الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل : لماذا يجب عليكِ اتخاذ هذا القرار فورًا؟
إن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يعد أول عمل بطولي تقوم به الأم المدخنة. ويشمل ذلك التدخين السلبي؛ في حال كان أحد أفراد المنزل يقوم بالتدخين. وفي كل الأحوال، على الأم توفير البيئة المناسبة للجنين؛ حتى يأتي للحياة سليما معافى.
نعلم أنه ليس من السهل الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل أو قبل حدوثه. ولكنك حتما تعلمين مدى الضرر الذي سيقع عليك وعلى جنينك إذا لم تتوقفي عن ذلك. والتدخين هو عادة سيئة ينتج عنها الكثير من المشاكل الصحية لممارسيها؛ سواء كانوا رجالا أو نساء؛ وسواء كانت النساء حوامل أم لا. وبالطبع تزيد خطورة التدخين في حال وجود الحمل؛ ويتحتم عند ذلك الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل حتى لا يحدث ضرر بالجنين. ولأنه ليس من السهل الإقلاع عن عادة كهذه، فلابد من معرفة أضراره عليك وعلى جنينك وقت الحمل، والكيفية التي تمكنك من التخلي عنها.
جدول المحتويات
أضرار التدخين أثناء الحمل
بالتأكيد سيساعدك معرفة كم الأضرار التي يتسبب فيها التدخين أثناء الحمل على العزم على التوقف عنه تماما. وإلى جانب الأمراض التي يتسبب فيها التدخين دون أن يكون هناك حمل؛ والتي تشمل أنواعا كثيرة من السرطان، مثل سرطان القلب والرئة والحنجرة، والسكري والضغط وغيرها من الأمراض المزمنة، إلى جانب ذلك تزداد نسبة الأمراض التي يتسبب فيها التدخين أثناء الحمل. وهذه الأمراض والمشكلات تشمل الآتي:
- حدوث الإجهاض: ولا أظن أنه خبر سعيد أن تعلم الأم أن جنينها قد فقد حياته، وأنه يتحتم عليها القيام بإجهاضه.
- الإصابة بالنزيف: وقد يحدث هذا من بداية الحمل؛ وهذا له خطورته بالطبع. وحتى لو كان الحمل مستقرا أو في نهايته، فإن النزف فيه له أضراره على الأم والجنين.
- مشاكل المشيمة: ولأن المشيمة تقوم بنقل الغذاء والأكسجين المحملين بالمواد الضارة التي تدخل جسم الأم عن طريق التدخين، فحتما سيحدث مشاكل فيها تؤثر على صحة وحياة الجنين.
- الولادة المبكرة: وهي الولادة التي تحدث قبل تمام الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل. والولادة المبكرة قد تتسبب أصلا في وفاة الطفل؛ لأنها تحدث قبل إتمام نمو ونضج رئتيه.
- مشاكل الجنين عند الولادة: بالطبع يختلف الطفل الذي تدخن أمه أثناء الحمل عن غيره؛ فهو إما أن يكون ناقص الوزن أو يعاني البدانة أو من مشكلة ما في نمو أحد أعضاء جسمه؛ بل إنه قد يولد ميتا لهذا السبب. وحتى لو ولد حيا، فقد يموت في السنوات الأولى من عمره.
- إصابة الجنين بالعيوب الخلقية: وهذا أمر طبيعي؛ فالأكسجين الذي يصل إليه لا يكفيه؛ وبالتالي، فلابد من وجود خلل ما عند تكوينه.
- إصابة الجنين بالأزمات الصدرية: لأن الطفل يتنفس منذ تسعة أشهر هواء مسمما، فلابد من أن تكون رئتيه قد تأثرتا بذلك؛ وهذا يظهر بمجرد الولادة.
تأثير التدخين على الأم أثناء الحمل
خطأ كبير تقع فيه السيدات المدخنات، وهو أن التدخين يساعدهن على الاسترخاء والشعور بالهدوء؛ فالهدوء الذي تشعر به عند التدخين هو هدوء وهمي ظاهري؛ أما داخل الجسم وأعضائه فالأمر يختلف كثيرا. وهناك اضطرابات كثيرة تحدث في الأعضاء الداخلية؛ والتي تظهر خارجيا على هيئة سعال وصعوبة في التنفس وتغير سلوكي وفرط في الحركة والنشاط. ومن المعروف أن الحمل يتسبب في ضيق التنفس؛ وأن التغير الهرموني الذي يحدث خلاله يؤدي إلى اضطراب السلوك والحالة النفسية والمزاجية للمرأة. والتدخين يزيد الأمر سوءا، ويجعل الصعب أكثر صعوبة. وعادة ما يعتقد هؤلاء أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يؤذي الجنين؛ وذلك لأنه يشكل شعورا بالضغط النفسي عليها. ولكن الأمر ليس كذلك؛ فالشعور بالضغط هذا لا يصل منه شيء إلى الجنين؛ على عكس الاستمرار في التدخين، الذي يشعر الأم بالهدوء؛ بينما يتسبب للجنين في الشعور بعكس ما تشعر به الأم؛ حيث أنه يسبب اضطرابات في ضربات القلب وضغط الدم.
