مشكلة التعتيم العالمي نتجت عن ممارسات الإنسان الجائرة بحق البيئة والطبيعة المحيطة، هناك مشاكل كثيرة أصبح اليوم حلها من الأمور الشبه مستحيلة بل وباتت تهدد بقاء الوجود البشري وتهدد الوجود الحيوي والذي يتعلق بكل الكائنات الحية من نبات وحيوان وكائنات أخرى والكثير مما نعرف، حيث بدأت الظواهر التي لم نسمع عنها من قبل فكانت هناك ظاهرة الاحتباس الحراري والتي أثرت على المنظومة البيئية وبالتالي هي حياة الإنسان حيث أثبتت الدراسات العلاقة المباشرة بين ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي تطرأ على صحة وسلامة الإنسان وذلك من خلال انتشار الميكروبات والأمراض المعدية التي تتسبب في نشر الأمراض بين جميع الكائنات الحية، حيث من المعروف أن هذه التغيرات المناخية والتي تحدث بسبب انبعاث الغازات السامة والتي تسبب وجود الظواهر المختلفة منها الاحتباس الحراري والناتج بسبب استخدام الإنسان للمواد السامة والوقود الأحفوري والكيماويات وغيرها من المركبات التي تلحق الضرر بالبيئة بشكل اكبر، حيث تتجمع هذه الغازات الضارة في الجو على شكل غطاء ومن ثم تقوم بعكس الأشعة فوق الحمراء والتي تعود من الأرض إلى السماء وبالتالي ترتفع درجة حرارة سطح الأرض وتغير في جميع المكونات البيئية لها من سقوط أمطار وتغير مناخي وتغير في درجات حرارة الجو وذوبان الأنهار الجليدية وحدوث الظواهر المدمرة بشكل مستمر مثل العواصف والفيضانات أو حدوث القحط والجفاف للمحاصيل الزراعية فكل هذا يؤثر على التنوع الحيوي، فمثلا عند عملية ارتفاع درجة الحرارة وزياد هطول مياه الأمطار أو نقصها في أوقاتها الغير معتادة سوف يؤدي ذلك إلى ظهور أنواع أخري من الكائنات الحية والتي تتأثر بالتغيرات المذكورة وبالتالي سيساعد على سرعة انتقال أنواع متعددة من الفيروسات بأنواعها في الطبيعة.
التعتيم العالمي : المشكلة والحلول
النظم البيولوجية في الكائنات الحية
من المعروف أن هناك نظم بيولوجية تتحكم في نمو وتكاثر الكائنات الحية في أماكن وجودها مثل جميع أنواع الميكروبات وحيث من المعروف أن هذه الأنظمة البيولوجية تتأثر بعوامل كثيرة مثل الرطوبة ودرجات الحرارة والعناصر الكيميائية حيث أي تغير في هذه العوامل سيؤدي إلى التغير في نمط النمو وسرعة التكاثر والبقاء في مكانها الطبيعي وبالتالي اختلاف في توازن النظام البيئي بين هذه الكائنات.
ما هي ظاهرة التعتيم العالمي؟
هي عبارة عن ظاهرة تناقص تدريجي في أشعة الشمس الواصلة إلى سطح الأرض وقد لوحظت هذه الظاهرة خلال فترة امتدت لعقود طويلة منذ بدء قياس هذه الظاهرة سنة 1950 حيث تختلف نسبة التعتيم تبعا للمكان حيث تناقص مجمل الإشعاع الشمسي على سطح الأرض بنسبة 4% في فترة امتدت لثلاث عقود من سنة 1960 وحتى سنة 1990 ولكن بعدها بدأت قيم الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الأرض بالزيادة الكبيرة نتيجة الممارسات الخاطئة للإنسان.
أسباب مشكلة التعتيم العالمي
يعتقد العلماء أن ظاهرة التعتيم العالمي ناتجة عن زيادة في تركيز جزيئات ملوثة في الغلاف الجوي مثل السيلفات بسبب النشاط البشري الجائر حيث ارتبطت ظاهرة التعتيم العالمي بدورة المياه في الطبيعة بحيث يقل معدل التبخر ويرافقه تناقص في سقوط الأمطار ومن آثاره يؤدي إلى اثر تبريدي على الأرض وبالتالي حبس جزئي لظاهرة الاحتباس الحراري وبالتالي حدوث ظاهرة الاحترار العالمي والمؤدية إلى ظاهرة التعتيم العالمي وهو زيادة درجة حرارة الأرض بشكل كبير، ويعتقد علماء البيئة أن التلاعب في ظاهرة التعتيم العالمي سيكون جزء من تقنيات الهندسة المناخية للتقليل من أثر الاحترار العالمي والتعتيم العالمي.
