لا شك أن المخلفات التي تأتي نتيجة أنشطة الإنسان المختلفة، تمثل خطورة على حياته، ولكن بالحديث عن المخلفات النووية يجب أن ندرك أننا نتعامل مع أشد أنواع المخلفات فتكاً وضرراً على حياة الإنسان بجميع نواحيها، حيث أننا نجد أن المخلفات النووية تكون مشعة، ولعل الجميع يعرف مدى خطورة الإشعاع النووي على حياة الإنسان والبيئة المحيطة به، والجميع يدرك مدي خطورة التشوهات والإعاقات التي تحدثها الجرعات الزائدة من الإشعاع النووي، لذا عند التعامل مع المخلفات النووية يجب أن نأخذ كامل الحرص في ذلك، حتى لا يقع علينا ضرر جسيم يصعب علاجه بعد ذلك.
محتويات
الطاقة النووية
إن الطاقة النووية نوع أو صورة من صور الطاقات المختلفة الموجودة في حياتنا، وهذه الطاقة يتم توليدها من داخل نواة الذرة عن طريق العديد من تفاعلات انشطار وإندماج داخل المفاعلات النووية وأكبر استخدام لها في حياتنا اليومية، هو توليد الكهرباء من محطات الطاقة النووية، حيث أصبحت تمثل نسبة كبير من الكهرباء المولدة على مستوى العالم، فوصلت إلى حوالي 14 % من إجمالي الكهرباء التي تغطي جميع أنحاء العالم، وأيضا تم استعمالها لإدارة الغواصات تحت الماء، فأصبح في يومنا هذا هناك ما يزيد عن 150 غواصة، تعمل بالطاقة النووية لذا أصبح العلماء يبحثون في الطاقة النووية ليل نهار من أجل رؤيتهم في هذا المصدر الحقيقي للطاقة الذي لا يتوقف، وكل ما يعوق تقدمهم في هذا المجال هو التكلفة المنفقة لبناء محطة طاقة نووية.
محطة الطاقة النووية
إن محطة الطاقة النووية أو ما يطلق عليها المفاعل النووي، لهو نوع من أنواع المحطات المولدة للطاقة الحرارية والطاقة البخارية، وتختلف محطة الطاقة النووية عن محطة توليد الحرارة في أنها تحتاج إلى مكان معزول يمنع تسرب الإشعاع الذري خارجه، ويكون هذا المكان معزول جيدا من أجل الحفاظ على سلامة التربة وسلامة الأشخاص وذلك على عكس محطات توليد الطاقة الحرارية التي تحتاج إلى فرن ليحترق فيه الوقود وينتج منه الطاقة البخارية، ومن المعروف أن محطة الطاقة النووية ينتج بداخلها حرارة هائلة نتيجة انشطار ذرة اليورانيوم ومن هذه الطاقة الحرارية يتم تسخين المياه وتحويلها من صورة سائلة إلي صورة غازية في هيئة بخار ماء يمتاز بدرجة حرارة عالية وضغط عالي، ومن ثم نبدأ في توجيه هذا البخار المحمل بالحرارة والضغط نحو توربين بخاري يعمل البخار على دورانه ومن ثم يتم تحويل الطاقة البخارية المتمثلة في البخار ذا الضغط ودرجة الحرارة العالية إلي طاقة ميكانيكية تتمثل في دوران التوربين البخاري، ومن ثم يتم تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية عن طريق المولد الكهربي، وبالحديث عن تاريخ المحطات النووية فإن أول محطة نووية أنشأت كانت عام 1954، وكانت تبعاً للاتحاد السوفييتي، أما بالحديث عن الضرر الناتج عن تلك المحطات فنجد أن لكل محطة نووية مخلفات نووية مشعة تضر بحياة الإنسان ضرر واضح ومباشر، لذا على كل من يمتلك محطة توليد نووية أن يدرك مسبقاً المكان والطريقة السليمة التي سيستعملها للتخلص من المخلفات النووية.
