كيف تتأكدي من صلاحية تطعيمات الأطفال قبل إعطائها لهم وعدم فسادها ؟
بعد تداول الكثير من الأخبار التي تنذر بوجود بعض التطعيمات الفاسدة، يتحتم على كل أبوين التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال قبل إعطائها لهم؛ فالوقاية خير من العلاج وتوخي الحذر أفضل من الخوف من حدوث المكروه وترقبه طوال الوقت.
بعد أن شهدنا أكثر من واقعة تعرض فيها بعض الأطفال لمخاطر ومشكلات صحية بسبب فساد الأمصال والتطعيمات التي تم إعطاؤها لهم، أصبح من المهم للغاية التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال وعدم فسادها. والحقيقة أنه لا يعني أن هذه التطعيمات بالغة الأهمية لصحة الطفل وتساهم بشكل كبير في تحصينه ضد أمراض لطالما أرقت البشرية على مر كثير من العصور والأزمان أن نهمل أخذ الحذر والحيطة عند إعطائها للطفل. ولمعرفة التطعيمات الإجبارية والإضافية للأطفال منذ الولادة وكيفية التفريق بين مضاعفات التطعيمات الطبيعية والأخرى المنذرة بوجود مشكلة ما والطريقة المثلى للتعامل مع كلتا الحالتين وكيفية التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال الموجودة بالمستشفيات، لمعرفة كل هذا، أعزائي القراء، واصلوا القراءة.
جدول المحتويات
التطعيمات الإجبارية للأطفال
هناك بعض التطعيمات الإجبارية التي يتم إعطاؤها للطفل منذ وقت الولادة وتمتد إلى عمر عام ونصف العام؛ وبعدها تكون هناك بعض التطعيمات التي يأخذها الطفل في المدرسة؛ أي من عمر 6 سنوات. والتطعيمات الإجبارية تبدأ بجرعة واحدة من تطعيم ضد الالتهاب الكبدي ب. وتؤخذ خلال الـ 24 ساعة الأولى من عمر الطفل. وخلال الأسبوع الأول من الولادة تعطى للطفل جرعة من تطعيم شلل الأطفال. كذلك خلال الخمسة عشر يوم الأولى من عمر الطفل يتم إعطاؤه جرعة من مصل الدرن. وبعد أن يتم الطفل شهره الثاني يأخذ جرعة من تطعيم شلل الأطفال الفموي والتطعيم الثلاثي البكتيري وتطعيم ضد الالتهاب الكبدي وتطعيم ضد الإنفلونزا البكتيرية. وعند إتمام 4 شهور من عمر الطفل يأخذ جرعة إضافية من تطعيم شلل الأطفال الفموي، إضافة إلى جرعة من كل من التطعيم الثلاثي البكتيري والالتهاب الكبدي والإنفلونزا البكتيرية. وعند تمام الشهر السادس من عمر الطفل تكرر نفس التطعيمات التي يأخذها في المرتين السابقتين. وعند بلوغ الطفل شهره التاسع تعطى له جرعة واحدة من تطعيم شلل الأطفال الفموي فقط لا غير. وبعد 12 شهرا من الميلاد يأخذ الطفل تطعيم شلل الأطفال الفموي مع التطعيم الثلاثي الفيروسي. وآخر تطعيم في هذه المرحلة يأتي بعد تمام الطفل عام ونصف عام. ويكون التطعيم عبارة عن جرعة من كل من شلل الأطفال الفموي والتطعيم الثلاثي البكتيري والثلاثي الفيروسي، وقبل الحديث عن صلاحية تطعيمات الأطفال سوف نتحدث عن أنواع التطعيمات التي يحتاج إليها الطفل.
التطعيمات الإضافية للأطفال والتأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال
إضافة إلى التطعيمات الإجبارية المذكورة في الفقرة السابقة، هناك كذلك بعض التطعيمات الإضافية. وجدير بالذكر أن هذه التطعيمات تعتبر إضافية في دول العالم الثالث فقط؛ أما دول العالم الأول التي يرتفع مستوى معيشتها وحالتها الاقتصادية فتعتبر هذه التطعيمات إجبارية كذلك، وتصرفها للمواطنين بالمجان. وفي الدول الفقيرة تباع هذه التطعيمات في الصيدليات أو بعض عيادات الأطباء الخاصة. وعلى الرغم من كونها تعتبر باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين، إلا أنها تحصن الأطفال وتحميهم من بعض الأمراض التي يستلزم التعافي منها إنفاق الكثير من المال الذي يفوق ثمن التطعيم نفسه. وهذه التطعيمات هي كالآتي:
- تطعيم فيروس الروتا: وهو تطعيم ضد النزلات المعوية التي يسببها فيروس الروتا المعروف. وهناك نوعين من هذا التطعيم؛ النوع الأول يؤخذ على جرعتين، والثاني منه يؤخذ على ثلاث جرعات. ويتم إعطاء الطفل الجرعة الأولى من النوع الأول في عمر 6 أسابيع. أما الجرعة الثانية فتكون بعدها بنحو شهر. وأهم ما في الأمر أن يؤخذ هذا النوع من التطعيم خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. وأما عن النوع الثاني، الذي يؤخذ على ثلاث جرعات، فالجرعة الأولى منه تكون في عمر ستة أسابيع وبعدها بشهر تكون الجرعة الثانية ثم الثالثة بعدها بشهر كذلك. وأهم ما في الأمر أن تؤخذ جميع الجرعات قبل تمام الطفل شهره الثامن مه التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال بالتأكيد.
