الشهر السادس من الحمل : ما يحصل لك وللجنين في سادس شهر؟
إن كنت على وشك الدخول في الحمل في الشهر السادس أو دخلتيه بالفعل، فأنت على أعتاب الثلث الثاني من الحمل، ولم يعد سوى القليل حتى تبدئي مرحلة جديدة تختلف تماما عن كل ما مضى. تابعي القراءة حتى تكوني ملمة بما أنت مقبلة عليه، التعليمات الواردة هنا تضمن لكِ الحفاظ على نفسكِ وجنينكِ.
يعتبر الشهر السادس من الحمل هو آخر شهور الثلث الثاني من الحمل. وقد تعتقد الأم أنه بانتهاء واختفاء الأعراض المزعجة التي كانت تعاني منها خلال الثلث الأول من الحمل، ستكون الأمور سلسة لا تعب فيها ولا نصب خلال الثلث الثاني منه. ولكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة على الإطلاق؛ فلكل مرحلة مضاعفاتها وأعراضها؛ وكل عرض له أسبابه التي تؤدي إليه. ومما يجعل الأمر أيسر على الأم علمها بجميع الأعراض التي من الوارد أن تتعرض لها، والكيفية الصحيحة التي تتعامل بها مع هذه الأعراض. كما يساعد معرفة التطورات التي يمر بها الجنين على معرفة ما يحتاج إليه في كل فترة من فترات الحمل. وفي هذا الصدد، نقدم لكم هذا المقال.
الشهر السادس من الحمل يحتوي على الأسابيع التالية :
وهو ضمن :
جدول المحتويات
أعراض الشهر السادس من الحمل
هناك الكثير من الأعراض التي تلازم الأم طيلة الشهر السادس من الحمل وتستمر معها حتى نهايته. ونقدم لك، عزيزتي المرأة، أهم الأعراض التي نتوقع مواجهتها خلال هذا الشهر في السطور الآتية:
التورم
من أكثر أعراض الشهر السادس من الحمل شيوعا تورم القدمين واليدين والكاحلين. والسبب في حدوث هذا التورم هو أن الجسم يحتفظ بالسوائل، حتى يوفر للأم والجنين ما يحتاجانه منها. ومما يزيد الأمر سوءا هذا الضغط الموجود في منطقة الحوض. ولا يدعو تورم القدمين واليدين إلى القلق في حال كان مقبولا ويمكن للأم تحمله والتعايش معه؛ فهو على كل حال أحد أعراض الحمل؛ وفي بعض الأحيان يكون هناك تورم بالوجه أو حول العينين، وهذا لا خوف منه أيضا؛ ولكن في بعض الحالات النادرة يكون التورم الذي تشعر به الأم دليلا على إصابتها بتسمم الحمل؛ وخاصة إذا كان التورم مصاحبا لبعض الأعراض الأخرى، التي تشمل ارتفاع نسبة البروتين في البول وارتفاع ضغط الدم. وهذه الحالة تعتبر من أكثر الحالات خطورة؛ حيث أنها تسبب حدوث ارتفاع ضغط الدم بشكل يؤذي الأم والجنين كثيرا. وللتخفيف من تورم القدمين، يمكنك رفعهما للأعلى عند الجلوس، مع عدم الوقوف لفترات طويلة، كما يمكن ارتداء جراب للدوالي. ودائما ما ينصح الأطباء المرأة الحامل بالنوم على جنبها الأيسر، حتى تساعد الكلى على القيام بعملها والتخلص من نفايات الجسم.
