زراعة الأسنان للحامل : المسموح والمخاطر الصحية المتوقعة

عادة ما يراود المرأة الحامل العديد من الأسئلة حول بعض الأمور الصحية، مثل زراعة الأسنان للحامل ومشاكل الأسنان وقت الحمل وكيفية التعامل معها، وهكذا. والحقيقة أن زراعة الأسنان للحامل لا تختلف كثيرا عن عمليات الخلع والحشو؛ ولذا فليست هناك مشكلة على الإطلاق من القيام بها. ومع هذا، فإن معظم الأطباء يفضلون تأجيل مثل هذه العمليات لما بعد الولادة؛ خاصة إذا لم تكن هناك حاجة ملحة إلى ذلك. وهناك بعض الأمور التي تقيد الحامل والطبيب خلال فترة الحمل؛ وسنورد كل هذا في السطور القليلة القادمة.

أضرار زراعة الأسنان للحامل

هناك العديد من المخاطر التي تعد السبب وراء تفضيل الأطباء تأجيل عمليات زراعة الأسنان للحامل لما بعد الولادة. وهذه المخاطر تتمثل فيما يلي:

• التخدير: وذلك أن هناك أنواع من التخدير التي تشتمل على مادة الأدرينالين؛ وهي مادة محظور على الحامل استخدامها. وأما التخدير الموضعي الشائع استخدامه في عيادات طب الأسنان، فلا بأس به.
• الأشعة السينية: ولا يمكن بتاتا عمل زراعة للأسنان دون عمل أشعة على الفك والأسنان لمعرفة مكان السن المفقود ليتم الزراعة عليه. وعلى الرغم من أن الأشعة السينية لا تشكل خطرا على الحامل نفسها؛ وذلك حسبما ورد من الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، فإن الأمر لا يسلم من تسلل جزء من هذه الأشعة إلى الجنين من خلال المشيمة. وهذا هو السبب وراء تفضيل الأطباء التريث حتى انتهاء فترة الحمل.
• إجهاد الحامل: وعلى الرغم أن جلسات زراعة الأسنان لا تتعدى 10 إلى 20 دقيقة، إلا أن الحامل قد لا تتحمل الوضعية التي تبقى عليها طيلة هذه المدة.
• انخفاض ضغط الدم: ومن المعروف أن الحامل عادة تعاني من انخفاض ضغط الدم. وفي بعض الحالات يزداد الأمر سوءا في حال كانت الحامل تتحسس من المخدر. وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
• توتر الحامل: وهذا ينتج عن ارتفاع نسبة الهرمونات في جسم الحامل. ومن الممكن أن يؤثر التوتر الزائد على الجنين ومستوى تدفق الدم المحمل بالغذاء؛ والذي يصله عبر المشيمة.

تركيب الأسنان للحامل

لا توجد مشكلة من تركيب الأسنان على الحامل؛ شرط أن يكون ذلك خلال الثلث الثاني من الحمل. ويجب توخي الحذر عند القيام بذلك، حتى لا تكون هناك آثار سلبية على الحامل أو الجنين. وعند القيام بتركيب الأسنان يجب الأخذ في الاعتبار الأمور التي ذكرناها سلفا؛ وهي المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها الحامل أثناء زراعة الأسنان للحامل .

تلبيس الأسنان للحامل

عادة ما يعمد الطبيب إلى عمل أشعة على السن التي تحتاج إلى تلبيس للتأكد من عدم وجود خراج أو تورم باللثة قد يضر بالتلبيس. وفي حال كانت الحامل مضطرة لعمل تلبيس للأسنان، فقد يقوم الطبيب بعمل تلبيس للأسنان دون اللجوء إلى عمل الأشعة، استنادا إلى أنه طالما أنه لا يوجد ألم أو ورم فإن كل شيء على ما يرام. وعلى الرغم من أن هناك بعض الوسائل الحديثة التي تمنع تأثير الأشعة على الحامل والجنين، إلا أنه يفضل دوما عدم المخاطرة.

زراعة الأسنان للحامل و علاج العصب

تعتمد إمكانية علاج عصب الأسنان أو خلعه على التوقيت الذي تود الحامل القيام بذلك فيه. فلا يفضل أبدا أن يكون ذلك خلال الثلث الأول من الحمل؛ لأنه عادة ما يعطي الطبيب بعض المضادات الحيوية بعد الخلع. ولكن هناك بعض الأطباء من تمكنهم مهارتهم من خلع عصب الأسنان دون الحاجة إلى أي مضادات حيوية أو مسكنات. الأمر يتوقف في جميع الأحوال على مهارة الطبيب. وإذا كان ألم عصب الأسنان لا يحتمل، وطلب الطبيب الانتظار لحين انتهاء الثلث الأول من الحمل، فيمكن الاستعانة بزيت القرنفل لتخفيف الألم والتعايش معه لحين العلاج.

هل سحب العصب يضر الحامل؟

ليس هناك ضرر على الإطلاق من سحب العصب للمرأة الحامل. ولكن يجب أن يكون الطبيب مقيدا باستخدام الأدوات التي تناسب فترة الحمل، ولا داعي لأي إجراء قليل الأهمية إذا كان له ضرر، ولو قليل، على الجنين. وأهم ما في الأمر أن يبتعد الطبيب عن استخدام الأشعة أو المضادات الحيوية أو المسكنات؛ خاصة في الثلث الأول والنصف الثاني من الثلث الثالث من الحمل. ويمكن لطبيب الأسنان التعاون مع طبيب النساء والتوليد المتابع للحامل للتوصل إلى أفضل الحلول التي توفر الراحة للحامل وتضمن عدم الإضرار بالجنين.

ومن هنا يتبين أن زيارة طبيب الأسنان والتفكير في عمليات مثل زراعة الأسنان للحامل أو خلع عصب السن أو تركيب الأسنان أو غيرها لا توجد به أي مشكلة. وأهم ما في الأمر أن ينتبه الطبيب إلى تجنب ما لا يناسب الحامل أثناء العلاج.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.