- تطعيم المكورات الرئوية: وهو تطعيم يؤخذ ضد الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن الوسطى وغيره من بعض أنواع الالتهابات التي تصيب الطفل في سن مبكرة. وعلى حسب سن الطفل تتحدد عدد الجرعات التي يتم إعطاؤها له من هذا التطعيم؛ فلو كان عمره أقل من 6 شهور يأخذ ثلاث جرعات يفصل الواحدة عن الأخرى مدة تتراوح ما بين شهر إلى شهرين. ولو كان عمر الطفل فوق 6 شهور فيأخذ جرعتين فقط يفصل بينهما من شهر إلى شهرين. ولو كان الطفل يبلغ من العمر عاما فأكثر يأخذ جرعتين من هذا المصل بينهما شهرين فاصل كحد أدنى. وأما لو كان الطفل قد تجاوز عامه الثاني فيأخذ جرعة واحدة. وفي كل الأحوال يفضل إعطاء الطفل هذا التطعيم قبل بلوغه عامه الخامس.
- تطعيم الجديري المائي: وهو تطعيم يعطى للطفل عند سن 13 شهر، أي بعد سنة وشهر. وهذا التطعيم يحمي الطفل من الجديري بنسبة 85%؛ وحتى لو حدث وأصابه تكون أعراضه خفيفة للغاية ويمكن علاجه ببعض الأدوية البسيطة. وهناك جرعتين من هذا التطعيم. الجرعة الأولى هي جرعة أساسية تعطى للطفل بعد إتمام عامه الأول. والجرعة الثانية هي جرعة منشطة تعطى له عند عمر 4 إلى 6 سنوات. وبالنسبة لمن تخطوا هذا العمر دون أن يأخذوا هذه الجرعات، فيمكنهم أخذ جرعتين من هذا التطعيم يفصل بينهما شهر كامل. ومن المهم للغاية إعطاء هذا التطعيم للفتيات فوق عمر 13 عام ولم يأخذن الجرعات المذكورة؛ وذلك حتى لا يصبن بالجديري المائي أثناء الحمل فيتسبب عن ذلك حدوث تشوه للأجنة.
- تطعيم الالتهاب الكبدي أ: وهو تطعيم يؤخذ بالعضل بداية من عمر سنة ونصف على جرعتين. ويفصل ما بين الجرعة الأولى والثانية 6 شهور. ولا يعطى هذا التطعيم في عضلات الأرداف، وإنما يعطى في العضلة الدالية للذراع. ويمكن إعطاء هذا التطعيم للأطفال الصغار في عضلة الفخذ.
مضاعفات التطعيم الطبيعية وكيفية التعامل معها
من المعروف أن التطعيمات مفيدة جدا لأطفالنا. ولا يعني ضمان صلاحية تطعيمات الأطفال عدم وجود أي من الأعراض الجانبية المزعجة لها. وهي مضاعفات بسيطة طبيعية يمكن التعامل معها. وأشهر هذه المضاعفات هو ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل ومكان الحقن ووجود آلام في جسم الطفل بسبب تفاعل الدواء بالجسم فتحدث آلام في العضلات وصداع بالرأس وألم وتورم بمكان الحقن.
وللتعامل مع مشكلة ارتفاع درجة حرارة الجسم، تعطي الأم الطفل جرعات من دواء خافض للحرارة من مشتقات الباراسيتامول والأيبوبروفين؛ ويكون ذلك كل 3 ساعات بالتبادل لمدة يومين كاملين. فلو أخذ الطفل الجرعة الأولى بعد عودته من المستشفى من الباراسيتامول، تعطيه الأم جرعة من الأيبوبروفين بعد ثلاث ساعات، وهكذا.
وبالنسبة لمشكلة تورم مكان التطعيم، فالحل الأفضل لها هو عمل كمادات دافئة لمدة 5 دقائق، وبعدها تضع له كمادات باردة لمدة 5 دقائق أخرى. وتتكرر هذه العملية 4 إلى 6 مرات على مدار اليوم. ومن الممكن وضع بعض النشا المخلوط بقليل من الماء على مكان الحقن حتى يخف تورمه. وفي حال ظل التورم على حالته ولم يخف، ندهن المكان بأنواع من الكريمات المضادة للالتهابات والتورم، مثل كريم هيموكلار وكريم ريباريل. وليس من المستحب ترك التورم على حالته دون محاولة تخفيفه؛ ذلك أنه ليس من المستبعد أن تسوء حالته ويتحول إلى خراج، لا قدر الله.
