تسعة بيئة
الصيد الجائر
بيئة » الطبيعة » الصيد الجائر : تأثير الصيد الجائر على التنوّع الحيوي

الصيد الجائر : تأثير الصيد الجائر على التنوّع الحيوي

الصيد الجائر هو صيد الحيوانات البرية بدون مراعاة للقضايا البيئية، نسلط الضوء في هذا المقال على تأثير الصيد الجائر على التنوع الحيوي البيئي، وكيفية تلافيه.

الصيد الجائر من أكبر المشكلات البيئية التي تتسبب في اختلال التوازن البيئي. فالصيد الجائر هو أحد الأنشطة التي استخدمها الإنسان منذ القدم من أجل توفير الملبس والمال له حيث أنّه كان يستخدم الفرو من صيد بعض من أنواع الحيوانات مثل الأسود والنمور والأفاعي، ولقد كان السبب في الصيد في أحيان أخرى الحصول على الطعام مثل الطيور على اختلاف شكلها، وفي أحيان أخرى يكون السبب في الصيد الحصول على البيض للغذاء وفي أحيان أخرى كان السبب وراء الصيد استخدام الحيوان في القتل أو الصيد لحيوانات أخرى.

الصيد الجائر وتأثيره على التنوع الحيوي

علاقة الصيد بحياة الإنسان

لقد ارتبطت حياة الإنسان القديم بالصيد نظراً لكثرة ترحاله من أجل الحصول على قوّته، وفي الآونة الحديثة أصبح الصيد من الرياضات التي يفعلها الكثير من محبّي الصيد والأنشطة الرياضية المختلفة، ولقد استخدم البعض الصيد من أجل التخلص من الحيوانات المفترسة وحماية أنفسهم منها باستخدام حيوان آخر تمّ صيده وترويضه.

الصيد الجائر

تشمل الطيور والأسماك والحيوانات باختلاف طبيعتها ولقد أطلق عليه هذا الاسم نظراً لعدم اتباع الأشخاص الذين يقدمون على الصيد القوانين التي تمّ وضعها من أجل الحفاظ على عملية التوازن البيئي من حولنا، ولقد تمّ تحريم الصيد قانوناً لبعض أنواع الأحياء من أجل انقراض أنواع كثيرة أخرى وهذا قد لفت الانتباه إلى ضرورة التقنين للصيد.

متى يتم منع عملية الصيد

لقد وضعت البعض من الحكومات قوانينا للصيد لا يمكن أن نحيد عنها من أجل الحفاظ على النوم وهذه التعليمات تتمثّل في :

  • الابتعاد عن الأسلحة التي غير مناسبة للصيد.
  • الابتعاد عن الصيد في البعض من المواسم والتي منها موسم التزاوج من أجل إعطاء الفرصة لخلق جيل جديد من هذا الصنف من الكائنات.
  • التحذير من صيد حيوانات ملك لأشخاص آخرين.
  • الابتعاد تماماً عن صيد أي كائن حيّ معرّض للانقراض من أجل إعطاء الفرصة لحدوث عملية تزاوج ومن ثمّ وجود البقاء على النوع.
  • وضعت البعض من الحكومات عدد معيّن للساعات لا يمكن للشخص أن يصطاد في غيرها.
  • لابد من وجود رخصة لعمليّة الصيد.
  • الابتعاد عن صيد أيّ نوع من الكائنات التي يتّم إجراء البحوث عليه من أجل التعرّف على مدى بقائها ومدى مقاومته للظروف البيئية المختلفة المحيطة به.

الصيد الجائر

إنّ الحياة بنيت على التوازن فإذا اختلّ هذا التوازن الحيوي كانت النتيجة اختلال في نظام الكون لذا فلابد من حرص الإنسان على الحفاظ على التوازن البيئي، وعلى سبيل المثال إذا قمنا بالتخلص من الأفاعي الموجودة في الأرض فإنّ هذا يكون سبباً في زيادة الفئران والجراد إلى حدّ كبير حيث أنّ الأفاعي كانت تتغذى على هذه الكائنات وبالطبع فإنّ هذا يكون سبباً في استهلاك المحاصيل الزراعية وفساد الحالة الاقتصادية.

طرق مكافحة الصيد الجائر

  • لقد وضعت الحكومات القوانين الصارمة على من يخل بأحد قوانين الصيد للبلاد.
  • قد تمّ وضع الحرّس على الغابات التي بها أنواع من الحيوانات المهددة للانقراض من أجل إعطاء فرصة أكبر للتزاوج وهذا بالطبع يساعد في الحفاظ على البيئة.
  • إجراء الإحصائيات والأبحاث بصفة مستمرة على الكائنات الحيّة للتعرّف على الكائنات المحتمل انقراضها.
  • قد تمّ وضع الكثير من أجهزة المراقبة على المحميّات الطبيعية للحفاظ على الأنواع في داخلها.
  • وضع غرامات مالية كبيرة كعقوبة للصيد الجائر مع وضع بعض من العقوبات الأخرى مثل الحبس ليكون هذا ردع للمقبلين على الصيد الجائر.
  • نشر الوعي بين النّاس مع توفير فرص عمل يحصلوا منها على الأموال التي توّفر لهم قوت يومهم.

