كيفية التصرف عند انفصال الطفل عن الأم ووضعه في الحضانة
لأن قرار انفصال الطفل عن الأم ووضعه في الحضانة يأتي بكل مفاجئ بعد الولادة، فإنه من الأفضل تهيئة الأم والمحيطين بها لهذا الأمر قبل الولادة. ويكون ذلك بمعرفة كيفية التصرف وأهم الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار إذا ما حدث ذلك.
أحيانا يكون هناك اضطرار إلى انفصال الطفل عن الأم ووضعه في الحضانة. وقد يحدث هذا فور الانتهاء من الولادة أو بعدها؛ على حسب السبب الذي أدى لذلك وحالة الطفل الصحية بعد الولادة على الفور وبعد ذلك بفترة. فأحيانا يولد لطفل وهو يعاني من مشكلة ما تستدعي دخوله الحضانة وإكمال نموه بها؛ وأحيانا يكون الطفل صحيحا بعد الولادة ثم تحدث مشكلة ما تؤدي إلى ذلك. وتقوم الحضانة بدور الرحم الثاني الذي يكمل دور رحم الأم. وهذا ما يجعلها البيئة الأصلح للطفل الذي يعاني من مشكلة ما. فهو يحصل على الغذاء والأكسجين والتدفئة المناسبة له، والتي تضاهي إلى حد كبير تلك التي كان يحصل عليها داخل الرحم. كذلك يكون الطفل تحت الملاحظة طيلة اليوم من قبل الأطباء المشرفين على حالته؛ وبالتالي فهذا يعتبر أكثر أمانا من تركه بالمنزل وهو يعاني من مشكلة تستدعي دخول الحضانة.
جدول المحتويات
انفصال الطفل عن الأم في الحضانة
في حال كان هناك اضطرار إلى انفصال الطفل عن الأم ووضعه بالحضانة، هناك بعض الأمور الواجب أخذها في الاعتبار. وهذه الأمور هي:
- اختيار المكان الأنسب لطفلك من جميع النواحي، المادية والصحية وغيرها. ولا يلزم أن يكون المكان الأعلى في التكلفة هو الأفضل في الرعاية الصحية.
- اختاري حضانة تسمح لك بالذهاب إلى الطفل يوميا وإرضاعه رضاعة طبيعية؛ فعدم إرضاع الطفل خلال الأيام الأولى من حياته يبطئ من عملية الشفاء ويتسبب في مشكلة في الرضاعة بشكل دائم، وقد يسبب فشل الرضاعة من الأساس. وللأسف تنتشر هذه النوعية من الحضانات التي لا تسمح بذهاب الأم للطفل والاعتماد على الرضاعة الصناعية فقط.
- اختاري دوما الأماكن التي تضع على عيني المولود ضمادة تحميهما من الضوء القوي المباشر عليها. فقد ثبت أن هذا الضوء يؤذي عين الطفل كثيرا.
- قد لا تكون هناك حاجة لدخول الحضانة وعمل حضانة للطفل داخل المنزل. ويكون ذلك بوضع لمبة بيضاء قريبة منه مع الالتزام بإرضاعه بشكل مستمر وإعطائه الدواء الموصوف له من قبل الطبيب.
- لابد من التواجد مع الطفل. فـ انفصال الطفل عن الأم أمر صعب على الطفل جدًا ويحتاج لأن يشعر بلمستها ويسمع صوتها ليطمئن ويهدأ بالا.
- ويفضل دوما عند رؤية الطفل احتضانه، بحيث يكون ملامسا لجلد الأم. وهذا يسرع من عملية شفائه ويساعده على النمو بشكل طبيعي.
- في الأيام الأولى لطفلك في الحضانة، قد لا يكون قادرا على الرضاعة الطبيعية. وهنا لابد من شفط الحليب من الثدي حتى لا يتوقف إدراره. ويفضل إعطاؤه للطفل عن طريق المرضعة؛ فهو به من الفوائد ما لا يوجد بغيره.
- ليس الطفل وحده هو من يحتاج للدعم والمساعدة، وإنما تحتاج الأم لهما كذلك. فهي قد خرجت لتوها من الولادة منهكة الجسم، كما أنها تشعر بالقلق على طفلها. ويمكن أن يؤثر ذلك على تعافيها من الولادة ويقلل إدرار الحليب لديها.
- في حال كانت صحة الطفل تتحسن تدريجيا، يمكن للأم طمأنته بالقيام بجميع الواجبات تجاهه، كتغيير الحفاض له وإطعامه والجلوس إلى جواره، وهكذا.
- يفضل دوما أن يكون هناك حوار بين الأم والأب وبين المشرفين على رعاية الطفل، من أطباء وممرضين وغيرهم، حول حالة الطفل ومدى تطوره وكيفية التعامل معه. فهذا يشعر الأم بالمزيد من الراحة ويطمئنها على الطفل.
