البواسير أثناء الحمل : أسباب حدوثها وكيفية التعامل معها
ليست مشكلة البواسير أثناء الحمل من المشاكل الهينة؛ فهي تسبب الشعور بالكثير من الألم؛ وقد تمنع المرأة من ممارسة نشاطاتها اليومية والتحرك بحرية. وعن أسباب الإصابة بالبواسير أثناء الحمل وعلاجها نقدم لكم هذا المقال.
تعتبر مشكلة البواسير أثناء الحمل واحدة من المشكلات التي تتعرض لها نسبة كبيرة من السيدات الحوامل. وهذه المشكلة قد تكون عرضا من أعراض الحمل؛ كما أنها قد تكون موجودة بالفعل قبل الحمل؛ وعندها تتطور حالتها وتسوء. ويحدث في كثير من الحالات أن تصاب المرأة بالبواسير خلال الثلث الثالث من الحمل. وكثيرا من النساء تعانين من مشكلة البواسير كذلك بعد الولادة الطبيعية. والبواسير هذه هي عبارة عن تورم يحدث بالأوعية الدموية الموجودة بالمستقيم؛ وهذا التورم قد يكون داخليا، وقد يظهر جزء منه خارجا. وهذه تعد مشكلة كبيرة، بحيث تؤثر على عملية الإخراج وتجعلها أكثر صعوبة؛ وخاصة عند الإصابة بالإمساك؛ كما أنها تسبب الشعور بالألم؛ وقد يكون هناك دماء تنزف من هذا المكان عند التبرز.
أسباب حدوث البواسير أثناء الحمل
في الحقيقة أنه هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث البواسير أثناء الحمل. وهذه الأسباب نلخصها فيما يلي:
هرمونات الحمل
ونقصد هنا هرمون البروجستيرون على وجه الخصوص؛ فهو يعمل على إرخاء العضلات والأوعية الدموية في الجسم ككل، وفي الجهاز الهضمي على وجه الخصوص؛ مما يسبب إطالة مدة هضم الطعام وبقائه في الجسم لفترات طويلة والمعاناة من الإمساك. وبالطبع من ضمن العضلات والأوعية الدموية التي يحدث لها ارتخاء تلك الموجودة بمنطقة المستقيم.
المعاناة من الإمساك
وهذا من الأعراض التي عادة ما تصاحب المرأة الحامل؛ وذلك بسبب بطء عملية الهضم وتناول أقراص الحديد التي عادة ما يصفها الطبيب للحامل وقلة تناول الأطعمة الملينة والمسهلة لحركة الأمعاء، مثل الألياف والألبان، وقلة شرب المياه.
زيادة الضغط على المستقيم
ويحدث ذلك بسبب الوزن الزائد من الرحم وما يحوي؛ فهذا الحمل كله يمثل ضغطا على منطقة المستقيم؛ مما يسبب لها التورم.
الوقاية والعلاج من البواسير أثناء الحمل
كما تحدثنا عن الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بالبواسير خلال فترة الحمل، نتكلم كذلك عن كيفية الوقاية منها وعلاجها، إن كنت تعانين منها بالفعل. وهذه الطرق هي:
عدم التعرض للإمساك
ويكون ذلك من خلال شرب كميات كافية من المياه وتناول الألياف والحليب بكميات كافية خلال اليوم. ولا يمكن أن يمر يوم دون تناول الألياف.
عم الجلوس لقضاء الحاجة لفترات طويلة
فذلك يسهم في الإصابة بالبواسير. وأقصى مدة تجلس فيها المرأة على المرحاض هي خمس دقائق؛ فإن حدث وكانت تعاني من الإمساك، فالأفضل لها أن تخرج وتتناول طعاما ملينا، مثل البرقوق والبرقوق المجفف، أو تشرب كمية من الماء، ثم تحاول إعادة الكرة مجددا.
ممارسة الرياضة
فمعروف أن الحركة وممارسة الرياضة تسهم في تنشيط الجهاز الهضمي وجعل حركته أفضل بكثير. وهذا بالطبع يسهم في عدم الإصابة بالإمساك الذي يسبب البواسير.
تلبية رغبة الإخراج
فإذا شعرت بالرغبة في دخول المرحاض فلا تؤجلي ذلك؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى وجود ضغط على منطقة المستقيم.
تغيير الوضعية
ونتكلم هنا بالذات عن وضعية الجلوس أو الوقوف. ويمكن التحرك وتغيير الوضعية كل نصف ساعة. ويفضل دوما الجلوس على كرسي مريح.
تمارين كيجل
وهذه تمارين لمنطقة العجان والمستقيم؛ وهي تعمل على تقوية عضلات هذا المكان وتنشيط الدورة الدموية به؛ مما يمنع فرصة الإصابة بالبواسير.
تجنب النوم على الظهر
وذلك لأنه يتسبب في الضغط بالرحم على المستقيم. ويفضل دوما النوم على الجانب الأيسر؛ فإن ذلك يخفف من الضغط على المستقيم ويعمل على تحفيز الدورة الدموية.
وأقول بأن الوقاية خير من العلاج؛ فإذا التزمت المرأة الحامل بهذه التعليمات، فإن احتمالية معاناتها من البواسير أثناء الحمل تكون ضئيلة جدا؛ إن لم تكن غير موجودة.