كيف تحمي نفسك من خطر الإجهاض أثناء مراحل الحمل المختلفة ؟
لا شك أن خطر الإجهاض هي فكرة تتخوف منها الكثيرات. ومنذ حدوث الحمل تعتري الحامل بعض المخاوف وتساورها الشكوك حول إتمام حملها. وهي تكون على استعداد لفعل المستحيل للحفاظ على حملها، ولكن هلا عرفت ما عليها القيام به من أجل تحقيق ذلك؟
كما أن خبر الحمل يكون سعيدا للغاية للحامل والمحيطين بها، لا يكون خطر الإجهاض بالشيء السعيد على الإطلاق. فالحامل تنتظر بفارغ الصبر مرور شهور الحمل بسلام واستقبال مولودها الذي تشعر بقوة الصلة بينه وبينها منذ علمها بخبر حملها به، وهي على استعداد لفعل المستحيل لتجنيبه أي مكروه قد يصيبه أو يؤثر على صحته وحياته. ومن الممكن التعرض إلى خطر الإجهاض لأسباب كثيرة، كما أنه ليس من المستحيل تفاديه، في حال كان من الممكن التحكم في الأسباب المؤدية إليه. ومن خلال سطور هذا المقال نقدم لكم أهم ما يتعلق بالإجهاض ومدى خطر الإجهاض والكيفية الصحيحة للتعامل معه وتجنبه؛ فتابعوا القراءة.
جدول المحتويات
ما هو الإجهاض؟
يقصد بالإجهاض فقد الجنين قبل أن يتم الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل. وهناك الكثير من الحالات التي تتعرض له، حتى قبل أن تعرف بخبر حملها، وهي نسبة تصل إلى 50%. وتحدث حوالي 80% من حالات الإجهاض خلال الثلث الأول من الحمل. وكلما تقدمت المرأة بالسن، زادت احتمالية تعرضها إلى خطر الإجهاض ، حيث أن نسبة حدوث الإجهاض قبل 35 عاما لا تتجاوز 12%، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 25% في سن 35 سنة فما فوق. ولا داعي للخوف من خطر الإجهاض على حدوث الحمل ثانية، فهناك نسبة من السيدات لا تقل عن 85% يحملن حملا طبيعيا بعد تعرضهن للإجهاض. ولمنع تكرار خطر الإجهاض ، يطلب الطبيب عادة عدم محاولة الحمل مرة أخرى قبل مرور مدة من الوقت يتعافى فيها الجسد، وهي في الغالب لا تقل عن ثلاثة أشهر.
أنواع الإجهاض
هناك العديد من أنواع الإجهاض، والتي نذكرها جميعها فيما يلي:
- الإجهاض المهدد: وفي هذه الحالة تعاني المرأة من النزيف الشديد، دن أن يكون عنق الرحم منفتحا. وغالبا ما يتم علاج هذه الحالة والمرور بسلام منها وتفادي خطر الإجهاض تماما.
- الإجهاض الحتمي: وفي هذه الحالة تعاني المرأة من نزف شديد، مع توسع وتمدد عنق الرحم ووجود انقباضات بالرحم نفسه. وهنا يحدث الإجهاض حتما ولا يمكن الاحتفاظ بالجنين.
- الإجهاض غير المكتمل: وفي هذه الحالة يقوم الرحم بلفظ بعض أجزاء من الجنين أو المشيمة ويظل الباقي منهما داخله. وهنا لابد من تخليص الرحم مما تبقى فيه.
- الإجهاض المنسي: وفي هذه الحالة يكون الجنين بالكامل مع المشيمة داخل الرحم، ولكن الجنين يكون ميتا. ويحدث هذا النوع من الإجهاض في بعض الحالات قبل علم الحامل بخبر حملها من الأساس.
