الإنتاج الحيواني : لماذا يعتبر أشره الأنشطة الزراعية للماء ؟

ليس من الغريب أبدًا أن يكون الإنتاج الحيواني هو أشره الأنشطة للماء، بل من غير المقبول أن يكون الأمر غير ذلك، فالإنتاج الحيواني الذي يتضاعف من العام للأخر يتطلب الكثير من المقومات التي تُمكنه من البقاء، والتي يُعتبر الماء أهمها، وبالطبع لا يؤدي هذا الإقبال الشديد على الماء من قِبل الحيوانات إلى عجز في الماء، لكنه في نفس الوقت يقترب من معدل استخدام البشر، ولكي يتضح الأمر أكثر دعونا نعرف عن قرب الإنتاج الحيواني، وعن أسباب اعتباره أشره الأنشطة للماء.

كيف يساهم الإنتاج الحيواني في استهلاك كميات مهولة من الماء ؟

ما هو الإنتاج الحيواني؟

الإنتاج الحيواني هو كل ما يأتي من الحيوان وتحصل به الاستفادة، وقد بدأ البشر في استغلال الحيوان منذ فجر التاريخ، فالحيوانات هي أول الكائنات التي تعرّف عليها الإنسان فور نزوله إلى الأرض، وقد تفنن الإنسان في استخراج الفوائد من تلك الحيوانات حتى أصبحت في بعض العثور يُعوّل عليها في كل شيء يخص الحياة البشرية، ولا ننسى أن أغلب الأنبياء قد عملوا رعاةً لأحد أنواع الحيوانات وهي الأغنام، وعند البحث خلف الإنتاج الحيواني، أو تلك الحيوانات خاصة، نجد أن شيئًا ما كان السبب في استمرارها حتى الوقت الحالي، وهو الماء، والذي يُعد أهم أسباب وجود الإنتاج الحيواني.

أهمية الماء للإنتاج الحيواني

يُمكن القول إن الماء من أهم أسباب ازدهار الثروة الحيوانية، وقد يكون من أسباب اختفائها في حالة عدم وجوده، فالماء عند الحيوان لا يُستخدم للشرب فقط، بل له استخدامات أخرى أهمها ما يلي:

بلع الطعام والاجترار

قد يكون الطعام مهمًا، لكن بالنسبة للحيوانات لا يكون الطعام إلا بوجود الماء، فهو عنصر أساسي في هضم وبلع الطعام، لأنه يقوم بدور الوسيط بين العمليات التي تتم في الجسم وأهمها الهضم والإخراج، كما يُساعد على تحمل الحيوان-وخاصةَ الماشية-أثناء عملية الاجترار، وهو أمر ليس بالسهل، ولا يُمكن القيام به إلا عن طريق الماء.

ترطيب الجسم

تبذل الحيوانات الكثير من الجهد خلال العمليات المتعددة التي تقوم به، مما يؤدي إلى سخونة الجسم وارتفاع درجة حرارته، وهنا يبرز دور الماء في العمل على ترطيب وتبريد الجسم، والخفض من درجة الحرارة وجعلها في المستوى الطلوب.

البكاء

لا شك أن البكاء أمر هام بالنسبة لجميع المخلوقات، وخاصةً الحيوانات التي تتحمل الكثير والكثير، ثم تأتي في نهاية اليوم وتكون بحاجة إلى القليل من البكاء للتفريج عن نفسها، وهنا يأتي دور الماء الذي يعمل على تعزيز القدرة لإفراز تلك الدموع، وهو أمر لا يتمكن الطعام من فعله.

مُكون رئيسي للجسم

مثل أغلب الكائنات، تستغل الحيوانات الماء في بناء جسدها، والذي يُمثل أكثر من 35% منه، وبالطبع يأتي ذلك على صورة دم، كما أن الماء يدخل في تكوين العضلات والعظام ويعمل على تقويتها، وربما هذا هو السبب الأكبر في أننا نرى الحيوانات دائمًا بجانب أحد منابع الماء، حتى إذا رأيتهم في الطريق، فاعرف أنهم في طريقهم للماء أيضَا.

بعد التعرّف على أهمية الماء بالنسبة للحيوان يُمكننا أن نستنج أسباب اعتبار الإنتاج الحيواني أشره الأنشطة للماء، ويُمكننا كذلك التنبؤ بالوقت الذي سيتوقف فيه الإنتاج الحيواني، وهو بلا أدنى شك نفس الوقت الذي سيختفي فيه الماء.

الاستحمام والنظافة

الحيوانات مثل البشر أيضًا من حيث الحاجة إلى الاستحمام والنظافة، فالحيوانات، وخاصةً الماشية، تتعرض طوال اليوم لكثير من الأشغال وسط الحقول والمراعي، مما يؤدي إلى اتساخ جسدها وحاجته للتنظيم، وهذا بالضبط ما يحدث في المساء، حيث يتم الغسل والتنظيف بمضخات مياه في المزارع، ويخرج الحيوان بعضها نظيفًا بلا أي شوائب.

