تسعة بيئة
الطاقة النظيفة
بيئة » الطاقة الشمسية » تجارب الدول في الاعتماد على الطاقة النظيفة

تجارب الدول في الاعتماد على الطاقة النظيفة

تعتبر الطاقة النظيفة في الوقت الحالي ضرورة بيئية لاستمرار الحياة، حيث لم يعد الأمر يحتمل التأخير، نتعرف على تجارب الدول في اعتماد الطاقة النظيفة .

الطاقة النظيفة ، هي كلمة السر لإنقاذ هذا الكوكب من الدمار الذي يلحقه نتيجة الأضرار التي يسببها استخدام الوقود التقليدي. أصبح العالم اليوم في أمس الحاجة للتحول إلى الطاقة النظيفة واعتمادها بدلاً من الوقود التقليدي الذي يتم استخراجه من باطن الأرض. الطاقة النظيفة أو المتجددة هي الطاقة التي تستمد من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو لا تنفذ كالشمس والمياه والرياح لذا سميت بالمتجددة وهي تختلف بشكل جوهري عن الطاقة الغير متجددة والتي تنتج عن الوقود وغيره من مصادر الطاقة التقليدية. سميت بالطاقة النظيفة لأنه لا ينتج عن استخدامها مخلفات أو غازات ضارة كثاني أكسيد الكربون والذي ينتج عن احتراق الوقود حيث تتسبب هذه الغازات الضارة في تفاقم التلوث كما تعتبر المسئول الأول عن ظهور ظاهرة الاحتباس الحراري.

فالكمية الضخمة التي يتم استخراجها لتوفير احتياجات الناس من الوقود وتوفير الكميات اللازمة منه للصناعات المختلفة تساهم في تغيير المناخ وتلوث الهواء. فالوقود التقليدي من أكثر العوامل التي تؤثر على البيئة بشكل سلبي، وأمام الاحتياج لهذا الوقود نظراً لاعتماد الدول عليه بشكل كبير في مختلف جوانب الحياة يصبح التحول عن استخدامه تحدياً أمام هذه الدول. أمام هذا التحدي الكبير بدأت الدول بالفعل في مقاومة الاعتماد الكلي على الوقود في توليد الطاقة وبدأت تدريجياً في الاتجاه إلى استخدام الطاقة المتجددة عن طريق البدء في تفعيل مشاريع لإنتاج الطاقة عن طريق المصادر الطبيعية كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.

مجموعة من تجارب الدول في اعتماد الطاقة النظيفة

مدينة مصدر أول مدينة تعتمد على الطاقة النظيفة

تعتبر مدينة مصدر من المدن الفريدة من نوعها فهي مدينة تعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة. كما تعتبر مدينة مصدر هي أول مدينة صديقة للبيئة وهي عبارة عن تجمع سكاني يعتمد على استخدام الطاقة النظيفة كمصدر أساسي لتوفير الكهرباء وتعتمد بشكل أساسي على الطاقة الشمسية ولا يستخدم فيها أي مصدر من مصادر الطاقة التقليدية الغير متجددة والتي ينتج عنها التلوث البيئي. تأسست مدينة مصدر عام ٢٠٠٨ وتقع بالقرب من مطار أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. تعتبر مدينة مصدر هي أول مدينة بالعالم خالية تماماً من الكربون والنفايات حيث تعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية مما يجعلها لا تحتاج للمصادر التقليدية لتوليد الطاقة لتصبح الطاقة التي تنتجها مدينة مصدر هي الطاقة النظيفة فقط المعتمدة بشكل كامل على المصادر الطبيعية.

تجمع هذه المدينة في تصميمها وتشييدها وإدارتها آخر ما توصلت إليه الجهود البشرية من تكنولوجيا وتقنيات تعتمد على الطاقة النظيفة للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية. وتعد هذه التجربة بصمة رائعة ومبادرة تستحق التعميم للحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث الذي أصبح خطراً يهدد الحياة البشرية.

مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية

يعتبر مجمع الشيخ محمد بن راشد من المبادرات الرائعة والرائدة في العالم العربي في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، في ضوء محاولة دولة الإمارات لإنتاج أكبر قدر من الطاقة الشمسية لتوفير احتياجاتها من الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، يقع مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية في إمارة دبي ويعتبر هذا المشروع من المشروعات الواعدة في مجال إنتاج الطاقة النظيفة .

أشهر دول العالم في مجال استخدام الطاقة النظيفة

نظراً لارتفاع نسبة التلوث في العالم وتأثيره على البيئة، انتبهت الدول إلى ضرورة إيجاد حلول للحد من التلوث والمحافظة على البيئة فبدأت الدول في تبني المشاريع والمبادرات ونجحت فعلاً بعض الدول في الاعتماد على الطاقة النظيفة لتوفير احتياجاتها من الكهرباء والتدفئة وغيرها من الخدمات ولكن تختلف نسبة اعتماد كل دولة عن الأخرى على الطاقة النظيفة في توفير احتياجات سكانها.