- الإجهاض الكامل: وفي هذه الحالة يرفض الرحم جميع أنسجة الحمل، بما فيها الجنين والمشيمة، ولا يتبقى فيه شيء. ويحدث هذا عادة في حالات الإجهاض قبل بلوغ الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
- الإجهاض الإنتاني: وفي هذه الحالة يتسبب الإجهاض عن إصابة الحامل بعدوى في الرحم. وفي حال كانت العدوى شديدة للغاية، لابد من تقديم الرعاية الفورية للمرأة.
- الإجهاض المنذر: وفي هذه الحالة يكون الحمل ضعيفا والحامل مهددة بفقده منذ البداية. ويحدث هذا النوع من الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.
هل الإجهاض المنذر خطر؟
- ذكرنا في الفقرة السابقة أنواع الإجهاض، وقلنا أن من ضمن هذه الأنواع هو الإجهاض المنذر. وهذا النوع يعتبر أبسط أنواع الإجهاض وأقلها خطورة. ويسمى هذا النوع من الإجهاض بهذا الاسم لأن الأعراض التي تظهر على الحامل تكون بمثابة إنذار، وقد يتم الحمل بنجاح أو يحدث الإجهاض؛ وفي معظم الحالات يتم الحمل بسلام. وتتمثل أعراض هذا النوع من الإجهاض في نزول نزيف دموي من الرحم ووجود تقلصات في أسفل البطن والظهر خلال الثلث الأول من الحمل.
- وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خطر الإجهاض المنذر وتقلل فرصة اكتمال الحمل. وهذه الأسباب تتمثل في زيادة عمر الحامل عن 35 عاما أو إصابتها بالعدوى أو بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري أو أمراض القلب أو الكلى أو الخلل في وظائف الغدة الدرقية أو مشاكل في جهازها المناعي، أو وجود مشاكل خلقية بالجهاز البولي أو مشاكل في المشيمة أو تعرض الحامل للإجهاض التلقائي ثلاث مرات أو أكثر أو تعرض جسمها للإجهاد الشديد بسبب قيامها بمجهود يفوق قدرتها خلال فترة الحمل.
- وأما عن مدى خطورة الإجهاض المنذر، فإنها تتوقف على حالة الحمل الصحية؛ فقد يرى الطبيب وجود مشكلة في الحمل تمنع اكتماله ويأخذ قرار الإجهاض السليم، وقد يرى من خلال كشف الموجات الصوتية أن الجنين مكتمل وقلبه ينبض والكيس المحيط به سليما، وهنا يستمر الحمل مع أخذ بعض الاحتياطات. ويمكن التأكد من سلامة الحمل عن طريق عمل تحليل الهرمونات مرتين يفصل بينهما 24 ساعة، وذلك للتأكد من أنها ترتفع في جسم الأم بشكل طبيعي.
- ولكي يكتمل الحمل بسلام وتتفادى الحامل خطر الإجهاض بعد ظهور أعراضه عليها، لابد لها من الراحة التامة وعدم التحرك كثيرا قبل أن تنتهي أعراض الإجهاض، من ألم ونزول للدم، وعدم القيام بعمل الدش المهبلي والحفاظ على استقرار الحالة النفسية وتناول الطعام المتوازن الخفيف، حتى يسهل الهضم ولا تعاني من الإمساك ويتم علاج فقر الدم، في حال كانت تعاني منه، وتجنب جميع المخاطر التي قد تتسبب في حدوث أي نوع من الإجهاض. وعادة ما يصف الطبيب في حالة خطر الإجهاض المنذر بعض المثبتات، وهي عبارة عن هرمون البروجستيرون الصناعي الذي يعمل على تثبيت الحمل في الرحم وارتخاء الرحم حول الجنين وانقباض عضلة عنق الرحم.