- لابد للأم من تهيئة نفسها لاستقبال طفلها في أي وقت من الأوقات. ويكون ذلك بالعناية بصحتها وتناول غذائها بشكل طبيعي وأخذ القسط الكافي من النوم والاستعداد التام للرضاعة الطبيعية.
متى يجب انفصال الطفل عن الأم ووضعه في الحضانة؟
هناك العديد من الحالات التي يلزم فيها انفصال الطفل عن الأم ووضعه في الحضانة. وهذه الحالات تتلخص فيما يلي:
- ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي؛ أي قبل تمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وهنا لابد من أن يكمل الطفل نموه في محيط يشبه محيط رحم أمه.
- ولادة الطفل ووزنه يقل عن 2 كيلو جرام. والطبيعي أن يتراوح وزن المولود من 2 إلى 3,5 كيلو جرام.
- ولادة الطفل وهو يعاني من مشكلة ما في رئتيه. وقد تكون هذه المشكلة هي عدم اكتمال نموهما وصغر حجمهما بسبب الولادة المبكرة أو عدم اكتمال تمدد الحويصلات الهوائية بالرئتين.
- معاناة الطفل من ارتفاع نسبة الصفراء؛ سواء كان ذلك بعد الولادة مباشرة أو بعدها بأيام.
- عدم قدرة الطفل على الرضاعة على الإطلاق؛ مما يشكل خطرا على حياته ويهددها.
- أحيانا تكون سبب زيادة وزن الطفل عن المعدل الطبيعي بكثير هي سبب استدعاء دخول الحضانة؛ كأن يكون الطفل يزن 4,5 كيلو جراما فأكثر.
- أيضًا من أهم أسباب انفصال الطفل عن الأم معاناة الأم من مرض السكري أثناء الحمل. وهنا لابد من الاطمئنان على مستوى سكر الدم لدى المولود.
- هذا إلى جانب مجموعة من المشاكل الصحية الأخرى، مثل مشاكل الدماغ ونزيف المخ وأمراض القلب والجهاز الهضمي والالتهابات والعدوى ومشاكل العيون وأنيميا فقر الدم.
مواصفات الحضانة المناسبة
هناك العديد من الإمكانيات التي يحدد وجودها من عدمه ما إذا كان اختيارك سيقع على هذه الحضانة أم لا. هذه المواصفات هي:
- أجهزة تدفئة الطفل: وهي عبارة عن سرير خاص يوفر للطفل درجة الحرارة والرطوبة المناسبة له. والبعض من هذه الأسرة يكون له غطاء والبعض الآخر لا يتوفر به هذا الغطاء.
- أجهزة رصد الطفل ومراقبته: وهي نوعان؛ النوع الأول هو عبارة عن أجهزة تتابع الطفل وترصد معدل ضربات قلبه وتنفسه وضغط الدم لديه ودرجة حرارته. والنوع الثاني هو جهاز يقوم على رصد نسبة الأكسجين الموجودة بدم الرضيع. وبالنسبة للنوع الأول من أجهزة التتبع هذه فإنه يكون عبارة عن أسلاك موضوعة على صدر الطفل؛ أما النوع الثاني فيكون متصلا بقدمه.
- أجهزة التنفس الصناعي وتوصيل الغذاء للطفل: وهي أجهزة تساعد الطفل على التنفس بشكل طبيعي وتمده بالغذاء اللازم بالطريقة التي تناسبه.
مدة بقاء الطفل داخل الحضانة
عند انفصال الطفل عن الأم ووضعه داخل الحضانة لا يمكن التكهن بميعاد خروجه على الإطلاق. ويعتمد ذلك على حالته الصحية ووقت التعافي مما يعاني منه. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من مشكلة الاصفرار، أو ارتفاع مستوى الصفراء، يمكث مدة أقل من ذلك المولود مبكرا ويحتاج لإكمال نموه داخل الحضانة. ويمكن للطبيب وضع ميعاد تقريبي لوقت خروج الطفل؛ غير أن مشكلة ما قد تطرأ بشكل مفاجئ تستدعي بقاء الطفل مدة أطول. وعلى كل حال، لابد من الاستعداد لخروج الطفل في أي وقت من الأوقات. ولا يستحب التعجل من قبل الأهل على خروج الطفل دون أن يكون الطبيب مطمئنا تماما على حالته الصحية.
وأوجه نصيحة للأهل بتوقع انفصال الطفل عن الأم ودخوله الحضانة وعدم الخوف من هذا الشيء. فعلى الرغم من أن 4% إلى 6% من الأطفال يحتاجون لدخول الحضانة، إلا أن هذا الأمر يصدم الأبوين كثيرا ويشعرهما بالارتباك.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.