وإلى جانب هذه المضاعفات، هناك بعض الأطفال الذين قد يعانون من بعض التشنجات في التطعيمات الثلاثية. وهذا أمر نادر الحدوث. وفي حال حدث ذلك لابد من التوجه إلى الطبيب فورا. وفي مرات التطعيم القادمة للطفل، يجب إخطار المشرف على التطعيم بمشكلة الطفل وحالته حتى يستبدل التطعيم الثلاثي بآخر ثنائي؛ وهو تطعيم يخلو من تطعيم السعال الديكي المسبب لهذه التشنجات.
مضاعفات التطعيم الفاسد وكيفية التعامل معها
في حال لم نتمكن من معرفة صلاحية تطعيمات الأطفال وظهرت أحد الأعراض التي سنذكرها لاحقا، لابد من التوجه إلى الطبيب على الفور. وأهم الأعراض التي تنذر بالخطر هو حدوث تسمم يظهر على هيئة قيء وإسهال أو ظهور الإعياء الشديد على الطفل أو دخوله في حالة غيبوبة. ولا نستهين أبدا بهذه الأعراض ونعتبرها بسيطة يمكن التعامل معها منزليا؛ فهناك من الحالات التي تلقت تطعيما فاسدا تعرضت للتسمم أو قصور في وظائف الكلى أو هبوط حاد في الدورة الدموية. ومن الممكن كذلك أن يظهر خراجا كبير الحجم في مكان حقن التطعيم. وهذه إشارة أخرى إلى وجود مشكلة كبيرة يجب الانتباه لها.
كيفية التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال ؟
هناك بعض الاحتياطات الواجب اتباعها لضمان صلاحية تطعيمات الأطفال والتأكد من فاعليتها. وأهم هذه الاحتياطات هي الالتزام بالموعد المحدد الذي يأخذ فيه الطفل التطعيمات؛ فلا يضمن فاعلية التطعيم في غير وقته. وعند شروع الأبوين في إعطاء طفلهما تطعيماته، عليهما التأكد من عدم وجود مشكلة ما في التخزين أو تاريخ الصلاحية أو نظافة المكان الموجود التطعيم فيه. وبالنسبة للمستشفى أو العيادة التي يأخذ الطفل فيها تطعيماته، لابد من توافر بعض الشروط التي تضمن صلاحيتها لهذا الأمر. وهذه الشروط تتمثل في كونها مكانا موثوق فيه ويقوم بإحضار التطعيمات من مصادر موثوق فيها كذلك. كذلك لابد من أن يتبع هذا المكان المعايير السليمة لحفظ التطعيمات لحين إعطائها للأطفال. ومن الضروري أن تتواجد ثلاجات مخصصة لحفظ التطعيمات وشخص متخصص لمتابعة درجة حرارتها بشكل مستمر. وطالما أن التطعيمات توضع داخل ثلاجات، فإنه من الضروري توافر مولد كهرباء بالمستشفى تفاديا لتعطلها بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
والحقيقة أن تاريخ صلاحية تطعيمات الأطفال والشكل الظاهري لها لا يعد مقياسا لسلامتها وفاعليتها من عدمه. والسبب في ذلك هو أن هذه التطعيمات يتم صناعتها في درجة حرارة معينة وتوضع في درجة حرارة معينة لحين إعطائها للطفل. وقد يكون تاريخ الصلاحية ساريا، غير أن درجة الحرارة غير المناسبة غيرت من طبيعة التطعيم. وفي بعض الحالات يحدث تغيير في تاريخ صلاحية تطعيمات الأطفال على يد بعض المفسدين معدومي الضمير. والذي أنصح به الأبوين هو معاينة الأمبول المحتوي على المصل قبل إعطائه للطفل؛ فهناك شريط لاصق حساس يحمل علامة باللون الأبيض تأخذ شكل المربع أو الدائرة يتم لصقها على جميع التطعيمات. فإذا كان اللون الأبيض زاهيا فالتطعيم صالح ولا مشكلة فيه؛ أما لو تغير اللون الأبيض أو رونقه فهناك مشكلة فيه، وتحما تكون الجرعة فاسدة، حتى لو كان تاريخ صلاحيتها ساريا.
والخلاصة أنه عدم الاستهانة بإعطاء الطفل التطعيمات اللازمة له لا تعني إهمال التأكد من صلاحية تطعيمات الأطفال الموجودة بالمستشفيات؛ سواء كانت مستشفيات عامة أو خاصة. ولا يضر إذا تأكدت الأم أو الأب من هذا على الإطلاق؛ حتى مع الثقة المطلقة بالمستشفى والقائمين على التطعيم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.