13 نصيحة للعناية بـ جرح الولادة الطبيعية بطريقة فعالة و صحيحة

تعتقد الكثير من السيدات أن جرح الولادة الطبيعية لم يعد يحدث في وقتنا الحالي، نظرا للتطور الطبي الذي حدث في جميع التخصصات. والحقيقة أن غالبية المناطق بالعالم لا زالت تقوم بعملية شق العجان عند الولادة الطبيعية، والتي يليها عمل خياطة تجميلية للجرح الذي أحدثه هذا الشق. والعجان هي المنطقة التي تربط بين المهبل وفتحة الشرج. وهي عبارة عن أربطة مفصلية وعضلات تعمل على حمل وتثبيت محتوى البطن، بما فيها الرحم والمثانة. وعند الولادة يعمد الطبيب إلى عمل شق بهذه المنطقة ثم يعيد خياطته بعد خروج الجنين. ويحتاج هذا الجرح لعناية خاصة، حتى لا يؤدي إهماله إلى حدوث مشكلات به قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

هل يمكن الولادة دون جراحة؟

بالطبع يمكن للمرأة أن تلد ولادة طبيعية دون أن يكون هناك جرح ولا خياطة. ولكن هذا يستلزم تهيئة منطقة العجان والمهبل للولادة الطبيعية طيلة فترة الحمل. وفي دول العالم الأول تلد الغالبية العظمى من السيدات دون جرح، حتى لو كانت بكرية، ولا تضطر لجرح الولادة إلا نسبة قليلة لا تتجاوز 5%. ولكي يتم ذلك تحضر الحامل فصولا تتعلم من خلالها كل شيء عن الحمل والولادة، مثل كيفية القيام بالتمارين التي تسهل الولادة والتمارين التي تعمل على تقوية منطقة المهبل والعجان، بحيث تكون أكثر مقاومة لدفع الجنين الذي قد يحدث تمزقات بالمكان لو كانت عضلاته ضعيفة، ومراحل الولادة الطبيعية وكيفية التعامل مع كل مرحلة بشكل يجعلها أيسر ويخفف من ألم جرح الولادة الطبيعية .

حتى أن الحامل هناك تتبع نظاما غذائيا يساعدها على تقوية عضلات العجان وتسريع الولادة. وأثناء الولادة نفسها يقوم المشرف عليها بوضع كمادات ساخنة على منطقة العجان منذ بدايتها حتى تلين عضلاته وتسترخي وتتسع بشكل كافي لمرور الطفل. وأما في حال لم تكن هناك الإمكانيات التي تساعد الحامل على تهيئة جسمها للولادة دون شق بالعجان فالأفضل عمل هذا الشق، حتى لا تحدث تمزقات قد تصل إلى فتحة الشرج وتسبب مشاكل كثيرة في الإخراج، وقد يستدعي الأمر إجراء عملية جراحية أكبر من عملية شق العجان البسيطة، أو يتعرض الجنين للاختناق وقلة الأكسجين بسبب طول مدة الولادة.

شكل جرح الولادة الطبيعية

يقصد بشكل جرح الولادة الطبيعية المسار الذي تسير فيه الخياطة، من أين تبدأ وأين تنتهي. وهناك العديد من أشكال هذا الجرح. والأصح منها والأفضل للمرأة هو الجرح الذي يبدأ من المهبل ويصل إلى ما قبل فتحة الشرج بقليل بشكل مائل، لا طولي ولا عرضي. وهناك بعض الأطباء الذين يقومون بعمل جرح طولي من المهبل وحتى فتحة الشرج. وهذا يزيد من تعب المرأة ويصعب عليها عملية الإخراج كثيرا. وفي بعض حالات الولادة يخرج الطفل دون أن يقوم الطبيب بعمل شق للعجان، محدثا تمزقات عشوائية بمنطقة العجان. وفي بعض الحالات تصل هذه التمزقات لفتحة الشرج، وقد تكون موجودة بمكان آخر. ولكن في هذه الحالة يبذل الطبيب بعض الجهد في خياطة الجرح الذي لا يسير في اتجاه واحد.