متى يجب الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل؟
بمجرد اتخاذ قرار الحمل، فإنه لابد من الإقلاع عن التدخين؛ وذلك حتى يتم نمو الخلايا العصبية للجنين شكل سليم. ولعل ما يميز الإقلاع عن التدخين قبل حدوث الحمل هو أن ذلك قد يحتاج للكثير من الوقت. هذا في حال كنت تنتظرين الحمل وتعدين له عدته؛ أما لو حدث حمل مفاجئ، ولم تكوني تتوقعينه، فلابد من الإقلاع عن التدخين بمجرد العلم بأن هناك حملا في رحمك. وفي بعض الحالات تستمر الأم في التدخين ولا تستطيع التوقف عنه في بداية الحمل، وإنما يتم ذلك بعد أن تكون قطعت شوطا في حملها. والحقيقة أنه كلما بادرت بعملية الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل في وقت مبكر، كلما كان لذلك مردوده الحسن عليك وعلى جنينك؛ فالتي تقلع عن التدخين في الشهر الثاني من الحمل أفضل حالا من التي تقوم بالشيء نفسه في الشهر الرابع منه.
كيفية الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل
مسألة الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل تعتمد على شخصية الأم ومدى قوة إرادتها؛ فهناك من الأمهات من تتخذ قرار الإقلاع على الفور، وتلتزم به، ولا ترجع عنه أبدا. وهناك كذلك بعض الأمهات اللاتي لا يستطعن الإقلاع عن التدخين إلا بشكل تدريجي؛ وهنا تقوم بتقليل عدد السجائر التي تستهلكها يوميا شيئا فشيئا؛ حتى تنتهي عن هذه العادة تماما. وفي حال كنت لا تستطيعين التوقف عن التدخين، أو كان ذاك سيستغرق منك وقتا كثيرا، فبإمكانك استبدال السجائر ببدائل النيكوتين؛ وهي منتجات توضع في الفم، مثل العلكة والأقراص التي تمضغ، كبديل يلهي عن السجائر.
ومن الوسائل التي ستساعدك على الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل هو طلب المساعدة من المحيطين بك؛ وهؤلاء يشملون الأهل والأقارب والأصدقاء والطبيب المعالج؛ الذي ربما يتفهم وضعك ويساعدك على التخلص من هذه المشكلة. وفي حال كان أحد أفراد عائلتك يقوم بالتدخين، فاطلبي منه أن لا يقوم بذلك داخل المنزل؛ أو بالأحرى أمامك. ويمكنك أن تنشغلي بعمل ما عند شعورك بالرغبة في التدخين؛ وهذه الأنشطة تشمل ممارسة الرياضة أو القراءة أو مشاهدة التلفاز أو الذهاب خارج المنزل أو تجهيز حاجيات الطفل القادم أو غير ذلك مما يسلي وقتك ويشغله.
كما يمكنك كتابة الدوافع التي تدفع بك إلى الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل وأضراره على حياتك وحياة طفلك على لوحة كبيرة ووضعها على الحائط في الأماكن التي تتواجدين بها؛ حتى إذا سولت لك نفسك في وقت ما أن تعاودي التدخين، ذكرتك هذه اللوحة بكل ذلك، فتوقفت عن ذلك وانتهيت عنه. وبالطبع لابد من التخلص من السجائر الموجودة في المنزل؛ في حال أخذت قرار الامتناع عن التدخين بشكل فوري. ولا تقلقي من رغبتك الملحة في التدخين؛ فهي تتلاشى شيئا فشيئا منذ توقفك عنه، حتى تزول نهائيا بعد مرور مدة من الوقت. وفي حال كنت لا تدخنين، وكان زوجك يقوم بالتدخين، فاعملي أن وجودك إلى جواره أثناء التدخين يتسبب لك في جميع المشاكل التي تحدث إذا قمت بالتدخين بنفسك.
وطالما أم هذا أمر يتعلق بصحة وحياة جنينك؛ وهو أكثر الأشخاص التي تتمنين لها الأفضل، فلا أعتقد أن أي عوائق قد تقف في طريق الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل أبدا.