ما أهمية الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والجنين بعد الولادة؟
كانت ولا تزال حتى الآن الرضاعة الطبيعية كنز ثمين يحصل عليه كلا من الأم والطفل فالرضاعة الطبيعية لا تعد غداء بدني فقط بل تعد غذاء روحي وعقلي يكفل للجنين حماية كبيرة من المخاطر لا يمكن للرضاعة الصناعية أو أية طرق أخرى أن تقدمها له.
يعتمد غذاء الجنين في الأشهر الأولى من عمره على الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي فقط، وكما نعلم أن الوقود الرئيسي والمحرك لنمو الطفل هو الغذاء تبحث بعض السيدات عن طرق أخرى تساعد في نمو الجنين بشكل أسرع إلا أن المكونات الموجودة في حليب الأم تشمل جميع احتياجات الجنين من سعرات حرارية ومعادن وفيتامينات بالنسب التي يحتاجها، وهو ما لا تستطيع الرضاعة الصناعية أو أي طرق غذائية أخرى أن توفره للجنين فضلا عن أن إرضاع الجنين طبيعيا يحمي الأم من مخاطر صحية عديدة قد تتعرض لها إذا لم يتم إفراز الحليب من الثدي، ونظرا لأن كثير من السيدات تلجأ للحلول اليسيرة واستعمال منتجات الألبان الصناعية فسوف نعرض لكم هذه المقالة للحديث عن أهم الفوائد التي تعود على الجنين والأم من أهمية الرضاعة الطبيعية وأضرار استعمال الحليب الصناعي.
جدول المحتويات
معلومات عن الرضاعة الطبيعية
تعتبر الرضاعة الطبيعية عملية فطرية حباها الله لكل فصائل الثدييات الموجودة في الطبيعة، وهى تبدأ منذ أول دقيقة بعد عملية الولادة حيث تقوم الغدة النخامية بإعطاء إنذار للغدد الثديية في الجسم لكي يتم إفراز الحليب مباشرة من الثدي، والذي يتكون أساسا من الماء والسكريات والدهون والبروتينات، ويحتوي كذلك على جميع أنواع الأملاح والفيتامينات بنسب محددة، وفي كل مرحلة من مراحل نمو الطفل يتغير مقدار هذه المغذيات لكي تتناسب مع احتياجات الطفل حيث يتم إفراز سائل مشابه للحليب ولكن قوامه يكون خفيف للغاية ويشبه الماء ويطلق عليه اللبأ وذلك يكون في أول أسبوع من ولادة الطفل، ثم يتم إفراز الحليب في الأسابيع التالية، ويتأثر حليب الثدي بالحالة النفسية للأم ونوعية الغذاء الذي تحصل عليه.
أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل
كما أسلفنا من قبل بأن الرضاعة الطبيعية لا تعد الغذاء الأمثل فقط، ولكنها أيضا تساهم في حماية الطفل من الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي قد تصيبه في المستقبل، حيث أشارت بعض الدراسات الطبية الحديثة إلى أن حصول الطفل على لبن الأم يخفض نسبة إصابته بالأمراض السرطانية، وأمراض الربو، وحساسية الأنف والصدر فضلا عن الحماية من الإصابة بالأمراض الجلدية الخطيرة كالإكزيما ومن الفوائد الأخرى التي تعود على الطفل ما يلي:
مناعة قوية
تناول الطفل للحليب الطبيعي يمنحه مناعة قوية وبالتالي تقل مخاطر إصابته بالأمراض المعدية، وذلك لوجود مادتي اللاكتوفيرين والليزوزومات في حليب الأم وهما اثنين من أهم أنواع الأجسام المضادة في الجسم.
وزن مناسب
يحتوي حليب الأم على نسبة تقل عن 2% من الدهون بينما تحتوي جميع أنواع الحليب الصناعي الأخرى على نسبة أكبر من الدهون والسكريات، ولعلنا لاحظنا كثيرا أن الأطفال الذين يحصلون على الحليب الطبيعي يتمتعون بوزن مثالي مقارنة بالأطفال الذين يحصلون على الحليب الصناعي فقط، كما أن مخاطر الإصابة بالسمنة والأمراض القلبية تنخفض تماما مع الحصول على الرضاعة الطبيعية .
الوقاية من مرض السكر
بعض الأطفال عند الولادة يعانون من اضطراب نسبة السكر في الدم، فينصح الطبيب الأم أن تقوم بتكثيف عدد الرضعات التي يتم إعطائها للطفل، وعدم إعطائه أي نوع آخر من الألبان، ويرجع السبب وراء ذلك إلى أن حليب الأبقار أو الحليب الصناعي به نسبة عالية من اللاكتوز الذي يعد أحد عوامل الإصابة بمرض السكر.