مشاكل الجهاز الهضمي
كذلك من الأعراض التي تزعج الأم بشكل كبير هي مشاكل الجهاز الهضمي؛ فالحمل يتسبب في حدوث اضطرابات كبيرة بجميع أجزاء هذا الجهاز؛ فنجد أن المعدة منفتحة الفم بسبب هرمونات الحمل التي تتسبب في ارتخاء جميع عضلات الجسم؛ وبالتالي فهي تسبب الشعور بالحرقة والحموضة، والأمعاء بطيئة الحركة للغاية؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالإمساك والانتفاخ والغازات؛ وغير ذلك مما قد تتأذى منه الأم. ومع الوصول إلى الشهر السادس من الحمل وتقدم عمر الحمل، يزيد كبر حجم الرحم الأمر سوءا بضغطه الشديد على هذه الأعضاء. أضف إلى ذلك أن المكملات الغذائية والأدوية التي تتناولها الأم على مدار فترة حملها تسبب في اضطرابات شديدة بالجهاز الهضمي، فتشعر الأم بالانتفاخ بشكل دائم. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة تعتبر من أعراض الحمل الطبيعية، والتي تحدث لجميع السيدات، ليس من الجيد ترك الأمر على ما هو عليه، فيتسبب في الإصابة بالبواسير. وهناك عدة طرق لتخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي وتسهيل عملية الهضم والإخراج، ومنها تناول كوب من الماء الدافئ بين الحين والآخر، وتناول كميات معتدلة وكافية من الألياف الموجودة بالخضر والفاكهة، وشرب كميات كبيرة من الماء، والقيام بعمل بعض التمارين الرياضية الخفيفة، والخاصة بفترة الحمل؛ فهي تساعد على انتظام حركة الأمعاء. ويساعد تناول الحليب الرائب والأطعمة الأخرى التي تحتوي على البكتيريا النافعة على التخفيف من حدة المشكلة. وفي حال قمت بهذه الحلول المنزلية ولم تجدي النتيجة التي ترضيك، فيمكنك التواصل مع طبيبك ليصف لك دواء ملينا.
الشهية للطعام
وهناك من الأعراض ما يعتبر سلاحا ذو حدين؛ فهو إما يريح الأم ويجلب لها السعادة، وإما يسبب لها العديد من المشاكل التي ربما تستمر معها لما بعد الولادة. أتحدث عن فتح الشهية والإقبال على الأكل. وتسعد جميع الأمهات لفتح شهيتها خلال الثلث الثاني من الحمل، والذي يتضمن الشهر السادس من الحمل والشهر الخامس والشهر السابع منه؛ وذلك بعد أن تكون قد مرت بمرحلة صعبة للغاية، وهي الثلث الأول من الحمل، الذي لا تستطيع فيه الأم تناول طعامها بشكل طبيعي. وفي بعض الأحيان، تكون الميزة في أن الأم تعوض ما تفقده من عناصر غذائية قد افتقدها جسمها، وفي أحيان أخرى، تزداد الأم في الوزن بشكل كبير؛ مما يؤثر على صحتها العامة خلال الحمل وعند الولادة وبعدها. والحل الأمثل للتغلب على الجوع وسد الشهية دون الإضرار بالجنين وزيادة وزن الأم هو اختيار الأطعمة التي تعطيها العناصر الغذائية التي تحتاجها، دون أن تكون محتوية على الكثير من السعرات الحرارية. وكلما تم إعداد الطعام بشكل صحي، بحيث يكون قليل الدهون والدسم، كلما كان أفضل للأم والطفل في آن واحد. وعلى الرغم من أن أعضاء الجنين يكتمل تكوينها خلال الشهر السادس من الحمل أو بعده بقليل، يحتاج للكثير من العناصر الغذائية التي تساعد على اكتمال نضج الأعضاء التي تكونت بالفعل. ولعل هذا يفسر إقبال الأم على الطعام بشكل كبير خلال هذه الفترة من الحمل. ويستحسن تناول ستة وجبات صغيرة على مدار اليوم، بدلا من تناول الوجبات الكبيرة.
