الولادة القيصرية : متى يتم اللجوء إليها وما منافعها ومضارها؟
لأن الولادة القيصرية يتم إجراؤها لامرأة من كل ثلاث سيدات، فإنه جدير بنا الإلمام بأكبر قدر من المعلومات عنها. وحتى في حال كنت تنوين الولادة بشكل طبيعي، فإنه لا ضير من معرفة أهم الأمور المتعلقة بالولادة القيصرية؛ تحسبا لأي شيء.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الولادة القيصرية أكثر شيوعا من الولادة الطبيعية في مجتمعاتنا العربية. ولعل هذا راجع للكثير من العوامل الاجتماعية والنفسية. ويسمح للأم والطبيب بإجراء الولادة القيصرية دون أية أسباب طبية، أو مشاكل تمنع الولادة الطبيعية. ولعل هذا من الأسباب التي أدت إلى انتشارها بالشكل الذي نراه الآن. هذا بخلاف بعض المجتمعات الأخرى التي لا تلجأ للولادة القيصرية إلا لسبب طبي. وفي العموم، فإن كلا من الولادة الطبيعية والولادة القيصرية لها مشاكلها؛ وليس معنى أن الولادة الطبيعية هي الأفضل أن الولادة القيصرية تقل عنها في الأفضلية. وهذا يعتمد على حالة الأم والجنين؛ حيث أن هناك حالات يكون من الأفضل لها الولادة القيصرية بلا أدنى شك. وإليك، سيدتي، أهم الأمور المتعلقة بالولادة القيصرية في المقال التالي؛ فتابعي القراءة.
جدول المحتويات
أسباب الولادة القيصرية
هناك الكثير من الأسباب التي تضطرك للولادة القيصرية؛ كما أنه من الممكن أن تخضعي للعملية القيصرية دون أية أسباب طبية. وأهم أسباب الولادة القيصرية هي:
رغبة الأم
كثيرا ما يحدث في مجتمعاتنا أن الأمهات، وخاصة أولئك اللاتي لم يخضن تجربة الولادة قبل ذلك، يفضلن الولادة القيصرية على الولادة الطبيعية. والسبب في ذلك هو انعدام الوعي والتثقيف للأم، وخلق صورة سيئة عن الولادة الطبيعية، وإيهام الناس بأن الولادة القيصرية هي الأفضل والأقل تعبا وألما.
الخضوع للقيصرية منذ وقت قصير
في حال كانت هناك أسباب صحية اضطرت الأم إلى الخضوع للولادة القيصرية، ولم يمر الكثير عليها، فإنها تضطر ثانية للولادة القيصرية.
عيوب الرحم وعنق الرحم الخلقية
في حال كانت هناك بعض العيوب الخلقية بالرحم أو بعنق الرحم فقد لا تستطيع الأم أن تلد ولادة طبيعية؛ وإنما تكون الولادة القيصرية هي الحل الوحيد. وعلى سبيل المثال، قد يكون عنق الرحم قصيرا أو متسعا ومرتخيا بشكل قد يتسبب في سقوط الجنين. وقتها تجرى الولادة القيصرية بمجرد اكتمال نمو الجنين حفاظا عليه.
مشاكل المشيمة
هناك بعض مشاكل المشيمة التي تؤدي إلى الولادة القيصرية. ومن أهم هذه المشاكل انفصال المشيمة أو سقوطها؛ فالمشيمة المنفصلة تؤدي إلى عدم وصول الغذاء والأكسجين إلى الجنين. وفي هذه الحالة، لو كان الجنين مكتملا، يسرع الطبيب بالولادة القيصرية، حتى ينقذه. وأما عن المشيمة الساقطة، فيقصد بها وجودها في أسفل الرحم بدلا من أعلاه، ويكون الجنين في أعلى الرحم بدلا من أن يكون بأسفله. ومشكلة المشيمة الساقطة تكمن في أنه إذا اشتدت الانقباضات التي تحدث قبل الولادة، فإن الأم تكون معرضة للنزف. ولذا يفضل الطبيب الولادة القيصرية في هذه الحالة ويعجل بها قبل دخول الشهر التاسع من الحمل.
الأمراض الخطرة على الأم
في بعض حالات الحمل تكون الأم مصابة بمرض يمثل خطورة عليها وعلى الجنين، ويجعل الحمل أمرا شديد الصعوبة عليها. ومن ضمن هذه الأمراض سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وتسمم الحمل. وطالما أن الحمل هو السبب في التعب، فإن التعب لن يزول إلا بزوال الحمل. ولذا يعجل الطبيب بالولادة في هذه الحالات؛ حتى لا يعرض الأم للمزيد من التعب، وحتى يحافظ على صحة وحياة الجنين.
