ما مضار تناول السكر خلال الحمل بكميات كبيرة على الأم والجنين؟
ليس مفهوما حتى الآن لماذا تميل نسبة من الحوامل إلى تناول كميات كبيرة من السكر خلال الحمل ولا يستطعن منع أنفسهن من ذلك الأمر الضار صحيًا، وكأن الأمر هو إدمان لهذا الشيء وأنه لا يمكن الانفكاك عنه. اعرفي أكثر عن هذا الموضوع من خلال هذا المقال.
يعد تناول السكر خلال الحمل بكثرة أحد أهم الأشياء التي تواجهها نسبة كبيرة من الحوامل. وعلى الرغم من أن تناول السكر له بعض الفوائد التي لا يمكن إغفالها خلال الحمل أو غيره، إلا أن الإفراط في تناول السكر خلال الحمل له تأثير سلبي على الأم وجنينها. وتنضم النشويات إلى نفس قائمة السكريات في هذا الموضع؛ فهي تدخل الجسم وتتحول إلى سكريات، ومن ثم إلى دهون، حالها كحال السكر. وإذا كان تناول كميات كبيرة من السكر الطبيعي يؤثر على الحامل والجنين، فإن السكر الأبيض له من المضار ما يفوق ذلك بكثير، سواء خلال فترة الحمل أو بعدها. وقد تجد الحامل صعوبة في التعامل مع هذا الأمر وكبح جماح شهوتها تجاه السكريات وتقول لا أستطيع منع نفسي وهذا شيء خارج عن إرادتي. ولكن كل ما يحتاجه الأمر هو استبدال النظام غير الصحي بآخر صحي وتعويد الجسم عليه، حتى قبل الحمل. وإليك أهم الأمور التي تساعدك على تقليل تناول السكر خلال الحمل بسهولة.
جدول المحتويات
مخاطر الإكثار من السكر خلال الحمل
ليس معنى أن الطفل بصحة جيدة وأن الأم تشعر بأن الأمور تسير بشكل جيد طيلة فترة الحمل أن تترك نفسها لتناول السكر خلال الحمل بكثرة. وهناك الكثير من الأضرار والمخاطر التي يقع بعضها على الأم والبعض الآخر يقع على الجنين جراء تناول السكر بشراهة في هذه الفترة. وأهم هذه المخاطر هي ما يلي:
- الزيادة المفرطة في الوزن: وفي هذا التوقيت تكون الحامل قد اكتسبت بالفعل عدة كيلو جرامات، وما تزال هناك زيادة حتى تنتهي من الحمل. ويؤدي تناول السكر إلى زيادة غير طبيعية في الوزن يصعب التخلص منه بعد الولادة.
- تعرض الطفل بعد الولادة للسمنة وما يتبعها من أمراض: وذلك لأنه يميل دوما إلى تناول السكريات كما اعتاد أثناء فترة الحمل.
- شعور الأم الدائم بالدوار وعدم الاتزان والتعب والإرهاق والتقلبات المزاجية : وذلك بسبب عدم انضباط مستوى السكر خلال الحمل .
- سوء التغذية: وذلك لأن الحامل تملأ معدتها دوما بالأطعمة الغنية بالسكر ولا تترك مجالا لتناول الأطعمة الأخرى التي تحتوي على ما يحتاجه جسمها وجنينها لسير عملية نموه بشكل صحيح.
- زيادة فرصة الإصابة بسكري الحمل: وهذه تعتبر من الأمراض العارضة التي تصيب عددا كبيرا من النساء بسبب اتباعهن نظاما صحيا لا يلائم الحمل. ويتسبب سكري الحمل في إجهاض الجنين أو الولادة المبكرة أو وفاته أثناء الولادة.
ما يحدث للجنين عند تناول الأم للسكر
بالطبع هناك تأثير على الجنين جراء تناول السكر، سواء كان سكرا طبيعيا من الفواكه أو صناعيا، وسواء كانت الكميات التي تتناولينها قليلة أو كثيرة. ومن الممكن أن تلحظ أي أم حامل جزءا من تأثير تناولها للسكر على الجنين؛ فهو ما إن تصل إليه كمية السكر حتى تزداد حركته ويتقلب في الرحم بشكل ملحوظ. والسبب في ذلك هو أن السكر يعطيه بعض الطاقة التي تساعده على الحركة. وفي حال كانت الأم لا تشعر بحركة الجنين لبعض الوقت، فيمكنها تناول بعض الأطعمة المحتوية على السكر وسيتحرك وقتها على الفور، في حال كان كل شيء على ما يرام. كذلك إن كانت الأم ترغب في رؤية جنينها يتحرك أثناء الكشف بالسونار، فيمكنها شرب بعض العصائر قبل الكشف مباشرة. هذا كله ينطبق على تناول الكميات المعتدلة من السكر. وأما خلاف ذلك فبالطبع يؤدي إلى المشاكل الصحية والأضرار التي تحدثنا عنها في السابق.