الشخير أثناء النوم
ولأن بطن الأم في الشهر السادس من الحمل يكون قد زاد في الحجم وحدثت الكثير من المتغيرات التي أثرت على وضع جميع الأعضاء التي تجاور الرحم وتشاركه نفس المكان، فإن من الأعراض الطبيعية خلال الفترة الأخيرة من الحمل معاناة الأم من الشخير أثناء النوم. وللهرمونات اليد العليا في الإصابة بهذا العرض، كونها تسبب تورم الأغشية المخاطية بالجسم. كذلك تسبب زيادة الوزن تضخم الأنسجة حول الرأس والرقبة وتورمها، مما يسهم في زيادة هذه المشكلة. وعلى الرغم من أن مشكلة الشخير تعتبر من أعراض الحمل الطبيعية التي لا تدعو للقلق، قد تكون دليلا على إصابة الأم بسكري الحمل، والذي يتمكن الأطباء من اكتشافه من خلال تحاليل الدم والبول التي تخضع لها الأم على مدار مدة الحمل. وللتغلب على هذه المشكلة خلال الشهر السادس من الحمل والشهور الأخرى التي تلازم الأم خلالها نفس الأعراض، يمكنك النوم على أحد جنبيك، حتى تعطي الفرصة للدورة الدموية لتسير بالشكل الصحيح. وهناك شرائط لاصقة تتوفر بالصيدليات توضع على الأنف لتنظيم الدورة الدموية به، فيمكنك الاستعانة بها. ويراعى دائما رفع رأسك والنصف العلوي من جسمك قليلا أثناء النوم؛ ويمكن استخدام ما يسمى بوسادة الحمل، أو الوسادة العادية إن لم تتوفر الوسادة الخاصة بذلك.
معاناة آلام الظهر
كذلك يتسبب ازدياد حجم الرحم والجنين في معاناة الأم كثيرا من وجود آلام بظهرها. ويعتبر هذا العرض من الأعراض التي تلازم الأم طيلة فترة الحمل، تقريبا، مع اختلاف سبب وجوده من مرحلة إلى أخرى. وتعتبر هرمونات الحمل احد أهم الأسباب التي تؤدي إلى شعور الأم بهذا الألم؛ ذلك أنها تعمل على إرخاء عضلات منطقة الحوض وأسفل البطن طيلة فترة الحمل، استعدادا للولادة. ويقوم الجنين الذي يزيد في الحجم والوزن بدفع جسمه ناحية البطن والظهر؛ مما يسبب تقوس الظهر ووجود ثقل على فقراته. ومن أهم الطرق التي تساعد على تخفيف آلام الظهر الوقوف والجلوس في وضع مستقيم، بحيث لا يكون البطن مرتكنا بثقله على الظهر؛ كما يفضل رفع الساقين للأعلى عند الجلوس. وكثيرا ما تعاني السيدات اللاتي يفضلن الجلوس مع وضع ساق فوق ساق من مشكلة آلام الظهر بشكل كبير؛ ولذا يفضل تغيير هذه الوضعية واختيار الوضعيات التي لا تشكل ضغطا على الظهر.
الشعور باﻷرق
ومع نهاية الشهر السادس من الحمل تبدأ الأم الدخول في معاناة جديدة تتمثل في الشعور بالأرق وعدم القدرة على النوم المنتظم. وعلى الرغم من أن الأرق يعتبر من أعراض الثلث الأخير من الحمل، يحدث مع بعض السيدات أن يصبن بهذا العرض في الثلث الثاني من الحمل. وهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى عدم قدرة الأم على النوم ليلا بشكل طبيعي؛ ومن أهمها كثرة الذهاب إلى الحمام والشعور بالحرقة والحموضة التي توقظ الأم من شدتها والقلق والتوتر وكثرة التفكير فيما هو قادم. كذلك يقوم الجنين في كثير من الأوقات بالتحرك العنيف والركل بقدميه والضرب بيديه؛ الأمر الذي يوقظ الأم من نومها فزعة أو يمنعها من الاستغراق في النوم من الأساس. ويؤدي كبر حجم البطن إلى صعوبة الشعور بالراحة؛ فالنوم على أحد الجنبين يشعر الأم بألم في البطن المتدلي. ويمكن التغلب على هذه المشكلة بوضع وسادة صغيرة أو قطعة من القماش تحت البطن، حتى يكون مرفوعا ومعتدلا بعض الشيء، فلا يزعج الأم. وهناك بعض الطرق التي تساعد الأم على التغلب على مشاكل النوم في فترة الحمل في العموم وفي الشهر السادس من الحمل بشكل خاص، ومنها تناول وجبة العشاء قبل النوم بنحو ساعتين، مع مضغ الطعام جيدا وتناوله ببطء شديد. كما ننصح الأم بالامتناع عن تناول الكافيين والصودا؛ وخاصة قبيل وقت النوم. ولابد من تهيئة مكان النوم بحيث يكون مناسبا للأم، حتى يساعدها ذلك على الاستغراق في النوم؛ كأن يكون السرير مريحا والإضاءة خافتة والجو هادئ ودرجة حرارة الحجرة مناسبة.
