تسعة بيئة
الانفجار السكاني
بيئة » الطبيعة » الانفجار السكاني : تجارب الدول المختلفة في حله

الانفجار السكاني : تجارب الدول المختلفة في حله

الانفجار السكاني واحد من المشكلات الكثيرة التي تواجه البشرية في الوقت الحالي، ذلك نحاول استعراض تجارب الدول في حل مشكلة الانفجار السكاني التي واجهتها.

الانفجار السكاني واحد من المشكلات الكثيرة التي تواجه البشرية في الوقت الحالي. فإلى حدود كتابة هذه الأسطر، بلغ عدد بني البشر على سطح الكوكب: 7,415,312,343 نسمة. أي أننا قاربنا على السبعة مليارات ونصف المليار إنسان، يتقاسمون هذه الأرض، بمساحاتها وثرواتها ومواردها لكن كعادتهم بدون عدل مما ينذر بحدوث انفجار سكاني في بقاع عديدة من العالم. فالمساحة أيضا لا تختلف في غياب العدل عن تقسيمها، شأنها شأن الثروة والموارد المختلفة،بحيث أضحى الانفجار السكاني هاجسا لدى أغلب المهتمين بالشأن الديموغرافي والاجتماعي في مختلف الدول.

مشكلة الانفجار السكاني والحلول المقترحة لها

صُنع في الصين

وللحديث عن التجارب التي خاضتها بعض الحكومات في سبيل مواجهة عاصفة السكان والازدحام المتزايد في الشوارع والمرافق العمومية والسكنية المعروفة اصطلاحا بظاهرة الانفجار السكاني، لا شك أن أول تجربة رائدة ستتبادر إلى أذهاننا هي القادمة من بلاد التنين.

الصين أكبر تعداد للسكان في العالم

الصين بأكثر من مليار وأربع مئة مليون نسمة تتربع على عرش أكبر الدول تعدادا، ولتجربتها في تسيير شؤون هذا الكم الهائل من الأنفس البشرية قيمة كبيرة جدا، فقد اتخذت الحكومات قرارات حاسمة لحل أزمة خانقة كانت تلوح في الأفق، ونجحت في كبح جماح غريزة بشرية بالتكاثر والازدياد، حتى قبل سياسة الابن الواحد التي تم اعتمادها رسميا مع بداية الثمانينات، فقد مورست شتى أنواع الضغوط النفسية والاجتماعية وحتى الإدارية على المرأة الحامل، في خطوة مفادها نشر ثقافة تجنب الحمل والإنجاب والتي نجحت بشكل كبير وتجسد ذلك بارتفاع مهول في إحصائيات الإجهاض في الفترة المتراوحة بين العام 1971 و 1980، قبل أن تتخذ منحى رسميا بمشروع قرار صارم يقضي بحق كل أسرة التمتع بفلذة كبد واحدة كحد أقصى.

الانفجار السكاني يهدد الاقتصاد

الانفجار السكاني يعني بشكل مباشر تزايد عدد السكان في منطقة معينة في مجال زمني معين، مما يعني ارتفاع الطلب على الخدمات الحيوية الأساسية، كالنقل العمومي والطرقات والمستشفيات والمدارس وميادين التكوين والشغل والترفيه. بهذا الجرد فقط يُمكن استيعاب جسامة المشكل الذي يهدد الدول في حالة عدم تمكنها من قياس وتطوير ساكنتها حسب إمكانياتها المتاحة والمتوفرة على المديين، القصير والطويل.

الصين كمثال

الصين كمثال طورت من اقتصادها على مختلف مستوياته، في الصناعة لاستيعاب طاقة عمالية كبيرة، والتجارة والخدمات لتوفير احتياجات شعب هائل ولتسويق كل ما تم إنتاجه، وفي الفلاحة لملئ ملايين من البطون وإمدادها بالطاقة لتواصل العمل في طريق إنشاء قوة اقتصادية عالمية يضرب بها المثل.

الهند : جيل واحد فقط ضاعف عدد السكان

غير بعيد عن الصين، سنستعرض تجربة رائدة أخرى، لما يقارب مليار وثلاث مئة مليون نسمة يعيشون كلهم تحت راية واحدة، إنها الهند. الهند بمساحة تقارب 3 ملايين كيلومتر مربع، حيث يتسع كل كيلومتر مربع لـ 446 شخص، مشكلا كثافة سكانية كبيرة، من أهم أسبابها كما يرجح الخبراء، ارتفاع الإقبال على الزواج في سن مبكر، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر والأمية، هذه العوامل وأخرى جعلت عدد الساكنة يرتفع بشكل صاروخي منذرا بضغط كبير على كل ماهو عمومي من خدمات ومرافق، بالإضافة إلى ارتفاع البطالة واستنزاف ثروات وموارد البلد دون موازنة للعرض أمام إعصار من الأشخاص دائمي الطلب.

السياسة الحكيمة

للحد من هذا الكابوس، اضطرت الحكومات المتوالية على تسيير شؤون هذا البلد إلى صياغة سياسات عديدة، وضعت في جوهرها رعاية كبيرة للتعليم ومحاربة الأمية، وللمرآة كذلك باعتبارها المدخل الأساسي للأسرة وبالتالي المجتمع، والحث على توفر تربية جنسية للجميع مما سيساهم في تنظيم للنسل والتحكم في نسبة الولادات.

لا شك أن التحكم وترشيد النمو الديموغرافي لأي بلد، سيعود بالنفع على ساكنته في شتى المستويات، والتجربتان التي عرضناهما بين أيديكم لا يمكن إنكار نجاحهما الكبير في الأخذ بيد هذين الشعبين وجعلهما من أكثر شعوب العالم تألقا وإنتاجية في ميادين الصناعة والعلوم وحتى الميدان العسكري والأدبي.

عماد إعشيش

أضف تعليق

19 + ثمانية عشر =