تُعتبر السيارات الكهربائية صيحة جديدة في عالم السيارات، وذلك لأنها جاءت للقضاء على جيل كامل من السيارات التي كانت تعمل بالوقود المُسبب لعدة أضرار من شأنها تلويث البيئة من خلال العوادم التي تمتلكها، والحقيقة أنه لولا ظهور هذا النوع من السيارات قبل نصف قرن وتطوره الكبير خلال السنوات العشر الأخيرة لكان من الممكن جدًا أن تُصبح حالة الهواء الموجود في البيئة بحالة أسوأ مما هو عليها الآن، بل لن نُبالغ أن العوادم الضارة الناجمة عن استخدام السيارات الغير كهربائية ما كانت لتسمح بوجود بشر صالحين لاستخدامها، لذلك كان وجود ذلك النوع المتطور من السيارات أشبه بعملية إنقاذ للبيئة، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا عن كل شيء يتعلق بالسيارات الكهربائية وتطورها، والأهم من ذلك بالتأكيد هو التعرف على كيفية تحولها إلى الحل الأمثل لحماية البيئة.
محتويات
ما هي السيارات الكهربائية؟
إذا أردنا وضع تعريفًا مناسبًا للسيارات الكهربائية فلن نجد أفضل من تعريفها بأنها السيارة التي تتخذ الطاقة الكهربائية وقودًا لها، أو تلك التي جعلت الكهرباء بديلًا للوقود القديم كالفحم والبترول، وحتى الغاز الطبيعي بالرغم من أفضليته عن المصدرين السابقين، إلا أنه لم يصمد كذلك أمام جودة ونقاء الطاقة الكهربائية وقدرتها على تسيير أكبر عدد من السيارات بأقل قدر ممكن من الطاقة، وليس أي نوع من أنواع الطاقة، بل الطاقة الكهربائية التي يتواجد أكثر من ألف مصدر للحصول عليها، حتى الشمس قادرة كذلك على إمداد السيارات بالطاقة التي تحتاجها من أجل تسيير أمورها، والحقيقة أننا إذا أردنا الاحتفاء بهذه النقلة الهائلة في مجال السيارات فيجب علينا أولًا تتبع بداية ذلك الإنجاز وتطوره.
بداية السيارات الكهربائية وتطورها
كانت هيني كيلوات أول سيارة تعمل بالكهرباء في العالم، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ البشر محاولة إصلاح ما أفسدته هذه الحرب اللعينة، وكان الهواء الملوث من عوادم سيارات ودبابات وطائرات الحرب على رأس قائمة الإصلاح تلك، لذلك بدأ الاتجاه نحو السيارة الكهربائية في عام 1947، وذلك استنادًا إلى عدم اشتمالها على عادم من شأنه تلويث الهواء، لكن هذه السيارة تم تطويرها للاستخدام فيما يتعلق بشئون الفضاء، لذلك كانت باهظة الثمن ولم تلقى إقبال.
العودة من جديد إلى السيارات الكهربائية كانت في عام البترول الشهير، عام 1973، حيث أظهرت الأزمة الحاجة إلى السيارات التي لا يكون البترول بالنسبة لها مسألة حياة أو موت، لذلك بدأ إنتاج ذلك النوع من السيارات لكن بكميات قليلة، وذلك بسبب التكلفة العالية أيضًا وإحجام الناس عليها، كما أن السرعة التي كانت مُقدرة لها لم تكن بالسرعة المُغرية الجاذبة، واستمر ذلك الركود في المجال حتى بداية التسعينات ومرور العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث حدثت عاصفة كبيرة في ذلك السوق بسبب دخول اليابان في صناعة السيارات الكهربائية، وأصبحت شبه معممه في أغلب دول العالم.
كيف تعمل السيارات الكهربائية؟
عندما تسمع عن أي جهاز يعمل بالكهرباء فإن أول ما سيدور في ذهنك بالتأكيد هو الطرق التي يعمل من خلالها هذا الجهاز، وهي إما باستخدام الفيشة الكهربائية أو من خلال البطارية، والحقيقة أن الطريقة الثانية هي التي تحدث بالضبط مع السيارات الكهربائية، حيث يكون هناك مُحرك كبير داخل هذه السيارة وبطارية ضخمة وذات قدرة تحمل عالية، هذه البطارية يتم شحنها من أجل بث الروح في المُحرك، وبالتالي يحدث الأمر المُنتظر وهو تحرك السيارة بالكهرباء.
