الإرهاق أثناء الحمل : لماذا تعاني منه أغلب الحوامل وما طرق التعامل معه؟
المعاناة من الإرهاق أثناء الحمل هو أمر لا مفر منه، ولا يمكن تخطي فترة الحمل دونه. ولا عجب في ذلك؛ فالجسم يبذل الكثير من الجهد حتى يعمل على تكوين الجنين والحفاظ عليه. والأمر فقط يحتاج لاختيار نمط الحياة الذي يوفر الراحة للأم.
تعاني جميع السيدات من الإرهاق أثناء الحمل كثيرا؛ وهذا أمر طبيعي للغاية؛ فالمجهود الذي يبذله الجسم للحفاظ على حياة الجنين وحمايته من أي ضرر قد يلحق به ونموه بالشكل الصحيح يستنفذ من الجسم الكثير والكثير. وتختلف وتيرة الشعور بالإرهاق من فترة إلى أخرة طيلة مدة الحمل. ويظهر ذلك من خلال عدد ساعات النوم التي تأخذها الأم ليرتاح جسدها من عناء العمل. وعلى سبيل المثال، تلاحظ الأم أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تحتاج للنوم كثيرا، ثم يتكرر الشيء نفسه في الشهر الثامن. ويمكن القول بأن هذه الفترات على وجه الخصوص تحدث فيها تغيرات يصعب على الجسم التعامل معها دون الحاجة إلى الكثير من الراحة.
أسباب المعاناة من الإرهاق أثناء الحمل
هناك الكثير من الأسباب التي تعرض المرأة للشعور بالإرهاق خلال فترة حملها. وإذا تكلمنا مثلا عن هذا الشعور في الثلث الأول من الحمل فسنجد أن سببه يتلخص في كون الجنين يكبر ويتزايد حجمه؛ كما أن المشيمة تتكون في هذه الفترة لتبدأ في توصيل ما يحتاج الطفل من غذاء وأكسجين من جسم الأم. وأما عن الفترة الأخيرة من الحمل، فإن الزيادة غير الطبيعية في حجم الجنين هي التي تتسبب في المعاناة من الإرهاق؛ ذلك أن الجنين يتم شهره السادس من الحمل ووزنه لا يتجاوز كيلو جراما واحدا. وخلال الفترة الأخيرة من الحمل يتضاعف هذا الوزن أو يزيد عن ذلك. وكل ذلك يتطلب من جسد الأم الكثير والكثير؛ الأمر الذي يشعرها دوما بالإرهاق. وفي حال كانت الأم تتعرض للضغط النفسي والتوتر أو تضطر للقيام ببعض الأنشطة الصعبة خلال فترة الحمل، فإن ذلك يسهم في زيادة الشعور بالإرهاق.
علاج مشكلة الإرهاق أثناء الحمل
كي تستطيعين التعامل مع مشكلة الإرهاق أثناء الحمل وتقللين من حدته، عليك اتباع النصائح التي نقدمها لك في هذه الفقرة؛ والتي تشمل ما يلي:
- لابد وأن تتجاوبين مع مطالب جسدك؛ فإذا شعرت بالرغبة في تناول الطعام، فلتفعلي؛ وإذا داهمك النوم، فلا تقاوميه؛ فإن جسمك يحتاج إليه.
- حاولي قدر الإمكان تجنب الأنشطة التي تتطلب منك مجهودا لا يقدر جسمك عليه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى ما لا يحمد عقباه.
- في حال شعرت بالتعب، دعي كل ما تفعلين واستريحي على الفور؛ حتى لا يؤدي كثرة التحامل إلى الشعور بالدوار أو حتى الإغماء.
- تناولي الغذاء الصحي الذي يعطيك من تحتاجين من عناصر غذائية وطاقة؛ ولا تكثري من تناول الأملاح أو السكريات؛ حتى لا يؤثر ذلك على ضغط الدم لديك.
- تابعي وزن جسمك وضغط الدم بصفة يومية؛ فزيادة الوزن بشكل يزيد عن المعدل الطبيعي أثناء الحمل تمثل عبئا على جسمك ككل؛ كما أن أي خلل في ضغط الدم لديك يشعرك بالتعب الشديد.
- قومي بعمل التمرينات الخفيفة التي تناسب فترة الحمل؛ ويمكنك الاستعانة بمدربة رياضية لتدلك على نوع الرياضة المناسب لكل فترة من الحمل.
- دعك من النوم على الظهر كثيرا بهدف الراحة؛ فإنه لا يسبب إلا التعب بسبب زيادة الضغط بوزن الرحم على فقرات الظهر. ويفضل دائما النوم على الجانب الأيسر خلال فترة الحمل.
- وأخيرا، تجنبي الإرهاق أثناء الحمل بالابتعاد عن الضغط النفسي، وحاولي تحسين حالتك المزاجية عن طريق القيام ببعض الأنشطة التي تحسن مزاجك وتشعرك بالسعادة.