استخدامات الطاقة النووية
إن الطاقة النووية أصبحت تستخدم في كافة مجالات الحياة سواء كانت العلمية أو الزراعية أو الطبية، وبالتأكيد في المجالات الصناعية، حيث انتشر استخدامها بشكل موسع في الآونة الأخيرة، وبالحديث عن استخدام الطاقة النووية في المجالات الطبية فالكثير منا يعتقد أن جل استخدامها في المجالات الطبية هو علاج الأمراض الخبيثة ولا سيما السرطان ولكن الحقيقة أن هناك استخدامات عديدة للطاقة النووية في المجال الطبي وتتمثل في أن هناك مجموعة من النظائر المشعة والتي يتم الاستعانة بها في علاج مرض السرطان، وهذا هو الاستخدام الأكثر انتشاراً، ولكن من الممكن أيضا الوقاية من هذه الأمراض عن طريق الطاقة النووية بجانب أن معظم النظائر المشعة المستخدمة في المجال الطبي تقع تحت خاصية تشخيص المرض ومثال لذلك فمن الممكن تشخيص حالة الغدة الدرقية من درجة نشاط وخمول عن طريق استخدام عنصر مشع ألا وهو اليود المشع، حيث يستخدم تمتص الغدة الدرقية اليود المشع وبذلك يمكن استخدامه لتشخيص الحالة التي عليها الغدة الدرقية، وأيضا تستخدم في العديد من عمليات التشخيص الطبي الأخرى، أما بالحديث في المجال الزراعي فنجد أن الذرة المشعة أضافت الكثير للعلماء في عملية زيادة الإنتاج الحيواني والنباتي أيضا، لذا فقد ساعدت استخدامات الطاقة النووية في المجال الزراعي علي محاربة الجوع وأيضا وفرت سبل عيش مريحة لدي الأفراد من خلال عملية تحسين السلالات الزراعية والحيوانية، وقد توصل العلماء للطريقة الأمثل لحفظ الأغذية وهي الأحدث حتى الآن بتعريض الأغذية لجرعة من الأشعة النووية التي تعمل علي الحفاظ علي الأغذية دون أن تفسد، وأيضا استخدمت الطاقة النووية في عمليات ما تسمى بالتعقيم الإشعاعي، والتي من ضمنها تعقيم الأغذية وحفظها من الفساد لفترات من الزمن ليست بالقصيرة، أما عن الاستخدام في المجال الصناعي فنجد أن الطاقة النووية تسهم بشكل كبير في المجال الصناعي، حيث تستخدم لزيادة الإنتاج الصناع بشكل كبير، وأيضا توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لإدارة المصانع، كما تستخدم النظائر المشعة في الكشف عن عيوب الصناعة فهي تستخدم لكشف التسرب الذي يحدث في الأنابيب الموجودة في الأرض أو في الجدران والتي يصعب الوصول إليها كما تستعمل النظائر المشعة في قياس درجة جودة المنتجات المطروحة في الأسواق وأيضا معرفة جودة السبائك التي تدخل في العديد من الصناعات، كما لها استخدام آخر في مجال الصناعة ألا وهو استخدامها في القياسات الدقيقة كما تعد النظائر المشعة مصادر للطاقة الضوئية والتي تستخدم في كثير من الأجهزة الصناعية الحديثة، أما بالتوجه في الحديث إلى دور الطاقة النووية في المجال العلمي، نجد أنها فتحت الباب أمام الكثير من العلماء لاكتشاف ما هو جديد في العلم وخباياه، ولا سيما في عمليات البحث العلمي، حيث استطاع العلماء توظيف الطاقة النووية، وكل ما يخص النواه والنظائر المشعة في كشف الجديد من العلوم الأخرى، ولا سيما بدراسة وعمل أبحاث عن عنصر الكربون الذي يحمل الكثير والكثير من خبايا العلم، والذي يحتاج إلي مقالاً مفصلاً للحديث عنه وأيضاً عنصر البوتاسيوم يزيد الاهتمام به في المجالات العلمية بشكل ملحوظ ولكن بالرغم من كل هذه الاستخدامات الهائلة للطاقة النووية، إلا أنه لا يوجد شيء كامل في الحياة حيث أن الطاقة النووية له الجوانب السلبية العديدة والمدمرة أيضا للإنسان وحياته بشكل عام، وهذا ما سيتم التطرق إليه في التأثير السلبي للطاقة النووية والإشعاع النووي على صحة الإنسان والكائنات الحية كلها.