جرح الولادة الطبيعية يؤلمني

بالطبع يسبب جرح الولادة الطبيعية الشعور بالألم، وخاصة في الأسبوع الأول بعد الولادة. وعادة يكون الألم في أوجه خلال 24 ساعة من الولادة، ثم يخف تدريجيا حتى يزول تماما بعد أسبوع إلى أسبوعين من الولادة. ووقتها يكون الجرح قد التئم إلى حد ما. ولكن هذا يتوقف على التزام الأم بتعليمات الطبيب بكيفية تنظيف الجرح والحفاظ عليه وعدم التحرك كثيرا بشكل قد يؤثر على الخياطة. وعادة ما يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية والمسكنات التي تساعد الأم على تجاوز هذه الفترة دون أي مضاعفات.

وفي بعض الحالات تكون الأم مصابة بالتهابات مهبلية، بسبب كحت الطفل للمكان أثناء الخروج أو ربما تكون موجودة من قبل الولادة. وهنا يستمر الألم في مكان الجرح حتى يتم العلاج من الالتهابات نفسها. ولو لم تكن هناك أي التهابات أو مشاكل أخرى، فإن ألم الجرح يختفي بعد مرور أسبوع فقط من الولادة. ويسبب الألم الموجود في هذه الفترة صعوبة في عملية الإخراج. وهنا يمكن للأم توجيه الدش الدافئ على الجرح حتى تتمكن من التبول بشكل لا يؤلمها. وبمرور الوقت ستتمكن من ذلك بلا خوف ولا ألم. وعادة ما يصف الطبيب للأم بعد الولادة بعض الملينات التي تجعل البراز لينا، حتى لا تجد الأم صعوبة في الدفع، الذي يعتبر أمرا مستحيلا مع وجود جراحة.

جرح الولادة الطبيعية مفتوح

على الرغم من أن جرح الولادة الطبيعية يتم عن طريق الطبيب المشرف على الولادة، والذي من المفترض أن يقوم بخياطته، حتى يسهل التئامه ويقل وقت التعافي منه، على الرغم من ذلك هناك بعض الأطباء الذين يقومون بعمل شق بالعجان ثم يتركونه مفتوحا يلتئم بنفسه. وهذا بالطبع يزيد من معاناة الأم التي تصاب عادة بالنزف لفترة طولية، قد تتجاوز شهرا كاملا بعد الولادة، إلى جانب الألم الذي يظل ملازما لها حتى يلتئم الجرح تماما.

وفي بعض حالات الولادة الطبيعية يقوم الطبيب بعمل خياطة للشق ثم يتمزق الخيط بعد الولادة بفترة قصيرة للغاية، قد لا تتجاوز اليومين، تاركا الجرح مفتوحا. وفي حال لم تمر 24 ساعة على تمزق الخيط، يمكن للطبيب إعادة الكرة وعمل الخياطة مجددا. أما لو تجاوزت المدة ذلك فتضطر الأم إلى التكيف مع الجرح المفتوح حتى يلتئم بنفسه. ولكن ذلك يستغرق مدة أطول بكل تأكيد، بحيث قد تتجاوز شهرا كاملا.

متى تسقط غرز الولادة الطبيعية؟

يبدأ تساقط غرز جرح الولادة الطبيعية خلال أسبوع إلى أسبوعين من الولادة. ويستمر ذلك التساقط التدريجي لمدة أسبوع إلى أربعة أسابيع. ولا خوف من مرور أسبوع إلى عشرة أيام كاملة دون سقوط أي من غرز الخياطة، فهناك منها ما يسقط بنفسه وما يحتاج لإزالته بلطف بعد أن ينفك، طالما أنه ليس هناك ألم شديد بالمكان وهناك إشارات إلى بدء التئام الجرح.

جرح الولادة الطبيعية متى يلتئم؟

ذكرنا في الفقرة السابقة أن خيوط جرح الولادة الطبيعية تبدأ في التساقط خلال فترة قصيرة من الولادة، قد لا تتجاوز أسبوع واحد. وليس معنى أن الغرز جميعها قد انفكت أن الجرح قد التئم بشكل كامل، بل إن أي جرح يحتاج لسنة كاملة حتى تعود خلاياه لما كانت عليه. ولذا يلزم الحفاظ على مكان الجرح واتباع تعليمات الطبيب وعمل تمارين كيجل المقوية، والتي تساعد على سرعة التئام الجرح.

