قد يظن البعض ان هذا البحث وهذا المقال قد جاء ثمرة لهذا العصر والذي يشهد تغييرا كبيرا في مجموعة القيم والعادات والتقاليد التي بنتها المجتمعات على مر الاجيال، وهذا التغيير الكبير اصاب في وبدرجة اولى العلاقة بين المراة ومن حولها اولا، والمراة والرجل ، ثم المراة والمجتمع ، ولكن الظاهر لا يعكس الباطن، لم تكن المرأة الحالية اكثر استقلالية من المراة في العصور القديمة، ولم تكن اكثر قوة، بل كل ما هناك هو تغيير في المعايير لتصبح الان مادة اكثر دسما للاعلام، والدعاية، واستخدامها لاغراض تسويقية، ولهذه الغاية اشيع ان المراة سابقا كانت تعامل كالعبيد، وتعامل على انها من الاصناف المتأخرة من البشر، وهذا ليس فقط على مسنوى مجتمعاتنا الشرقية بل يشمل جميع المجتمعات في العالم حتى بداية القرن القرن العشرين، واعتقد ان المشكلة اساسا في تعريف استقلالية وقوة المراة، ومع التسليم ان الصورة النمطية للمراة بدات بالتغيير بصورة منذ هذا العهد الجديد، الا انه من الواجب القول انه نتاج للاعلام، فمن كان ليظهر اعداد النساء الفاعلات والمنتجات والقياديات في المجتمعات سابقا، ومع ذلك فإن الامثلة زاخرة بها وعلى مر الاجيال، وكون المقال سيخوض في تعريف استقلال المرأة وقوتها، والسبل لهذا، الا ان الخوض فيها يقوم على ان هاتين الصفتين يجب انسجامهما مع العادات والتقاليد وخط السير المجتمع .
تعريف المراة المستقلة والقوية الشخصية :
هي المراة القادرة على تحقيق احلامها وطموحاتها انسجاما مع محيطها، وتناغما مع المجتمع الذي تعيش فيه، مع التمسك بالعادات والقيم التي نشأت عليها ، وان تفرض احترامها على الاخرين، ويجب القول ان هناك خلط واضح بين المراة المستقلة والقوية وبين تلك التي يطلق عليها المراة المتحررة فلا الاستقلال والقوة تعني التحرر ولا التحرر يعني الاستقلالية والقوة .
امثلة تاريخية وحالية عليها :
وهذه الامثلة بصورة عشوائية :
- جان دارك الثائرة الفرنسية
- ماري كوري العالمة البولندية الفرنسية
- فلورنس نايتننغيل مؤسسة الصليب الاحمر
- مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة
- كليوباترة حاكمة مصر في العصر الفرعوني
- شجرة الدر حاكمة مصر في العصر المملوكي
- زها الحديد اشهر مهندسة معمارية في العالم وهي عراقية الاصل
- نائلة الحايك المدير التنفيذي اشركة سواتش العالمية للساعات السويسرية .
الطرق الى الاستقلالية والقوة : كيف تستقلين في حياتك ؟
1. لا تقارني نفسك مع غيرك من النساء :
ان تشعري بنفسك، وبمثاليتك، وان تعطي الحق لوجودك، وعدم المقارنة مع الغير لا تعني عدم اتخاذ قدوة ، فالكل يحتاج لمن يتخذه قدوة له ويكون المحفز له للتقدم للامام، ولكن اساس اختيار القدوة تختلف عن المقارنة مع عارضات الازياء والفنانات، فمجتمعاتنا الحالية اصبحت غنية بهذه المقارنات، والتي اساسها مجلات اخبار النجوم، والفتاة اصبحت تتصفح المجلة لا للخبر ذاته بل لصور الموديلات والنجمات، وهذا الامر سوف يعيقها عن فهم طبيعتها وذاتها، واحساسها بقيمتها، وينقلها للعيش في عالم الاحلام . عليك ان تقنعي نفسك بإنك جميلة كما انت، وانك تستطيعين ان تكوني اجمل بشخصيتك، وثقافتك، وعملك، فالمكياج لا يصنع المرأة المستقلة والجميلة بل هو مجرد قناع، كم من مرات سمعنا اخبار عن التعاسة التي تعيشها تلك النجمات والعارضات.
