولار في بعض الأحيان، وذلك بالرغم من أنه معدن حديث الاكتشاف، حيث تم اكتشافه مطلع القرن التاسع عشر على يد مكتشف أمريكي يُدعى ويليام هايد، وقد يتعجب البعض من ارتفاع ثمن الروديوم بالرغم من عدم انتشاره، إلا أن ذلك نتج عن التكاليف المُبالغ فيها لعملية استخراجه، مما جعله أثمن المعان النفيسة.

ولأن الروديوم معدن غير قابل للتآكل فقد تم استخدامه في بعض الصناعات التي تحتاج مثل هذه النوعية من المعادن، لكن أشهرها على الإطلاق هي صناعة المجوهرات والتوصيلات الكهربائية، كما أن محركات الطائرات تُصنع باستخدامه مع معدن البلاتين أيضًا.

الذهب، معدن الجماهير

يُعتبر الذهب من أكثر المعادن النفيسة استخدامًا، فهو ليس ضمن قائمة المعادن الأغلى فقط، وإنما أيضًا يُعد السيد الأول لهذه المعادن، حيث كان يُستخدم طِوال العصور العتيقة كعملة رسمية رئيسية، وقد كان امتلاك الذهب أشبه بامتلاك الدولار أو العملات الورقية الآن، لذلك تم تسميته بمعدن الشعب، لكن، في الآونة الأخيرة، وتحديدًا في ثلاثينات القرن الماضي، تم إلغاء التعامل بالذهب كعملة، وعاد استخدامه كمعدن نفيس فقط مرة أخرى.

حظي الذهب بكل هذه الشهرة والشيوع لأسبابٍ كثيرة أهمها سهولة استخدامه، حيث أنه معدن لين، يُمكن سحبه وتشكيله بأي شكل، وهي أفضلية لا تشمل الكثير من المعادن النفيسة الأخرى، كما أن الشيء الأهم هو أنه غير قابل للتآكل، وهو الأمر الذي جعله مختلفًا عن باقي المعادن الأخرى المُقلّدة، والتي حاولت بشتى الطرق احتلال مكانته.

البلاتين، عدو الصدأ الأول

البلاتين أيضًا يقع ضمن قائمة المعادن الأغلى في الطبيعة، بل وجاءت فترة من الفترات كان البلاتين يتصدر هذه القائمة، حيث أنه المعدن الأندر من حيث الوجود بين كل المعادن، وهو أمر جيد فيما يتعلق بالقيمة التي يأخذها بسبب ندرته، لكن بالطبع ليس هذا فقط ما يُميز البلاتين، فهو معروف بالمعدن الذي يصدأ والمقاوم الأول لحرارة الشمس أيضًا، كما أنه يظل محتفظًا ببريقه للأبد، مهما تعرض لتضاريس شديدة من برودة وحرارة.

يُستخدم البلاتين في صناعة المفاعلات الكيميائية والألواح، كما يُستخدم في صناعة الأسلاك الرقيقة النادرة، وربما هذا ما جعله يحتل قيمة أكبر من منافسه الأول الذهب، إذا أن سعر البلاتين قد يصل في بعض الأحيان إلى أن يكون ضعف سعر الذهب، وهو أمر غير شائع لعدم شيوع التداول بالبلاتين من الأساس.

الأوزميوم، المعدن الكثيف

يأتي الأوزميوم على قائمة المعادن الأغلى في الطبيعة أيضًا، لكنه يتميز عنهم بكثافته العالية، بل أنه يُعد المعدن الأكثر كثافة على وجه الأرض، وهو يمتاز أيضًا بلونه الغريب، وهو الفضي المنقوش بنقاط زرقاء، كما يمتاز بهشاشته العالية، ولكل تلك المميزات تُكثف دول كبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، صناعة الأوزميوم.

يُستعمل معدن الأوزميوم في صناعات متعددة مثل صناعة السبائك، مشتركًا بذلك مع معادن أخرى كالبلاتين، أما الاستعمال الأكثر شيوعًا فهو الاستخدام في صناعة السنون الخاصة بأقلام الحبر، فهو تقريبًا العصب الرئيسي لها، وبذلك تتضح أهمية الأوزميوم الشديدة، والتي جعلته يقبع في قائمة المعادن الأغلى والأهم في الطبيعة.