يستطيع محرك السيارة الكهربائية الذي تصل قوته إلى خمسين كيلو وات إنتاج ما يقرب من مئتين وأربعين فولت، والواقع أنك أصلًا قد لا تتمكن من ملاحظة عمل السيارة الماثلة أمامك بالطاقة الكهربائية أو أي نوع من أنواع الوقود الأخرى لأنه في النهاية يكون الاعتماد على المُحرك، والذي تُشغله كلا النوعين من الطاقة.
أنواع السيارات الكهربائية
عندما يتم تسليط الضوء على أي مُنتج أو جهاز فإن الشيء المُلاحظ بالتأكيد هو أن ذلك الجهاز تتفاوت قدراته من جيل إلى جيل وشركة مصنعة من شركة مصنعة أخرى، وهذا هو الحال تمامًا مع السيارات الكهربائية، والتي تختلف سرعاتها وأوصافها وقدراتها بشكل عام باختلاف الشركات التي تُشرف على ذلك الشيء، ولنبدأ مثلًا بالشركة الأهم أو النوع الأفضل في مجال السيارات التي تعمل بالكهرباء، وهي شركة بي ام دبليو.
سيارة بي ام دبليو، الأسرع والأفضل
تُعتبر سيارة بي ام دبليو الكهربائية بجميع ماركتها وأنواعها أحد أفضل ما تم صنعه فيما يتعلق بالسيارات التي تستخدم الكهرباء في عملها، والحقيقة أن ذلك التميز لم يكن أمرًا صعبًا، فشركة بي ام دبليو في الأساس معروفه بتفوقها في كل شيء يتعلق بالسيارات، فهي من أعرق السيارات إذ لم تكن الأعرق على الاطلاق، ويكفي أن نقول مثلًا أن ذلك النوع من السيارات الكهربائية يمتلك أقوى بطارية كهربائية، وهو أمر كافٍ جدًا لفرض التميز والتفرّد.
سمرت فورتو، سيارة البيئة
لم يكن تميز سيارة سمرت فورتو واحتلالها مرتبة متقدمة بين السيارات التي تعمل بالكهرباء أمر صعب، فهي في الأصل معروفة منذ زمن بحفاظها على البيئة، حتى السيارات التي أنتجتها قبل سيارة الكهرباء كانت تهتم كذلك بالمعايير البيئية وتحاول تقليل الأضرار قدر الإمكان، وقد استمر ذلك الحرص مع وجود السيارة الكهربائية، إلا أن الشركة المُصنعة لهذه السيارة أضافت بعض المميزات، والتي أبرزها بالطبع البطارية الموجودة بها، والتي تمتلك القدرة على العمل لأكثر من مئة وأربعين كيلو متر دون شحن، وكما ذكرنا، تعد البطارية الحصان الرابح في السيارات الكهربائية.
نيسان ليف، السيارة اليابانية
دخل اليابانيون مجال السيارات الكهربائية من خلال نيسان ليف، والحقيقة أنه منذ اللحظة الأولى تمكنت هذه السيارة من فرض نفسها بقوة على السوق، خاصةً وأنها قد حظيت ببعض المميزات، والتي على رأسها بالتأكيد استخدام التكنولوجيا، ونقول بالتأكيد لأننا نتحدث عن اليابان، واليابان كما نعرف تسبق العالم بخطوات كثيرة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا، عمومًا، تحظى هذه السيارة كذلك ببطارية من النوع الممتاز، قادرة على السير لمسافة مئتين كيلو متر دون شحن.
السيارة الكهربائية تيسلا
تأخذ سيارة تيسلا مكانة منفصلة في سوق السيارات الكهربائية، فهي ليست شركة تُصدر ذلك النوع من السيارات، بل إنها كذلك تُعتبر الأكثر إنتاجًا وتخصصًا في هذا الأمر، وربما هذا هو السبب الذي جعلها تتميز عن باقي أنواع السيارات وتأخذ طريقًا آخر نحو التميز، والسرعة التي تصل مئتين كيلو متر في الساعة وقوة الحصان التي تقترب من الثلاثمائة حصان خير دليل على ذلك، كما أن الشيء الأهم في هذا الاختراع، وهو البطارية، قد يظل أكثر من ثلاثمائة وخمسين كيلو متر دون شحن، وهو أمر في غاية الأهمية والتميز في نفس الوقت.
