تسعة بيئة
القائمة الحمراء
بيئة » الطبيعة » حيوانات القائمة الحمراء : أكثر الحيوانات تعرضًا للخطر

حيوانات القائمة الحمراء : أكثر الحيوانات تعرضًا للخطر

تقرير عن أهم حيوانات القائمة الحمراء المهددة بخطر الانقراض والحيوانات المعرضة للخطر في دول مختلفة مثل مصر والسعودية والجهود المبذولة للحفاظ على الحيوانات، وكيفية المساهمة في تقليل أعداد الحيوانات ضمن هذه القائمة.

حيوانات القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها هي الحيوانات القريبة من خطر الانقراض، وفي الوقت الحالي ومع المشاكل البيئية المتزايدة أصبح فقدان المسكن والموت المباشر لهذه الحيوانات – خاصةً الثدييات والبرمائيات – متزايد بصورة مرعبة، ففي سنة 2012 أعلن الاتحاد العالمي أن هناك 19.817 حيوان مهدد بالانقراض، وهذا بفرق كبير عن السنوات الماضية وعن التقارير التي أعلنها الاتحاد في السبعينات والثمانينات، وهذا يجعلنا ندرك أن هناك مشكلة حقيقية يمكن أن يكون لها تأثير بالغ السوء في المستقبل.

القائمة الحمراء للحيوانات

يصدر الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة تقريره لقائمة الحيوانات المهددة بالانقراض وفق درجات مختلفة كل خمس سنوات أو عشر سنوات، ولكن بسبب تزايد عدد الحيوانات والكائنات الأخرى المهددة فقد وجد الاتحاد نفسه مضطرًا إلى إصدار تقارير فيما بين 2006 و 2012، مع العلم بأن هناك عامل مهم وهو زيادة عدد الكائنات المكتشفة، ومع ذلك فإن العوامل الأساسية هي انقراض حيوانات وكائنات كثيرة بفعل تغير المناخ والصيد الجائر وفقدان المسكن، ولا يخفى أن للإنسان الدور الأكبر في هذا.

حيوانات القائمة الحمراء لعام 2012

قمة ريو دي جانيرو في البرازيل وخلال مؤتمر التنمية المستدامة للأمم المتحدة، أعلن الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة أن عدد حيوانات القائمة الحمراء وصل إلى 19.817 من أصل حوالي 63 ألف حيوان، من ضمن البرمائيات المعروفة هناك 41% منهم هي من ضمن حيوانات القائمة الحمراء، و33% من عدد الشعاب المرجانية مهددة و 25% من الثدييات و 13% من الطيور. وفي السنوات القادمة ستعاني مجموعة متنوعة من الثدييات وبالتحديد حيوان مثل الوشق الأيبيري والتمساح الصيني والأسد الآسيوي، وفي أبريل 2018 نفق الذكر الأخير من وحيد القرن الأبيض الشمالي مما يعني انقراضه، وعدد أفراد وحيد القرن الأبيض الجنوبي بضعة آلاف ويعيشيون في دول في أفريقيا ومع ذلك فهو يواجه تهديد كبير أيضًا بسبب الصيد الجائر لبيع نابه في السوق السوداء.

ثدييات معرضة لخطر الانقراض

حيوان الليمور هو من الحيوانات النادرة التي لم يُعثر عليها إلا في مدغشقر، ولا يزيد عدده عن 30 فرد، ويأمل العلماء الحفاظ على هذا النوع لدراسته أكثر، أنواع كثيرة من الكلاب البرية في أفريقيا تواجه خطر الانقراض والذئب الأثيوبي وأنواع من النمور والفهود مثل الفهد المرقط وهناك أنواع من هذه الثدييات المفترسة وصلت نسبة تناقص أعدادها إلى أكثر من 90%، وحيوان خنزير آسام البرّي الذي يستوطن جزيرة آسام الهندية. وحاليًا لا يوجد إلا 60 فرد فقط من حيوان الثعلب الطيار الذي يعيش في المناطق المدارية وشبه المدارية في آسيا ومناطق بعيدة متفرقة، وحالته تبدو خاصة بسبب عدم معرفة العلماء الكثير عن حياته والأسباب التي أدت إلى تقلص السلالة.

حيوانات مهددة بالانقراض في مصر

بالرغم من وجود قوانين تمنع صيد حيوانات هامة في مصر إلا أن عمليات صيدها وبيعها مستمرة في بعض المناطق، بالرغم من جهود السلطات بالتعاون مع وزارة البيئة، وبالتحديد مثل حيوانات معينة مثل سلحفاة الترسة وصقر الجراد والنمر السيناوي وكذلك الفهد الصياد والقط الجبلي، وبسبب التوسّع العمراني فقدت الكثير من الحيوانات مسكنها مثلما في مناطق عديدة في القاهرة الكبرى مثل توسع أرض المعادي على حساب محمية وادي دجلة الصحراوية.

