أمور تساعدك على حل مشكلة رفض الرضاعة الطبيعية من قبل الطفل
إذا كانت الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها تمثل عبئا يقع على عاتق الأم بعد تجربتي الحمل والولادة، فإن رفض الرضاعة الطبيعية من قبل الطفل يجعل المهمة أصعب بكثير. ولكن هناك الحلول التي يمكن من خلالها إنهاء هذه المشكلة في وقت قصير.
عادة ما تواجه بعض الأمهات مشكلة رفض الرضاعة الطبيعية من قبل الطفل الرضيع. ولأن الأم قد تكون في بداية تجربة الرضاعة وتكون متوترة من هذا الأمر وتغلفها الخشية من عدم النجاح فيه، فإن سلوك رفض الرضاعة الطبيعية الذي يقوم به الطفل يزيد الأمر سوءا. والحقيقة أن الأمر ليس بهذا السوء، ولا يوجد مشكلة بلا حلول. ولكن معرفة حلول المشكلة تتوقف في البداية على معرفة الأسباب التي أدت إليها. ومن خلال سطور هذا المقال نقدم لكل أم أسباب رفض الرضاعة الطبيعية وطرق حل هذه المشكلة بسهولة ويسر.
جدول المحتويات
الرفض المفاجئ للرضاعة الطبيعية
على الرغم من أن طبيعة الطفل أن يحب الرضاعة الطبيعية ويتعلق بها أيما تعلق، تفاجأ بعض الأمهات بالرفض المفاجئ للرضاعة الطبيعية من قبل رضيها. وهنا تكون في حيرة من أمرها وتتساءل عن السبب الذي أدى لذلك، ولا تكون على دراية بكيفية التصرف الصحيح لحل هذه المشكلة. ومن الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الأمهات عند مواجهة هذه المشكلة هي الاستسلام لرغبة الطفل واستبدال حليب الرضاعة الطبيعي بالحليب الصناعي. وبالطبع ليس هذا هو أفضل الحلول. وحتى تتمكن الأم من التعامل بشكل جيد مع هذه المشكلة عليها البحث عن أسبابها والوقوف عليها ومحاولة حلها بشكل صحيح حتى تتمكن من إعادة طفلها للرضاعة الطبيعية.
أسباب رفض الرضاعة الطبيعية
تتعدد أسباب رفض الرضاعة الطبيعية حسب حالة الطفل والأم والظروف المحيطة بهما. وأهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هي ما يلي:
- معاناة الطفل من آلام وتورم باللثة في فترة التسنين.
- وجود عيوب خلقية بفم الرضيع، مثل ربط اللسان والشفة الأرنبية وانشقاق سقف الفم.
- معاناة الطفل من أحد نزلات البرد أو الإنفلونزا.
- إصابة الطفل الرضيع بالصفراء.
- انسداد أنف الرضيع بسبب تراكم الإفرازات الموجودة بها أو إصابته بنزلة برد.
- معاناة الرضيع من ألم بالأذن، بسبب التهابات الأذن الوسطى أو غيرها.
- عدم شبعه من حليب الأم بسبب قلته من أكثر أسباب رفض الرضاعة الطبيعية شيوعًا.
- حدوث تغير في طعم الحليب بسبب تناول الأم لبعض الأطعمة التي تتسبب في ذلك، مثل الأطعمة المالحة والحريفة والمرة.
- حدوث تغيير في رائحة جلد الأم بسبب استخدام نوع من الصابون له رائحة غير محببة للطفل.
- عدم مناسبة الحلمات للرضاعة، كأن تكون مسطحة أو غائرة أو صغيرة الحجم، وهنا لا يستطيع الطفل الإمساك بها والرضاعة بشكل جيد.
- تعاطي الأم لبعض الأدوية التي تؤثر على مذاق الحليب لديها.
- تعود الرضيع على الرضاعة الصناعية واستخدام المرضعة الزجاجية، بسبب تواجده في الحضانة في الأيام الأولى من حياته أو إعطائها إياه بسبب قلة حليب الأم.
- حدوث تغييرات في هرمونات جسم الأم تؤثر على الحليب من ناحية الكم والكيف. وهذه التغيرات تحدث عادة بسبب اقتراب موعد الدورة الشهرية أو حدوث الحمل المفاجئ.
- إصابة الطفل الرضيع بمرض القلاع. وهو مرض يظهر على هيئة بقع بيضاء اللون على لسان الطفل، ومع الوقت تبدأ الأم معاناتها من آلام بالحلمات بسبب انتقال العدوى إليها.
- قلة صبر الطفل أو الأم أو كليهما معا. وتحتاج الرضاعة الطبيعية أشد ما تحتاج إلى الصبر من قبل طرفيها.
- سوء الحالة النفسية للأم أو إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة، ما يؤدي إلى قلة الحليب وعدم صبرها على المولود وتسبب الرضاعة في شعوره بالمغص والتعب.
إعادة الطفل للرضاعة الطبيعية
ليس من المستحيل إعادة الطفل الذي يرفض الرضاعة الطبيعية إليها في وقت قصير. ولكن لابد من اتخاذ بعض الإجراءات من قبل الأم واختيار الطريقة الصحيحة التي تشجعه من خلالها على الرضاعة. وإليك أهم الخطوات الواجب اتباعها لحل مشكلة رفض الرضاعة الطبيعية تماما:
- تغيير أسلوب تناول الطعام، بحيث يناسب الطفل ولا يؤثر على رضاعته.
- التوقف التام عن تناول الأطعمة المالحة بشدة والأطعمة الحريفة والمرة.
