تتعرض أنواع كثيرة من الطيور والحيوانات إلى مخاطر عديدة بسبب ما اقترفته يد الإنسان غير المسئول عن أفعاله ومنها خطر انقراض الببغاوات، فالببغاء طائر جميل الشكل والمنظر من الطيور التي يألفها الإنسان ويهتم بها ويحرص على اقتنائها، ويتميز الببغاء عن غيره من باقي الطيور بألوانه الزاهية الجذابة التي تستهوي الكثير من بني الإنسان بالإضافة إلى قدرته على التحدث وترديد الكلام بطلاقة؛ وذلك أدى إلى ارتفاع ثمنه لدى تجار طيور الزينة بشكل ملحوظ خاصة مع تزايد الرغبة لدى الكثير من الناس في اقتنائه للزينة والاستمتاع بجماله وقدرته على الكلام؛ وبالتالي بحث عنه التجار وراغبو الربح السريع في كل مكان، كما لهث الصيادون خلفه في الغابات طلبا للمال والربح دون النظر إلى الخطر الذي يمكن أن يهدد ذلك الطائر بسبب صيدهم الجائر، وذلك التهديد الناتج عن خطر انقراض الببغاوات دق ناقوس التنبيه لدى منظمات العالم ومؤسساته والمهتمين بعالم الحيوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الطيور المهددة، وفي هذا المقال نتناول حياة الببغاوات والأخطار التي تهددها وكيفية الحفاظ عليها من خلال المحاور التالية.
أشهر أنواع الببغاوات وأشكالها
- ببغاء البادجي: وهو من أفضل الببغاوات وأمهرها في التحدث وترديد الكلام بطلاقة خصوصا الذكور؛ لذلك يتهافت عليه الناس ويعرضونه بأغلى الأثمان.
- ببغاء الراهب أو كويكر: وهو متوسط الحجم ولديه قدرة وطلاقة كبيرة في تريد الكلام والتحدث وهو اجتماعي بطبعه ويتكيف في المكان الذي ينتقل إليه بسهولة، وهو ينتشر بكثرة في أمريكا الجنوبية.
- ببغاء الأمازون: من الببغاوات التي يهوى اقتناءها كثير من الناس؛ لأنه يعيش طويلا كما أن لديه قدرة كبيرة على التحدث بطلاقة.
- ببغاء الكاكابو: وهو من الأنواع المهددة بالانقراض وهو يتميز بالعمر الطويل كما أنه لا يطير، كما أنه بارع في تسلق المرتفعات، وتذكر بعض التقارير أنه لا يوجد منه على مستوى العالم سوى 127 ببغاء فقط.
- ببغاء الدرة المطوقة: خطر انقراض الببغاوات يهدد مثل هذا النوع خصوصا ليس لبراعته في التحدث فقط بل لقدرته أيضا على تعلم العديد من الحيل والقيام بأمور بسيطة لمساعدة صاحبه في المنزل وغير ذلك.
- ببغاء إكليكتوس: وهو يتميز بقدرته العالية على التقليد إذا تدرب على ذلك في وقت مبكر بالإضافة إلى وضوح صوته وقدرته على التآلف مع البشر.
- ذو التاج الأصفر: وهو يتميز قدرته على التآلف مع البشر والمزاج المتقلب والقدرة على النطق بطلاقة مع التدريب الجيد في الصغر، فمتى يتوقف خطر انقراض الببغاوات ؟ فهذه الطيور ثروة قومية رائعة يجب الحفاظ عليها.
- ذو الرأس الأصفر: وهو ببغاء قادر على حفظ الأغاني وترديدها مع تقليد الأصوات بمهارة.
- ببغاء الأمازون الأصفر: وهو يتميز بالذكاء الحاد والقدرة على تقليد الكلام بسهولة مع إمكانية حفظ الأغاني.
- ببغاء المكاو: وهو من أمهر الببغاوات في النطق، وحجمه متوسط وعمره طويل نسبيا، ويمكنه العيش مترابطا في أسرته من الببغاوات.
- الببغاء الرمادي الأفريقي: وهو من أغلى الببغاوات في الثمن لما له من قدرة فائقة على حفظ عدد كبير من الكلمات وترديدها مع جمال صوته.
- الببغاء الياقوتي: خطر انقراض الببغاوات يهدد مثل هذا النوع بصورة تدعو للوقوف عندها، وهو غريب في طوله وحجمه ووزنه بخلاف باقي الببغاوات.
خطر الانقراض يتهدد الببغاوات
لقد ظلت الببغاوات على مدى آلاف السنين حيواناتٍ أليفةً تتميز بسحر جمالها وجرأتها وقدرتها على التحدث والتقليد؛ لذلك تعرض الكثير منها للاستغلال من قِبَل البشر بصورة تهدد كثير من أنواعها بالانقراض، وقد قيل أن حوالي 28% من الببغاوات مهددة بالانقراض فعلا وهي على رأس القائمة الحمراء لدى العلماء المهتمين بحياة الطيور دوليا، وقد أظهرت الدراسات أن أكثر أنواع الطيور عرضة للانقراض هي الببغاوات، وقد ذكرت التقارير الدولية أن الببغاوات الأكبر حجما هي من أكثر الببغاوات عرضة لخطر الانقراض، بل أضاف أن هناك حوالي 16 نوعا من الببغاوات كانت تستوطن الجزر والغابات قد انقرضت بالفعل بسبب الصيد واستصلاح هذه الجذر، وفيما يلي أهم عوامل وأسباب انقراض الببغاوات.
