تأخر الحمل الثاني : لماذا يحدث وما هي أهم طرق التعامل معه؟
تظن الكثيرات أن الحمل الثاني أو الثالث يكون مشابها للحمل الأول. ولكن الواقع في بعض الأحيان يصدمهن بحقيقة احتمالية تأخر الحمل الثاني واختلاف ظروفه عن الحمل الأول. وهنا لابد من البحث عن المشكلة التي جدت والسعي في إيجاد الحلول لها.
قد تمرين بتجربة تأخر الحمل الثاني التي تصيبك بالارتباك والحيرة، وخاصة لو كان الحمل الأول سلسا خاليا من المشاكل. وهنا لابد من البحث وراء السبب المؤدي لتأخر الحمل. وليس بالضرورة أن يكون سبب تأخر الحمل الثاني جود مشكلة عند الأم، بل إن الأب يشاركها نفس المشكلة بنسبة لا تقل عن 30%. وسواء كانت هناك مشاكل ظاهرة تعلمين أنها هي التي أدت لتأخر الحمل أو لم يكن السبب واضحا، فالأفضل استشارة الطبيب لمعرفة ما هو أفضل لحالتك. واصلي القراءة، سيدتي، لتعلمي أسباب تأخر الحمل الثاني وطرق علاجه.
جدول المحتويات
أسباب تأخير الحمل الثاني
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل الثاني وتجعل من الصعب حدوثه دون التدخل العلاجي. وأهم هذه الأسباب هي ما يلي:
- التقدم في العمر: والذي يسبب ضعف خصوبة المرأة وقلة إمكانية حدوث الحمل لها. وبعد حدوث الحمل الأول في وقت قصير، يمكن تاخر الحمل الثاني بسبب ضعف التبويض أو صعوبة حدوث الحمل في وقت قصير.
- وجود التصاقات بقناتي فالوب: وهذا قد يتسبب عن خضوع المرأة لعملية جراحية في البطن أو إصابتها بالتهابات ببطانة الرحم، مما يمنع مرور البويضات من قناتي فالوب إلى الرحم، وبالتالي صعوبة تخصيبها وحدوث الحمل.
- وجود تكيسات على المبيضين: والتي تتسبب في اضطراب الهرمونات الذي يظهر من خلال انقطاع الطمث أو عدم انتظامه.
- تعرض المرأة لجراحات بالحوض: والتي قد تترك آثار سلبية مثل الالتهابات والعدوى. وهذا كله يؤثر على حدوث الحمل مجددا.
- قلة جودة الحيوانات المنوية: فكما أن المرأة يقل معدل الخصوبة لديها كلما تقدمت بالسن، يحدث الشيء نفسه مع الرجل، حيث يقل عدد الحيوانات المنوية وتصبح أقل جودة. ويمكن حدوث ذلك بسبب تناول أدوية معينة.
- زيادة الوزن: والتي تحدث كثيرا بعد أول حمل وولادة ورضاعة. وفي بعض الحالات لا تتخلص المرأة من الوزن الزائد بعد الولادة الأولى، مما يسبب تأخير الحمل الثاني . وزيادة الوزن تسبب ضعف التبويض أو توقفه. كما أن زيادة الوزن لدى الرجل تسبب نفس المشكلة، حيث تعمل على زيادة هرمون الأستروجين في جسمه وتقلل من عدد وجودة الحيوانات المنوية.
- التدخين: سواء كان إيجابيا أو سلبيا يتسبب في ضعف الخصوبة لدى كلا من الرجل والمرأة ويعيق حدوث الحمل. وفي حال حدث الحمل يكون من الصعب اكتماله وتحمله لآخره.
- شعور الزوجين بالتوتر: وهذا الشعور غالبا ينتج عن تأخر حدوث الحمل. وغالبية الأزواج يضعون خطة معينة للإنجاب وفترة محددة بين كل طفل والآخر، وعند مخالفة الواقع لتخطيطهم يصابون بالإحباط والتوتر.
- خوف المرأة من حدوث الحمل: والذي قد يكون ناتج عن تجربة حمل سيئة في السابق أو الخوف من تحمل مسؤولية طفلين أو أكثر معا.