الفضة، مُتذيل القائمة

إذا اعتبرنا أننا على وشك ترتيب قائمة المعادن الأغلى في الطبيعة فإننا بالطبع سوف نضع معدن الفضة في زيل هذه القائمة، وذلك ببساطة لأن ثمنه هو الأقل بينهم، لكن، بالرغم من ذلك نجد أنه مُستعمل بشدة ويدخل تقريبًا في كافة الصناعات، والتي أهمها بالطبع صناعة النقود، حيث كان قديمًا مُصاحبًا للذهب كعملة متداولة، بالرغم من كونه أقل قيمة منه، لكن هذا لا يمنع من وجوده الكبير والمؤثر.

تُعد الصين والهند والمكسيك من أوائل الدول التي سعت للتنجيم عن الفضة، وهو صناعة رائجة لأنه موجود بكثافة عن الذهب، ولم تعد استخدامات الفضة في الوقت الحالي تقتصر على صناعة المجوهرات فقط بل أنه أيضًا أصبح يُستخدم في تنقية المياه، أي أنه البديل الأفضل للكلور، إن لم يكن يفوقه في دقته وأفضليته صحيًا.

الأنديوم، خليط المعادن

دخل معدن الأنديوم قائمة المعادن الأغلى عقب الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد أن تم اكتشافه واستخدامه في صناعة قطع غيار الطائرات، وربما هذا هو السبب الأهم لإكسابه شهرة كبيرة بالرغم من أنه لا يُعد أصلًا معدن واحد، وإنما هو مُركب من عِدة معادن ومواد كالزنك والنحاس والرصاص، حيث يتم تجميع مُفرداته من تلك المعادن ثم يتم خلطها ليخرج الأنديوم في صورته النهائية، كما يُستخدم أيضًا في صناعة شهيرة وهي صناعة المرايا، لكن المرايا التي تُصنع من الأنديوم تُصبح ضد الكسر بفعل المواد القوية الموجودة أصلًا في تركيبة المعدن، ولكل ذلك خرجت عدة محاولات لتقليد معدن يُشبه الأنديوم إلا أن هذا الأمر كان سهل الكشف بسبب اللون المميز وعدم القابلية للتآكل، وهو ما لا يتوافر في معادن التقليد.

الأيريديوم، المعدن الأندر

لا يُعد معدن الأيريديوم من أهم المعادن الأغلى في الطبيعة فقط، وإنما الأندر أيضًا، فهو موجود تقريبًا بنسبة لا تتجاوز 1,%، وقد تم اكتشافه في نفس عام اكتشاف الروديوم، 1804، وهو أيضًا لم يكن وحده، بل كان مُختلطًا بمعدن البلاتين، وتحديدًا شوائبه التي كانت لا تقبل الذوبان، وهو ما عزز وجوده حتى وقت اكتشافه.

يدخل الأيريديوم في أهم الصناعات وهي صناعة الطائرات، كما أن أنابيب المياه وخطوط النت تُصنع منه بسبب قدرته الكبيرة على الاحتفاظ بعناصره وعدم التآكل.

البالاديوم، معدن الإلكترونيات

عقب اكتشاف البالاديوم مطلع القرن التاسع عشر ظهرت أولى صيحات عالم الإلكترونيات، وقد كان هذا المعدن مُناسبًا جدًا في هذا الوقت لأن أكثر استخداماته كانت في هذا المجال، ثم بعد ذلك بدأ البالاديوم في اقتحام باقي الصناعات شيئًا فشيئًا حتى دخل صناعة السيراميك والسبائك، ويمتاز ذلك المعدن بالانسيابية والليونة ومقاومة الصدأ، إضافةً إلى سعره الباهظ الذي يدل عليه استخداماته، لذلك لم يكن من الغريب أبدًا أن يدخل البالاديوم قائمة المعادن الأغلى، بل ويحتل مكانة مرموقة فيها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × اثنان =