تسعة بيئة
الحياة في المريخ
بيئة » كيف تعرف » الحياة في المريخ من منظور بيئي: هل هي ممكنة حقًا؟

الحياة في المريخ من منظور بيئي: هل هي ممكنة حقًا؟

الحياة في المريخ حلم يراود الكثيرين خاصةً بعد أن أصبحت الأرض بالتدريج غير صالحة للعيش بسبب نفاد الموارد وتلوث الهواء، فهل الحياة على المريخ ممكنة حقًا؟

مضى قت طويل على بحث العلماء الحثيث عن إمكانية قيام الحياة في المريخ بشكل يضمن إيجاد بديل قوي وحقيقي لكوكب الأرض الذي بدأ شيئًا فشيئًا يفقد مقومات الحياة به، لدرجة أن البعض يُعطي الأرض عمرًا لا يزيد عن المئة عام، بعدها سوف تُصبح مقبرة لمن هم موجودين بها، أما أولئك الذين سينجحون في إيجاد ملاذ آخر بعيدًا عن الأرض فهم سعداء الحظ حقًا، هذا الملاذ بعد بحثٍ طويل اتضح أنه يتأرجح بين عدة كواكب أهمها المريخ، والواقع أنه منذ اللحظة الأولى التي تعلقت بها الآمال بكوكب المريخ بدأ المستكشفين الفضائيين في إرسال البعثات ودراسة كل شيء يتعلق بالكوكب الأحمر، وطبعًا على رأس هذه الأشياء التي تم دراستها سُبل الحياة ومقوماتها وأيضًا المخاطر التي تجعل هذا الأمر ممكنًا، لكن ما يعنينا هو معرفة إمكانية هذه الحياة من المنظور البيئي، فهل هي ممكنة حقًا؟ هذا السؤال سوف نبحث عن إجابته سويًا في السطور القليلة القادمة.

الحياة في الكوكب الأزرق

المقصود بالكوكب الأزرق هو كوكب الأرض، والحقيقة أن عمر كوكب الأرض يُقدر بمليارات السنين، وإذا كنا سننظر للأمور من زاوية العمر فهذا يعني أن الإنسان قد استهلك هذا الكوكب تمامًا واستنفذ كل ما فيه من مقومات للعيش، وأكبر دليل على ذلك هو ظهور مُصطلحات مثل الطاقة المتجددة والطاقة الغير متجددة القابلة للنفاذ عاجلًا أم آجلًا، وبعيدًا عن الطاقات فإن أشياء كثيرة على الكوكب الأزرق قد رفعت الراية البيضاء وأعلنت استسلامها، منها مثلًا الحيوانات المنقرضة وبعض الحضارات التي لا يعرف عنها أحد واختفت في ظروف غامضة.

أيضًا زيادة أعداد البشر وعدم قدرة الأرض على استيعابهم كانت سببًا في تهديد الحياة عليها، والواقع أن مواجهة ما هو موجود من نقص في الكوكب الأزرق كانت في البداية تتم من خلال إيجاد بديل للموارد والمواد التي بدأت في النفاذ، مثل ظهور الطاقة النظيفة والكهرباء والكثير من الأشياء، لكن في وقت من الأوقات توقف عقل الإنسان تمامًا وفقد قدرته على مواجهة اجتياح الكوكب الأزرق ونقص موارده، لذلك كان الحل الوحيد في البحث عن الحياة بمكان آخر بعيد تمامًا.

الحياة في الكوكب الأحمر

مع البحث بين العوالم الأخرى المتمثلة في الكواكب والفضاء تم العثور أخيرًا على كوكب يتماشى مع ما هو مطلوب من موارد للحياة، أجل، فالحياة تتطلب منا أحيانًا بعض الأمور التي قد لا نتمكن من توفيرها، بل إن من عناية الله وفضله على البشر أنه قد خلق لهم الحياة وخلق معها كل الإمكانيات اللازمة للعيش بها، عمومًا، بعدما بدت الحياة على الكوكب الأزرق تصعب شيئًا فشيئًا كان لابد من اللجوء إلى منفذ وملاذ آخر، وطبعًا أنتم تعرفون أن الإنسان عندما يقول أنه سيبحث عن ملاذ ومكان آخر للعيش فهذا يعني أنه مثلًا سوف يبحث عن قارة جديدة أو أماكن غير مطروقة من قبل، لكن ما حدث هذه المرة كان بعيدًا كل البعد عن ذلك، لقد بحث الإنسان عن كوكب آخر.