أهمية الرضاعة الطبيعية للأم
تستطيع الأم أيضا أن تجني فوائد عديدة عندما تقوم بإرضاع طفلها من ثدييها، فالهرمونات التي تساهم في تخفيف التوتر والقلق لا يتم وصولها للطفل فقط، بل تستفيد منها الأم أيضا علاوة على ذلك أن الترابط الذي يحدث بين الأم والطفل أثناء عملية الرضاعة يجلب السعادة والراحة النفسية لها، أيضا تتمكن الأم من خلال الرضاعة الطبيعية أن تفقد كثيرا من الوزن الذي اكتسبته خلال أشهر الحمل بصورة أفضل، حيث يتم فقدان ما يصل إلى 400 سعره حرارية في اليوم بعد الرضاعة فقط، ولا ننسى أن الرضاعة تعتبر من أهم العوامل الوقائية للمرأة من الإصابة بسرطان المبيض والثدي لأنها الوسيلة الأفضل لعلاج إضرابات هرمونات الجسم وعودتها إلى وضعها الطبيعي بعد الحمل.
أهمية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة
ينصح الأطباء بألا تتأخر الأم في إرضاع طفلها عن نصف ساعة منذ الولادة، والبعض يرجح ضرورة إرضاع الطفل مباشرة أي بعد اللحظة الأولى من الولادة حيث يمتص الطفل اللبأ أو السرسوب، وهو ما يساهم في منع تحجر اللبن في ثدي الأم وبالتالي يساعد على إدرار الحليب في الثدي بصورة أسرع، وذلك يحمي المرأة من الإصابة بالالتهابات كما أن ذلك يساعد على وصول الطفل إلى الهدوء والاستقرار النفسي، والنوم مباشرة نتيجة لإفراز هرمونات البرولاكتين والذي له تأثير مباشر على الجهاز العصبي للمولود، وكلما أسرعت الأم في إرضاع طفلها كلما ساهم ذلك في إيقاف النزيف الذي يحدث بعد الولادة خاصة في حالة الولادة القيصرية كما تستطيع الأم أن تطمئن من خلال الرضاعة الطبيعية أنه لن يحدث حمل لمدة ثلاثة أشهر على الأقل دون استعمال أية وسائل طبية لمنع الحمل فالرضاعة الطبيعية تتسبب في تأخير نزول الطمث.
أهمية الرضاعة الطبيعية في الإسلام
وردت الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث التي تؤكد على أهمية الرضاعة في الإسلام، وقد أكد القرآن الكريم أيضا على ضرورة استمرار فترة إرضاع الصغير التي قد تصل إلى عامين كاملين ووضح الإسلام أيضا أنه حتى وإن كانت هناك خلافات زوجية قد تصل للطلاق بضرورة إرضاع الطفل لأنه يعد حقا من حقوق الأبناء على أمهاتهن، وهناك قضية أخرى هامة وخطيرة للغاية تحدث عنها الإسلام بشأن الرضاعة الطبيعية وهو إمكانية إرضاع الطفل من أي امرأة أخرى دون أمه إذا ما كانت تعاني من مشكلة صحية ما أو يوجد ما يمنعها من إرضاع طفلها، ولكن تصبح كأمه ويحرم عليه بعد ذلك الزواج من بناتها لأنهن يصبحن كأخوته.
أضرار الرضاعة الصناعية
يحتوي الحليب الصناعي بكافة أنواعه على كمية مرتفعة من عنصري البروتين وفيتامين (د)، اللذان قد يتسببا في الإصابة بمشاكل صحية خطيرة للطفل أهمها زيادة التعرض للعدوى الفيروسية والبكتيرية والإصابة بحساسية الجلد والصدر، بالإضافة إلى زيادة عنصر الحديد الذي يؤدي إلى انتفاخ المعدة وتراكم الغازات والإمساك المتكرر الذي يصيب طفلك ويمنعه من النوم بشكل جيد، وقد تتسبب السكريات المرتفعة في الحليب الصناعي في إصابة طفلك بتسوس الأسنان المبكر إذا لم يتم تنظيفها باستمرار، وعلى الصعيد الآخر فالحليب الصناعي لا يحتوي على كمية كافية من مادة الأوميغا3 والأحماض الأمينية، وأيضا يحتوي على نسبة أقل عن الحليب الطبيعي من عنصر الكالسيوم الضروري لنمو الجسم وبناء الأسنان ومساعدة الطفل على الحركة والمشي.
بعد أن تعرفنا على أهم فوائد الرضاعة الطبيعية فإننا ننصح الأم بضرورة الالتزام بوضع خطة غذائية صحية ومتوازنة تشتمل على جميع العناصر الضرورية من فاكهة وخضروات وحبوب وبروتينات والتركيز على منتجات الألبان، مع التقليل من الكافيين والأغذية المصنعة لأنها تتسبب في أضرار سلبية لك ولطفلك، وقد تؤدي إلى إصابتكما بالسمنة والمشاكل الصحية، ويجب أيضا تعويض النقص في الفيتامينات من خلال مجموعة من المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: منال محمد