2. لا تربطي سعادتك بشريك في حياتك :
من الجميل ان يكون للشخص شريك في الحياة، يرافقه ويقف معه في الاوقات الصعبة والشدة، ولكن مع ذلك وحتى مع وجود هذا الشخص، ومع استمرار الشراكة، لا تربطي مصير سعادتك به، فليس كل العلاقات لا تدوم الى الابد، وهناك منها ما ينتهي اما بطريقة لطيفة او اخرى قاسية ,فلا ينبغي ان يشعر الانسان بالسقوط عن نهايتها، كما لا ينبغي ان يشعر بالنقص لعدم وجودها، فهو الانسان، بطبيعته متكامل، وقادر، وله مشاعره التي تستطيع ان تنهض به وتحميه، فالسعادة يجب ان بشخصك، وانسانيتك، وقدرتك .
3. ثابري على تعليم نفسك واكتساب مهارات جديدة :
التعليم مهم جدا للمرأة، فاعملي على تحصيلك العلمي والدراسة، وتحصيل ما تستطيعين من شهادات علمية ، فهي امان للمستقبل، هي بناء له ايضا، وبذات الوقت، فإن التحصيل العلمي يزيد من الثقة بالنفس، وبناء الشخصية القادرة على الفهم والادراك، ولا يقتصر التعليم على الدراسة الجامعية ، بل يمكن زيادته عن طريق الدورات والمعاهد الخاصة، والتي ستعمل على زيادة مداركك، واكتساب مهارات جديده، فأعملي على جعل دراستك وشهاداتك واجهتك الرئيسية في الحياة، فهذه هي الواجهة الحقيقية التي ستفخرين بإظهارها للعالم، وامام الجميع .
4. عليك ان تعملي :
فالعمل لم يعد مقصورا على الرجال حاليا، فالظروف المعيشية الحالية لا تجعل من السهل على الانسان اي كان ذكرا ام انثى، البقاء من دون عمل، فالغاية من العمل حاجتان . الاولى تحصيل قدر من المال كاف للإعالة، وحفظ بعض منه ان امكن، والثاني اثبات الذات، والنظرة نحو تحقيق الطموحات، ومع ان مجتمعاتنا ولفترة قريبة جدا كان دائما ينظر الى ان الرجل الاب او الاخ او الزوج هو المعيل للمرأة، الإ انه لا يخفى علينا انه حتى في ذات هذا المجتمع كانت المراة تعمل في الحقل ولساعات طويلة، قد تكون اطول من ساعات عملها الحالية، ولهذا يمكن للمراة ان تعمل وتعيل نفسها، خاصة مع التقنيات الحديثة والتي اصبحت تتيح لها العمل داخل المنزل، وعبر الانترنت، مع الكثير من الشركات التي تطلب محاسبين او مصممي غرافيك او غيرها .
5. تنظيم ميزانتيك، واستقلالك المالي :
فمن الامور الواجب اخذها بعين الاعتبار للشعور بالاستقلالية، هو تنظيم الحياة المالية، والشعور بالاكتفاء، وعدم التبعية، وهذا الامر منوط في المراة، فلا معنى ان تكون متعلمة وعاملة، وفي النهاية تلجا للاستدانه، فهي يجب ان تفهم ما تريد انسجاما مع المفاهيم التي ترغب بتعطيها والتعامل معها .
من النصائح القصيرة الاخرى :
حاولي ان تكوني قيادية، فأنقلي ما تعلمته الى الاخرين، وشاركيهم نجاحك .
تفهمي مرة اخرى ان الاستقلالية والحرية لا تعني الانسلاخ من عاداتنا وتقاليدنا .
أضف تعليق