الأسبوع الثالث من الحمل : إرشادات وحقائق
ما يمكن توقعه في الأسبوع الثالث من الحمل ؟ تعرفي على ثالث أسبوع من الحمل الذي يعد من أكثر الأسابيع حساسية، وما يحدث للجنين وللأم خلال أسبوع الحمل الأول بالإضافة الى نصائح الأسبوع
يعتبر الأسبوع الثالث من الحمل هو الوقت الذي تظهر فيه أعراض الحمل على الأم. ويرجع السبب في ذلك إلى أن عملية الغرس التي يتم من خلالها زرع البويضة داخل بطانة الرحم تكون قد تمت. والحقيقة أن عملية الغرس هذه هي امتداد لعملية الإخصاب التي حدثت منذ أيام قلائل بقناة فالوب. فالبويضة وقت أن تنزل إلى الرحم تكون عملية الإخصاب بها قد تمت بالفعل. وما يحدث للبويضة في خلال الأسبوع الثالث من الحمل أنها تتحول من خلية واحدة إلى مائة خلية أو يزيد، وتكون كل هذه الخلايا متطابقة تماما. وبمجرد شعور الأم بالأعراض التي تطرأ عليها، عادة ما تقوم بعمل اختبار الحمل المنزلي أو التوجه مباشرة إلى الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل التي تؤكد حملها من عدمه.
-
انت في الثلث الأول
-
انت في الشهر الأول
-
عدد الأسابيع المتبقية : 37
جدول المحتويات
ما يحدث للجنين خلال الأسبوع الثالث من الحمل
في بداية الأسبوع الثالث من الحمل ترتب الخلايا داخل البويضة المخصبة نفسها في مجموعات لتصبح كتلة الخلايا الداخلية بها هي طفلك، عزيزتي؛ بينما يتشكل الكيس الأمنيوسي من الخلايا الخارجية والمشيمة. ويبلغ حجم الجنين في الأسبوع الثالث من الحمل 1 إلى 1.5 مليمترا، ويتضاعف هذا الحجم يوميا. ولأن طفلك يكبر بسرعة كبيرة فإنه يحتاج لكميات هائلة من حمض الفوليك. ويبدأ قلب جنينك ومخه ونخاعه الشوكي وفقرات ظهره وجهازه العصبي وعيناه وأذناه في التشكل والتكون. ومع بداية تكون قلب الجنين يبدأ في الخفقان، وتكون خفقاته لا تزال بطيئة، بمعدل 40 خفقة في الدقيقة. ولأن الحبل السري والمشيمة لم يكتمل نموهما بعد، يتغذى الجنين في الأسبوع الثالث من الحمل على العناصر الغذائية الموجودة في غشاء الرحم النابض بالحياة.
ما يحدث للأم خلال الأسبوع الثالث من الحمل
بمجرد حدوث حمل تطرأ بعض التغيرات الفسيولوجية والنفسية على المرأة، والتي يعتبرها الأطباء أعراض لا أمراض؛ فهي بمجرد انتهاء فترة الحمل تختفي تماما وتزول وكأن شيئا لم يكن. وأول أعراض الأسبوع الثالث من الحمل هو انقطاع الدورة الشهرية عن المرأة. كذلك من ضمن الأعراض الفسيولوجية الشعور بوخز في حلمات الثدي وآلام وتورم بالثدي نفسه، وذلك بسبب اندفاع الدم في اتجاه الحلمات بفعل ارتفاع مستوى الهرمونات في الجسم؛ إضافة إلى الشعور الدائم بالتعب والإجهاد، مما يضطر الأم إلى النوم خلال فترة النهار حتى يستطيع جسمها القيام بالمهمة الشاقة التي يتولاها. وفي الغالب تلاحظ الأم نزول بعض الدم منها، ويسمى هذا بنزيف انغراس البويضة أو تعشيشها. وأصل هذا الدم هو مجموعة من الأوعية الدموية ببطانة الرحم، والتي تتهتك عند حدوث الانغراس.
وتشعر نسبة كبيرة من السيدات في هذه الفترة بالغثيان والرغبة في القيء، وخاصة في فترة الصباح. والحقيقة أن هرمونات الحمل، الأستروجين والبروجيستيرون، التي تتأفف المرأة من ارتفاعها في هذه الفترة لها الكثير من الأدوار المهمة؛ فهي تقوم على سبيل المثال بوقف إنتاج بويضات جديدة من المبيضين طيلة فترة الحمل؛ كما تعمل على حماية بطانة الرحم من السقوط خارجه، كما يحدث في كل دورة شهرية، لأن بطانة الرحم هذه تعتبر التربة التي سيتم زرع الجنين فيها. ومن الطبيعي للغاية عدم ظهور الجنين داخل الرحم من خلال الموجات الصوتية التي يستخدمها الطبيب للفحص؛ والسبب في ذلك أنها مختفية داخل التجويف الرحمي، ولذا فأفضل طريقة لتأكيد الحمل هو عمل تحليل دم. ونظرا للتغير الذي يحدث داخل الرحم، من جنين يوجد مكانا لنفسه وهرمونات ترتفع لمساعدته على النمو والحياة، فعادة ما تشعر الأم في الأسبوع الثالث من الحمل بألم وتقلصات بأسفل البطن، بل قد يمتد الألم لأسفل الظهر في بعض الأحيان. ولأن الرحم يسبب ضغطا على المثانة المجاورة له في هذه الفترة، تشعر المرأة الحامل بكثرة الرغبة في التبول. أما عن التغيرات النفسية التي تحدث بداية من الأسبوع الثالث من الحمل، فيؤدي ارتفاع هرمونات الحمل إلى الكثير من التقلبات المزاجية والاكتئاب وسهولة التأثر بأي مؤثر خارجي أو داخلي، مهما بدا تافها.