أسباب حدوث خطر الإجهاض
هناك بعض العادات الخاطئة للحامل، والتي تكون المتسبب الرئيسي في حدوث الإجهاض. كذلك قد يحدث خطر الإجهاض دون سبب واضح أو لسبب بسيط لا يد للحامل فيه. ولأن هناك من الحوامل من يتسببن في خسارة الجنين دون علم منهم، فإنه من الضروري التعرف على هذه الأسباب التي تعرضهن لـ خطر الإجهاض . وهذه الأسباب تتلخص فيما يلي:
- حدوث تشوهات بالجنين: وهذا يحدث في الغالب خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.
- وجود شذوذ في كروموسومات الجنين: والكروموسومات هذه تحمل صفات الجنين الوراثية. وليس بالضرورة أن يكون أحد الأبوين لديه مشكلة تتسبب في ذلك؛ فقد يكونا صحيحين ويحدث الإجهاض بسبب ذلك.
- وجود مشاكل في هرمونات المرأة: وهذا قد يظهر من خلال تحليل الدم الذي يطلبه الطبيب عند اكتشاف وجود الحمل، حيث تكون نسبة هرمونات الحمل أقل من الطبيعي.
- وجود مشاكل في الجهاز البولي للمرأة: كأن تكون مصابة بعدوى أو مشاكل بالرحم أو عنق الرحم أو قناتي قناة فالوب أو المبيضين.
- تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة كليا: وهذه المأكولات شائعة في بلاد الشام، حيث يعمدون إلى وضع الحوم دقائق قليلة على النار ثم تناولها قبل أن يكتمل نضجها. وهي بهذه الطريقة تحتوي عند تناولها على الكثير من البكتيريا التي تزيد من خطر الإجهاض . وهناك بعض الأطعمة الموجودة بالسوبر ماركت، والتي تعتبر لحوما نيئة، مثل اللحم المقدد والسوشي والبسطرمة واللانشون وغيرها من اللحوم الباردة.
- عمل تدليك شديد للبطن: وهناك الكثير من السيدات اللاتي يقمن بمداعبة الجنين عن طريق عمل تدليك للبطن، وخاصة أسفل البطن في مكان الرحم، كما أن هناك من يقمن بعمل هذا التدليك باستخدام بعض الزيوت بهدف الوقاية من ظهور تشققات الجلد وعلامات التمدد. وتكون هناك خطورة في التدليك في حال كان شديدا وقامت الحامل بتكراره مرات كثيرة على مدار اليوم. أما لو كان خفيفا وتكراره قليل، فلا مشكلة منه.
- تناول المشروبات والأطعمة الباردة: وهناك الكثير من الحوامل لا يستطعن التوقف عن تناول الآيس كريم والمشروبات الباردة في فصل الصيف. ولأن درجة حرارة جسم الحامل تزداد عن غيرها، فإن تناول مثل هذه الأطعمة والمشروبات يؤثر على حجم الرحم ويؤدي إلى انكماشه، مما يشكل خطرا على الحمل.
- المشي الكثير: وعلى الرغم من أنه يستحسن أن تمارس الحامل الرياضات المختلفة، ومنها رياضة المشي، لا يمكن تجاوز مدة المشي 20 دقيقة، طالما أنها لم تبلغ الشهر التاسع من الحمل، كما لا يمكن المشي أكثر من ثلاث مرات بالأسبوع، وإلا تسبب ذلك في التعرض لـ خطر الإجهاض .
- تناول الأعشاب دون استشارة الطبيب: سواء كان ذلك بهدف التداوي أو غيره. وهناك الكثير من الأعشاب التي قد تسبب حدوث الإجهاض، لأنها تعمل على انقباض الرحم انقباضات تشبه تلك التي تحدث في وقت الولادة. وهذه الانقباضات قد تتسبب في طرد الجنين من الرحم وإجهاضه. وأهم هذه الأعشاب هي الحلبة والقرفة والنعناع والبقدونس.