تميلين إلى تناول السكر خلال الحمل ولا تعلمين ما تفعلين؟
تتعرض الكثير من السيدات إلى الرغبة القوية لتناول كميات كبيرة من السكر خلال فترة حملها، وخاصة في الصباح عند الاستيقاظ. وهناك بعض السيدات اللاتي ينكفئن على تناول السكريات والنشويات التي تتحول إلى سكر في الدم ولا يتوقفن إلا بعد شعورهن بدوار شديد وهبوط في الدورة الدموية. والحل الأمثل لمن تحب تناول السكر خلال الحمل بكثرة هو اعتمادها على الفواكه. ويفضل دوما تناول الفواكه قليلة السكر في حال تناول كميات كبيرة منها، حتى لا يدخل جسم الحامل كميات من السكر لا يحتاجها. وهنا تستفيد الحامل بجميع العناصر الغذائية التي تحتوي عليها الفواكه من فيتامينات ومعادن وأملاح وتشبع رغبتها في تناول السكر ولا توقع الضرر على نفسها ولا على الجنين. ويمكن تحلية بعض الأطعمة والمشروبات التي تحتاج إلى السكر بالعسل الأبيض غير المحتوي على السكر.
وما يميز تناول الفواكه أنها لا تسبب الشعور بإدمان السكريات؛ وأما السكر الأبيض المكرر والنشويات، فقد أثبتت بعض الأبحاث العلمية الحديثة أن الإنسان كلما تناول منها الكثير كلما شعر باشتياق للأكثر؛ وبمرور الوقت يحتاج إلى زيادة الكميات التي يتناولها منها حتى يرضي نفسه. وليس من السهل أن يقلع الإنسان الذي أدمن السكريات والنشويات عن تناولها. وفي هذه الدراسة ثبت أن المرء الذي يحاول منع نفسه من تناول هذا النوع من الأطعمة يشعر بأعراض تشبه أعراض الانسحاب من المخدرات.
وليس من الجيد استبدال السكر الأبيض خلال الحمل بالمحليات الصناعية التي تستخدم للدايت، ظنا منك أن هذا سيساعدك على عدم الزيادة في الوزن بشكل كبير؛ فهذه المحليات تعتبر ضارة جدا للأم والجنين والطفل الرضيع. ولذا على المرأة الحامل الحرص كل الحرص على عدم الوقوع في هذا الخطأ وتعويد جسمها على استقبال كميات كبيرة من السكر، حتى لا يكون هذا هو النمط المعتاد منها طيلة فترة الحمل والرضاعة؛ الأمر الذي يؤثر بالسلب على صحة الطفل حاضرا ومستقبلا ويؤدي به إلى اتباع نظام غذائي غير صحي، عملا بما اعتاد عليه واقتداء بأمه.
نصائح تساعد الحامل على التقليل من تناول السكر
نقدم لكل حامل بعض النصائح التي تستعين بها على كبح رغبتها في تناول السكر خلال الحمل بكميات كبيرة. وأهم هذه النصائح هي ما يلي:
- شرب كميات كبيرة من الماء في حال شعرت بالميل إلى تناول النشويات والسكريات. وهنا يقوم الكبد بإفراز مادة الجلايكوجين التي تتحول إلى جلوكوز بالدم وتشعر الإنسان بأنه لا يحتاج إلى السكر.
- الاستعانة بالسكريات المركبة. ويقصد بها تلك الموجودة بالخضروات والفواكه.
- مزج القليل من القرفة بنقاط من الفانيليا السائلة؛ فهذا يساعد على خداع الجسم وإشعاره بأنه قد أخذ كمية كبيرة من السكر.
- مساعدة الجسم على إفراز مادتي الأندروفين والسيروتونين في الدماغ عن طريق ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق على الأقل ثم شرب بعض الماء والعصير خالي السكر فيما بعد.
- ولا أعتقد أن هناك ما هو أفضل من التفكير الدائم في صحة الطفل طوال حياته، والذي دوما ما تفضله الأم على نفسها لاتباع نمط الحياة التي يساعده على أن يكون للأفضل دائما.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.