تأخر الحمل الثاني بعد العملية القيصرية
كثيرا ما تتعرض السيدات إلى تاخر الحمل الثاني بعد الخضوع لعملية قيصرية واحدة أو أكثر. وغالبا يعود السبب وراء ذلك إلى تسبب القيصرية في حدوث التصاقات بمنطقة الحوض. وقد تكون هذه الالتصاقات داخل الرحم أو خارجه. وفي كل الأحوال لا يمكن حدوث الحمل إلا بعد التخلص من هذه الالتصاقات. وقد يضطر الطبيب إلى عمل أشعة بالصبغة للتأكد من وجود التصاقات بالرحم تمنع الحمل. وقد تساعد الصبغة نفسها على إزالة الالتصاقات، لو كانت بدرجة خفيفة، مما يعمل على حدوث الحمل بشكل طبيعي.
أسباب تأخير الحمل الثاني بعد الإجهاض
بعد خوض تجربة الإجهاض، قد يقوم الطبيب بعمل عملية تنظيف للرحم، والتي تتخللها عملية كحت. وعلى الرغم من أن عمليات الكحت قد ثبت وجود ضرر منها على بطانة الرحم الرقيقة، لا زال البعض يصر على إجرائها. وعندما تتضرر بطانة الرحم بسبب الكحت لا يمكن حدوث الحمل، حيث أنها تعتبر الأرض التي ينزرع الجنين عليها وينغرس بها. وفي حال تأثر البطانة بعملية الكحت لا يحدث الحمل إلا بعد مرور فترة من الوقت. ويفضل استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لعلاج أم لا.
علاج تأخر الحمل الثاني
- يعتمد علاج تأخر الحمل الثاني على معرفة السبب وراءه. وعند معرفة هذا السبب يتم البدء في التخلص منه. وفي الغالب هناك نوعين من العلاج الذي يتبعه الطبيب في حال تأخر الحمل الثاني لأسباب غير معروفة أو غير ظاهرة؛ وهما العلاج الهرموني والتلقيح الصناعي. وبالنسبة للعلاج الهرموني، يقوم الطبيب بإعطاء المرأة أدوية هرمونية تساعد على تحفيز التبويض وإنتاج المبيضين لبويضات صالحة للتخصيب. ولهذا النوع من العلاج أشكال عدة، فهناك الحبوب وهناك كذلك الحقن.
- وأما عن الحقن المجهري، فلا يلجأ إليه الطبيب إلا بعد التأكد من عدم فاعلية العلاج الهرموني. ويتم من خلاله إعطاء المرأة منشطات للمبيضين. وبعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام على نزول الطمث يقوم الطبيب بفحص نسبة الهرمونات للتأكد من أن البويضات ستكون ناضجة بشكل كاف. وهنا يعمد إلى سحب عدد من البويضات يتراوح ما بين عشرة إلى ثلاثين واحدة. ويتم وضع البويضات مع حيوانات منوية جيدة في حضانة لتتم عملية الإخصاب لمدة تصل إلى 48 ساعة، ثم يتم حقن البويضات التي تم تخصيبها داخل رحم المرأة لتكمل رحلة نموها. تستمر المرأة بعد إجراء عملية الحقن في تناول بعض المثبتات، ثم تقوم بعمل اختبار الحمل المنزلي لتتحقق من حدوث الحمل ونجاح العملية.
علاج تأخر الحمل بعد القيصرية
في حال تاخر الحمل الثاني بعد عملية ولادة قيصرية، فلابد من معرفة سبب التأخر أولا. فإذا كانت هناك التصاقات يخضع المرأة لعملية لفكها. ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق الليزر أو المنظار، ودون الحاجة إلى عمل فتح جراحي تقليدي بالبطن. وإذا كان هناك سبب آخر يؤدي إلى تأخر الحمل فلابد من معرفته والبحث عنه. وهذا كله لا يتأتى إلا بمتابعة الطبيب.
وفي النهاية، أنصح كلا الزوجين بالتوجه إلى الطبيب للاطمئنان على حالتهما الصحية بمجرد البدء في التخطيط لحمل ثان؛ فقد تكون هناك مشكلة ما يفضل علاجها باكرا، حتى لا يضيع الوقت سدى في الانتظار، ثم لا يتم الحمل إلا بالعلاج أيضا.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.