تسعة بيئة
الظواهر البيئية
بيئة » الطبيعة » أبرز الظواهر البيئية بالقرن الحادي والعشرين وآثارها على البشر

أبرز الظواهر البيئية بالقرن الحادي والعشرين وآثارها على البشر

الظواهر البيئية تتكرر باستمرار، فما دمنا نعيش بهذه الحياة فنحن معرضون لحدوث أي ظاهرة بأي وقت، فما هي يا تُرى أبرز ظواهر القرن الحادي والعشرين؟

مما لا شك فيه أن العالم في القرن الحادي والعشرين قد مر بالكثير من الظواهر البيئية المُختلفة، بعض كان قويًا مؤثرًا والبعض الآخر كان معقولًا إلى حدٍ كبير، الشيء الثابت الوحيد أن أي ظاهرة بيئية تحدث تحمل خلفها الكثير من التبعات، وما دمنا سنُخصص الحديث عن القرن الحادي والعشرين فيجب أن نعرف بأنه كان قرن المعجزات بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فقد حدث خلال ذلك القرن الكثير من الظواهر التي لم يكن يتوقع البعض حدوثها، أغلب تلك الظواهر كان معروفًا وسبق حدوثه من قبل، لكنه جاء بشدةٍ أكبر، وبعض تلك الظواهر لم يحدث من قبل، عمومًا، في السطور القليلة المقبلة سوف نتعرف سويًا على أغرب الظواهر البيئية التي حدث في القرن الحالي وأعظم الآثار التي تركتها على البيئة والبشر الذين يعيشون بها، فهل أنتم مستعدون لذلك الموضوع الهام عن كوكبكم وما يجري خلال السنوات الماضية؟

ما المقصود بـ الظواهر البيئية ؟

في البداية يجب علينا التعريف أولًا بما نقصده عندما نتحدث عن الظواهر البيئية التي حدثت خلال القرن الحالي، فبالتأكيد لن نعتبر المطر مثلًا ظاهرة بيئية يجب التحدث عنها لأنها ظاهرة عادية تحدث يوميًا وفي كل مكان في العالم، ولكننا نقصد بالحديث تلك الظواهر القوية المؤثرة التي وقعت خلال هذا القرن وأثرت في البيئة، سواء كانت البيئة القريبة منها أو بيئة الكوكب بشكل عام، أما معنى الظاهرة فهو يُقصد بها ما يظهر للناس وتكون البيئة سببًا مباشرًا فيه، أو على الأقل تكون مصدره، فأحيانًا بعض أفعال البشر تتسبب في تحريك ظاهرة من الظواهر.

اشتعل فتيل الظواهر البيئية منذ اليوم الأول في الحياة، بل يُمكننا الكون أن الجبال والمُحيطات والأنهار، وتضاريس كثيرة على هذه الأرض، قد نشأت أصلًا كنتيجة لظاهرة بيئية، ويُمكننا ببساطة تسميتها باسم الانفجار العظيم، عمومًا، على مدار القرون الماضية حدثت الكثير من الظواهر التي لا تُعد ولا تُحصى، كما أنه من المتوقع جدًا حدوث بعض الظواهر التي ظهرت بوادرها، وهي كثيرة أيضًا، لكننا فقط سوف نذكر فيما يلي أبرز تلك الظواهر من حيث التأثير على البيئة والبشر، وطبعًا البداية في موضوع كهذا لن تخرج عن، الزلازل، وتحديدًا زلزال تسونامي 2011.

تسونامي الياباني 2011، أعظم كوارث القرن الحادي والعشرين

بالتأكيد عندما نتحدث عن ظواهر بيئية كان لها عظيم التأثير على العالم بأكمله فإن أول ما سيدور في أذهاننا بوقتٍ كهذا هو زلزال تسونامي الياباني الذي وقع في عام 2011، فالزلزال كما نعرف أحد الظواهر الطبيعية التي تحدث لأسباب طبيعية كذلك، وهذا الزلزال بحق كان واحدة من الظواهر التي لم تتكرر حتى الآن، حيث يكفينا القول أنه بالرغم من مرور أكثر من ست سنوات على حدوثه إلا أن تبعاته لا تزال تحدث حتى الآن، ولو أن ذلك الزلزال قد وقع في مكانٍ آخر غير بلد الكوارث اليابان لكان من الممكن جدًا أن تُجتث تلك البلد من على الخريطة تمامًا، ولا تعتقدوا أبدًا أننا نُبالغ لأن الكارثة كانت أكبر من أن يتم وصفها من الأساس.

