التخدير عند الولادة : بين التأييد والرفض من منظور علمي وطبي
إذا كنت مقبلة على الولادة، فأنت في الغالب تشعرين بالتوتر من أمور كثيرة؛ منها التخدير عند الولادة . ولكن لا داعي للتوتر؛ فالأمر غاية في البساطة. ولتكون لديك قناعة بذلك، يمكنك الإلمام بأهم ما يتعلق بهذا الأمر، من خلال هذا المقال.
أصبح استخدام التخدير عند الولادة من الأمور التي تخضع لها جميع السيدات؛ سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية. وعلى الرغم من شيوع استخدام التخدير عند الولادة في جميع الأماكن، هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عنه؛ كما أن هناك فقر ثقافي لدى الكثير منا بخصوص هذا الأمر. ويفضل دائما أن لا تدخل الأم للولادة قبل معرفة ما يجري بالداخل؛ فهذا يعطيها ثقة وطمأنينة بشكل أكبر، وينزع عنها الكثير من المخاوف التي تساورها. ونتحدث في السطور القادمة عن أهم الأمور المتعلقة بتخدير الولادة؛ فتابعي القراءة.
جدول المحتويات
أنواع التخدير عند الولادة
لا يخرج التخدير عند الولادة عن أحد نوعين؛ فإما أن يكون تخدير نصفي أو تخدير كلي. ويتم اختيار نوع التخدير بناء على حالة الأم، وطلبها كذلك؛ فهناك من السيدات اللاتي لديهن الرهبة الشديدة من غرفات العمليات؛ واللاتي لا تكون لديهن الرغبة في رؤية ما يحدث أثناء عملية الولادة. ويفضل كثير من الأطباء، مع ذلك، التخدير النصفي عند الولادة؛ وذلك لتفادي الآثار الجانبية التي يتركها التخدير الكلي. وهذه الآثار الجانبية تتمثل في وضع أنبوب حنجري في الحنجرة طيلة فترة التخدير؛ والتي تتسبب في شعور الأم بألم في الحنجرة بمجرد إفاقتها والسعال والبلغم. ويؤثر التخدير الكلي كذلك على الجنين؛ حيث يولد أزرق الجسم، هامدا لا يتحرك. وعند استخدام التخدير الكلي تفقد الأم الكثير من الدم، الذي لا تفقده في حال خضعت للتخدير النصفي؛ كما أنها تشعر بالألم الشديد فور إتمام عملية الولادة؛ حيث أن الطبيب لابد وأن يعمد إلى إفاقتها فور انتهائه من إجراء العملية؛ بخلاف التخدير النصفي، الذي لا تشعر الأم فيه بالألم لعدة ساعات بعد الولادة. وفي حال كانت الأم توافق على الخضوع للتخدير النصفي، وفي نفس الوقت لا تريد أن ترى ما يحدث بداخل غرفة العمليات، يقوم الطبيب بإعطائها مهدئا يفقدها وعيها، فلا تشعر بشيء مما يحدث.
كيفية استخدام التخدير عند الولادة
تشعر الكثير من السيدات بالهلع الشديد لظنها أن التخدير عند الولادة يسبب لها الكثير من الألم. ولكن المبشر أن شعور الأم بالألم عند إدخال الطبيب إبرة الظهر تعتمد على مدى حنكته وخبرته؛ فالطبيب الماهر لا يستغرق في هذا الأمر أكثر من دقيقة واحدة؛ إضافة إلى أن الكثيرين منهم يقومون بإعطاء الأم مخدر موضعي قبل إدخال هذه الحقنة، فلا تشعر بشيء. ويقوم الطبيب بإدخال سن الحقنة الرفيع للغاية في سلسلة الظهر، حتى تقوم بتخدير النصف السفلي من الجسم.
فوائد استخدام التخدير النصفي عند الولادة
من أفضل أنواع التخدير عند الولادة، كما ذكرنا سلفا، هو التخدير النصفي. ومن أهم الأسباب التي تكمن في تفضيله على غيره أن مفعوله يبدأ في غضون عشر دقائق فقط من أخذه؛ وهذا وقت قصير للغاية. هذا إلى جانب أنه يستمر مفعوله لمدة تصل إلى الساعتين، أو حتى الأربع ساعات؛ وهو وقت تكون الولادة فيه قد تمت، ثم خرجت الأم من غرفة العمليات، وظلت لوقت لا تشعر بالألم، ثم بدأت في أخذ المسكنات التي تعمل على تخفيف الألم فور انتهاء مفعول التخدير. كذلك يميز التخدير عند الولادة بشكل نصفي أن الأم لا تشعر بالألم؛ وفي نفس الوقت تستطيع رؤية الولادة وخروج جنينها؛ وهي لحظة تعشقها كل أم.
خرافات حول استخدام التخدير عند الولادة
هناك الكثير من الشائعات حول استخدام التخدير عند الولادة والمخاطر التي يتسبب فيها. ومن أهم هذه الشائعات أنه يلحق الضرر بالحبل الشوكي؛ الأمر الذي قد يصيب الأم بالشلل النصفي؛ وهذا الأمر غير صحيح بالمرة؛ فالتخدير يتم باستخدام إبرة رفيعة للغاية، ولا تسبب أي من المشكلات للحبل الشوكي، إلا في حالات غاية في الندرة.
وأنصحك بالهدوء النفسي عند الخضوع للتخدير؛ فهذا من شأنه أن يجعل الأمر أيسر؛ كما أنه لابد وأن تسعدي لوجود المخدر الذي يرحمك من الكثير من الألم بدلا من أن تخافي منه.