تأثير الصيد الجائر على التنوع الحيوي

يظل القلق بشأن الأمور التي لا تؤثر على الإنسان بشكل مباشر، غير ذي تقدير من جانب الإنسان الذي اعتاد بفطرته التصدي فقط للأخطار التي تهدده بشكل صريح. وتعد مشكلة الصيد الجائر وتأثيرها على التنوع الحيوي إحدى أهم الأخطار التي لم يأخذها الإنسان على محمل الجد، على الرغم من تأثيرها على وجوده، غير أن الانتباه لهذه المشكلة كغيرها من مشكلات بيئية عديدة، كان من نصيب العلماء الذين أخذوا على عاتقهم التصدي لها بالبحث والدراسة من ناحية وتوجيه أنظار المسؤولين لخطرها من ناحية أخرى. وقبل أن نتطرق إلى الحديث عن مشكلة الصيد الجائر، يجب أولاً أن نلم بدوافع الاهتمام بها والوقوف على تحليلها، ولن يكون هذا إلا بالعروج أولاً إلى فهم ما يقصد بالتنوع الحيوي.

التنوع الحيوي (Biodiversity)

هو مصطلح مشتق من دمج كلمتي الأحياء (Biology) والتنوع (Diversity) ويعرف بأنه التنوع في أشكال الطبيعة الحية ابتداءً من الجزء وانتهاءً بالمنظومة البيئية، وبمعنى آخر هو التعدد في أنواع الكائنات الحية وعددها والتباين بين هذه الأنواع. ولم يتم الاهتمام بتعريف التنوع البيئي من قبل العلماء إلا في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وذلك استشعارا لحجم العواقب الكارثية التي تنطوي على اختلال هذا التنوع، والمتمثل في فقدان بعض الأنواع الحية في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

وبكلمات أكثر دقة نستطيع القول بأن دافعاً قويا كان وراء قلق علماء البيئة بشأن الحفاظ على التنوع الحيوي ألا وهو إدراك تناقص أجناس الحياة باطراد، وجاء هذا استنتاجا لقراءة بيانات معظم الجمعيات الحيوانية على مستوى العالم، والتي تتلخص في تسجيل انخفاض الأنواع التي تعيش على سطح الأرض بنسبة 25%.

إذن فمقياس التنوع البيولوجي هو مقدار تنوع الكائنات الحية الموجودة في النظام البيئي وعددها، إذ أن لكل نوع من أنواع الكائنات الحية في النظام البيئي، وظيفته المحددة التي تتكامل مع الوظائف التي تقوم بها الكائنات الحية الأخرى لتخدم في النهاية وجود الإنسان على سطح الأرض، فإذا اختفى نوع من الأنواع اختفت وظيفته وحدث الخلل.

تأثير الصيد الجائر

ويأتي الصيد الجائر في مقدمة الممارسات التي تساهم بشكل كبير في التأثير بالسلب على التنوع البيولوجي ضمن ممارسات أخرى منها انتشار المزارع الحيوانية والتلوث البيئي والتوسع الحضاري. والصيد بشكل عام هو نشاط مارسه الإنسان منذ قديم الزمان، ولم يسبقه إليه إلا الحيوان الذي ربما كان المعلم الأول له في اللجوء إلى الصيد، وهو نشاط يقوم على اقتناص الحيوانات والأسماك والطيور. وإن كان الإنسان قد مارس الصيد في البداية بدافع الضرورة، وبالتحديد طلباً للطعام، فقد تعددت الأغراض من الصيد على مدار تاريخ الإنسان إلى أن أصبح بغرض الترفيه، وذلك مرورا بالدفاع عن النفس والإتجار غير المشروع وغيرها.

تعريف الصيد الجائر

أما عن الصيد الجائر(Over-fishing) هو الصيد بشكل يجور على إعداد الكائنات الحية، مما يخل بفرص تواجدها في الطبيعة تدريجياً إلى أن تختفي تماماً. فقد أدى الصيد الجائر للحيوانات والطيور البرية إلى انقراض أنواع متعددة منها وإختفاءها من مشهد الحياة البرية التي تعاني منذ السبعينيات، من هذا القرن من نقص في أنواعها مما أدى إلى فقدان ما يقرب من ثلثها،

كما أن هناك حوالى 1000 نوع من الحيوانات والنباتات على أعتاب الانقراض، وتأتى في مقدمتها الأسماك ويليها الطيور ثم الثدييات.

وغالبية الحيوانات المهددة بالانقراض توجد في المناطق الاستوائية والبلدان النامية، ومن أمثلة تلك الحيوانات وحيد القرن والضباع والغزلان وبعض الحيتان والفراشات والعصافير والطيور. ويكمن الخطر الناتج عن الصيد الجائر لأي نوع من أنواع الكائنات الحية في عدم تساوي معدل الصيد مع معدل تكاثر تلك الكائنات، مما يؤدي إلى عجز تلك الكائنات عن تعويض العداد المفقودة منها.

