تُعتبر الجبال أحد أهم الظواهر الطبيعية الموجودة على كوكب الأرض، ونقول ظاهرة لأنه ليس من الطبيعي أبدًا أن يكون هناك مُجسم بكل هذا الطول، لكن، ما يعتقد البعض حتى الآن أن وجود الجبال الذي بدأ منذ بدء الخليقة وتطور مع الانفجار العظيم أمر طبيعي ومنطقي بافتراضه وجود لشكل طبيعي جاذب فقط، وهؤلاء بالتأكيد لا يعرفون بأهمية الجبال التي لا تُقدر بثمن سوى للإنسان أو البيئة بشكل عام، لذلك، سوف نحاول في السطور القادمة التعرّف عن قرب على هذه الجبال وأهميتها ومراحل تكوينها وأنواعها، والأهم من كل ذلك بالتأكيد هو التطرق لفائدتها بيئيًا، وهل هي سبب من أسباب التوازن البيئي أم أنها مُجرد عُنصر عادي من عناصرها.
محتويات
معلومات عن الجبال
ليس كل سطح مرتفع عن الأرض يُمكن اعتباره جبل، بل ثمة اعتبار مُعين وارتفاع حدده بعض الخبراء بألف قدم أو أكثر، لأننا إذا كنا نتحدث عن مسافات وأطوال أقل من ذلك فسوف يكون حديثنا عن التلال والسهول وهذه الأشياء الأخرى، عمومًا، يظل الجبل حتى الآن الشيء الأكثر ارتفاعًا على الاطلاق بين كل المُسطحات، ونقول حتى الآن لأن هذا الكون قادر على إدهاشنا حتى الرمق الأخير.
قوام الجبال الرئيسي هو الرمال والصخور المُتكسرة، والحقيقة أن ذلك القوام يأخذنا إلى الشك في أن الجبال ليست جزء أصيل من الكوكب، وإنما تكونت جراء بعض الظواهر والحوادث التي وقعت على هذا الكوكب، والتي على رأسها بالتأكيد ذلك الانفجار العظيم الذي نتج عنه أغلب الظواهر الطبيعية الموجودة الآن.
مراحل تكون الجبال
ذكرنا من قبل أن الجبال قد تكونت بطرق كثيرة، أهمها الطريقة الطبيعية التي تتداخل فيها العوامل الخارجية، والتي تُظهر في النهاية أن تكوين الجبال كان محض صُدفة عادية طبيعية، لكن بالتأكيد حدث ذلك الأمر بقضاءٍ من الله وقدره، عمومًا، إذا تتبعنا المراحل الأصلية لتكون الجبال فسنجد أنها أربعة مراحل فقط، وأن المرحلة الأولى هي غمر البحر.
غمر البحر، المرحلة الأولى
المرحلة الأولى من مراحل تكون الجبال هي المرحلة الأهم بكل تأكيد، فهناك من يعتقد بأن الصمود الذي تتواجد عليه الجبال نابع من خلطها بالماء، وهذا في الحقيقة ما يؤكده هذا الرأي في التكوين، حيث تبدأ المراحل بغمر البحر بكتل من الرمال وبقايا الصخور، تلك الكتل تمر بعملية معينة وتجعل مجموعة من المواد تترسب في قعر البحر، ومن هنا تبدأ المرحلة الثانية من مراحل التكوين، وهي مرحلة تكون الطبقات.
تكون الطبقات، ما ترتب على المرحلة الأولى
في المرحلة الثانية نلحظ أننا بصدد حالة مترتبة على المرحلة الأول، حيث تبدأ المواد المُترسبة في قاع البحر بعملية ما ينشأ عنها تكوين عدة طبقات، هذه الطبقات يُعتقد أنها اللبنة الأولى في شكل الجبال الحقيقي، ومن هنا يُمكن القول إن الطبيعة مع الماء قد بذلا قصارى جهدهما من أجل الولوج إلى المرحلة الأهم في التكوين، وهي مرحلة التجعد.
مرحلة التجعد، المرحلة الأهم
المرحلة الثالثة من مراحل تكوين الجبال، والتي تُعتبر كما ذكرنا المرحلة الأهم على الإطلاق، هي مرحلة التجعد، والتي تعني ببساطة أن تكوين شكل الجبل بدأ يأخذ دوره، وأن الأمر ما هو إلا مسألة وقت حتى يظهر لنا نتاج المراحل الثلاث الماضية بالشكل الذي نرى عليه الجبال الآن، وهنا نصل إلى المرحلة الأخيرة، مرحلة انسحاب الماء.