نصائح للحامل الأسبوع الثالث من الحمل
- عند شكك بالحمل، أنصحك بالتعامل على أنك حامل بالفعل، فلا تحملي شيئا ثقيلا ولا تقفي أو تمارسي المشي لفترة طويلة من الوقت؛ فالفترة الأولى من الحمل تكون حساسة جدا، وأي خطأ، مهما بدا صغيرا، قد يضر بالجنين.
- إذا كانت لديك رغبة في استخدام اختبار الحمل المنزلي عند الشعور بالأعراض المذكورة سلفا، يفضل القيام بذلك صباحا، حيث يكون مستوى الهرمونات مرتفعا.
- بمجرد علمك بوجود جنين يتكون في أحشائك، احرصي كل الحرص على عدم التعرض لأنواع الأشعة التي تسبب تشوها للجنين.
- لأن الأم تبدأ في الأسبوع الثالث من الحمل في الشعور بعدم الرغبة في الأكل، فإنه لزاما عليها أن تعرف أنه من الأهمية بمكان أن تولي اهتماما كبيرا لنظامها الغذائي، وذلك حفاظا على صحتها وصحة جنينها الذي يحتاج الكثير في هذه المرحلة.
- هناك بعض العناصر التي يحتاجها جسد الأم بشدة في الأسبوع الثالث من الحمل ، مثل السوائل الكافية وحمض الفوليك الذي يقوم بدوره في تكوين خلايا جسم الجنين؛ إضافة إلى العناصر التي تحمي الجسم من الأنيميا وهي على الترتيب، الحديد والبروتين والكالسيوم.
- على الأم متابعة وزنها بصفة دورية بداية من الأسبوع الثالث من الحمل لأن طبيعة الزيادة أو النقص في الوزن لها الكثير من الدلالات على صحة الجنين والأم.
- عليك التعايش مع كل ظروف الحمل وأعراضه؛ فعلى سبيل المثال يمكنك التعامل مع كثرة الشعور بالغثيان والقيء بتناول ستة وجبات صغيرة طيلة اليوم، حتى لا يؤدي امتلاء معدتك، عزيزتي، إلى زيادة هذا الشعور. واحرصي كذلك على عدم ترك معدتك فارغة، لأن الألم بها يجعلك لا تشعرين بالجوع، وإذا حدث الجوع يتضاعف ألم المعدة.
- لا تعمدي إلى أخذ أي نوع من الأدوية دون استشارة طبيب النساء والتوليد، فهو يعلم ما هو آمن على الجنين وما هو ضار له.
- لا تبالغي في عدم الحركة، فعلى الرغم من أن الأسابيع الأولى من الحمل لا يناسبها كثرة الحركة، فإن الأفضل ممارسة الحركة الخفيفة، حتى لا يعتاد جسمك على الركون وتتأثر لياقتك البدنية سلبا في فترة الحمل.
- ستجدين، عزيزتي، أن المعدة تعاني بداية من الأسبوع الثالث من الحمل من كثير من الاضطرابات؛ وحتى لا يزيد ألمك ابتعدي عن تناول الأطعمة الحمضية، مثل البرتقال والليمون والمانجو والطماطم.
- تجنبي، عزيزتي الأم، الإكثار من المنبهات والأطعمة التي تحتوي على مادة الكافيين، حتى تسمحي لجسمك بأداء مهمته الكبيرة، مهمة تكوين الجنين.
- ولأن الأوعية الدموية بجسمك تبدأ في التمدد والارتخاء، احرصي على عدم الاستحمام بالماء الساخن، واستعيضي عنها بالماء البارد أو الفاتر، حتى لا يؤدي انخفاض ضغط دمك إلى فقدان الوعي؛ ولا يفضل أن تتجاوز فترة تواجدك بالحمام، أو في أي مكان مغلق، ربع الساعة.
- اعلمي أنه منذ ذلك الوقت أصبحت على عاتقك مسؤولية كبيرة، فتلك الأمانة التي أصبحت بين يديك تحتاج منك إلى تكريس حياتك لأجلها وتذليل كل الصعاب لتقديم كل ما يمكن تقديمه لها.