ما هي المسببات والآثار الناجمة عن ظاهرة التعتيم العالمي؟
يعتقد علماء البيئة أن المسئول عن ظاهرة التعتيم العالمي بسبب ازدياد نسبة وجود جزيئات الضباب في الغلاف الجوي والتي تكونت بسبب النشاط البشري حيث تمتص هذه الضباب الطاقة الشمسية بشكل كبير وتعكسها لكي تعود إلى الفضاء مما ينشأ عنها سحب مركزة بحيث تتجمع قطرات المياه في السحب حول الجزيئات ويعمل زيادة انبعاثها على زيادة التركيز في الغلاف الجوي، تعمل هذه السحب على عكس أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي مقابل نسبة قليلة تصل الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض حصة الأرض من أشعة الشمس.
من الأسباب الأخرى والتي يعتقد العلماء بأنها تتسبب في ظاهرة التعتيم العالمي هي الطائرات النفاثة ولكن من الصعوبة مراقبة ومعرفة ذلك بالشكل الدقيق والموسع بسبب ظروف الملاحة الجوية وهناك أيضا بفعل السحب التي عملت على تضخيم هذه الظاهرة حيث تخفي هذه الغيوم ما نسبته 50% من درجات الحرارة وغازات الاحتباس الحراري المسببة للاحتباس الحراري من خلال ظاهرة التعتيم العالمي.
نتائج هذه الظاهرة؟
الدلائل العلمية تبين أن التغيرات المناخية هي السبب في خلق ظواهر تحدث بعض التطورات الوراثية في بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا فتظهر حاملة صفات وراثية جديدة وبالتالي ستدوم فترة حياتها مدة أطول ومقاومتها للمضادات البكتيرية وزيادة عدوانيتها تسببها بأمراض مثل أمراض إنفلونزا الطيور والملاريا وغيرها.
إن التعرض لمناخ شديد التغير بين البرودة والحرارة في فترات زمنية قصيرة يساعد في انتشار الأمراض والوفيات بين البشر بشكل كبير، وذلك بسبب تأثر مناعة الجهاز التنفسي والأغشية المخاطية للجهاز التنفسي التي تصد في الظروف العادية الميكروبات المعدية وتعمل على مقاومتها ومنعها من الفتك بجهد الإنسان، حيث أنها تتأثر بمجمل التغيرات الجوية، ويمكنها أن تتكاثر بواسطة الغبار، وبالتالي تتشقق بفعل الجفاف مما يعمل على التصاق وافتعال نشاط الميكروبات في أوساطها.
يحتمل أن ظاهرة التعتيم العالمي سوف تقلل من ظاهرة الاحترار العالمي كما أن مشكلة التعتيم العالمي سوف تزيد من ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل القريب ولذلك نحن في نهاية المطاف نعيش في عالم محتبس حراريا سببه الممارسات الخاطئة للإنسان والذي سيكون من أسوأ ما يمكن أن يحدث في تاريخ التغيرات المناخية التي حصلت منذ نشأة الكرة الأرضية حيث سيطرأ تغيرات مناخية مستقبلية ستكون اشد خطورة وفتك بالغلاف الجوي، والمكونات البيئية فمياه الأمطار ستتناقص كمياتها والمسطحات المائية والجليدية وسيكون الـتأثير معقد جدا وأيضا قد يكون السبب وراء ظاهرة التعتيم العالمي أسباب محلية حيث في هذا الوقت يتجه العالم نحو الاحترار العالمي والزيادة في درجة حرارة الأرض.
هل هناك حلول لظاهرة التعتيم العالمي؟
أما عن الحلول لهذه الظاهرة فيطرح العلماء حرق الكبريت في الغلاف الجوي والذي سيعمل على تكوين الضباب لخفض تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون المركز في الغلاف الجوي والتخفيف من هذه الظاهرة. ولذلك يجب تضافر الجهود الدولية في الحد من انتشار هذه الظواهر بشكل كبير على كوكب الأرض فالاحتباس الحراري والتعتيم العالمي والإضرار في طبقة الأوزون والكثير من الظواهر والمتغيرات والتي نشهدها اليوم في العالم أصبحت تشكل مصدر تهديد مباشر لحياة الإنسان وبالتالي إذا لم يتم التدخل الطارئ فالعواقب الوخيمة ستكون هي النتائج الأكيدة لمثل هذه الممارسات والتي يغفلها الإنسان على الدوام فيجب سن القوانين والتشريعات والتي تحد بشكل كبير من هذه الممارسات والعمل على تقليلها فالكل مستهدف والكل سوف يتضرر من هذه الظواهر بشكل أو بأخر وبشكل مباشر، لذلك علينا إيجاد الحلول المناسبة للمحافظة على بيئتنا فيجب الحرص عند استخدام المركبات السامة ويجب العمل على زيادة التثقيف والوعي لدي المجتمعات المتحضرة والفقيرة بمثل هذه الممارسات للحد من هذه الظاهرة.
أضف تعليق