بدأ تحرك الزلزال في مارس القابع بعام 2011، كان تحركًا مدهشًا بحق، فقد بدأ بقوة تصل إلى تسع درجات من مقياس ريختر المُخيف، ثم في لمحة عين بدأت آثاره تطال كل منطقة في اليابان، وخاصةً تلك الجزر التي تقترب من الساحل لدرجة أنه يقال بأن أحدها قد تعرض للتلف تمامًا ولم تعد صالحة للعيش، عمومًا، تبعات تلك الظاهرة البيئية المُدهشة كانت أكثر إدهاشًا من الظاهرة نفسها، فناهيكم عن أنها قد استمرت حتى الآن، ونحن نتحدث عن حادثة مر عليها ست سنوات، إلا أنها كذلك توسعت حتى طالت الولايات المتحدة الأمريكية وزلزلت بعض الولايات بهزات خفيفة بعض الشيء، وطبعًا راح بعض الأشخاص كضحايا وهُدمت المنازل والمُنشآت وأُغلقت المطارات، ولولا عناية الله لكانت المراكز النووية في اليابان قد انفجرت وأعلنت النهاية الرسمية لهذه البلد المسكينة، والتي تعرضت كما نرى لأحد أعظم الظواهر البيئية.

حرائق الغابات، حرب الضحية والجلاد

مما لا شك فيه أن حرائق الغابات تُعتبر أحد أقدم الظواهر البيئية وأكثرها حدوثًا، لكن في القرن الحادي والعشرين بدا وكأن الحرائق قد تعرضت لمسٍ من الجنون حتى أصبحت ظاهرة مُتغلغلة في كل مكان بالعالم يحتوي على الغابات، وعلى رأس تلك الأماكن مناطق قارات أمريكا الشمالية والجنوبية، فتلك المناطق تحظى بحريق في غاباتها بصورة شبه متكررة، وعلى الرغم من أن التقدم الكبير في التعامل مع حالات الطوارئ تلك قد أدى إلى سهولة النجاة من خسائر كبيرة ومُرهقة إلا أن النتائج في النهاية تظل واحدة، وهي حريق الغابة، فهل تعرفون ما الذي يعنيه حريق الغابات على كوكبنا؟

حرائق الغابات يا سادة تعني زلزلت النظام البيئي على الأرض، فالغابات مثل الجبال، مهمتها الأولى تثبيت الكوكب والحفاظ على توازنه، كما أن حرائق الغابات كذلك تعني وجود نقص حاد في الأكسجين الموجود على الأرض، وطبعًا نحن في غنى عن التحدث كثيرًا عن أهمية الأكسجين وخطورة نقصانه، والمدهش حقًا في الأمر أن ظاهرة حرائق الغابات قد تحدث بصورة طبيعية وقد يتسبب فيها الإنسان بجنونه المُعتاد، فمتى سيتوقف ذلك الكائن الغبي عن أذية نفسه بنفسه!

الاحتباس الحراري المُدمر، مشكلة تراكمية

أيضًا من ضمن الظواهر البيئية التي برزت مؤخرًا وأصبحت تُمثل خطرًا كبيرًا هي تلك التي تتعلق بالاحتباس الحراري، والحقيقة أن السماء وحدها تتكفل بنصف المشاكل المناخية على هذا الكوكب الأزرق، ففيها الغلاف الجوي الذي ثُقب وأصبح مصدر آخر، لكن أكثر خطر مؤثر على الإطلاق هو خطر الاحتباس الحراري الذي أخذ يتراكم ويتراكم حتى انفجر مرة واحدة في القرن الحادي والعشرين وأصبح يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجو وإذابة جليد القطبين مما يتسبب في تحميض المحيطات، هذا ناهيكم عن الكثير من التقلبات المناخية الأخرى التي لا طاقة للإنسان بها.

بدأ الاحتباس الحراري في الظهور مع تلف الغلاف الجوي وتراكم الغازات المُتبخرة من المصانع والسفن وحرق النفايات، أشياء كثيرة جدًا تسببت في النهاية بهذا الاحتباس، لكن الجميع لم يكن يتوقع أن الأثر الذي ستتركه تلك الظاهرة البيئية سوف يكون بهذه القوة، لدرجة أن البعض يقول بأن الاحتباس الحراري قد أصبح الآن على رأس القائمة التي يُتوقع أنها تحتوي على أسباب نهاية الحياة على هذا الكوكب، فهل فعلًا سوف يصل تأثير الاحتباس إلى هذه الدرجة؟ في النهاية ليس علينا سوى أن ننتظر ونرى كيف ستجري الأمور.