- تناول المنبهات بكثرة: حيث أن كثيرا من الحوامل لا يستطعن الاستغناء عن تناول الشاي والقهوة وغيرها من المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين، خاصة لو كن عاملات. وفي حال تجاوزت الكمية التي تتناولها الحامل كوبين يوميا فإن ذلك ينذر بإجهاض الجنين. ويفضل الامتناع عن تناول المنبهات تماما خلال الثلث الأول من الحمل.
- تناول البهارات بكثرة: ولأن عادات الكثير من الناس يدخل ضمنها استخدام التوابل والبهارات بكثرة في جميع الأطعمة، فإنه ليس من السهل على الحامل الإقلال منها وتناول الطعام بدونها. ويحظر الاقتراب من البهارات الحريفة طيلة فترة الحمل، مثل الشطة والفلفل الأسود والأبيض والكاري.
- التعرض للأشعة السينية: وفي حال كانت الحامل تحتاج لعمل أشعة، فإن الطبيب يفضل الدوبلر أو غيرها من الأنواع الآمنة على الحمل. وأما الإشعاع السيني فلا يمكن التعرض له بحال من الأحوال، ولا حتى الجلوس بالقرب من غرفته لأنه يزيد من خطر الإجهاض .
- تعاطي الأم لبعض الأدوية التي تضر بالحمل: ولهذا السبب لابد من استشارة طبيب النساء والتوليد قبل تناول أي دواء، وإعلام أي طبيب في تخصص آخر بوجود الحمل حتى يختار ما هو مناسب له من أدوية.
- سوء تغذية الحامل: والذي ينتج عنه عدم وصول العناصر الغذائية التي يحتاجها الجنين لتكوينه فيكون الحمل ضعيفا، كما تتعرض الحامل للضعف ولا يستطيع جسمها تحمل مسؤولية الحفاظ على الجنين.
- إصابة الحامل بأحد الأمراض المزمنة: مثل أمراض الكلى أو القلب أو السكري أو الكبد أو الغدة الدرقية أو غيرها.
حالات يزداد فيها خطر الإجهاض
بالطبع تخشى كل حامل من خطر الإجهاض وقد يشغل بالها هذا الأمر طيلة مدة الحمل. والحقيقة أن هناك حالات تزداد معها فرصة حدوث الإجهاض، والتي لابد من التعامل معها بحذر شديد وحيطة لتجنب ذلك. وهذه الحالات هي:
- تعرض المرأة للإجهاض في السابق، خاصة لو حدث ذلك لأكثر من مرة.
- وجود مشاكل في قناتي فالوب، سواء كانت التهابات أو انسدادات.
- تعمد الحامل ممارسة الرياضة العنيفة أثناء الحمل.
- التدخين أثناء الحمل، سواء كان إيجابيا أم سلبيا.
- معاناة الحامل من مشكلة تجلط الدم، والتي تتسبب في كثير من حالات الإجهاض.
- وجود مشاكل بالرحم أو بطانة الرحم، مثل الأورام الليفية والحاجز الرحمي والتهاب البطانة.
- وجود مشكلات في نشاط الغدة الدرقية، والتي تعد مسؤولة عن نشاط الجسم ككل.
أعراض حدوث الإجهاض
هناك العديد من العلامات التي تنذر بحدوث الإجهاض أو زيادة خطر الإجهاض ؛ والتي تتمثل فيما يلي:
- وجود نزيف دموي يبدأ بنقاط بسيطة ثم تزداد الكمية بمرور الوقت.
- الشعور بألم شديد أو تقلصات في منطقة أسفل البطن والظهر.
- عدم الشعور بحركة الجنين أو نبض قلبه لوقت طويل.
- الشعور بالإجهاد والضعف العام.
تشخيص الإجهاض
قد تظهر علامات الإجهاض دون أن يكون هناك إجهاض فعلي. وهنا لابد من عمل فحص بالموجات الصوتية، السونار، للتأكد من حدوث الإجهاض وأخذ الإجراءات اللازمة. وهنا قد لا يكون هناك إجهاض ويكون الحاصل مجرد أعراض وهمية له، أو يكون هناك إجهاض وما زال الرحم به الجنين أو بقايا منه، أو حدث إجهاض ولم يعد هناك شيء في الرحم.