انسحاب الماء، المرحلة الأخيرة
العبرة بالخواتيم كما يقال، والحقيقة أن المرحلة الختامية لعملية تكوين الجبال تأخذ قدرًا كبيرًا من الأهمية، فمن خلالها تظهر نتائج المراحل السابقة، حيث ينسحب الماء، والذي كان غطاءً لكل العمليات السابقة، وتظهر اليابسة بضيفها الجديد الساحر، وهو الجبل، ذلك التكوين الذي ربما يأخذ ملايين السنين بلا مبالغة، لكن كل ذلك يهون أمام أهمية الجبل وفوائدها التي ربما لا يعرفها أغلب الذين يمرون بالجبال يوميًا.
أهمية الجبال وفوائدها
الآن نحن بصدد التحدث عن الشيء الأهم فيما يتعلق بالجبال، وهو أهميتها، والتي ذكرنا قبل قليل أن أغلب الناس لا يعرفون بها، أو يعرفون معظمها على الأكثر، ولابد أنهم حين يتعرفون على القائمة كاملة سوف ينظرون إلى الجبال نظرة أخرى، وبالتأكيد إذا تحدثنا عن الجبال فإن أول شيء واجب التحدث عنه هو تثبيت الأرض، والذي يعد المهمة الأهم على الإطلاق، والتي نرى تأثيرها بأعيننا في كل لحظة على هذه الأرض.
تثبيت الأرض، الفائدة الأولى
الفائدة والأهمية الأولى للجبال هي قدرتها على تثبيت الأرض، والحقيقة أننا لا نتحدث عن أمر عبثي دون دليل، بل إن دليل ما نقوله موجود في القرآن الكريم، فالله عز وجل قد شبه الجبال بالأوتاد وجعلها خير مُثبت للأرض، وثمة مثال على ذلك في شبه القارة الهندية، والتي يُقال إنها قد ثبتت بفعل الجبال وأصبحت بعدها تابعة لقارة آسيا.
جلب الأمطار، فائدة مُدهشة
الفائدة الأخرى للجبال والتي يُمكن وصفها بالفائدة المدهشة هي قدرتها على جلب الأمطار، ولابد أنكم الآن تتعجبون من سماع هذا، لكن الحقيقة أن ذلك الأمر صحيحًا بالفعل، فعندما تصطدم السُحب بالجبال تحدث عملية يُمكن تسميتها باسم عملية استفزاز المطر، وهنا تضخ السماء الماء على الأرض، ولذلك نجد تباين غريب في الجبال الموجودة، فهناك ما هو أخضر اللون ومكسي بالخضرة والنباتات الطبيعية، وهو ما يتساقط عليه المطر بصورة مباشرة، وهناك كذلك ما هو أصفر أجدب، وهو ما لا يتمكن المطر منه بالشكل المناسب.
تصفية المياه، فائدة فريدة
هناك فائدة فريدة أخرى للجبال ربما لا ينتبه لها الكثيرين، وهي أن الجبال بعد تساقط الأمطار تنبثق منها بعض الينابيع، هذه الينابيع لا تكتفي بأن تمتلئ بالماء فقط، وإنما تقوم كذلك بتصفية المياه الموجودة بداخلها، وهو أمر يتم الاستفادة منه فيما بعد، لكن ينبغي أن نؤكد بالطبع بأن تلك الفائدة لا تتوافر في كل الجبال، وإنما فقط تلك التي تتمكن الأمطار منها.
الراحة النفسية، فائدة روحانية
دور الجبال لا يتوقف أبدًا عن الأشياء الحسية، بل ثمة فوائد معنوية لوجود الجبال منها إراحة النفس، فعندما ينظر الشخص إلى ذلك السفح المرتفع يشعر براحة نفسية كبيرة وطاقة إقبال على الحياة، والدليل على ذلك أن بعض الأطباء يصفون لمرضاهم رؤية الجبال كطريقة مضمونة في العلاج.
مكان للمغامرات، فائدة ترفيهية
إذا ما أردت الترفيه عن نفسك بصورة غير مسبوقة فإن كل ما عليك هو أن تزور أحد الجبال الشاهقة وتمارس عليها بعض المُتع، فهو أمر مُثير ستلاحظه عند التجربة أو عند رصد بعد الأشخاص وهم يقومون بهذه الهوية، حيث سترى فيها سعادة بالغة تغمرهم أثناء التسلق أو القفز أو أي شيء يتعلق بالترفيه ويكون متوافرًا فيه احتياطات الأمان بالطبع.