آلام الجسم العامة
ومع بلوغ الأم الشهر السادس من الحمل تلاحظ أن هناك ألما يأتيها في أماكن متفرقة من جسدها، وأنها تشعر بالتعب والإرهاق معظم الأوقات. وتسمى هذه الحالة بآلام الأربطة التي تحدث نتيجة لتزايد حجم الرحم؛ أي أنه مع تمدد الرحم، تتعرض الأربطة التي تربط بين البطن والحوض للشد وتكون تحت ضغط كبير؛ مما يسبب للأم الشعور بهذه الآلام. وقد تستمر هذه الآلام لدقائق عدة، كما أنها قد تجاوز ذلك إلى عدة ساعات. وليس هناك ما يشعر الأم بالقلق إن أصيبت بهذا العرض؛ ولكن في حال كانت الآلام مصاحبة لحمى أو تقلصات عنيفة، فلابد من التواصل مع الطبيب المتابع لحالتها على الفور.
داولي الجسم
وتعاني الكثير من السيدات من بروز الدوالي والشرايين بالساقين والفخذين بعد أن يثقل وزن الرحم بما يحوي. وقد تحدث هذه الحالة خلال الشهر السادس من الحمل أو بعده بقليل؛ حسب حجم البطن ووزنه. والسبب في ظهور هذه الظاهرة هو أن جسم الأم يقوم بدفع الكثير من الدم نحو الرحم؛ حتى يساعد على إمداد الجنين بما يحتاج من غذاء وأكسجين. وتؤدي قلة الدم في أماكن مثل القدمين إلى عدم انتظام الدورة الدموية بها والتسبب في وجود الدوالي أو بروز الشرايين؛ وذلك حينما تقوم بدفع الدم الزائد ثانية إلى القلب؛ الأمر الذي يسبب انتفاخها وظهورها بالشكل الذي تراه الأم. ولتفادي حدوث هذه المشكلة، عليك بارتداء ملابس فضفاضة وأحذية مريحة؛ واحرصي تماما على أن لا يزيد وزنك عن المعدل الطبيعي وقت الحمل؛ وقومي برفع قدميك للأعلى قدر الإمكان، حتى تساعدي الدورة الدموية على اتخاذ مسارها الطبيعي.
التنميل والوخز
ليس هذا فحسب، وإنما يرافق الشهر السادس من الحمل الشعور بوخز وتنميل في اليدين والقدمين، في بعض الأحيان. والسبب في ذلك أن زيادة حجم الدم تتسبب في وجود ضغط على أجزاء الجسم، وخاصة اليدين والقدمين؛ حيث أن الدم الذي يصلهما يكون قليل بعض الشيء. وكثيرا ما يحدث ذلك للأمهات اللاتي يتطلب عملهن الجلوس طويلا، أمام المكتب أو الحاسوب، وما إلى ذلك. وللتخلص من هذه المشكلة، لابد من التحرك قليلا كل نصف ساعة إلى ساعة، وتحريك اليدين والقدمين من آن لآخر، وعدم النوم على اليدين على الإطلاق.