القيصرية لأسباب غير الولادة
ليس من الضروري أن يتم إجراء عملية قيصرية من أجل الولادة؛ ففي بعض الأحيان تكون المرأة تعاني من ورم ليفي بالرحم أو حمل خارج الرحم أو تكيسات على المبايض أو غير ذلك مما يستدعي التدخل الجراحي. صحيح أن بعض الحالات يتم التعامل معها بجراحة المنظار، ولكن لا زالت الجراحة العادية تتبع في كثير من الحالات.
حمل التوأم
لو كانت الأم حاملا في طفلين أو أكثر، فإنه من المجازفة أن تلد ولادة طبيعية؛ وتكون الولادة القيصرية أكثر أمانا على الأطفال والأم.
حمل الأنابيب والحقن المجهري
لو كان الحمل غير طبيعي، وكانت الأم قد خضعت لعملية الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب، فإنه من الهراء المجازفة وتقليل فرصة ولادة الطفل معافى، ولو بنسبة 1%. وهنا تكون الولادة القيصرية هي أفضل الطرق.
التحول من الولادة الطبيعية إلى الولادة القيصرية
في بعض الحالات تخضع الأم للولادة الطبيعية، وفي وقت الولادة تحدث مشكلة ما تضطرها للولادة القيصرية. وإليك أهم المشكلات الطارئة التي تؤدي إلى ذلك:
كبر حجم الجنين
من المفترض أن الجنين الصحيح لا يقل وزنه عن 2 كيلو ولا يزيد عن 3,5. وفي حال زاد وزن الجنين عن هذا المعدل، فإنه ليس من الممكن أن يخرج من قناة الولادة الطبيعية.
وضعية الجنين غير المناسبة
في حال لم تكن رأس الجنين متجهة للأسفل ناحية الحوض، فمن الخطورة عليه أن تخرج قدماه قبل رأسه. وهناك بعض الحالات التي تكون وضعية الجنين فيها غير مناسبة للولادة، ثم يتحرك ويأخذ الوضعية الصحيحة في اللحظة الأخيرة.
وجود خطورة على الجنين
قد تكون الأم تلد ولادة طبيعية، ثم يرى الطبيب مؤشر على وجود خطورة على الجنين؛ كان تكون نبضات قلبه أصبحت ضعيفة بسبب زيادة ضغط الانقباضات عليه. هنا تتحتم الولادة القيصرية ولا يمكن اللجوء لغيرها.
توقف انقباض الرحم
أحيانا يتوقف الرحم عن الانقباض، أو تصبح الانقباضات ضعيفة بحيث لا يمكنها دفع الجنين للخارج. وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية لو لم تكن هناك إمكانية استخدام الطلق الصناعي.
النزف الشديد
لو حدث للأم نزف شديد أثناء الولادة الطبيعية، فمن المنطقي أن تلد بعملية قيصرية.
التخدير في الولادة القيصرية
على الرغم من أن الأم بإمكانها الخضوع للتخدير الكلي أو النصفي في الولادة القيصرية، يفضل الطبيب دائما التخدير النصفي. وهو عبارة عن حقنة تؤخذ في منتصف ظهر الأم، تبدأ مفعولها بعد 10 دقائق من حقنها، ويستمر المفعول هذا لمدة تصل إلى الساعتين. وما يميز التخدير النصفي أن الأم تكون في وعيها؛ بحيث تتمكن من رؤية طفلها لحظة ولادته واحتضانه؛ بعكس التخدير الكلي الذي يحرم الأم من هذه اللحظات الرائعة.
جرح الولادة القيصرية
ليس هناك مكان معين أو شكل معين لجرح الولادة القيصرية؛ ففي بعض الأحيان يكون الجرح طولي أو عمودي بطول البطن، وفي أحيان أخرى يكون عرضي بمنطقة البكيني. ويقوم الطبيب باختيار الأفضل دائما للأم والجنين.
كيفية العناية بجرح الولادة القيصرية
جرح الولادة القيصرية لا يمكن الاستهانة به وإهمال الحفاظ عليه. وهناك من الإجراءات ما يجب على الأم فعله لما بعد الولادة القيصرية بعدة أسابيع؛ حتى لا تحدث أية مضاعفات هي في غنى عنها. وعلى سبيل المثال، فإن الأم يجب عليها عدم المشي بشكل سريع أو صعود السلم وهبوطه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى فتح الجرح ثانية. نعم، يفضل المشي البطيء في المنزل؛ حتى يساعد نشاط الدورة الدموية بجسم الأم على سرعة التئام الجرح. كذلك لا يمكن للأم حمل الأشياء الثقيلة؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى النتيجة ذاتها. وأقصى وزن تستطيع الأم التي خضعت للولادة القيصرية حمله هو وزن طفلها الصغير؛ وأما أكثر من ذلك، فلا.
وفي كل الأحوال، لابد وأن تعلمي أن الفيصل هو الحفاظ على صحتك وصحة جنينك؛ فلو كانت الولادة القيصرية هي السبيل إلى ذلك، فأهلا بها ونعم.