ينظر العلماء إلى التهديدات البيئية في مدغشقر بجدية تامة بسبب المستقبل المرعب الذي ستشهده الجزيرة، فطبقًا للدراسات فإن كافة الغابات المطيرة في مدغشقر ستتعرض إلى الإزالة بحلول عام 2025، باستثناء الموجودة في المناطق المحمية ومنحدرات الجبال في الجانب الشرقي، وسيكون لهذا توابع خطيرة على الحيوانات المتنوعة التي تعيش في هذه البيئة المميزة، وقد انقرضت بالفعل حيوانات كثيرة منذ وصول الإنسان إلى الجزيرة مثل حيوان الليمور الضخم، والليمور الموجود الآن ماتت أغلب أعداده وأصبح ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بخطر الانقراض، بل هو الأكثر تعرض للخطر من بين كل مجموعات الثدييات في القائمة.
محتويات
تنوع الحيوانات والنباتات في مدغشقر
التنوع الحيوي في النباتات والحيوانات معرض للخطر بشدة في مدغشقر، ويقدر العلماء أن مدغشقر فقدت أكثر من 90% من غاباتها بدايةً من وصول البشر إلى هناك منذ حوالي أكثر من ألفي سنة وحتى الوقت الحالي، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى استخدام الطرق البدائية في الزراعة وانتشار ممارسة القطع والحرق، أي قطع الأشجار بدون اعتبار لأي شيء ومن ثم حرق الأرض لتصبح صالحة للزراعة، لكن هذا يجعل التربة غير صالحة للزراعة تمامًا مما يجعلهم ينتقلون إلى بقعة أخرى، لنصل في النهاية إلى وجود 10% فقط من الغابات في البلاد كلها، ولنصل إلى انقراض أنواع هامة للغاية من الحيوانات والنباتات المتوطنة في مدغشقر والتي لا يوجد لها مثيل في أي دولة في العالم.
تأثير الصناعة على البيئة
بالرغم من اعتماد سكان مدغشقر بشكل كبير على الزراعة وعلى محاصيل معينة، إلا أن تأثير الصناعة أصبح موجودًا عبر طريق الشركات الكبرى، وبسبب البيئة الخصبة لنباتات مهمة مثل نبات الكوكا فإن الأنظار تتجه صوب جزيرة مدغشقر وتدخل سلطة رأس المال في تقرير مصير السكان والبيئة، فهذه الدولة متوسطة الحجم تعتبر المصدر الأكثر أهمية لإنتاج الشوكولاتة الفاخرة في فرنسا وإيطاليا، والتي يعمل على زراعتها السكان بالطرق التقليدية التي تستهلك كمية كبيرة من المياه وتخرب البيئة كما ذكرنا، ويحذر الخبراء من عواقب جسيمة يمكن أن تحدث إذا استمرت شركات متعددة الجنسيات في نواياها على بناء مصانع لها في أراضي مدغشقر.
الصيد الجائر في مدغشقر
بسبب قلة فرص العمل التي تضمن المكسب السريع والكبير، فإن البعض يلجأون إلى صيد حيوانات نادرة وبيعها في الأسواق السوداء وتهريبها في ظل غياب تفعيل القانون أو وجود تشريعات محددة، ويتوازى هذا مع مشكلة استقدام أنواع جديدة من الكائنات الحية وظهور أنواع مجتاحة في مناطق متعددة مما يكبد الاقتصاد خسائر كبيرة وفي نفس الوقت تتزايد التهديدات البيئية في مدغشقر بصورة مرعبة.
جهود الحكومة في علاج التهديدات البيئية في مدغشقر
أعلنت الحكومة في سنة 2003 عن مبادرة لمضاعفة المناطق الطبيعية المحمية ثلاث مرات لتغطي حوالي 10% من مساحة سطح البلد، وبعد ثمان سنوات أصبح عدد المناطق المحمية 5 مناطق طبيعية و 21 منطقة محمية للحيوانات والبرية و 21 محمية طبيعية، وتم إعلان 6 محميات طبيعية ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومع كل تلك الخطوات الفعالة إلا أن المهتمين بالبيئة يؤكدون على أن الحل الوحيد لكل التهديدات البيئية في مدغشقر هو التوعية البيئية وفرض قوانين فعالة لمنع الممارسات الزراعية الخاطئة وبالتحديد ممارسة القطع والحرق، والمحاولة قدر الإمكان على المحافظة على التربة والابتعاد النهائي عن التدخل في الغابات والحفاظ على المناطق المتبقية من الغابات المطيرة.
أضف تعليق