التغيرات التي تطرأ على جسم الأم في الشهر السادس من الحمل
لا تمر فترة الحمل قبل أن تترك أثرها على جسم الأم؛ فهناك تغيرات كثيرة تحدث، منها ما يختفي بمجرد انتهاء فترة الحمل، ومنها ما يستمر مع الأم لما بعد الحمل. ومن أهم التغيرات التي تحدث خلال الشهر السادس من الحمل زيادة حجم البطن وظهوره بشكل أكبر مما كان عليه من قبل. ويتزامن مع كبر حجم البطن زيادة وزن الأم في العموم وتغير شكل جسمها كليا. وخلال فترة الحمل يرتفع الرحم إلى الأعلى، حتى يتخطى منطقة الحوض ويأخذ جزءا كبيرا من البطن؛ ويظل على وضعه هذا حتى مرور عدة أسابيع على الولادة، ثم يعود مكانه كما كان. ومن أهم الأعراض المزعجة التي يسببها كبر حجم الرحم هو الضغط على خلايا الدم؛ الأمر الذي يسبب للأم الشعور بالدوخة؛ وقد تفقد وعيها في بعض الأحيان.
النظام الغذائي للأم في الشهر السادس من الحمل
طالما انك تتناولين طعاما صحيا خاليا من المواد الحافظة والزيوت الضارة والأملاح الكثير؛ وطالما أنك تحرصين على اختيار أنواع الطعام الطازجة وتفضلينها على الطعام الذي يباع خارج المنزل، فعلى الأرجح سيسير كل شيء في مساره الصحيح. ولابد وأن تعلمي احتياجات جنينك، حتى تتمكني من الإيفاء بها ومساعدته على النمو بشكل صحيح. وخلال الشهر السادس من الحمل يحتاج الطفل أكثر ما يحتاج إلى الحديد والكالسيوم وحمض الفوليك وزيت الأوميجا 3. ولا يكفي أن تعلم الأم العناصر التي يحتاجها الجنين، بل لابد من معرفة الكم الذي يحتاجه من كل منها؛ فعلى سبيل المثال، تحتاج الأم لتناول أربع وحدات من الكالسيوم خلال اليوم الواحد حتى يأخذ الجنين حاجته منه؛ ويمكن تقسيم الوحدات الأربع على مدار اليوم، كما يمكن التنويع في الأطعمة التي تحتوي عل هذا العنصر، كأن تقوم الأم بشرب كوب من الحليب صباحا مع قطعة كبيرة من الجبن القريش، ثم تناول كوب من الزبادي بعد تناول وجبة الغداء بعدة ساعات، ثم شرب كوب آخر من الحليب بنهاية اليوم. كما تحتاج الأم الحامل إلى 200 مللي جرام من الحديد؛ وفي حال كانت تتناول كمية تقل عن ذلك، فحتما سيتسبب ذلك في الإصابة بأنيميا فقر الدم مع تقدم عمر الحمل. وفي الوقت الذي يقوم فيه حمض الفوليك بإنتاج كميات أكبر من الدم الذي يساعد على توصيل الغذاء للجنين، يعمل الحديد على وقاية الجسم من الأنيميا، كما يقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم وإلى الجنين. ويمكن الحصول على الحديد وحمض الفوليك من خلال تناول الخضروات الورقية والكالسيوم الموجود بمنتجات الألبان. ومن المهم للغاية الحصول على الفيتامينات والأملاح المعدنية التي يحتاجها جسم الأم والجنين؛ والتي تتوفر في الفواكه الطازجة والمكسرات وغيرها.
