كيف تتعاملين مع المشاعر السلبية للطفل بطريقة حكيمة و سليمة ؟
تصطدم معظم الأمهات بمشكلة المشاعر السلبية للطفل التي تظهر في أوقات عديدة. وفي أغلب الحالات لا تحسن التعامل مع المشكلة، وقد تسلك نهجا يزيد الأمر سوءا ويشعر الطفل بالمزيد من المشاعر السلبية. اعرفي كيف تتعاملين مع مثل هذه المشاعر.
يتطلب التخلص من المشاعر السلبية للطفل أو تفاديها استخدام أسلوب تربوي إيجابي. فالمشاعر السلبية التي تظهر على الطفل لا تكون إلا نتاجا لمجموعة من العوامل التي لا تحمل شيئا من الإيجابية، مثل التحدث إليه بشكل سلبي ومعاملته معاملة جافة لا تحمل معاني الحب والرحمة التي يحتاج هو إليها. صحيح أن المشاعر السلبية للطفل قد يكون السبب وراءها خارجي، بمعنى أنه ثمة أمور تحدث خارج المنزل تتسبب فيها، إلا أن انتهاج أسلوب تربوي سليم يصنع حاجزا بين الطفل وبين جميع الأشياء والأشخاص السلبيين الذين يحتكون به في الخارج. وإذا ما عرفنا الأسباب التي تؤدي إلى ظهور المشاعر السلبية للطفل سنتمكن من حل المشكلة من جذورها والتخلص منها نهائيا.
أقوال تجنبيها للتخلص من المشاعر السلبية للطفل
ذكرنا في السطور السابقة أن من أهم الأشياء التي تساعد على التخلص من المشاعر السلبية للطفل هي التحدث إليه أو عنه بشكل إيجابي لا يسبب له الأذى. وللأسف الشديد، هناك عبارات متوارثة عبر الأجيال تستخدمها الأمهات مع الأطفال وتتسبب في حدوث مشاكل نفسية كثيرة لهم. وبالطبع ينتج عن هذه العبارات سلوكيات سلبية للطفل مصحوبة بمشاعر لا تقل عنها سلبية. وأهم هذه العبارات هي:
- العبارات التي تحمل معنى المقارنة، فهذا يولد لدى الطفل شعورا بالحقد على من تفضليه عليه ويفقده ثقته بذاته.
- العبارات التي تحمل معنى التهديد بالتوقف عن حب الطفل، فحبك لأطفالك لا يمكن أن يكون متوقفا على شروط يلتزمون بها، فهذا يفقدهم الشعور بالأمان ويقلل من حبهم لك.
- العبارات التي تدل على ربط حب الطفل بمظهره، كأن تقولي له أني أحبك بهذا البنطال أو هذا الحذاء، وهكذا. وهنا يظن الطفل أنه لو ارتدى شيئا غير هذا الملبس سيقل حبك له.
- العبارات التي تجبرين فيها طفلك على إظهار مشاعر معينة لشخص ما، كأن تطلبي منه تحية فلان أو تقبيل فلان. ومن الأفضل احترام مشاعر الطفل وعمل اعتبار كبير لها، ولو كان ليس لديه الرغبة في تحية هذا أو تقبيل ذاك، فهذا شأنه.
- العبارات التي تسبب الحرج للطفل، وخاصة أمام الناس، فتبدأ المشاعر السلبية للطفل في الظهور، كأن تخبري أحدهم بأنه يتبول لا إراديا أثناء نومه وتشتكين من هذا الأمر. والأفضل في هذه الحالة البحث عن سبب المشكلة دون كشف ستر طفلك.
- العبارات التي تشعر الطفل بنفورك منه، كقولك أنت مقزز أو أنت مقرف. ومثل هذه العبارات تشعر الطفل بإهانة كبيرة تدفعه لأن يتصرف بطريقة مقززة بالفعل، انتقاما من إساءة أبويه له.
- العبارات التي تشعر الطفل بأنه لا زال صغيرا وليس له الحق في المعرفة. ودائما ما تستخدم مثل هذه العبارات إذا ما وجه الطفل سؤالا فضوليا لأحد أبويه. وهنا يشعر الطفل بأنه أقل ذكاء من أن يفهم مثل هذا الأمر وأن غباءه يجعله خصا منبوذا. ويستحسن إعطاء الطفل الإجابة التي تناسب عمره العقلي.