السيارة الكهربائية تويوتا
لم تترك شركة السيارات الشهيرة تويوتا الطريق خاويًا أمام باقي السيارات التابعة للشركات الأخرى، فعلى الرغم من أن تويوتا قد أنتجت سيارات أحدث بكثير من السيارات الكهربائية ومنها على سبيل المثال السيارة التي تعمل بالهيدروجين إلا أنها لم تشئ أن تترك مجال السيارات التي تعمل بالكهرباء خاويًا، لذلك بدأت في نوفمبر الماضي مشروع تطوير سيارتها لتعمل بالكهرباء، وفي هذا دليل من الشركة على حرصها الشديد على حماية البيئة والحفاظ عليها، كذلك عدم السماح لأي منافس في السوق بسحب البساط من تحت أقدامها.
أسعار السيارات الكهربائية
تختلف أسعار السيارات الكهربائية من بلد إلى بلد ومن نوع إلى نوع ومن شركة إلى شركة أيضًا، فكل هذه العوامل السابقة تُحدد بشكل كبير السعر الذي ستكون عليه السيارة، لكن إذا أردنا أن نبدأ بالسعر الدولي لهذه السيارات فسنجد أنها تبدأ من سعر خمسين ألف دولار إلى أكبر سعر يُمكن تخيله، فهناك سيارات تعمل بالكهرباء لكنها لا تمتلك الإمكانيات المناسبة من جهة أخرى، بل إن ميزتها الوحيدة هي وجود الكهرباء، على العكس تمامًا من السيارة الممتازة في الأصل ثم أضيفت إليها الكهرباء فيما بعد، بالتأكيد الأمر يختلف من ناحية السعر.
السيارات الكهربائية في مصر
عرفت مصر السيارات الكهربائية قبل فترة قريبة، حيث أعلنت شركة شهيرة في هذا المجال تُدعى سمارت أنها سوف تطرح مجموعة من سياراتها في السوق المصرية خلال الشهور القليلة المقبلة، وذلك في معرض للسيارات أُقيم في باريس، والذي تم خلاله كذلك تحديد السعر الذي من المتوقع أن يبدأ به هذا النوع من السيارات، وهي ثلاثمائة ألف جنيه مصري، والحقيقة أن السيارات في مصر قد تصل إلى هذا السعر ويُقدم على شرائها بعض رجال الأعمال، فما بالكم بسيارة حديثة مزودة بخاصية العمل بالكهرباء؟ بالتأكيد سوف يلقى الأمر رواجًا كبيرًا وتُحقق السيارة الهدف المطلوب منها.
السيارات الكهربائية في السعودية
في الحقيقة لم تدخل السيارات الكهربائية السوق السعودية وتتوغل فيها بعد، لكن شركة تسلا قد أعلنت في فبراير 2017 أنها لن تترك السعودية، أو أي دولة خليجية بشكل عام دون وجود سيارة كهربائية بها، وقد كانت البداية مع الإمارات، حيث أعلنت تسلا أنها قد صدرت عدد كبير من السيارات إلى دبي، وأن الدور الآن على دولة خليجية أخرى وهي السعودية، والحقيقة أنه من المتوقع أن تبدأ أسعار السيارات الكهربائية في السعودية بمبلغ أربعة وسبعين ألف دولار، وهو ما يُعادل تقريبًا ربع مليون درهم سعودي، وبالطبع لم يفوت السعوديين ذلك الأمر دون السخرية منه، حيث قالوا أنهم سيُصبحون في حيرة من أمرهم بدءً من الآن وصاعدًا، وذلك لأنهم سوف يُجبرون على شحن سيارتهم وهاتفهم معًا.
السيارات الكهربائية والبيئة
الشيء الأهم في حديثنا كله هو علاقة السيارات الكهربائية بالبيئة، والحقيقة أننا نتحدث هنا عن علاقة من النوع الوجودي، فلولا الخوف على البيئة والرغبة في الحفاظ عليها لما ظهرت الحاجة أصلًا إلى وجود مثل ذلك النوع من السيارات التي تعمل بالكهرباء، فالبيئة، والمحافظة عليها تحديدًا، هو المبتغى الأول لكل شخص يعيش على ظهر هذا الكوكب، لأن الحفاظ عليها يعني الحفاظ على حياة البشر الموجودين بها، وهو الأمر الذي لم يكن متوفرًا بالصورة المطلوبة في حالة السيارات الديزل التي جعلت من الوقود مُحركًا لها، غير آبه أبدًا بما يُخلفه من آثار سلبية تتمثل بشكل رئيسي في العوادم من الهواء، عمومًا، لاشك أن ظهور السيارات الكهربائية منح أملًا جديدًا في الحياة، وقلّص من خطر مُحدق كان من المفترض أن يُعجل بفناء البشرية، وهو خطر عوادم السيارات الديزل القديمة.
أضف تعليق