مرت الارض منذ ملايين السنين بعدة مناخات منها البرد القارس في العصر الجليدي الى الحر الشديد في العصر الذي يليه , ويرجع بعض علماء الفلك وخبراء المناخ ذلك التغير في مناخ الارض عبر الزمن الى النشاط الشمسي وليس لأي سبب اخر , ويرى هؤلاء العلماء ان الشمس تمر بدورتي نشاط احدهما صغرى والاخرى كبرى وان هاتين الدورتين وحدهما هما المسئولتين عن تحديد المناخ السائد على كوكب الارض ومعدلات درجات الحرارة فيه, وهم يحاولون بذلك اثبات ان ظاهرة الاحتباس الحراري ما هي الا خدعة او خطأ علمي كبير وقع فيه العالم ولم يستطع العلماء او الساسة الاعتراف به في الوقت المناسب فصار اهم الاحداث التي ينشغل بها مئات الاف البشر حول العالم.
الدورات المناخية
تغير المناخ اليوم امر ثابت لكن الاختلاف قائم في اسبابه فهناك من يرى ان علم الفلك وحده هو الذي يملك الاجابة على سؤال لماذا ارتفعت حرارة كوكبنا خلال السنوات الخمسين الاخيرة بحوالي درجتين مئويتين حيث يرجعون ذلك الى دورات النشاط الشمسي والدورات الفلكي الناتجة عن تعديل الارض لمسارها حول الشمس , بينما يرى غالبية العلماء مدعومين بهيئات دولية وحكومات كبرى اننا نحن البشر من تسبب في ذلك واننا سندمر الحياة على كوكبنا ان لم نتخذ الاجراءات المناسبة فإننا سنكون امام كوارث محققة ستقضي على مئات ملايين البشر في غضون سنوات قليلة.
ما هي دورات النشاط الشمسي ؟
منذ اختراع التلسكوب واستعماله في مراقبة الكواكب ومراقبة نشاط سطح الشمس لاحظ العلماء تغيرات دورية تحدث له بحيث استطاعوا رصد دورتين واضحتين للشمس وهي دورة شواب التي اكتشفها العالم الالماني صموئيل شواب في اربعينيات القرن التاسع عشر وتستمر لمدة 11 عام على الاغلب وقد تتراوح بين 9 و 13 عام , وهناك دورة اطول تستغرق من 80-90 عام وهي دورة غلايسبرغ حيث اكتشفها العالم ولفجانج غلايسبرغ , وقد لوحظ ان نشاط سطح الشمس يزداد في فترات معينة فتظهر عليه بقع تشع طاقة اكبر من المناطق الاخرى فيه وتظهر هذة البقع بصورة دورية اذ يمكن ان يصل عدد البقع خلال فترة نشاط الشمس الى اكثر من مئة بقعة , ويمكن لنشاط الشمس العالي ان يؤثر في عمل الاقمار الصناعية وبعض الاجهزة الالكترونية كما انه يتسبب في رفع درجات الحرارة والتأثير في الامطار وفي مظاهر الطقس الاخرى .
يعتقد كثير من العلماء ان دورة الشمس هي اكبر عامل محدد في الدورات المناخية على سطح الارض وحتى ان بعضهم رأى انه لا وجود لظاهرة الاحتباس الحراري اساسا , ويدافع انصار الظاهرة عنها بأن معدلات حرارة كوكب الارض لا يمكن ان تزداد جراء تأثير نشاط الشمس فقط فالمعروف ان الحرارة بدأت بالتزايد خلال القرن العشرين ولم يسجل ارتفاعات في درجات الحرارة قبل ذلك .
ارتفاع حرارة كوكب الارض امر حتمي نتيجة تغير مسار دورانها حول الارض
في عشرينيات القرن العشرين وضع العالم ميلانوكوفيتش فرضية قال فيها ان الارض ستمر بثلاث دورات فلكية ستكون مسئولة عن كل التغيرات المناخية التي تحدث فيها , وقد بين ان حرارة كوكب الارض سترتفع لكونها تمر بثلاث مراحل او ثلاث دورات وقد سميت هذة الدورات المناخية بدورات ميلانوكوفيتش وهي
- دورة الانحراف او الابتعاد عن المركز وفي هذة الدورة سيتغير شكل مدار الارض حول الشمس بحيث ستصبح ابعد عن الشمس مع نهايتها وقد وضح ان الدورة ستستغرق ست وتسعون الف سنة .