آيسلندا

تأتي آيسلندا في مقدمة الدول التي تعتمد على الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء حيث تعتمد بنسبة ١٠٠٪ تقريباً على المصادر المتجددة في توليد الكهرباء كما أنها تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية في تدفئة المنازل، بالإضافة لاعتمادها على الطاقة الكهرومائية لأغراض الإنارة وتوليد الكهرباء للاستخدامات الصناعية.

النرويج

تأتي النرويج في المرتبة الثانية بعد آيسلندا حيث تعتمد أيضاً بشكل كبير على توليد الطاقة الكهرومائية كما بدأت خلال السنوات الأخيرة البدء في استخدام طاقة الرياح والكتلة الحيوية ليصبح اعتمادها على توليد الطاقة بالمصادر الطبيعية يشكل نسبة ٩٧٪ من إجمالي احتياجاتها للطاقة.

السويد

تعتبر السويد من الدول التي تتمتع بوفرة المصادر المائية مما جعلها تستغل هذه الميزة وتعتمد على طاقة الرياح وحركة الأمواج على شواطئها وتوليد الطاقة الكهرومائية عن طريق إقامة السدود على الأنهار لتأتي السويد في المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تستخدم المصادر المتجددة في توليد الطاقة حيث تبلغ نسبة اعتمادها على هذه المصادر في إنتاج حوالي ٥٠٪ من إجمالي نسبة الطاقة التي تحتاجها الدولة.

البرتغال

تأتي البرتغال بعد السويد حيث توفر البرتغال ما يساوي ٤٧٪ من الطاقة التي تحتاجها عن طريق مصادر الطاقة النظيفة ، حيث تقوم بتوفير الكهرباء عن طريق استغلال طاقة الرياح والكتلة الحيوية بالإضافة إلى الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الكهرومائية.

الدانمارك

تقوم الدانمارك باستغلال طاقة الرياح والكتلة الحيوية لتوليد الكهرباء وتوفير احتياجاتها منها. الجدير بالذكر أن الدانمارك تعتبر من أكثر الدول توليداً للطاقة باستخدام الرياح على مستوى العالم، فتقوم الدانمارك بتوفير ما يقرب من ٤٥٪ من احتياجها للكهرباء عن طريق المصادر المتجددة وتحتل الطاقة المولدة عن طريق الرياح نسبة تصل إلى ٣٠٪ منها.

إسبانيا

تقوم إسبانيا باستيراد الطاقة من الدول المجاورة إلا إنها تقوم بتوفير احتياجاتها من الطاقة عن طريق المصادر المتجددة بنسبة لا بأس بها مما يجعلها تحتل المرتبة التي تلي الدانمارك حيث تقوم بتوفير احتياجاتها للطاقة عن طريق المصادر المتجددة لتحتل الطاقة النظيفة التي تنتجها وتستخدمها لسد نسبة تصل إلى ٣٠٪ من إجمالي احتياجها للطاقة. تعتمد أسبانيا بشكل أساسي على الرياح في توليد الطاقة بالإضافة لإنتاجها الطاقة بنسبة لا بأس بها عن طريق الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية.

ألمانيا

ألمانيا قامت بجهود كبيرة جداً في توليد الطاقة عبر وسائل متجددة حيث احتلت المرتبة الأولى عالمياً في توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، كما أنها تستخدم الرياح والكتلة الحيوية أيضاً لتوليد الطاقة النظيفة، تقوم ألمانيا بتوفير نسبة ٢٠٪ من الكهرباء التي تحتاجها عن طريق المصادر المتجددة الطبيعية.

أصبح العالم الآن بحاجة ماسة إلى إنتاج الطاقة النظيفة خاصة بعد ارتفاع نسبة التلوث في العالم كله نتيجة الاعتماد بشكل كبير على مصادر الطاقة الغير متجددة كالوقود لإنتاج الطاقة والتي ينتج عنها انبعاثات وغازات ضارة تهدد الحياة على كوكب الأرض إذا استمرت في التفاقم. وبدأت الدول في إدراك هذه الكارثة في السنوات الأخيرة حيث قامت دول كثيرة بالاتجاه لإنتاج الطاقة عن طريق مصادر طبيعية للمحافظة على البيئة وتحاول إحلالها تدريجياً بدلاً من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. فقامت الدول بتوليد الطاقة الكهربائية التي تحتاجها عن طريق طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية حيث تعتبر الطاقة المعتمدة على هذه المصادر الطبيعية طاقة نظيفة تماماً بدون ملوثات أو غازات ضارة وتعتبر أيضاً هذه الطاقة النظيفة هي الأمل الأخير لإنقاذ كوكب الأرض من التلوث المتفاقم فيه.

مي حسن

حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وماجستير في القانون من جامعة السوربون بباريس، محامية وباحثة قانونية.

أضف تعليق

11 − 2 =