التهاب جرح الولادة الطبيعية

نظرا لضعف مناعة المرأة التي خرجت لتوها من الولادة، فإنه من السهل إصابتها بالعدوى وحدوث التهاب بجرح الولادة. وعند حدوث هذا الالتهاب تشعر الأم بارتفاع درجة حرارة جسمها ورعشة تلازمها طيلة الوقت. وبالنسبة للجرح نفسه، فإنه يتورم ويحمر لونه، ومن الممكن أن يخرج منه دم وصديد وإفرازات غير طبيعية. ويتسبب هذا الالتهاب في الشعور بألم وحرقة عند قضاء الحاجة، كما أنه يؤدي إلى حدوث نزيف شديد بعد الولادة والشعور بألم في منطقة الصدر. ويمكن أن تظهر هذه الأعراض جميعها دفعة واحدة، كما يمكن ظهور بعضها. وفي كل الأحوال لابد من استشارة الطبيب فور الشعور ولو بواحد من هذه الأعراض، حتى لا تحدث أي مضاعفات خطيرة.

جرح الولادة الطبيعية منتفخ

ذكرنا فيما سبق أنه في بعض الحالات يلتهب جرح الولادة الطبيعية وينتفخ بسبب وجود التهاب به. وقد يكون السبب وراء ذلك هو عدم الاهتمام به بشكل كاف، من تنظيف المكان بشكل جيد وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام، والتي تكون عبارة عن مضادات حيوية تعمل على شفاء الجرح ومسكنات ومضادات للالتهابات والتورم. ويمكن تفادي مشكلة انتفاخ جرح الولادة الطبيعية الناتج عن حدوث التهابات به عن طريق اتباع التعليمات والنصائح التي سنوردها فيما هو قادم.

نصائح للعناية بجرح الولادة الطبيعية

تساعد العناية بجرح الولادة الطبيعية في تفادي الكثير من المشاكل التي تنتج عن إهماله وتقليل الألم به وتسريع الالتئام والشفاء. ويمكنك اتباع النصائح التالية للعناية الصحيحة بهذا الجرح:

• تجنب الحركة العنيفة التي قد تسبب تمزق الخيط وانحلاله.
• عدم الجلوس في وضع القرفصاء أو الضغط على الجرح أثناء الجلوس.
• إرضاع الطفل وأنت على أحد جنبيك، حتى لا يؤلمك الجلوس أو يسبب مشاكل بالجرح.
• ممنوع منعا باتا استخدام المنظفات القوية أو الكريمات، ما لم توصف من قبل الطبيب، حتى لا تتسبب في حدوث التهابات في الجرح.
• يمكن وضع كمادات باردة على الجرح من حين لآخر حتى يخف الألم ويمنع التورم.
• ينصح البعد عن أصناف الأطعمة التي تسبب الإمساك. ولابد من شرب الماء وتناول الألياف بكثرة حتى تسهل عملية الإخراج.
• يفضل الجلوس على مكان طري والبعد عن الأماكن الصلبة التي تسبب ألما في مكان الجرح، وقد تضر بالخياطة.
• الحرص على نظافة الجرح بشكل دائم، وذلك بتغيير الفوطة كل 6 ساعات على الأكثر.
• اتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها للعناية بالجرح.
• استخدام المياه الدافئة عند استخدام الحمام والجلوس في ماء ساخن من حين لآخر.
• عند دخول الحمام في المرات الأولى بعد الولادة يمكن القيام بالضغط الخفيف والطبطبة على خياطة جرح الولادة الطبيعية ، فذلك يخفف الألم ويعمل على عدم انفلات الخيوط.
• بعد تمام التئام الجرح وسقوط الخيوط يفضل الإسراع بعمل تمارين كيجل لتقوية منطقة العجان وتسريع الشفاء من الجرح.

ونهاية، في حال شعرت بحدوث فتح في الجرح أو تمزق في الخياطة أو آلام شديدة تستمر لفترة طويلة، فلابد من التوجه إلى الطبيب على الفور، حتى يتمكن من القيام باللازم في الوقت المناسب.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.