تبخر المياه الصالحة، ظاهرة الملاذ الأخير

إذا سألت أي شخص عاقل يعيش على هذا الكوكب عن الملاذ الأخير للبشر فسوف يقول بلا تردد أن الإله هو الملاذ الأخير والوحيد الذي نلجأ إليه، وإذا أردنا أن نُضيف شيء آخر نلجأ إليه بعد الله فلن نجد أفضل من الماء، ذلك الشيء الذي يقتتل الناس من أجله في كل زمانٍ ومكان، هذا على الرغم عندما خلق الأرض جعل للماء نسبة تزيد عن التسعين بالماء، بينما نسبة قليلة فقط هي اليابسة، وطبعًا نسبة المياه هذه تنوعت بين العذبة والمالحة على حسب حاجة الإنسان واستخدامه، لكن، ما الذي فعله إنسان القرن الحادي والعشرين بالماء يا تُرى؟

تقول معظم الإحصائيات أن الماء في القرن الحادي والعشرين قد وصل إلى أعلى درجة تلوث له منذ وجوده على الأرض للدرجة التي تدفع البعض إلى اعتبار هذه الظاهرة ظاهرة تبخر المياه الصالحة، فكل ماء جيد أصبح الآن مُحاصر بالكثير من أسباب التلوث التي عادة لا ينجو منه، والإحصائيات طبعًا لا تكذب، ففي عام 2008 خرجت دراسة تقول بأن ما يزيد عن خمسة وعشرين ألف شخص يموتون يوميًا بسبب تلوث المياه، فإلى أين ستصل بنا تلك الظاهرة المُدمرة يا تُرى؟

ذوبان قمم الجليد، تأثير للاحتباس الحراري

ذكرنا سريعًا قبل قليل أن الاحتباس الحراري يُسبب العديد من المشاكل ومن ضمنها ذوبان قمم الجليد، لكن في الحقيقة سيكون من غير المُنصف بالمرة أن نتحدث عن الظواهر البيئية ولا نتحدث عن ذوبان قمم الجليد كظاهرة قائمة بذاتها تمكنت من إحكام قبضتها على البيئة، حيث أنه في الآونة الأخيرة، وكنتيجة للاحتباس الحراري المُخيف، بدأت بعض القمم الجليدية في الذوبان والانهيار، تلك القمم التي تشكلت أصلًا خلال مئات السنين، وربما تظنون أن هذا الأمر طبيعي ولا ضرر فيه، لكن انهيار قمم جليدنا يا سادة يعني أن ثمة كارثة أخرى تُحاك لهذا الكوكب، وهي تتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات الموجودة بالقرب من هذه المناطق الجليدية، وهذا كما نقول كارثة كبرى.

ارتفاع منسوب تلك البحار يعني أنه ثمة بلاد كاملة سوف تُغمر بالمياه، هل تعرفون الفيضانات التي تحدث كل فترة؟ هذه الظاهرة تعني أنه سوف يكون لدينا فيضان بشكل شبه دائم، ستستقر المياه في بلادنا، لن تكون هناك طرق مواجهة مثل بناء السدود أو أي شيء آخر، هذا مع الوضع في الاعتبار أننا لا نتحدث عن أمر سيحدث بعد ملايين السنين، بل إن الدراسات تُشير إلى أن الحال إذا ما استمر على ما هو عليه الآن فسوف يرتفع منسوب البحار لدرجة مُخيفة بعد خمسين عام فقط، أرأيتم خطورة الكارثة وما يجعلها ظاهرة بيئية مُخيفة!

تفشي المجاعات، ظاهرة من نوع آخر

ربما يُثير تعجب البعض أن تتم معاملة المجاعات بوصفها واحدة من الظواهر البيئية المُنتشرة، فطبعًا من المعروف أن المجاعة تحدث نتيجة وجود نقص في الغذاء، وهذا ما قد يعتقد البعض أنه أمر لا علاقة له بالبيئة، لكن الحقيقة ليست كذلك بالمرة، فلكي تحدث المجاعات نحن بحاجة أصلًا إلى قلة الأمطار، وبالتالي تُصبح النباتات والزروع نادرة الحدوث، ثم بعد ذلك ينفذ الطعام، ناهيكم طبعًا عن الفقر، فكل ما سبق إذا اعتبرناه معطيات فإن النتائج لن تكون سوى شيء واحد فقط، وهو المجاعة.

في الواقع تفشي المجاعات خلال القرن الحادي والعشرين أصبح أمر يستدعي الاهتمام فعلًا، فبلاد مثل الصومال والسودان يُمكننا اعتبار المجاعات الموجودة بها قديمة ومقبولة بعض الشيء نظرًا لتعودنا عليها، لكن الآن بدأت كثير من الدول تدخل هذا النطاق، حتى الدول التي لا تُعاني بأكملها من مجاعة سوف تجد بها على الأرجح مناطق مُجدبة ومُعدمة، أي أن المجاعات قد بدأت تحدث بشكل جزئي، عمومًا، لا يزال هناك سؤال لا يُمكن حتى الآن الإجابة عليه، هل ستتوقف الظواهر البيئية عند ذلك الحد؟

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × ثلاثة =