الشهية أثناء الحمل : أسبابها بين الزيادة والنقصان
الشهية أثناء الحمل هي من الأشياء التي لا تظل على حال واحدة؛ شأنها شأن كل شيء بجسم الأم. ولعل معرفة الأم بحال الشهية أثناء الحمل والتقلبات التي تحدث في كل فترة منه وأسبابها يجعلها أكثر هدوء وأفضل تعاملا مع كل فترة.
لا تظل الشهية أثناء الحمل على وتيرة واحدة؛ فهناك فترات تقل فيها شهية الأم بشكل ملحوظ؛ كما أن هناك فترات أخرى لا تستطيع فيها الأم مقاومة تناول الكثير من الطعام. ولكل فترة أعراضها التي تسهم في تغير الحالة الجسمانية للأم ومدى تقبلها للطعام. وإذا لاحظت كل حامل التغيرات التي تحدث في الشهية أثناء الحمل فستجد أنه هناك فرق شاسع بين حالتها في الفترة الأولى من الحمل وحالتها في بقية فترة الحمل. وخلال هذا المقال نقدم لك، عزيزتي المرأة، أهم الفروق الموجودة بين كلتا الفترتين.
انعدام الشهية أثناء الحمل
يحدث ذلك خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل؛ وذلك بسبب زيادة الهرمونات في الجسم بشكل لم تعتده الأم. وهذه الزيادة الكبيرة تتسبب في ظهور الكثير من الأعراض التي تحول بينها وبين تناول الطعام بشكل طبيعي. وهذه الأعراض تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي والمعدة والشعور بالقيء والغثيان وحساسية الأنف. وعلى الرغم من أن الجنين ينمو خلال هذه الفترة من الحمل، فإن حجمه لا يزيد بصورة كبيرة؛ مما يعني أنه لا يحتاج للكثير من الطاقة الموجودة بجسم الأم. والشيء الأهم هو أنه يحتاج في هذه الفترة لحمض الفوليك الذي يعمل على تكوين جهازه العصبي. ولهذا السبب كثيرا ما تفقد الأم عدد من الكيلو جرامات من وزنها.
والحقيقة أنه لا يمكنني القول بأن هناك علاجا لهذه المشكلة؛ كما أنه ليس من المنطقي أن أنصح الأم بالتغاضي عن انعدام الشهية وتناول طعامها رغما عنها؛ لأن هذا أمرا خارجا عن إرادتها، ولا يمكنها تغييره. والحل الوحيد لإبقاء الجسم على حالة جيدة وعدم تعرضه لأنيميا فقر الدم ونقص حمض الفوليك وعدم التأثير سلبا على الجنين هو المداومة على أخذ حبوب حمض الفوليك التي يصفها الطبيب منذ بداية الحمل. كذلك على الأم الاعتماد على أنواع الأطعمة التي تتقبلها والإكثار منها. وإذا كانت تستطيع تناول الطعام خارج المنزل، فلتفعل؛ لأن هناك الكثير من السيدات اللاتي لا يستطعن تناول طعام معين في المنزل، ثم إذا ما كن خارجه تناولوه بشكل طبيعي.
فرط الشهية أثناء الحمل
بعد الدخول في الثلث الثاني من الحمل؛ والذي يبدأ مع الشهر الرابع، تبدأ الأم في الإقبال على الطعام والتخلص من انعدام الشهية الذي كانت تعاني منه في الفترة الأولى من الحمل. ويستمر إقبالها على الطعام في تزايد إلى أن تصل إلى درجة الإفراط في تناول الطعام. والسبب في ذلك هو أن الجنين يكبر بشكل غير معقول ويحتاج للكثير من العناصر من جسم الأم. ولكي يوفي جسد الأم الجنين احتياجاته يطلب المزيد من الطعام. ولا نبالغ إذا قلنا أنه في هذه الفترة تشعر الأم بالجوع طوال الوقت. وتصطدم الرغبة الكبيرة في تناول الطعام بعدم ملاءمة حالة جسم الأم لتقبل كميات كبيرة منه؛ بمعنى أن المعدة يصغر حجمها كلما كبر حجم الرحم وقام بالضغط عليها؛ كما أن عملية الهضم لا تسير بشكل يسير. وهنا يتحتم على الآن تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم؛ حتى تتمكن من إعطاء جسمها ما يحتاج وتسد جوعها ولا تعاني من مشكلة في الهضم. ويكفي معاناتها الكبيرة من الشعور بالحرقة، بأسباب وبدون أسباب.
وفي النهاية، ولابد من أن ننوه على الأم في هذا المقام أن تتحكم في الشهية أثناء الحمل وأن تختار من الأطعمة ما يفيدها ويفيد جنينها؛ لأنه، ومع الأسف الشديد، هناك بعض الأمهات اللاتي تدفعهن زيادة الشهية أثناء الحمل إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي لا تسهم إلا في زيادة وزنها بشكل كبير.