- عبارات مثل أنت غبي أو أنت متخلف تترك في نفس الطفل أثرا سلبيا للغاية. وهنا يشعر الطفل بأنه أقل من أقرانه أو يبدأ بتحدي والديه والدفاع عن كرامته المهدرة وعزة نفسه الذبيحة.
- العبارات التي تشعر الطفل بالمن عليه. وكثيرا من الآباء والأمهات يستخدمون عبارات مثل “بعد كل ما قدمته لك تفعل كذا؟!”. وهذه العبارات تشعر الطفل بأن عطاء الوالدين مرهون بكيفية تصرفه، كما تعطي له انطباعا عن مدى أنانية الوالدين وسهولة تخليهم عنه في حال لم يرضيهم. والأفضل الرفق بالطفل ومساعدته على التخلص من مشكلته بهدوء تام.
- عبارات مثل ” لم أعد احتملك” “ضقت ذرعا بك” تشعر الطفل بالإحباط الشديد، فهو شخص سيء للغاية ولا فائدة منه على الإطلاق ولا أمل في أن يتغير للأفضل.
- عبارات مثل “افعل هذا لأجل خاطري” تشعر الطفل بأن والديه غير راضين عنه وأنهم سيرضون فقط عندما يقوم بهذا الشيء، كما أن الطفل يفهم أن الأبوين يقدما سعادتهما على سعادته هو، ويطلبان منه ما يسعدهما، بغض النظر عن ماذا يريد هو.
تحكمي في مشاعر الطفل السلبية
ذكرنا فيما سبق أن المشاعر السلبية للطفل هي ناتجة عن تعرضه لعوامل خارجية تسببت في ذلك. وسواء كانت هذه العوامل داخل المنزل أو خارجه، لابد من استخدام الأسلوب السليم الذي يساعد على تخليص الطفل من المشكلة أولا. وفيما يلي نقدم بعض الخطوات التي تساعد في ذلك:
- إشعار الطفل بالأمان والاحتواء، حيث أن أكثر ما يصدر عنه من تصرفات سلبية نتجت عن مشاعر سلبية تسببت في شعوره بالخوف والضياع.
- منع أي مشاحنات أو مشاجرات بين الوالدين أمام ناظري الطفل.
- الحرص على التواجد مع الطفل فترات كافية، حيث يسبب افتقاده لوجود الأم والأب الكثير من المشاكل النفسية.
- عدم استخدام أسلوب اللوم أو التأنيب أو الشدة عند التعامل مع المشكلة، واستبدال كل ذلك بالرحمة واللين.
- احتواء المشاعر السلبية للطفل ومساعدته على البوح بما يشعر وعدم كبت مشاعره وإشعاره بأنك تقدرين مشاعره هذه ولا تستهينين بها.
- عدم مقابلة تعبير طفلك عن مشاعره بشكل عنيف بعنف مماثل، بل دعيه يخرج الطاقة السلبية التي بداخله، وبعد أن يهدأ وجهيه إلى الأسلوب الصحيح للتعبير عن المشاعر.
- لا تتركي طفلك وتولي له ظهرك وهو في أوج ثورته وتعبيره عن مشاعرة السلبية، بل اعطي له ما يحتاج من اهتمام.
- عند الإفصاح عن المشاعر السلبية للطفل التي تجتاح كيانه، يمكنك استخدام لمستك لتهدئته ونقل بعض المشاعر الإيجابية له، فهو في أمس الحاجة إلى احتضانك أو طبطبتك في مثل هذه اللحظات.
هذا، والأفضل بالطبع معرفة المزيد عن كيفية التربية الإيجابية التي تساعد على تحجيم مثل هذه المشكلات والتصدي لها إذا ما حدثت. واعلمي أنه إذا تعاملت بفطرتك ورحمتك التي جبلت عليها مع طفلك فستقل احتمالية معاناة طفلك من المشاكل النفسية بنسبة كبيرة.