حيوانات لا تحتاج إلى ماء

رغم أن الماء مهم جدًا لأي كائن على وجه الأرض إلا أن ثمة بعض الحيوانات لا تحتاج إلى ماء بصورة دائمة، أو لا تحتاجه على الإطلاق، وهذه الأنواع من الحيوانات أغلبها يعيشُ في الصحراء، والبيئة الصحراوية كما يعرف الجميع مكان يدعو للتحمل والجلَّد، وهذا ما يحدث مع الحيوانات التالية:

فئران الكنغر، حيوان لم يبتل ريقه أبدًا

فئران الكنغر هي واحدة من القوارض، لكنها تختلف عنهم، كما تختلف عن باقي الحيوانات، في أنها لا تحتاج أبدًا إلى الماء، وتتغلب على مشكلة الرطوبة باستخلاص السوائل من الطعام والحشائش التي تتناولها، وتتواجد فئران الكنغر بكثر في غابات وصحراء أمريكا الغربية، وقد تم التعرّف عليها في القرن التاسع عشر، ومع المراقبة تبين أنها لا تقترب من الماء، ثم بعد ذلك تبين أنها لا تتأثر بافتقاده، لذلك تم وصف فئران الكنغر بالحيوانات الغير طبيعية، وظن البعد في البداية أن هذا الأمر مُعجزة، لكن تبين فيما بعد أنه يرجع إلى قدرات جسمية وأنظمة غذائية مُختلفة يمتلكها هذا الحيوان.

الكوالا، دب صغير لا يشرب الماء

الكوالا كذلك من الحيوانات التي لا تحتاج إلى الماء مطلقًا، بل إن كلمة كوالا نفسها تعنى بالأسترالية بلا ماء، وهو يتغذى على أوراق الأشجار التي يتسلقها ويحصل منها على الرطوبة التي يحتاجها، وحيوان الكوالا معرض للانقراض بسبب اتجاه الناس للإكثار من صيده للحصول على جلده، والذي يُعد من أثمن الجلود في العالم، وقد تم إجراء دراسة في عام 2010 عن أغرب الحيوانات الموجودة في العالم، وبالطبع تصدر حيوان الكوالا القائمة.

الجمل، استغناء مؤقت

بالتأكيد لا حاجة للحديث عن الجمل وتحمّله للجوع والعطش، فالجمل، كما يعلم الجميع، مُلقب بسفينة الصحراء، وذلك لأنه يحمل الماء الذي يحتاجه بداخله، ويختلف الجمل عما سبق لأن تحمله للعطش وعدم الحاجة للماء مؤقت، وينبُع من قدرته البدنية والظروف المتاحة له، أما فئران الكنغر والكوالا فهما حيوانات ثدييه، مخلوقة بقدرة عدم الحاجة للماء مُطلقًا.

الأنشطة الأخرى التي تعتمد على الماء

الحياة، أهم الأنشطة

لا حياة بلا ماء، ولا يُمكن لأحد أن يقول غير ذلك، والإنسان لا يختلف على الحيوان من حيث الإقبال الشديد على الماء، وهذا الأمر يحدث بطريقة فسيولوجية خالصة، فلا يحتاج الطفل مثلًا أن يتعلم أن الماء مهم جدًا له، ستجده من تلقاء نفسه يهرع إليه ويبحث عنه، فالإنسان لا يطلب الماء، بل جسده هو الذي يطلبه، وبخصوص هذا الأمر يُمكن الربط بين كافة الأنشطة تحت اسم نشاط الحياة، لأن الحياة مطلب للجميع، إنسان، حيوان، نبات، وهو الأمر الذي يختص به الماء

الزراعة، عنصر رئيسي

يتجاوز النشاط الزراعي النشاط الحيواني من حيثُ الحاجة إلى الماء، حيثُ تستهلك الزراعة ما يقرب من نصف الماء المُستخدم يوميًا، فثلث الأرض تقريبًا يتم زرعه، وهذه مساحة هائلة تحتاج إلى الكثير من الماء، أما عن الإنتاج الزراعي وفاعليته فهو لا يقل أيضًا عن الإنتاج الحيواني، والواقع أن المقارنة بين الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني ستكون مقارنة ظالمة بالنسبة للإنتاج الحيواني، لأن الإنتاج الزراعي لا يمكن الاستغناء عنه مهما حدث، بخلاف الحيواني.

في النهاية لا يمكن القول سوى أن الماء مهم جدًا لكافة الكائنات، لكن لأسباب تتعلق بكثرة عدد الحيوانات وحاجتهم المستمرة للماء، يُعتبر الإنتاج الحيواني أشره الأنشطة على الماء.