حيوانات مهددة بالانقراض في السعودية ودول الخليج

هناك حيوانات هامة في الثقافة العربية مثل حيوان المها الشبيه بالظبي، وانقرض المها العربي بالفعل في سنة 1972 في منطقة الخليج العربي، ومع أنه تم إعادة استقدامه في عمان إلا أن الصيد الجائر قلل من الأعداد، وحاليًا تملك الإمارات العدد الأكبر منها في جزيرة صير بني ياس، وتمت إعادة الاستقدام في البحرية وقطر والأردن والسعودية ودول أخرى، وفي سنة 2011 وصل عدد الحيوان إلى أكثر من ألف فرد في البرية وما بين 6 إلى 7 آلاف في الأسر، وهناك حيوانات هامة أخرى مثل بعض أنواع الصقور والنسور، وبشكل عام يشكل الصيد الجائر العامل الأكبر في إنقاص الأفراد وكذلك غياب القوانين أو غياب تفعيلها.

صيد الحيوانات في اليابان وتايلند

فيما يتعلق بصيد الحيوانات وخاصةً الحيوانات البحرية فإن اليابان دومًا ما كانت مدافعة عن ثقافتها والمطبخ الياباني المليء بالوجبات البحرية المميزة مثل السوشي والساشيمي والمعتمدة على لحوم حيوانات من ضمن حيوانات القائمة الحمراء مثل أنواع من الحيتان والتونة، فطبقًا للتقارير الرسمية تستهلك اليابان أكثر من ثلاث أرباع النوعين الأساسيين من التونة وأهمها التونة الأطلنطية (والتي نعرفها كلنا باسم التونة)، ومنذ مطلع الثمانينات وحتى الآن تناقصت أعداد التونة بنسبة 70% وهي مصنفة في قائمة حيوانات القائمة الحمراء وقريبة من الوصول إلى الدرجة الأخيرة وهي التهديد المباشر بالانقراض، ويتوقع الخبراء أن ذلك سيحدث خلال عقد واحد إذا استمر الاستهلاك بتلك الطريقة، خاصةً مع وجود كم كبير من الصيد غير القانوني، مما يدعو إلى تشريعات دولية والتي يتوقع أن ترفض اليابان التوقيع عليها كما حدث سابقًا، واليابان أيضًا لا تزال أيضًا تمارس صيد الحيتان مثل بعض الدول الإسكندنافية، وأيضًا ينتشر في تايلند الصيد غير القانوني وحتى استخدام الأطفال في العمل القسري وحقنهم بمواد كيميائية مثل الأمفيتامين لجعلهم مستيقظين لأيام، وتايلند هي أكبر دولة مصدرة للأسماك في العالم.

أزمة الحيوانات في الإكوادور

تصنف الإكوادور كواحدة من أسوأ الدول في ناحية المحافظة على الحيوانات النادرة وأنواع هامة بالتحديد من البرمائيات والطيور والتي يزيد إدخالها ضمن حيوانات القائمة الحمراء في كل إصدار، لدرجة أن هذه الدولة صغيرة الحجم نسبيًا يزيد عدد الحيوانات المهددة بالانقراض فيها حوالي ضعف العدد في الولايات المتحدة كلها وأكثر من الضعف بكثير في دول بحجم الصين والهند وأستراليا والفلبين والبرازيل، ويعود هذا إلى سوء إدارة التخطيط في المحافظة على مختلف أنواع الكائنات الحية المهددة.

طيور نادرة مهددة بالانقراض

هناك طيور كثيرة لها أهمية لدى شعوب مختلفة مثل طائر الكندور الكاليفورني الذي يعتبر واحد من أهم نسور العالم الجديد بسبب حجمه الضخم، وعدد أفراده حوالي 500 نسر حتى الآن في البرّية والأسر، ولكن هناك جهود كبيرة ساهمت في الوصول إلى هذا العدد بعد سنوات طويلة من عمليات المحافظة على الكندور الكاليفورني، وهناك طيور أخرى في قائمة حيوانات القائمة الحمراء مثل بومة النسر الأوراسي وطائر مكاو ياقوتي، وأيضًا حمامة نيكوبار التي تناقصت أعدداها في مناطق كثيرة بسبب نقص الغذاء لأنها تعتمد على النمو في الجزر المشجّرة الصغيرة.

خاتمة

تزايد أعداد الحيوانات المهددة بخطر الانقراض في السنوات السابقة سيكون له نتائج سلبية جدًا على ملايين الناس الذين يستفيدون من الحيوانات ووجودها في النظام البيئي عامةً، في الواقع فإن هذا الخطر يشمل الغذاء والمياه النظيفة والأدوية وأشياء كثيرة أخرى، فالخلل البيئي الشديد يعني انقطاع الإنتاج في صور عديدة، وانقراض أنواع معينة من الحيوانات مثل النحل قد يودي بالفعل بحياة مئات الملايين من البشر بسبب اعتماد أهم الحبوب الزراعية على تلقيح النحل، مما يعني اختفاء الأرز والخبز والذرة ومحاصيل هامة جدًا يعتمد عليها السكان، ومع وجود فرق كبير بين تأثير انقراض النحل وانقراض حيوانات برية معينة، إلا أن النتائج قد تكون وخيمة في بعض الأحيان وبصورة قد لا نتوقعها.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

2 + 17 =