تطور الجنين في الشهر السادس من الحمل
يستمر الجنين في التقدم في مسيرة النمو، التي تسير بوتيرة سريعة بداية من الشهر السادس من الحمل وحتى نهاية فترة الحمل بالكامل. وليس وزن الجنين فقط هو ما يتغير، وإنما يحدث تطور كبير في طوله كذلك. ويتحول جلد الجنين إلى اللون الوردي بسبب وجود الأوعية الدموية التي تنمو تحته. ويتم تكوين الرئة في هذه الفترة من الحمل؛ بيد أنها لا تكون جاهزة بعد لمباشرة عملها. وتصبح حركة الجنين، التي بدأت الأم الشعور بها منذ عدة أسابيع مضت، تصبح أكثر نشاطا؛ كما أنه يصبح أكثر استجابة للأصوات التي يسمعها بالخارج؛ وخاصة صوت أمه وأبيه. وبنهاية الشهر السادس من الحمل تكون أنامل الجنين وأطراف أصابع قدميه قد نمت ونضجت تماما؛ حتى أنها تظهر بوضوح من خلال الموجات الصوتية.
نصائح للأم في الشهر السادس من الحمل
إلى كل أم في الشهر السادس من الحمل نقدم هذه النصائح:
- ضعي في اعتبارك أن الأكلات السريعة تملأ المعدة فقط، ولا تعطيك حاجتك من العناصر الغذائية التي تحتاجينها وجنينك؛ ولذا فالأفضل استبدالها بالأطعمة الطازجة المعدة منزليا.
- في كثير من الأحيان يترجم الجسم العطش على أنه جوع؛ فإذا شعرت بالجوع، وكنت قد تناولت طعامك منذ فترة قصيرة، فجربي شرب المياه؛ فقد يذهب الشعور بالجوع بعدها مباشرة.
- حاولي قدر الإمكان عدم الركون والاستسلام للتعب؛ فالحمل يحتاج للحركة التي تفيدك وتفيد جنينك؛ ولكن احرصي على عدم التحرك بشكل عنيف أو القيام بالأنشطة التي ترهق جسمك.
- احرصي تماما على الوقوف أو الجلوس في وضعية مريحة مستقيمة؛ فمن السهل في الشهر السادس من الحمل أن تفقد الأم توازنها، بسبب تحول الجاذبية في جسمها إلى منطقة البطن.
- إن كنت تعانين من مشكلة تجلط الدم خلال فترة الحمل، فلا تقلقي من ذلك؛ لأن هذه تعتبر من المشاكل التي تزول تماما بمجرد انتهاء فترة الحمل.
- حافظي على القيام ببعض التمارين التي تساعد جسمك على التكيف مع التغيرات التي يحدثها الحمل. ويمكنك القيام بتمارين اليوجا كذلك، فهي تساعدك على إرخاء أعصاب جسمك كلها.
- يستحسن عدم القيام بأي من التمارين الرياضية قبل استشارة طبيب متخصص في هذا المجال. واعلمي أن طبيب النساء والتوليد ليس بالضرورة أن يكون ملما بأمر كهذا.
- حاولي التأقلم على بعض الأعراض التي ستلازمك خلال هذه الفترة من الحمل؛ ومنها اضطرابات النوم؛ واعملي أن هذه الاضطرابات ما هي إلا تهيئة لجسمك لما بعد الولادة؛ فالصغير الجديد لن يدعك تهنئي بالنوم أبدا.
- عند القيام بأخذ حمام دافئ، لا تمكثي في الحمام لفترة تطول عن ربع الساعة؛ فوجودك في مكان مغلق، مع سخونة الماء قد يسبب لك الإغماء وفقدان الوعي.
- ابتعدي تماما عن الأطعمة غير المطهوة أو المطهوة جزئيا، وخاصة اللحوم؛ فقد يؤيد ذلك إلى الإصابة بفيروس التاكسو بلازما الذي يتسبب في إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية.
- وأخيرا، أنصحك، عزيزتي الأم، بعدم تجاهل أي عرض تستغربيه، أو لا تعرفين سببه وكيفية التعامل معه؛ بل أخبري طبيبك على الفور؛ فإما أن يطمئنك، وإما أن يتخذ الإجراءات اللازمة ويعالج المشكلة.