علاج الإجهاض
بعد قيام الطبيب بالتشخيص، يتم تحديد طريقة العلاج بناء على حالة الحامل كما يلي:
- في حالة عدم وجود الإجهاض: يطلب الطبيب من الحامل عمل تحليل لهرمونات الحمل ويطلب منها الاسترخاء والراحة التامة لأيام عدة ويقوم بإعطائها بعض أدوية تثبيت الحمل وأدوية أخرى توقف النزيف والتقلصات الرحمية. وفي بعض الحالات تكون هناك مشكلة في عنق الرحم هي المتسببة في ظهور هذه الأعراض. وهنا يقوم الطبيب بعمل عملية ربط لعنق الرحم حتى ينغلق ولا يسمح بخروج الجنين ويقل خطر الإجهاض إلى الحد الأدنى.
- في حالة حدوث الإجهاض مع كون الرحم فارغا: ليس هناك علاج؛ فالجنين قد نزل من الرحم وليس هناك حاجة لأدوية أو عمليات.
- في حالة حدوث الإجهاض مع بقاء الجنين في الرحم: يقوم الطبيب بعمل تنطيف للرحم وكحت لبطانته. ويمكن بدلا عن ذلك إعطاء المرأة بعض الأدوية لتي تعمل على تنظيف الرحم بدون جراحة.
- في حالة الإجهاض المتكرر: يقوم الطبيب بطلب تحاليل وفحوصات وراثية لمعرفة سبب الإجهاض.
الوقاية من خطر الإجهاض
ليس من المستحيل منع خطر الإجهاض وتفاديه. ويكون ذلك بالبحث عن سببه وتفاديه في مرات الحمل القادمة. وبمجرد سماع خبر الحمل، لابد للحامل من اتباع نظاما صحيا على جميع الجوانب الحياتية والحرص على تناول حمض الفوليك في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل وعدم تناول أي أدوية إلا بعد استشارة الطبيب. وفي الفقرات السابقة ذكرنا الأسباب المؤدية إلى خطر الإجهاض جميعها، ومع تفاديها جميعا يتم الحمل بنجاح، بإذن الله.
متى تتخطى الحامل خطر الإجهاض ؟
لا يمكن أن نقول بتخطي الحامل خطر الإجهاض قبل توقف الأعراض التي تنذر بحدوثه. وهنا نتكلم بالطبع عن الحالات التي تتعرض للإجهاض ثم لا يحدث ويتم الحمل على خير. وفيما سبق ذكرنا أنه هناك أكثر من نوع للإجهاض، منها ما هو حتمي ومنها ما يمكن تخطيه واكتمال الحمل بعده بسلام. ويمكن القول بزوال خطر الإجهاض في حال كان الحمل سليما وقلب الجنين ينبض بشكل طبيعي والكيس المحيط به سليما، مع استجابة جسم الأم للأدوية التي يعطيها الطبيب لتوقف النزف والانقباضات الرحمية.
خطر الإجهاض على الأم
تختلف درجة خطر الإجهاض على الأم باختلاف عمر الحمل. وفيما يلي نورد ذلك بالتفصيل:
- إذا حدث الإجهاض في الأسبوع الخامس من الحمل: أي بعد ميعاد الطمث بأسبوع واحد، فإن الطبيب يقوم بعمل عملية تسمى بإنزال الطمث. وهي عملية لا تحمل أي مخاطر، ولا تحتاج للتخدير، ويمكن عملها داخل عيادة الطبيب، وكل ما تحتاجه هو حجرة معقمة. وعند القيام بهذه العملية يعمد الطبيب إلى تنظيف عنق الرحم والرحم بصابون مخصص لذلك، ثم يقوم بإدخال أنبوب معقم من البلاستيك ليتم شفط محتويات الرحم من خلاله. وبعدها يستمر الدم في النزول مثل دم الطمث، ويستمر لمدة أسبوع تقريبا، ولا يسبب ألما يزيد عن ألم الطمث.