قبل حوالي نصف قرن كان الناس يندهشون من الرحلات الفضائية ويخشون منها، يقولون فيما معناه أننا نعيش على هذه الأرض منذ ملايين السنين بأمان، لذلك لا حاجة إلى زلزلة عالم الفضاء والبحث فيما لا نعرفه، ويقصدون بذلك الصعود بالمركبات الفضائية إلى الفضاء، لكن البعض كان له تخطيط وأهداف أخرى، أو يُمكننا القول دون مبالغة أن البعض كان يستشعر حقًا ما سيحدث في هذا العالم من أضرار وتلف يستدعي البحث عن مكان آخر ما زال لم يتأثر بكل هذا الدمار، وكان ذلك المكان بعد بحثٍ طويل هو الكوكب الأحمر، أو المريخ كما يُعرف علميًا.

مقومات الحياة في المريخ

السؤال الآن الذي بلا شك يدور في أذهان الجميع عن الحياة في المريخ ، ما هي المقومات أو الإمكانيات التي يمتلكها ذلك الكوكب وتجعلنا نثق به حقًا ونُغامر بالصعود إليه والعيش به؟ والحقيقة أن إجابة ذلك السؤال قد حظيت طوال السنوات الماضية ببحثٍ طويل في العوالم المُحيطة حتى استطعنا في النهاية استخراج الإجابة الشافية المُناسبة، أولها مثلًا أن المريخ هو الكوكب الوحيد الذي يُحتمل تواجد الماء به.

يحتوي على الماء

بالكثير من البحث والدراسات حول احتمالية إقامة الحياة في المريخ توصل بعض العلماء إلى أن ذلك الكوكب كان قبل حوالي ثلاث مليارات سنة يمتلك الماء، أجل كما سمعتم تمامًا، ثمة كوكب في السماء يمتلك أكثر الأشياء التي قد نحتاج إليها في يومٍ من الأيام، إنه الماء ولا شيء غيره، وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن ماء الأرض قد بدأ في التلوث أو النفاد فإن المريخ من وجهة نظر الجميع سوف يبدو خيارًا أمثل بلا شك، فما دام الماء قد تواجد به قبل زمن فثمة أمل أن يتواجد به الآن، أو يتواجد به في المستقبل على الأقل، فما دام المنبع موجود فسيأتي الماء بلا شك.

يحتوي على الأرض الصالحة

بقدر من الأهمية لا يقل عن الماء سوف نكون بحاجة بكل تأكيد إلى أرض أو أساس نُقيم فيه الحياة التي نريد أن نعيشها في المريخ أو أي كوكب آخر، ولابد أن البعض يقول الآن أنه طبعًا من البديهي أن تكون هناك أرض في كل مكان يتم اكتشافه في العالم، لكن الحقيقة أن أغلب، إذا لم يكن كل الكواكب، لا يمتلكون هذه الأرض بالكيفية التي نتحدث عنها في كوكب الأرض وكوكب المريخ، تلك الكيفية التي يُمكنها أن تؤهلنا للانتقال إلى المريخ غدًا صباحًا، والسؤال الآن، أليس توافر أمر كهذا جدير باعتباره ضمن المقومات الرئيسية المحفزة على الحياة في المريخ ؟

إمكانية التخلص من الجاذبية

في أي مكان في الفضاء باستثناء كوكب الأرض تتواجد حولنا ما يُمكن تسميتها بانعدام الجاذبية، وتلك العدمية كما ذكرنا تؤدي إلى الكثير والكثير من المشاكل التي تقف عائقًا أمام إقامة الحياة البشرية، لكن المريخ، ولسبب آخر يجعله من أسباب إقامة الحياة به، يُمكنه أن يتخلص من ذلك الغياب للجاذبية ويعوضه بطريقة لا تتسبب بمشاكل، وبهذا تقوم الحياة.

الحياة في المريخ من منظور بيئي

من منظور بيئي فإن كل من نحتاج إليه من أجل الحياة في أي مكان بالعالم أن يكون هناك ماء وهواء وأرض صالحة للعيش عليها وإقامة بعض الأنشطة البشرية الهامة مثل الزراعة والصناعة، والحقيقة أن المقومات السابقة التي ذكرناها للمريخ تقول ببساطة أن هذه الأمور متوافرة، مما يعني بالضرورة أننا قادرين على إقامة حياة في المريخ من الناحية البيئية، وطبعًا ذكرنا قبل قليل أننا مضطرون على هذا الأمر أيضًا بسبب ما يحدث في الأرض من ازدحام وندرة في الموارد، وبهذا تكون الإجابة واضحة دون أي لبس فيها، نحن الآن في طريقنا إلى المريخ، سنعيش به لا محالة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية عشر − 4 =