ما هو الفحص الداخلي ؟ ومتى يحتاج الطبيب إلى إجرائه في حالة الحمل؟
يعتبر الفحص الداخلي الذي يقوم به الطبيب في حالة الحمل أو غيره هو أحد الفحوصات التي تنفر منها السيدات، وقد يترك أثرا نفسيا سيئا بعد الخضوع له. ولعل السبب في ذلك هو وجود خوف من هذا الفحص، كما أن المرأة قد لا تكون على علم بأهميته.
الفحص الداخلي يقصد به الفحص المهبلي أو فحص الحوض الروتيني الذي يطلبه الطبيب من الأم في الشهر التاسع من الحمل. وفي حال كانت المرأة حاملا للمرة الأولى، فإنه عندما يطلب طبيبها عمل هذا الفحص باليد بدلا من السونار، يعتريها الكثير من الخوف والخجل، بل ربما تصيبها الصدمة، كونها لا تدري بشيء عن هذا الأمر. ولابد من معرفة أسباب الفحص الداخلي والوقت الذي يجب على المرأة الخضوع له وكيفيته، حتى تكون مهيأة من الناحية النفسية والجسدية لمثل هذا الفحص. تعرفي على كل ذلك من خلال هذا المقال.
جدول المحتويات
كيف يتم الفحص الداخلي ؟
سواء خضعت المرأة للفحص الداخلي قبل الولادة أو في أي وقت آخر، فإن الطريقة التي يعتمدها الطبيب هي إدخال أصبعين في المهبل مع الضغط على أسفل البطن برفق، في حالة اقتراب موعد الولادة، لمعرفة حالة عنق الرحم والتأكد من جاهزية المرأة للولادة الطبيعية. ولا يستغرق هذا الفحص أكثر من دقائق عدة. وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء هذا الفحص لمرات عديدة، طالما أن وقت الولادة لم يحن بعد، كما أنه من الطبيعي تكرار ذلك الفحص في أثناء الولادة لقياس مدى اتساع عنق الرحم.
الاستعداد للفحص الداخلي
ليست هناك استعدادات كثيرة للفحص المهبلي. ولكن الطبيب يطلب من المرأة خلع الملابس التحتية وفتح الساقين والاسترخاء التام. وقبل إجراء الفحص يفضل أن تكون المثانة فارغة.
متى يتم الفحص الداخلي ؟
هناك العديد من الحالات التي يلجأ فيها الطبيب للفحص الداخلي. وليس بالضرورة أن تكون المرأة حاملا لتخضع لهذا الفحص، بل قد يكون هناك أسباب أخرى تدفع الطبيب إلى إجرائه. وإليك أهم أسباب الفحص الداخلي للمرأة:
- التأكد من جاهزية المرأة للولادة الطبيعية في حالة الحمل واقتراب موعد الولادة.
- الكشف عن بعض أمراض أعضاء الحمل، مثل تكيس المبايض أو وجود أورام ليفية رحمية أو سرطان عنق الرحم.
- معاناة المرأة من آلام في منطقة الحوض والكشف عن السبب وراءها.
الفحص الداخلي قبل الولادة
بداية من منتصف الشهر التاسع من الحمل تكون المرأة على أعتاب مرحلة جديدة وهي الولادة وما بعدها. وهناك الكثير من الفحوصات التي يطلبها الطبيب لتحديد شكل الولادة، هل هي طبيعية أم قيصرية، والاطمئنان على استعداد جسم الأم لها وعدم وجود أي مشاكل. ولأن الجنين عند الولادة الطبيعية يخرج من قناة الولادة، أي يخرج من الرحم ويمر بعنق الرحم حتى يصل لفتحة المهبل، فلابد من التأكد من أن هذه المنطقة تتسع بالقدر الكافي الذي يسمح بخروج الجنين وعدم وجود مشكلة بالرحم تمنع ذلك وأن الجنين يستقر بقاع الحوض ويتجه للأسفل برأسه استعدادا للولادة، حتى لا تدخل الأم في ولادة طبيعية، ثم بعد الكثير من المعاناة يكتشف الطبيب أن حجم الحوض لديها لا يمكنه تمرير الجنين، ويضطر للولادة القيصرية بعد معاناة المرأة الشديدة.
أهمية الفحص الداخلي قبل الولادة
يبدأ هذا الفحص كما قلنا بعد مرور أسبوعين من الشهر التاسع. وهناك العديد من الأسباب التي تعطي الفحص الداخلي أهمية كبيرة، والتي يأتي على رأسها ما يلي:
- التأكد من اتساع عنق الرحم وانفتاحه استعدادا للولادة، حيث أنه من الطبيعي أن يتسع عدة سنتيمترات قبل الولادة. وفي بعض الحالات لا يتسع إلا عند بدء المخاض.
- التأكد من اتخاذ الجنين للوضعية الصحيحة للولادة ونزوله إلى قاع الحوض.
- التأكد من أن الأم مستعدة للولادة الطبيعية أن حجم الحوض يسمح بالولادة الطبيعية.
- توسيع عنق الرحم يدويا لتأهيل الأم الولادة الطبيعية وتسهيلها عليها.
هل الفحص الداخلي مؤلم؟
تشعر الكثير من السيدات بالخوف الشديد والانزعاج إذا ما طلب منها الطبيب إجراء الفحص الداخلي . وقد يهيأ لها أنها ستشعر بالألم عند القيام بذلك. ولكن لا داعي للخوف على الإطلاق. فالأمر يعتمد في المقام الأول على مدى أريحية المرأة واسترخاء جسمها، حيث يساعد ذلك على عدم تشنج المهبل الذي قد يسبب الألم. كذلك يقوم الطبيب بارتداء قفاز من البلاستيك مع وضع البعض من الجيل الطبي عليه حتى يسهل من عملية الانزلاق إلى عنق الرحم دون أن تشعر المرأة بالألم.
أخاف من الكشف الداخلي
لا داعي للخوف من الفحص الداخلي لأنه لا يسبب الألم وليست له أي مضار على الإطلاق. نعم قد تشعر المرأة بشيء من الانزعاج وعدم الارتياح، كما قد تأتيها انقباضات بالرحم تشبه تلك التي تحدث عند الطمث، ولكن الأمر لا يمكن أن يتعدى ذلك. وفي العموم يعتمد حجم الألم الذي تشعر به المرأة عند القيام بهذا الفحص على مدى أريحيتها واسترخاءها والتخلص من التوتر الذي يسبب تشنج المهبل وانقباضه، مما يزيد من الألم. ويمكن اصطحاب أحد المقربين، كالزوج مثلا، من أجل تبديد الخوف والشعور بالاطمئنان. ويمكن نزول بعض قطرات من الدم بعد الفحص بسبب انفتاح الرحم، وهذا أمر طبيعي لا خوف منه. وأما إن استمر ذلك لوقت طويل، فلابد من إخطار الطبيب وطلب المساعدة.
وعلى كل حال، أنصح الأمهات الجدد وغيرهن بعدم الخوف من الفحص الداخلي والشعور بالتوتر تجاهه. فهو فحص روتيني لا يسبب الألم، وله الكثير من الفوائد، حيث يحدد الطبيب من خلاله مدى استعداد المرأة للولادة الوقت المتوقع لها. والولادة الطبيعية تستحق بعض المعاناة في البداية، لأنها تحول دون معاناة أكبر في حالة الولادة القيصرية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.