الطلق الصناعي : متى يجب اللجوء إليها ومتى قد يسبب الضرر؟
يعتبر الطلق الصناعي من أهم الأشياء التي تستخدم في مجال التوليد منذ وقت طويل مضى. وعند استخدامه، لابد وأن تعلم الأم الأسباب التي تؤدي بها إلى استخدام الطلق الصناعي وكيفية استخدامه كذلك. وللإلمام بكل هذا تابعي قراءة هذا المقال.
الطلق الصناعي هو طريقة أو تقنية لإحداث طلق الولادة قبل أوانها أو بعد فوات وقتها دون حدوث طلق طبيعي. وهناك أسباب طبية تجعل الطبيب يلجأ لاستخدام الطلق الصناعي عند الولادة؛ كما أن هناك أسباب اجتماعية كذلك. ومن ضمن الأسباب الطبية حاجة الجنين إلى الولادة ووجود خطورة عليه من أن يبقى داخل الرحم أكثر من ذلك، أو كون الأم مريضة بمرض مثل ضغط الدم مع الحمل أو سكري الحمل أو غيره؛ وهنا تكون الطريقة الوحيدة لتخليص الأم من هذا التعب هو إنهاء الحمل وتعجل الولادة. وقد يكون الجنين لا يكبر في الحجم داخل الرحم، فيفضل الطبيب توليده ووضعه في حضانة خارجية ليستكمل نموه. وبالنسبة للأسباب الاجتماعية، فإنها تتعدد تعددا كبيرا؛ والذي يخلقها الإنسان نفسه؛ فعلى سبيل المثال، قد تكون المرأة الحامل في الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل وكان زوجها، أو الشخص الذي سيرافقها عند الولادة، مسافرا بعد وقت قصير، عندها تأخذ الأم الطلق الصناعي وتلد في الوقت الذي تحدده.
كيف يتم استخدام الطلق الصناعي في الولادة؟
لنعرف الكيفية التي يؤخذ بها الطلق الصناعي ويعمل من خلالها على إتمام عملية الولادة، لابد من معرفة الطريقة التي تتم بها عملية الولادة أولا. من المفترض أن الجنين يقبع داخل الرحم، ويفصله عن العالم الخارجي مجموعة من الأشياء؛ مثل الكيس الذي يحوي السائل الأمينوسي، والذي يحيط بالجنين من جميع الاتجاهات، وعنق الرحم. وليخرج الجنين لابد من فتق هذا الكيس الذي يحيط به وانفتاح عنق الرحم واتساعه بالشكل الكافي الذي يسمح بمرور الجنين إلى الخارج. وعنق الرحم هذا ليس مجرد فتحة صغيرة مستديرة، وإنما هو أسطوانة طولية لها سمك وطول ومدخل داخلي ومدخل خارجي. وما يحدث وقت الولادة أن هناك هرمون يسمى بهرمون الولادة، أو هرمون الأوكسيتوسين، والذي يعمل على تحفيز الرحم ليقوم بعمل انقباضات وتقلصات تعمل، بمساعدة رأس الجنين الذي يدق على المدخل الداخلي لعنق الرحم، يعمل على ترقيق هذا العنق واتساعه. وعند ذلك، يتحرك عنق الرحم من الخلف للأمام، فيصير أكثر لينا، فيتسع، فيخرج الجنين.
وما يحدث في عملية الولادة المعتمدة على الطلق الصناعي أن الطبيب يعطي الأم عقارا يقوم بعمل كل هذه الأشياء، وبنفس الطريقة. وهناك نوعين من العقاقير التي تستخدم كطلق صناعي؛ أولها عقارا يؤخذ عن طريق الوريد لعمل الانقباضات كما لو أنها طبيعية، وثانيها عبارة عن أقماع أو جيل يوضع داخل المهبل حتى يساعد على تليين عنق الرحم. ويتوقف استخدام الطبيب لأي من النوعين اعتمادا على حالة عنق الرحم؛ فلو كان لينا قصيرا غير سميك، يعطي الأم ذلك العقار الذي يؤخذ عن طريق الوريد حتى يقوم بعمل الانقباضات التي تساعد على الولادة، ثم يقوم بفك الكيس الذي يحوي السائل السلوي؛ أما لو كان عنق الرحم طويلا وسميكا وكثيفا، فيفضل استخدام الأقماع المهبلية أو الجيل المهبلي؛ وذلك لأن استخدام العقار الذي يحفز الطلق يجعل الولادة أصعب بكثير؛ فالرحم لابد وأن ينقبض وعنق الرحم لابد وأن يغير وضعيته ويصير أقل سماكة ويتسع.. إلخ. وبعد أن يعمل الجيل المهبلي أو الأقماع المهبلية على تهيئة عنق الرحم للولادة بتقصيره واتساعه وتليينه، يقوم الطبيب بإعطاء الأم العقار الآخر الذي يؤخذ عن طريق الوريد، فيعمل على انقباض الرحم وخروج الجنين عن طريق عنق الرحم الجاهز للولادة.
عيوب استخدام الطلق الصناعي في الولادة
على الرغم من أن الطلق الصناعي هو الطريق الأفضل للولادة بشكل طبيعي، في حال لم تكن ظروف الولادة الطبيعية مهيأة لذلك، فإنه يؤخذ عليه اثنين من العيوب؛ أولها أنه يسبب ألما أكثر شدة من ألم الطلق الطبيعي؛ حيث أنه في الطلق الطبيعي يأتي الألم ويختفي لوقت ما؛ في حين يكون ألم الطلق الصناعي مستمرا بلا أية فواصل. والعيب الثاني هو أن الطلق الصناعي يزيد من احتمالية الولادة القيصرية؛ وذلك في حال قام الطبيب بإعطائه عن طريق الوريد قبل تهيئة عنق الرحم وتوسيعه بالشكل الذي يسمح بخروج الجنين؛ وذلك باستخدام الأقماع والجيل الذي تحدثنا عنه في السابق.
وفي كل الأحوال، فإن الولادة بشكل طبيعي، سواء عن طريق الطلق الطبيعي أو الصناعي، هي أفضل بكثير من الولادة القيصرية؛ ولذا، فلا تفزعي إذا قال الطبيب أنه مضطر لاستخدام الطلق الصناعي عند الولادة.