أنواع الجبال
الجبال ليست على وتيرة وحيدة، بمعنى أنك لن ترى الجبال كلها أمامك مجرد مجسم من الرمال يأخذ نفس القطع والشكل، وإنما ستختلف باختلاف الأماكن التي ستتواجد بها، وسوف نجد أنفسنا أمام أكثر من نوع من الجبال، جميعهم يشتركون في أمر واحد، وهو الارتفاع الشاهق الذي يبرز من الأرض، ولنبدأ معًا بأشهر أنواع الجبال وأكثرها شهرة.
الجبال الجليدية
أمر غريب أن نقول إن ثمة جبال أكثر شهرة من الأخرى أليس كذلك؟ في الحقيقة ليس هذا الأمر بالغريب، واسأل أي شخص يعرف المقصود بالجبال عن النوع الذي يُحبذ رؤيته الآن، وبالتأكيد سوف يُخبرك أنه يود رؤية الجبال الجليدي المكتسي بالبياض والذي يكون غالبًا في قلب أحد الأنهار أو المحيطات.
عرف البشر الجبال الجليدية منذ وقت طويل، فمع تساقط الثلج باتت هناك فرصة مواتية لتراكم الثلوج بعضها فوق بعضها حتى تم تكون الجبل الجليدي بالشكل الذي نراه عليه، والذي يأسرك للونه الأبيض في المقام الأول وإمكانية استخدامه في بعض المتع الترفيهية الأخرى مثل التزلج عليه، وهو أمر ليس بالجديد، إذ أن التزلج على الجبال الجليدية قد تخطى كونه أحد المُتع وأصبح رياضة تُمارس من قِبل بعض الذين يمتلكون القدرة على المخاطرة بالقيام بأمر كذلك، والحقيقة أن أصل أغلب الجبال جليد فقط، لذلك هو معرض للذوبان في أي وقت، كما يجب التأكيد على أن أغلب الجبال الجليدية تقع في روسيا أو القارة القطبية الجنوبية.
الجبال الزرقاء
قديمًا جدًا، وقبل حوالي ربع مليار سنة، كان ثمة هضبة كبيرة موجودة عند مدخل ساحلي، هذه الهضبة تعرضت لبعض العوامل الطبيعية التي جعلتها تنجرف وتتفتت في الطريق حتى كان آخر ما وصل منها إلى مدينة سيدني الموجودة بأستراليا، ثم عُرفت بقايا هذه الهضبة فيما بعد باسم الجبال الزرقاء.
منطقة الجبال الزرقاء في الحقيقة تحتوي من الابداع على ما يكفي لجعلها ضمن مناطق التراث العالمي، فهي تُعتبر مزار سياحي لكل سياحي العالم، كما أنها تعتبر الجبل الأول الذي يحظى بكل هذا الزخم، بعيدًا عن كونها بالتأكيد الجبل الفريد من نوعه، فيمكننا مثلًا رصد أكثر من جبال جليدي بأكثر من مكان في العالم، لكن، فيما يتعلق بالجبال الزرقاء فهي تقع بمنطقة واحدة بسيدني كما ذكرنا، وهناك ميزة أخيرة تُميز المنطقة، وهي أن الجبل يُحاط بأكثر مئة نوع من الأشجار النادرة، مما يُعطي مشهدًا خلابًا إضافيًا بخلاف المشهد الطبيعي الذي يأخذه.
الجبال الالتوائية
الجبال الالتوائية في الحقيقة هي النوع السائد والأكثر انتشارًا في العالم، وذلك لأنها عبارة عن أعداد لا نهائية من الجبال تكونت أثناء الحركة الالتوائية التي تعرضت لها الأرض في العصر الثالث حسبما يقول العلماء، وعندما نريد أن نصف جبال ما بأنه التوائي فيجب أن يتجاوز على الأقل أربعمائة متر، كذلك لا يتخطى عرضه الألف متر على الأكثر، لأننا بذلك سوف نكون متناولين لمظهر آخر من المظاهر التي تشكلت أيضًا في العصر الثالث، وهو الهضاب، عمومًا، في تكون الجبال الالتوائية حدث التواء للطبقات الرسوبية وظهرت تأثيرات على هيئات محدبة ومقعرة أعطتها الشكل المميز التي تأخذه، وإذا ما أردنا مثلًا أن نذكر أهم أمثلة الجبال الالتوائية فلدينا جبال الألب والبرانس والروكي.
الجبال الانكسارية
تعتبر الجبال الانكسارية كذلك من أهم أنواع الجبال، والحقيقة أنها قد مرت بنفس الحركات التي تشكلت من خلالها الجبال الالتوائية تقريبًا، لكن، بدلًا من أن يحدث الالتواء حدث الانكسار فسميت بالجبال الانكسارية، وعمومًا لا توجد أعداد كبيرة من الجبال الانكسارية وإنما فقط ما يكفي للدلالة على وجودها في يوم من الأيام.
أضف تعليق