تسعة بيئة
المحميات الطبيعية
بيئة » الطبيعة » المحميات الطبيعية : تعرف على فكرة المحميات ودورها في حماية البيئة

المحميات الطبيعية : تعرف على فكرة المحميات ودورها في حماية البيئة

تعد فكرة إنشاء المحميات الطبيعية من الأفكار الثورية عند الحديث عن البيئة والتنوع الحيوي ومقاومة التلوث، نتعرف على أشهر المحميات الطبيعية ودورها المهم.

تُعتبر المحميات الطبيعية المحاولة الأخيرة من الإنسان لإصلاح ما أفسده بنفسه، فهي أساسًا تقوم على حماية النباتات والحيوانات وغيرها من الأشياء المهددة بالانقراض، وهذا الانقراض أصلًا جاء بسبب جهل الإنسان واستهلاكه كافة الأشياء الموجودة على الأرض دون إدراكٍ أو شعورٍ بالمسئولية، حتى وصل الأمر إلى النقص والعجز والخلل، فلم يكن هناك بدٌ من إنشاء المحميات الطبيعية وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من نباتات وحيوانات، هذا بالرغم من أن الحميات الطبيعية نفسها تتعرض للانتهاك ويُمارس فيها كل ما تم تجريمه من قبل وأدى إلى حدوث هذا الانقراض، وهذا بالطبع لا يمنع من دور المحميات الطبيعية الهام، والذي سنتعرف عليه سويًا في السطور الآتية.

المحميات الطبيعية ودورها في الحفاظ على البيئة

ما هي المحميات الطبيعية؟

المحميات الطبيعية هي عبارة عن مساحة محددة، يتم تحديدها من قِبل الحكومة والمسئولين، وتكون كذلك تحت إشرافهم وحمايتهم الخاصة، وهذه المساحة تُخصص لحفظ كل ما هو مُعرض للفناء والانقراض، سواء كان نبات أو حيوان أو طير أو أي شيء يُمكن أن يتأذى من البيئة والإنسان، ومع أن البعض قد لا يسمع بوجود المحميات الطبيعية أصلًا إلا أنها موجودة في كل مكان، ولكن ربما تمنع بعضها الدخول للأشخاص العاديين، وتكون مخصصة للعلماء والباحثين فقط، وهذا بالطبع ليس نوعًا من التفرقة، وإنما محاولة أخرى للحفاظ على المحمية والثروات الموجودة فيها، ولذلك يُقال دائمًا أن المحميات الطبيعية عبارة عن قطعة من الجنة موجودة على الأرض.

بداية المحميات الطبيعية

المحميات الطبيعية ليست ظاهرة حديثة، فالإنسان يُفسد من قديم الأزل، لذلك نجد أن تاريخ وجود تلك المحميات قد بدأ من آلاف القرون، بل أنه قد بدأ قبل الميلاد، وتحديدًا في عام252 ق م، حيث رأي ملك الهند وقتها، وكان يُدعى أسوكا، أن بعض الحيوانات والأسماك والنباتات تقترب تدريجيًا من الانقراض، لذلك قرر إنشاء محميات طبيعية لحفظهم، بل وسن قانون مُخصص لهذا الأمر، تخيل؟ في عام 252 ق م!

المحاولة الثانية التي تم توثيقها فيما يتعلق ببداية المحميات الطبيعية كانت في عام 1084، وهو زمن الملك البريطاني وليم الأول، فقد رأى هو الآخر أن بعض الحيوانات بدأت تختفي تدريجيًا، وأنه يجب الحفاظ عليها لحق الأجيال القادمة في رؤيتها، لذلك قام بطلب بحث ومسح لجميع الأراضي البريطانية، وذلك لمعرفة أي الحيوانات والنباتات مُهددة بخطر الانقراض ووضعها في مكان آمن يضمن المحافظة عليها، وهي نفس فكرة المحميات، لذلك لا داعي للعجب إذا قلنا أن الإنسان يُحاول إصلاح ما أفسده منذ بداية الحياة على هذا الكوكب، وللغرابة، لم يُفكر يومًا في إصلاح نفسه.

مواصفات المحميات الطبيعية

المحميات الطبيعية في الغالب لا تكون مجرد قطعة أرض واهية يتم تحديدها عبثًا، فهي تكون بشكل أو بآخر مليئة بالحفريات التي يمكن أن تكون قد تكونت في عصور سابقة، وهذه الحفريات تُستخدم في المحافظة على النباتات خصوصًا، أي أن المحميات الطبيعية تتطلب مواصفات خاصة حتى تتمكن من تأدية واجبها في الحفاظ على البيئة من حيوانٍ ونبات.

المحميات الطبيعية يجب أن تكون كذلك ذات نظام بيئي على الأقل جيد، ويُفضل أن يكون متميز، كما أن العوامل الجيوفيزيائية والهيدرولوجية لا غنى عنها، والمقصود بهما الماء والطقس والتربة الجيولوجية والينابيع، ويُفضل أن تكون تلك المحميات بالقرب من مناطق سياحية جذابة، فالمحميات الطبيعية أصلًا تُعد نوعًا من السياحة، لأنها تحتوي على حيوانات ونباتات لا وجود لها، مثلما هو الحال تمامًا مع الآثار.