المخلفات النووية وأضرارها
إن الطاقة النووية الهائلة برغم استخداماتها المفيدة في المجالات المتعددة بشكل موسع إلا أن التأثير الإشعاعي للطاقة النووية على الكائنات الحية له عظيم الأثر الضار عليهم، حيث أن التعرض لجرعات إشعاعية زائدة يؤدي ذلك إلى حدوث تشوهات وإعاقات من الصعب علاجها، وأحيانا ما يبلغ الأثر أقصاه ويؤدي إلى وفاة المصاب، حيث أن الإشعاع الناتج عن الطاقة النووية يتخلل إلى الخلايا الحية الموجودة بالجسم مباشرة، ويؤثر فيها تأثير مباشر وتختلف درجة تأثير الجرعة من الإشعاع النووي على الكائن الحي باختلاف نوع الكائن الحي، حيث أن الحشرات تموت من جرعات إشعاعية أقل بكثير من غيرها من الكائنات الحية الأخرى حتى إن هناك أنواع من الحشرات تختلف جرعة موتها الإشعاعي بسبب اختلاف نوعها واختلاف تركيبها وقدرة تحملها، ومن المعروف لدينا أن كمية المخلفات الناتجة عن المحطات النووية أقل بكثير من كمية المخلفات الناتجة عن المحطات الحرارية التي تعمل علي الوقد الحفري سواء كان الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي، ولكن خطر المخلفات النووية أكبر بكثير من خطر المخلفات الأخرى حتى وإن كانت الكمية قليلة، لذا فإن الدول التي تستخدم الطاقة النووية لأي غرض من الأغراض، وأشهرها توليد الكهرباء تعمل وبجد على التخلص من تلك النفايات التي تعرض حياة الإنسان للخطر، ومن الطرق المستخدمة في التخلص من تلك النفايات الخطيرة دفنها في طبقات بيولوجية معينة من الأرض، بحيث تكون أبعد شيء عن الإنسان هي والخطر التي تمثله علي حياة الفرد والمجتمع، وأحيانا ما تستمر هذه الإشعاعات إلي مئات بل آلاف من السنين تحت الأرض حتى يتم إخمادها أو أن يصل مستوى إشعاعها إلى المستوى الطبيعي للإشعاع وحينها لا تمثل خطر علي حياة الإنسان.
إن خطر المخلفات النووية لهو من الأخطار الشديدة على حياة الإنسان وليس الحديث عن الإنسان وحده، بل الحديث عن المجتمع كله، حيث تعمل الإشعاعات النووية على تدمير أكبر قدر ممكن من النطاق الواسع التي تستطيع مد الإشعاع إليه، لذا على كل من يعمل في مجالات الطاقة النووية أخذ الحيطة والحذر الشديد حول محطات توليد الطاقة النووية، وبالرغم من كل هذه الأضرار التي يتعرض لها الفرد والمجتمع نتيجة المحطات النووية ومخلفاتها، إلا أننا نستمتع بفوائد في كافة مجالات الحياة وأهمها المجال العلمي الخاص بإدارة كافة المجالات الأخرى، حيث أن العلم هو المتحكم في جميع المجالات الأخرى من مجالات الحياة وبهذه الطريقة نستطيع أن نخضع فوائد الطاقة النووية بالعلم في جميع المجالات المختلفة الأخرى منها، المجال الطبي الذي أصبح استخدام الطاقة النووية فيه على نطاق واسع في تشخيص المرض وعلاجه وحتى أنه تم استخدامها في الوقاية من الأمراض، وأيضا تم استخدام الطاقة النووية في المجال الصناعي بشكل موسع جدا أكثر من أي مجال آخر، حيث أنه تم استخدامها في الكشف عن عيوب الصناعة وجودتها، وأيضا في قياس الدقيق لطول الأنابيب الدقيقة وكشف ما إن كان هناك عيب في أي من الأنابيب التي يصعب الوصول إليها سواء كانت مدفونة في باطن الأرض أو الموضوع في الحائط، وكذلك يتم استخدام الطاقة النووية في المجال الزراعي من حيث تحسين جودة المحاصيل والعمل علي زيادة الإنتاج الزراعي لسد حاجة البلاد من الفقر والجوع، وبالتالي النعيم في حياة من الرفاهية كما تستخدم الطاقة النووية في عملية تسمي البسترة الإشعاعية وأحيانا العمليات التي تسمى بالتعقيم الإشعاعي والخاصة بعملية حفظ الأغذية، ومع كل هذه التطورات في استخدام الطاقة النووية في مجالات المختلفة لا ننسى خطر التخلص من النفايات والتأثير الإشعاعي الضار العائد منها بالضرر الجسيم علي حياة الإنسان، وهذا ما يجعلنا نتأمل خلق الله وصنعه في كل شيء، فهو خلق العلم لتسخير مثل هذه الأشياء لنفع الإنسان وإفادته وزيادة نعيمه في الحياة كما أن العلم أيضا هو ما يحمينا من هذه الأضرار الناتجة عن استخدام الطاقة النووية والتي يمكن أن نطلق عليها بدلاً من مخلفات الطاقة النووية الآثار الجانبية للطاقة النووية.
أضف تعليق