ففي البيئة البحرية تتفاقم مشكلة استخدام الوسائل غير المشروعة في صيد الأسماك مثل استعمال المفرقعات والمواد السامة، مما يؤدي إلى فقد أنواع كثيرة من الكائنات البحرية والأسماك دون أن تستغل بشكل يعود بالنفع على الإنسان.

وبالنسبة للطيور والتي تتجلى أهميتها في النظام البيئي في كونها بديل أو بالأحرى وسيلة آمنة للمقاومة البيولوجية، وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على الآفات الزراعية كبديل لاستخدام المبيدات السامة، بالإضافة لأشكالها الجميلة التي تزين وجه الحياة الطبيعية، فقد أدى الصيد الجائر لها إلى انقراض الكثير من أنواعها مثل طائر الكيوي والنسر الأفريقي.

ومن تتبع الأخبار المتعلقة بممارسات الصيد الجائر نستطيع أن نلاحظ تسارع وتيرة الخطر الذي يهدد الحياة الطبيعية، ومن أبرز تلك العناوين:

  • عام 2013م، الصيد الجائر يهدد وحيد القرن بجنوب أفريقيا.
  • عام 2014م، الصيد الجائر يحصد آلاف الأفيال الإفريقية.
  • عام 2015م، قتل 100 ألف فيل في عامين.
  • عام 2016، استهداف مستمر للنسر الإفريقي المهدد بالانقراض.

وإذا علمنا أن عودة بعض الأنواع التي على وشك الانقراض إلى البيئة إنما يتطلب ما لا يقل عن 15 عاما مع منع الصيد نهائياً لإتاحة الفرصة للقليل المتبقي منها للتكاثر والتزاوج في محميات منعزلة مما يكلف الوقت والجهد والمال، فسوف يتضح لنا مدى صعوبة إصلاح ما يفسده الإنسان في هذا الشأن.

ولو أن الإنسان ترك للطبيعة أمر تنظيم أنواعها وأعدادها دون عبث من جانبه، لوجد أنه مهما أتت الطبيعة على نوع من الأنواع لن يكون إلا محاولة لضبط معادلتها وتحقيق التوازن التلقائي بين مكوناتها مع التغييرات التي تطرأ عليها، فينتج عن ذلك تطور الأنواع وبقاء الأقدر منها على المنافسة، إذ أن شعار الطبيعة ( البقاء للأصلح).

وقد تمثلت جهود الإنسان في منع الصيد الجائر في الآتي

  • لجوء بعض البلدان إلى تحديد مواسم لممارسة الصيد، حيث تتوافق نهاية هذا الموسم في الأغلب مع بداية فترة تزاوج الحيوانات أو هجرتها وعلى ذلك يعاقب من يمارس الصيد بعد انتهاء الموسم المحدد له.
  • إنشاء المحميات الطبيعية والتي تعتبر بيئة محاكاة لبيئة الكائنات الطبيعية فتسمح لها بالتكاثر والتزايد بشكل طبيعي، وفيها أيضا يتم تحريم عمليات الصيد.
  • تجريم ممارسات الصيد الجائر في كافة البيئات.
  • تغريم الصيادين غير الشرعيين.
  • إلزام الصيادين بالحصول على رخصة.
  • وبالنسبة للبيئة البحرية فهناك قوانين تحدد كميات وحجوم وأنواع الأسماك التي يسمح بصيدها في اليوم الواحد أو في رحلة الصيد الواحدة .

الصيد والإطلاق (Catch and Release)

لجأت بعض بلاد العالم إلى هذه الوسيلة لتيسير الالتزام بقوانين الصيد لمن يمارس الصيد بغرض الهواية والترفيه ولكن مع ضوابط أيضا أهمها : استخدام خطاطيف ليس لها أشواك لسهولة إزالتها من فم السمكة دون أن يتسبب ذلك في إيذائها قبل إطلاقها في الماء مرة أخرى.

وإذا أدرك الإنسان حقيقة كونه جزء أو مكون أساسي من مكونات نظام بيئي واحد يعمل كمنظومة متكاملة الأركان تؤثر عليه سلباً وإيجاباً على حسب توازنها أو اختلالها، فإنه سوف يعمل جاهداً للتصدي إلى ما يسبب خلل هذه المنظومة لتأثير هذا الخلل بشكل مباشر على صحته ونوعية غذائه وحتى على الهواء الذي يتنفسه، بل وعلى استمرارية الحياة على وجه الأرض بشكل أوسع. فلا يوجد ما يبرر أن يتتبع الإنسان نوعاً بعينه من الكائنات الحية بالصيد حتى يأتي عليه كله فيختفي.

منال ماجد

حاصلة على بكالريوس هندسة، أحب الكتابة والقراءة.

أضف تعليق

20 − 12 =