التلوث الوراثي هو احد الموضوعات المعاصرة المهمة والجديدة الحديثة التي لها أهمية كبيرة في حياتنا العلمية حيث أن التلوث الوراثي له علاقة بدراسة علم الوراثة أو علم الجينات ودراسة خصائص وتركيب جسم الإنسان والمكونات لهذا الجسم الغامض والذي يحتوي على الكثير من الأسئلة ولكن قبل التكلم عن التلوث الوراثي سنتعرف على ما هو علم الوراثة، علم الوراثة هو احدي فروع علم الأحياء الذي يبحث في الوراثة والصفات الشخصية والجينات وفي تطور قوانين الوراثة وهو يعتبر من أهم علوم الأحياء وأكثرها حساسية أما عن موضوع التلوث الوراثي سنتناول عنه بالتفصيل فما هو التلوث الوراثي ؟ وما أسبابه؟
التلوث الوراثي : المشكلة والحلول
تعريف التلوث الوراثي
التلوث الوراثي أو التلوث الجيني، هو عبارة عن انتقال غير مرغوب لنوع من الجينات من تجمع إلى تجمع أخر غريب عنه وفي العادة يشير مصطلح التلوث الوراثي إلى انتقال جين معين من كائنات معدلة جينيا إلى كائنات غير معدلة جينيا وهذا هو المصطلح الدارج في الاستخدام لدي علماء البيولوجيا وعلم الأحياء والجينات والوراثة.
علوم الهندسة الوراثية
إن علوم الهندسة الوراثية الحديثة وتقنياتها أعطت العلماء الدافع الكبير لاختراق جينات الكائنات الحية بجميع أنواعها من الإنسان إلى الحيوان إلى النبات إلى كافة الكائنات الحية الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وعملت على إزالة العوائق والدراسات المتجمدة بين الكائنات الحية المختلفة والتي ليس لها علاقة في بعضها البعض وذلك عن طريق عملية نقل الجينات إلى هذه الكائنات وعمل التجارب الوراثية عليها ومراقبة التغيرات الحاصلة عليها وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى ظهور جينات وراثية جديدة لم تكن موجودة من قبل بسبب هذه التعديلات الوراثية ولكن مع تطور هذه التقنيات زادت وظهرت مخاطر كثيرة حول العالم وخاصة بعد ظهور ظاهرة المحاصيل المعدلة وراثيا في اغلب مناطق العالم المختلفة واستعمال بعض أنواع من فصائل الحيوانات كغذاء للإنسان وكمصدر للبروتينات للصحة البشرية وذلك عن طريق غرس جينات من كائنات أخرى ليس لها علاقة مع هذا النوع من هذه الحيوانات، حيث سوف تؤدي هذه الظاهرة إلى الإضرار وبشكل كبير في النظام الحيوي وتهديد مباشر للأصول الوراثية للكائنات الحية من نبات وحيوان إلى جانب الإضرار بالنظام البيئي والذي يحتوينا جميعا، حيث يوجد هناك تقارير منتشرة حول العالم بان هناك ما يقارب 39 حالة من التلوث الوراثي تم اكتشافها في 23 بلد في السنوات القليلة الماضية، ليس هذا فحسب بل وصل التلوث الوراثي أو الجيني إلى محاصيل رئيسية نتعايش عليها بشكل مباشر مثل محاصيل الأرز والذرة والصويا والقطن والأسماك والكثير من الكائنات الأخرى والمحاصيل الأساسية فمنذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة تم تسجيل أكثر من 216 حالة تلوث جيني في أكثر من 57 بلد حول العالم منذ إطلاق مشروع المحاصيل المعجلة وراثيا على نطاق شامل وواسع حول العالم منذ عام 1996.
ما هو التلوث الوراثي؟
التلوث الوراثي يحدث بسبب خلط المحاصيل الأساسية الغذائية مع مواد قابلة للاختبار والتعديل أو عبارة عن محاصيل معدلة جينيا وذلك باستخدام تقنية الأغذية المعدلة وراثيا من خلال علم التقنية الحيوية والتي من المعروف أنها تعتمد على عملية دمج DNA من أي كائن حي والقيام في وضعه في كائن حي أخر ومن ضمنها المحاصيل الغذائية وتسمي هذه العملية عملية نقل الجينات أو عملية تعديل الجينات وبالتالي يطلق على النتائج من هذه العملية باسم الأغذية المعدلة وراثيا أو الكائنات المعدلة وراثيا.