فوائد المحميات الطبيعية

بالطبع الفائدة الأولى والرئيسية للمحميات الطبيعية هي حفظ الحيوانات والنباتات النادرة في مكان آمن وتجنيبها خطر الانقراض، إضافةً إلى أنها تصلح كمتحف للحيوانات النادرة يُستخدم كمنطقة سياحية، مثلما هو الحال تمامًا مع الآثار والمناطق الأثرية، كذلك تُعد المحميات الطبيعية طريقة غير مباشرة لإبلاغ الإنسان بمدى الوحشية التي وصل إليها، وإشعاره بمسئوليته تجاه بيئته التي يعيش فيها، أما الشيء الأخير الذي يتعلق بفوائد المحميات الطبيعية فهو قدرتها على احتواء الحيوانات والنباتات النادرة وإعادة تخصيبها من جديد بحيث يبدأ نموها وزيادتها من جديد، وليس فقط المحافظة على ما تبقى منها.

أشهر المحميات الطبيعية

هناك الكثير من المحميات الطبيعية على هذه الأرض، وربما يُمكن القول أنه لا توجد دولة تخلو من محمية طبيعية على الأقل، لكن بالطبع، وكعادة كل الأشياء، هناك محميات طبيعية كبيرة وشهيرة، اكتسبت عن طريق الخدمات التي تؤديها صدىً عالميًا، وأصبحت تُصنف على أنها قدوة ومثال لباقي المحميات الناشئة.

محمية لامبوبو، محمية الدول الثلاث

تُعد محمية لامبوبو من أشهر المحميات الموجودة في العالم وأكبرها، حيث تقترب مساحتها من المئة ألف كيلو متر، وهذه المساحة بالطبع لا تشمل دولة واحدة، بل تشمل ثلاث دول، هم جنوب أفريقيا وزيمبابوي وموزمبيق، ولامبوبو معروف عنها أنها تهتم بالحيوانات فقط، مثل الزرافات والأفيال وغيرها من الحيوانات، أما النباتات فقد تم إلحاق محمية صغيرة مؤخرًا بلامبوبو، تهتم بالنباتات النادرة والتي تحتاج إلى رعاية خاصة.

محمية Air and Tenere

وهي أيضًا من أكبر المحميات الطبيعية، تقع في النيجر وتصل مساحتها إلى 77 ألف كيلو متر، وتشمل النباتات والحيوانات المعرضة للانقراض، وتتميز هذه المحمية بأنها مُعترف بها دوليًا من اليونيسكو، وربما هذا هو الشيء الوحيد الذي أعطى دولة النيجر اسمًا عالميًا ومكانة بين الدول، ومن المؤكد أن حاجة النيجر إلى محمية طبيعية جاءت بسبب وجود أصناف نادرة من الحيوانات داخل أدغالها، فالنيجر تتميز بكثرة الغابات والتضاريس.

محمية Galapagos، المحمية المائية

هذه المحمية هي ثاني أكبر محمية طبيعية في العالم، والمحمية الأكبر مائيًا، حيث أن مساحتها تتجاوز ال 133 ألف كيلو متر، وبالتأكيد لسنا في حاجة للقول بأن هذه المحمية تُخصص للنباتات والكائنات المائية فقط، حيث يمتاز ماؤها بأنه يجمع بين البرودة والسخونة، ولذلك تجد الحيتان والأسماك والسلاحف البحرية موجودة فيها.

محمية Kavango Zambezi

تُعد هذه المحمية أكبر محمية موجودة في العالم، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 287 ألف كيلو متر، وهي أيضًا تتواجد داخل حدود خمس بلاد هم بتسوانا ناميبيا زامبيا زيمبابوي أنجولا، وهي ليست محمية واحدة بل تحتوي بداخلها على عدة محويات تكفي لكل أنواع وأشكال الحيوانات والنباتات، وقد اشتركت أكثر من مؤسسة عالمية في تأسيس هذه المحمية.

محمية وارنجل

وهي أصغر المحميات الخمس الكبرى، وتتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد أكثر من إحدى عشر ولاية، تبلغ مساحتها بعد التوسعات الأخيرة حوالي 53 ألف كيلو متر، وهي أيضًا مُخصصة لجميع أشكال الحيوانات والنباتات، وبالطبع لأنها في الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر دول العالم، فهي تحتوي على أغلب الحيوانات النادرة التي تقترب من الانقراض.

هذا ومن خلال استعراض أشهر وأكبر المحميات الخمس في العالم نجد أن غالبيتها يقع في القارة الأفريقية، وهذا بالطبع لأن أغلب الغابات التي تحتوي على الحيوانات النادرة والمقتربة من الانقراض تقع في أدغال أفريقيا، بل إن صناع الأفلام في هوليود إذا ما أرادوا تصوير مشاهد بها غابات وحيوانات يذهبون إلى قارة أفريقيا، وتحديدًا دول شرقها وجنوبها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 2 =