- شرب كميات كبيرة من الماء حتى نساعد الجسم على إدرار المزيد من الحليب.
- التوقف عن تناول المنبهات، أو المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين.
- الحرص التام على النظافة الشخصية ومراعاة رائحة جسم الأم وملابسها، حتى لا ينفر الطفل منها ويبتعد عنها.
- إخبار الطبيب المتابع بأمر الرضاعة قبل أن يصف أي من الأدوية، حتى يختار ما لا يؤثر على الرضاعة.
- التركيز على الأطعمة الصحية التي تساعد على إدرار الحليب، مثل المكسرات والشوفان والخضر والفواكه وغيرها لتجنب رفض الرضاعة الطبيعية بسبب قلة كميتها.
- عدم العصبية على الطفل وإجباره على الرضاعة بشكل يؤذيه نفسيا ويخلق علاقة غير جيدة معها قد تدوم معه عندما يبدأ حتى بتناول الطعام الصلب.
- عدم توتر الأم أثناء الرضاعة، فتوترها هذا يصل إلى الطفل، مما يجعل تجربة الرضاعة بالنسبة إليه غير مريحة وتفتقر للمتعة.
- الحرص على نظافة أذن وأنف الرضيع، سواء كان يعاني من البرد أم لا؛ فالطبيعي أن تقوم أنف الرضيع بإفراز السوائل العادية التي تتواجد لدى الكبار؛ ولكن لأنه لا يستطيع إخراج هذه المواد تتراكم وتحتاج لمساعدة الأم حتى تخرج.
- عدم إرضاع الطفل وهو في وضع أفقي أبدا. ولابد من حمل الطفل في وضع شبه عمودي مائل حتى نساعده على بلع الحليب وعدم مروره إلى الأذن عن طريق القناة التي تصل بينها وبين الفم.
- التوقف عن استخدام المرضعة الصناعية، سواء كانت تستخدم لإعطاء الطفل الحليب الصناعي الإضافي أو الأعشاب.
- تحفيز تدفق الحليب ناحية الحلمات قبل القيام بإرضاع الطفل حتى لا يشعر بالإحباط لعدم وجود الحليب الذي يحتاجه ويبدأ في رفض الرضاعة الطبيعية فورًا.
- محاولة إرضاع الطفل مرات ومرات، مع عدم إجباره وقت أن يرفضها.
- يفضل محاولة إرضاع الطفل في وقت يكون فيه جائعا ويحتاج بشدة للحليب.
- يمكن انتهاز فرصة نوم الطفل وإرضاعه ليعتاد على ذلك.
- إعطاء الطفل احتياجاته النفسية قبل الجسدية؛ فالرضاعة لا تمثل مجرد طريقة للحصول على الطعام؛ بل إن الطفل يحتاج لأن يشعر بحنان أمه من خلال الاحتضان والتقبيل والابتسام والتفاعل معه والتحدث إليه بحنان، وهكذا.
- عدم التركيز في وقت الرضاعة على أي شيء آخر وصب جل التركيز على الطفل وإرضاعه، حتى يساعد ذلك على توصيل المشاعر التي يحتاجها الطفل وارتياحه لك وزيادة نسبة إدرار الحليب.
- استخدام شفاط الحليب للتخلص من الحليب المتراكم في الثدي أولا بأول حتى لا يجف أثناء محاولاتك مع طفلك.
- لو كان الطفل يرضع باستخدام المرضعة الصناعية يمكنك استخدامها لتقديم الحليب الطبيعي له من خلالها بشكل مؤقت للمساعدة على تجنب رفض الرضاعة الطبيعية .
- استخدام بعض المسكنات التي تخفف من آلم التسنين.
إجبار الطفل على عدم رفض الرضاعة الطبيعية
هل من الجيد إجبار الطفل على الرضاعة الطبيعية في حال رفضها؟ قد يتوارد هذا السؤال إلى ذهن الأم التي تعاني من هذه المشكلة، كما أنه قد يكون هذا هو الحل الأسهل للكثيرات. ومع ذلك، هذا ليس بحل على الإطلاق؛ فهو يزيد من حجم المشكلة وقد يؤدي إلى الرفض التام للرضاعة وعدم تقبلها على الإطلاق. والأدهى من ذلك هو أن هذا الأسلوب قد يؤدي بالطفل إلى رفض الغذاء الصلب فيما بعد وعدم تناول ما يكفيه منه. والسبب في ذلك أن كل تجربة في حياة الطفل تترك أثرها الذي يمتد معه لسنوات وسنوات، وقد يبقى معه حتى آخر العمر. ولو كانت تجربة الرضاعة سيئة بالنسبة له فسوف يكرهها بوجه عام. وفي حال قامت الأم بإرضاع طفلها عنوة أو إطعامه الطعام الصلب بنفس الطريقة فسوف تخلق علاقة غير جيدة بين طفلها وبين الطعام، ولن يكون إطعامه سهلا طيلة عمره على الإطلاق. واللين دوما ما يأتي بنتائج جيدة على جميع الأصعدة. ولذا فإنه من الأفضل أن تبذل الأم القليل من المجهود خلال هذه الفترة حتى ترتاح فيما بعد ويرتاح طفلها معها.
هذه هي أهم الخطوات التي من خلالها تستطيع الأم التغلب على مشكلة رفض الرضاعة الطبيعية من قبل طفلها الرضيع ومحاولة إعادته إليها مجددا في وقت قصير. وأود التركيز على أن الرضاعة لابد وأن توفر للطفل الاحتياجات النفسية قبل الجسدية، وإلا فما الفرق بينها وبين الرضاعة الصناعية؟
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.