- دورة ميلان المدار : اذ سيتغير ميلان مدار كوكب الارض حول الشمس ومن المعروف ان ميلان المدار هو سبب تعاقب الفصول الاربعة وبالتالي فإن تغيره سيؤدي الى تغير معدلات درجات الحرارة خلال تلك الفصول وتستغرق هذة الدورة 41 الف سنة .
- التذبذب او التأرجح وفي هذة الفترة اذ ان الارض تتأرجح حول مدارها وتستمر هذة الدورة 21 الف سنة.
بالنظر الى طول مدة دورات ميلانوكوفيتش والعودة الى سجلات الحرارة المسجلة في الاف مراكز الرصد حول العالم نجد ان تلك السجلات نجد ان ما هو مسجل لا يعدو كونه مثل بضع ساعات في السنة بالنسبة الى تلك الفترات الطويلة, ولذا يرى علماء الفلك انه من غير المنطقي الحكم على دورة فلكية من خلال متابعة فترة قصيرة منها , فالعالم ليس عنده سجلات لكل تلك الدورات الطوال التي مرت على كوكب الارض , ويلجأ بعض العالماء حاليا الى تتبع الاحافير وبعض الاشجار المعمرة لتحديد مدى تأثير الحرارة عليها وبالتالي معرفة معدلات الحرارة في ذلك الماضي البعيد الذي يبعد عنا الاف السنين.
التغير المناخي موجود لكن هناك جدل حول اسبابه
يرى بعض الباحثين انه لا وجود لظاهرة الاحتباس الحراري كسبب رئيسي لزيادة غازات الدفيئة في طبقات الجو العليا , وان ارتفاع تركيز تلك الغازات في طبقات الجو العليا لن يؤدي الى تدمير توازن دام على كوكب الارض لأكثر من 4.5 مليون سنة , ويذهب اخرون بعيدا الى وجود تزوير في بعض السجلات التي تظهر انخفاض في معدلات درجات الحرارة حول الارض خلال الفترة الماضية والهدف من ذلك حسب ادعائهم هو ابقاء العالم مهتمها بهذة المشكلة التي تهدد وجوده، بينما يرى اخرون انه حتى لو كانت هذة السجلات صحيحة فهي لم تسجل الا ارتفاعا معقولا بالنسبة الى التغيرات المناخية التي تنبأ بها علماء الفلك منذ مطلع القرن العشرين .
ان عمر اية حضارة على الارض لا يمكن ان يصل الى ثلث الدورة الفلكية وبالتالي لا يمكن لحضارة ما ان تكون قد سجلت تلك التغيرات المتطرفة التي تحدث خلال رحلة كوكب الارض في تعديل مساره، اضف الى ذلك اهمال المؤمنين بظاهرة الاحتباس الحراري لدورات النشاط الشمسي والتي تؤدي الى ظاهرة يمكن تسميتها بالتناوب المناخي والتي تحدث بمعدل 11 عشرة سنة، وهو ما يجعل بعض النشاطات الترويجية للتحذير من ظاهرة الاحتباس الحراري تفقد مصداقيتها .
ان اولويات العالم يجب ان تتجه نحو محاربة الجوع والفقر والى حل الصراعات القائمة في العالم والتي تحصد ارواح الملايين سنويا، فما الداعي ليقوم الفقراء الجوعى في افريقيا او اسيا مثلا بالمشاركة في حدث عالمي لمناهضة الاحتباس الحراري بينما يكون سبب فقرهم وجوعهم ليس له علاقة بهذة الظاهرة اصلا، وكذلك على اي اساس حدد العلماء التغير الذي سيطرأ على كوكب الارض في حال الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، اذ يرى بعض الباحثين ان غازات الدفيئة قد تصبح عاملا مساعدا في مواجهة التغيرات الفلكية التي ليس للانسان قدرة على التحكم بها .
حسب علماء الفلك المتحمسين للقضاء على حجة الاحتباس الحراري فإنهم يرون ان حركة النظام الشمسي وحدها من تحدد المناخ على سطح الارض وانه لا داعي لكل تلك الملايين التي تصرف في المحاضرات والنشاطات والمؤتمرات التي تخص الموضوع هذا بالاضافة الى تعطيل عجلة التنمية في بعض البلدان الفقيرة التي هي في امس الحاجة الى كل مصنع جديد او الى كل مصدر طاقة , كما ان الصراعات والتلوث والجوع مسئولة عن موت ملايين البشر وان تم مواجهة تلك السلبيات والكوارث فقد نستطيع انقاذ من يمكن انقاذه منهم بدل الجلوس ووضع تصورات لما سيكون عليه طقس الارض بعد مئة سنة مثلا .
أضف تعليق