- إذا حدث الإجهاض في الأسبوع السادس إلى الأسبوع الثاني عشر: يحتاج الأمر إلى إجراء عملية لتفريغ الرحم مما به. ولأن الجنين هنا يكون أكبر حجما من الحالة السابقة، فإن العملية تستدعي استخدام موسعات لعنق الرحم والرحم حتى يتمكن الطبيب من إخراج جميع الأنسجة بالرحم. والخطوة الأولى في هذه العملية تكون بوضع عشب ياباني مجفف ومعقم في عنق الرحم، ويسمى لامتاريا، قبل إجراء العملية بيوم كامل. وهذا العشب يعمل على امتصاص الإفرازات المحيطة بعنق الرحم والعمل على توسعه. وعند البدء في إجراء العملية يقوم الطبيب بإزالة هذا العشب ويعمل على توسيع عنق الرحم بالدرجة التي تسمح بمرور الأنسجة الموجودة داخل الرحم منه، على حسب حجم الجنين والمشيمة. وبالطبع تتم هذه العملة داخل حجرة العمليات، وقد تحتاج للتخدير الكلي، على حسب الحالة. بعد النجاح في توسيع عنق الرحم والرحم يستخدم الطبيب مكحتا خاصا يقوم بإدخاله إلى الرحم وعمل كحت خفيف لجداره حتى تنسلخ عنه الأنسجة الميتة، ثم يقوم بشفط هذه الأنسجة باستخدام شفاط خاص. ويستمر الطبيب في ذلك حتى يتأكد من نظافة الرحم وخلوه تماما من جميع الأنسجة. وبعد تمام العملية ينزل دم يشبه الطمث ويستمر لمدة حوالي أسبوع. وتكمن خطورة هذه العملية في احتمالية ترك بعض الأنسجة داخل الرحم، مما قد يسبب الالتهابات والنزف الشديد. كذلك قد تتعرض المرأة للنزف، حتى مع تنظيف رحمها كاملا. وهنا يصف لها الطبيب دواء يوقف النزف تماما.
- إذا حدث الإجهاض في الأسبوع الثاني عشر إلى الأسبوع الرابع والعشرين: هنا يزداد خطر الإجهاض بسبب كبر حجم الجنين الذي قد يتسبب في الخضوع لعملية قيصرية للتخلص منه. وهذا النوع يعتبر الأكثر خطورة على الحامل، حيث يتوجب عليها دخول المستشفى ودخول العمليات، وهي حتما تحتاج للتخدير العام. وتتم العملية في هذه الحالة بإحدى طريقتين: إما توسيع الرحم وعنق الرحم وعمل إفراغ له، وإما عمل عملية تشبه الولادة القيصرية. والطريقة الأولى تعتمد على حقن البطن بمحلول ملحي داخل الكيس المحيط بالجنين، والذي يحدث انقباضات بالرحم تعمل على طرد الجنين خارجه. وأما الطريقة الثانية، فمن خلالها يتم فتح البطن كما يحدث في العمليات القيصرية وإخراج الجنين. وفي هذه الحالة تحتاج المرأة إلى المكوث في المستشفى لمدة لا تقل عن أربعة أيام، كما لابد لها من الراحة التامة لمدة تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أسابيع.
وفي النهاية، أنصح باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تساعد على الوقاية من خطر الإجهاض قبل التخطيط لحدوث الحمل. ويمكن القيام بذلك عن طريق الكشف على المرأة لاكتشاف أي مشكلة من الممكن أن تعيق اكتمال الحمل وعلاجها قبل أن يحدث. كذلك، لابد من اتباع النظام الصحي الذي يحافظ على الجنين ويجنب الحامل خطر الإجهاض بجميع أشكاله.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.