التعديل الجيني والوراثي
يعتبر مفهومي التعديل الجيني أو الوراثي مصطلحان لمفهوم واحد فلا يوجد هناك فرق بينهما حيث العوامل الجينية تكون محملة على الجينات في داخل الخلايا الحية للكائنات وعليه فان أي نوع من أنواع عمليات التعديل الوراثي أو الجيني تكون قد تم إنتاجها من خلال استخدام هذه التقنيات الحديثة للتكنولوجيا البيولوجية أو تكنولوجيا الأحياء والقصد من وراء عملية التعديل الوراثي هو نقل الجينات ذات المواصفات والخصائص المرغوبة والمطلوبة من كائن إلى كائن حي أخر بهدف زيادة الإنتاج وتحسين الجودة أو مكافحة الأمراض والآفات والمشاكل الوراثية التي قد تنتج وإيجاد الحلول المناسبة لها وأيضا لدراسة هذا المفهوم بشكل اكبر ومعمق واستكشاف ألغازه، حيث من المعروف إن جميع الكائنات الحية تحتوي على جينات في حمضها النووي الريبوز المنزوع الأكسجين وهذه الجينات هي التي تحفظ الحياة ومن هنا كان للعلماء البيولوجيين القدرة على تغيير معالم هذه الجينات والتغيير في خصائصها من خلال إدخال تحسينات عليها وزيادة قدراتها بشكل اكبر في كافة المجالات.
ما هو دور المنظمات العالمية في قضية التعديل الوراثي؟
من المعروف إن المنظمات العالمية ونخص منها العلمية والتي تهتم بشؤون البحث العملي وتطوير الدراسات العلمية أنها تبدي اهتمام كبير في كافة القضايا التي تخص الإنسان والبيئة والحيوان إلى أخره من الاهتمامات ولكن هناك منظمات كانت أكثر اختصاص في هذا الموضوع ألا وهو موضوع التعديل الجيني فهناك منظمة تراقيك وهي تعني بالمراقبة العالمية للحياة البرية حيث تعمل للتأكد من إن المتاجرة في النباتات البرية والحيوانات البرية لا تشكل مصدر تهديد للطبيعة والبيئة وتقدم وعي بالآثار السلبية والضارة بالكائنات المعدلة وراثيا والتي يتم إدخالها على الطبيعة والتي يقوم علماء علم الوراثة بعملية تهجينها مع الأنواع الأصلية وبالتالي حدوث التلوث الوراثي أو الجيني. وهناك اللجان المحافظة على البيئة حيث تعمل هذه اللجان كمستشار قانوني لدي حكومة المملكة المتحدة والحفاظ الدولي على البيئة والطبيعة حيث تساعد في حفظ التنوع الحيوي وتقديم التثقيف اللازم حول الآثار السلبية عند إدخال أنواع مدخلة معدلة جينيا في بيئة غير بيئتها الأصلية.
علماء الهندسة الوراثية وآرائهم من موضوع التعديل الوراثي؟
يقول علماء الهندسة الوراثية انه لا يوجد حتى الآن أي دليل على وجود أي نوع من الأغذية المعدلة جينيا في الأسواق تسببت في تأثيرات مرضية بحيث يعللون ذلك بان المواد التي تم التعديل عليها جينيا كانت من اجل التخلص من المواد السامة والغير المرغوب بها وهي مواد بالغالب تؤثر في طبيعة جسم الإنسان وبالتالي كان يجب عمل هذه التعديلات الوراثية والعمل على تحسينها وهذا ما دفعهم للقيام بالتعديل الجيني لهذه الأغذية ولكن هذا لا يعني البتة أن التعديل الجيني لا يتسبب بأي نوع من الأمراض بل يمكن للتعديل الجيني إن يتسبب في ظهور بعض أنواع من الحساسية وبعض المشاكل ولكن سوف يتم معالجتها وتكثيف البحوث والدراسات عليها من اجل إن يتم إنتاج كائنات معدلة جينيا وأغذية معدلة جينيا آمنة للاستخدام.
في الختام إن موضوع التلوث الوراثي أو التلوث الجيني من أهم الموضوعات في علم الأحياء والتي لا غني لنا عنها كبشر لأنها تهتم بصحتنا جميعا وهي تستهدفنا كبشر جميعا ولذلك كان لازما على العلماء البيولوجيين تقديم المعلومات الكاملة حول هذا الموضوع فالتعديل الوراثي أصبح محط اهتمام جميع دول العالم النامية منها والمتقدمة وذلك لما نشهده اليوم من تغيرات كثيرة حول العالم في مختلف العلوم والمجالات وهناك أبحاث كثيرة مثيرة للجدل سوف تطفو على سطح المستقبل القريب لتكن محط الأنظار والمتابعة من قبل كثير من المختصين والهاويين.
أضف تعليق