تخزين دم الحبل السري : لماذا يتم وهل يفيد في شفاء الأمراض حقًا؟
لم يعد مصطلح تخزين دم الحبل السري من المصطلحات الغريبة علينا؛ فكثيرا ما نسمع عنه منذ سنوات عدة مضت. ومع ذلك، هناك الكثير من الناس الذين يفتقرون لمعرفة أهم المعلومات المتعلقة بهذا الأمر؛ فإليكم إياها في هذا المقال.
لقد توصلت الكثير من الدراسات العلمية الحديثة، في خضم الثورة العلمية، إلى أن تخزين دم الحبل السري للجنين يعتبر من وسائل التأمين على صحة هذا الإنسان ومساعدته في العلاج من كثير من الأمراض. وقد تم إجراء أول عملية تخزين لدم الحبل السري منذ ثلاثين عام مضت؛ وبعدها أصبح الأمر في انتشار متزايد بمرور الوقت، وأصبح الكثير من الأهالي تساءلون عن طبيعة هذه العملية وأهميتها. ونقدم لكم من خلال هذا المقال أهم الأمور التي تتعلق بعملية تخزين دم الحبل السري للجنين؛ فتابعوا القراءة.
جدول المحتويات
كيفية تخزين دم الحبل السري للجنين
هناك الكثير من المراكز الطبية في الوقت الحالي التي تقوم بعملية تخزين دم الحبل السري للجنين؛ وفقا لطلب أهله. وفي حال كان كلا الأبوين متحمسين للفكرة ويحبون تنفيذها، يتجهان إلى أحد هذه المراكز، ثم يقومان بتوقيع عقد معها يقتضي تخزين دم الحبل السري الخاص بالمولود القادم. ويكون أحد المختصين بالمركز الذي تم التعاقد معه متواجدا مع الأم في وقت الولادة؛ حتى إذا كانت اللحظة التي يخرج فيها الجنين ويشرع المشرف على الولادة في فصله عن أمه بقص الحبل السري، يأخذ هو نسيج الحبل السري؛ إضافة إلى الدم الذي يخرج منه، بدلا من أن ينسكب أرضا، ويضع الدم في كيس الدم الموجود معه، والمحتوي على مادة تمنع التخثر، ويقوم بشحنه مع نسيج الحبل السري بصندوق طبي. ويتجه هذا الصندوق إلى بنك تخزين الخلايا الجذعية.
وهناك يتم أخذ نوعين من الخلايا؛ النوع الأول يسمى بالخلايا الجذعية المكونة للدم، والموجود بدم الحبل السري؛ والنوع الثاني هو الخلايا النسيجية المتوسطة، والموجود بخلايا الحبل السري، الذي يتم أخذ حوالي 15 سم منه. وهذه الخلايا تكون المكون الرئيسي للجلد والعظام والغضاريف والعضلات والأعصاب. ويتم تخزين النوع الأول من الخلايا حتى يساعد الإنسان في التعافي من أي أمراض لها علاقة بأمراض الدم؛ في حين يستخدم النوع الثاني من الخلايا في العلاج من الأمراض الأخرى. ومن الممكن استخدام هذه الخلايا في التعافي من الأمراض أكثر من مرة؛ وذلك اعتمادا على عدد الخلايا الجذعية التي تم إنقاذها من الموت. وللعلم، فإنه كلما وصلت عينة الحبل السري والدم معه في وقت سريع بعد الولادة، فإنه يمكن تخزين عدد أكبر من الخلايا؛ ومع بطء هذه العملية يكون مصير الكثير من هذه الخلايا هو الموت. وللتأكد من وصول الصندوق المودع فيه الخلايا الجذعية للطفل إلى البنك، يتم إعطاء أهله رقم شحن الصندوق، فيعرف من خلاله أن العينة قد وصلت للمكان المنشود.
كيف يعمل دم الحبل السري على الشفاء من الأمراض؟
ذكرنا أن دم الحبل السري يشتمل على الكثير من الخلايا الجذعية. ومن المفترض أن الخلايا الجذعية يبدأ تكوينها في جسم الجنين منذ بداية فترة الحمل؛ حيث تبدأ الخلايا الجذعية الأساسية في التكوين، ثم تنقسم لتتحول إلى جميع أنواع الخلايا الأخرى؛ مثل خلايا الدم العصبية وخلايا العظام وغيرها. وقد اكتشف الأطباء منذ وقت قصير أن أكثر المصادر الغنية بالخلايا الجذعية هو دم الحبل السري. وطالما أن هذه الخلايا الجذعية هي التي قامت بتكوين الطفل منذ البداية، فإنها لديها القدرة على معالجته من الأمراض المختلفة خلال فترة حياته. ومن أهم الأمراض التي يساعد دم الحبل السري على الشفاء منها أمراض الدم، مثل سرطان الدم واللوكيميا والليمفوما وفقر الدم والثلاسيميا وغيرها من الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي.
المستفيدين من تخزين دم الحبل السري
ليس الطفل الذي تم أخذ عينة دم الحبل السري منه هو المستفيد الوحيد من هذه العملية؛ فجميع الأشخاص الذين يتوفر لديهم التطابق بين خلاياهم الجذعية وخلايا هذا الطفل يمكنهم الاستفادة كذلك. وتكون إمكانية التطابق عالية للغاية بين الطفل وأقارب الدرجة الأولى، المتمثلين في الأم والأب والإخوة؛ يليهم أقارب الدرجة الثانية، مثل الأجداد والأعمام والأخوال.
ومازال الطب يسير في طريق تحسين حياة البشرية؛ فمن زراعة النخاع ننتقل إلى تخزين دم الحبل السري للطفل. ولا زال هناك الكثير لنراه كلما مر بنا الزمن.