عوامل انقراض الببغاوات
خطر انقراض الببغاوات أصبح ناقوس خطر يدق، فهل من منتبه لذلك الخطر؟ وهناك عوامل عديدة تفاقمت وأدت إلى تعاظم هذا الخطر ومن أهم عوامل وأسباب انقراض الببغاوات ما يلي:
الصيد
إن البحث عن الربح السريع ولو من طريق غير مشروع كان وراء انتشار الصيادين الذين يلهثون وراء الببغاوات في الغابات لاصطيادها وبيعها بغالي الأثمان، فقد يهاجم الصيادون أعشاش الببغاوات ويأخذون الصغار وقد يموت بعضها منهم بسبب الإهمال في الرعاية، وكل ذلك يهدد حياة الببغاوات بالانقراض.
قطع الغابات والأشجار
من الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الببغاوات هو القضاء على الغابات الطبيعية والأشجار التي تعيش فيها الببغاوات؛ وهنا تلجأ تلك الطيور إلى الهجرة وقد تتعرض حياة الكثير منها للخطر فيموت بسبب العوامل الجوية أو المرض والتعب واختلاف المناخ.
التجارة غير الشرعية
إن خطر انقراض الببغاوات قد يكون ناتجا عن التجارة غير الشرعية التي تتعرض لها أنواع كثيرة من الببغاوات؛ حيث يتم قتلها للحصول على الريش للزينة، وتنتشر مثل تلك العادات السيئة بين القبائل المنتشرة في قارة أفريقيا خاصة.
قلة الإنجاب
إن بعض الببغاوات لا ينجب إلا كل عامين أو ثلاثة، وذلك يؤثر بشكل سلبي على وجود وكثافة الببغاوات، كما أن الصيادين يتعرضون للطيور قليلة الحركة مثل الببغاوات والتي يسهل صيدها وبالتالي يهدد حياة مثل هذا النوع بالانقراض والفناء.
أهم الوسائل والطرق للمحافظة على الببغاوات
إن خطر انقراض الببغاوات أصبح واقعا ملموسا يجب على المجتمع الدولي التكاتف لمواجهته؛ حتى لا تتفاقم المشكلة ويصعب حلها ومن هنا نتناول فيما يلي أهم الحلول التي من شأنها المحافظة على الببغاوات:
فرض العقوبات
حيث يتوجب على المجتمع الدولي فرض عقوبات صارمة على الصيادين الذين يتعرضون لمثل هذه الأنواع من الطيور المهددة بالانقراض والتي أدت إلى اختفاء الكثير من الأنواع من الحيوانات بسبب الصيد الجائر.
المحميات الطبيعية
بسبب خطر انقراض الببغاوات تنادي بعض الجمعيات الأهلية المهتمة بعالم الطيور بضرورة إنشاء محميات طبيعية وترى أنه الحل الأمثل للحفاظ على مثل هذه الحيوانات والطيور من الانقراض.
عدم التعدي على الغابات
كما تنادي جمعيات حقوق الحيوان بضرورة التوقف عن قطع الأشجار والقضاء على الغابات التي تعيش فيها مثل هذه الأنواع النادرة من الطيور حفاظا عليها.
التوعية
كما يجب نشر الوعي بين الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة بضرورة الحفاظ على مثل هذه الأنواع من الطيور وعدم التعرض لها بالصيد وغيره حتى لا تنقرض.
التعاون بين الخبراء
وذلك بهدف عمل خطة ميدانية لحصر الببغاوات المهددة بالانقراض وجمع المعلومات حول حياتها و خطر انقراض الببغاوات من هذا النوع خاصة ثم يتم إعداد خطة لمواجهة هذا الخطر، يتولى تنفيذها أنصار حماية البيئة بالتعاون مع الحكومة والمجتمع المدني.
تعيش الببغاوات مثلها مثل بقي الطيور البرية حياة تحيط بها المخاطر بسبب ما يقترفه الإنسان في حق الطبيعة من صيد جائر للطيور أو تقليص لحجم الغابات أو الافتراس من حيوانات أخرى أو قلة الإنجاب والذي تتميز به الببغاوات البرية، كل هذه الأمور التي تحدثنا عنها آنفا في هذا المقال تستوجب وقوف المجتمع الدولي يدا واحدة مع المنظمات الأهلية وجمعيات الحفاظ على الحيوان من أجل مواجهة خطر انقراض الببغاوات والبحث عن حلول فعالة من شأنها الحد من هذا الخطر؛ حتى لا يفقد العالم ثرواته وخيراته بعضا خلف بعض دون أن يحرك ساكنا، فهل يكون الإنسان وفيا للطيور التي تحبه وتألف إليه مثل وفائها لبني جنسها؟ فهل تعلم أن الببغاوات وفية لبعضها لدرجة أنه إذا مات أحدها لا يتزوج الآخر بعده أبدا؟!
أضف تعليق