هو سؤال مباشر لكل قارئ لهذا المقال . هل أنت محسود ؟ او باللغة العامية مصاب بالعين ؟ و كيف تعرف انك مصاب بالعين ؟ ستختلف الاجابات هنا، فالبعض سيجيب هذه محض خرافات، لا مجال لصحتها، (سواليف عجايز, أو احنا شعب ما بعرف غير هالمواضيع لتبرير الفشل )، البعض الاخر سيقول ، لا ، فأنا لا اشعر بأي شيء سيء، او اعراض غريبة، والقسم الاخير سيجيبك، نعم اشعر اني مصاب بالعين، فلماذا اختلفت الاجابات ؟، وهل صحيح ان فقط شعوبنا تتعامل مع العين (الحسد )، فعليا هي امور مربكة جدا، فالبعض سيقوم برمي وزر فشله، على هذا المبرر، وفعليا هذا ما يجري . فكثير من الاشخاص دائما ما تراهم يبحثون عن علاج للحسد، وقد يسألك السؤال المشهور ( بتعرف شيخ شاطر ؟؟)، اذا قبل ان نذهب الى شيخ لنرى اذا كنا نستطيع ان نجاوب عن بعض الاسئلة التي قد تكشف لنا حقائق عن الاصابة بالعين، او الحسد .
ماهي الاصابة بالعين وهل هي الحسد
الاصابة بالعين : هي الضرر الذي يلحق بشخص ما نتيجة قيام شخص آخر يتمنى ما عنده، او زوال ما عنده من نعمة اياً كان نوع هذه النعمة، ويقال للشخص الذي يصيب بالعين ( العائن ) اما اذا اصبح متمرس في هذا الامر واشتهر به فيسمى ( بالمعيان )، لقدرته الكثيرة على الاصابة بالعين، اما الشخص المصاب فيطلق عليه ( المعين) .
اما الحسد فعرفه العالم ابن القيم ( بغض نعمة الله عن المحسود وتمني زواله ) ويعرف عن الحسد انه درجات، فمنه ما يكون بتمني الحصول على النعمة التي يملكها الغير، ومنه ما يكون بتمني الحصول على ذات النعمة التي عند الغير، فإن لم يحصل عليها، فيتمنى زوالها من عند الآخر، والنوع الثالث هو تمني زوال النعمة من عند الغير وحصوله عليها بذاته، اما أخرها فهو تمني زوال النعمة عن الشخص الآخر، فقط لمجرد الزوال، وبرأيي ان النوعين الاخرين هما ما يمثلا العين، فهي ارادة الضرر بالغير، والرغبة بالأذى حتى ان لم يحصل عليها .
اقرأ ايضاً : ما هو الحسد وعلامات الحسد والعين وكيف أعرف أني محسود ؟
الاصابة بالعين والحسد عند الشعوب :
قد يظن البعض ان هذا الموضوع يقتصر على شعوبنا العربية خاصة ,او الشعوب التي تعيش مرحلة متدنية في الركب الحضاري حاليا عموما، لكن وفي الحقيقة ان هذا الموضع قد عرف تاريخيا وجغرافيا عند معظم الشعوب، والحضارات، ان لم نقل جلها، فيكفي ان نقول ان العين الزرقاء وهي المشهو رة بإنها تصد العين والحسد، هي فنيقية الاصل، ويقال انها كانت الهة تعبد، اما المصريون القدماء (الفراعنة) ، فكانت لهم تمائم الحظ ، او عين حورس . وهذا الامر ما زال منتشر عن العديد من الشعوب في العالم .
وقد ذكر الحسد في القران الكريم في اربع مواضع نذكر منها الاية الرابعة والخمسين من صورة الناس ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) والايه الخامسة من سورة الفلق ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ., وجاءت المسيحية لتعده من الخطايا ففي سفر التكوين ذكر الحسد( فحسده اخوته، واما ابوه فحفظ الامر )عن قصة يوسف، والخلاصة ان العين والحسد هو امر قديم ومتجذر في الشعوب والاديان .
اقرأ ايضاً : كيف لا تكون حاسدا ؟ … الحسد وأثاره وطرق تلافيه وعلاجه
علامات الاصابة بالعين : كيف تعرف انك مصاب بالعين ؟
وهذه العلامات تختلف وعديدة، ومن اكبر المعضلات بخصوصها، انها قد تتشابه مع اعراض اخرى، ان كانت حسية، او نفسية، وعلتها الكبرى ان مصابها لا يشترط فقط في المعين ذاته, بل قد تصيب من حوله وبالتالي سيتوسع البحث ليشمل :
نطاق الاصابة بالعين :
الشخص نفسه : اي انها تصيب المعين، في بدنه وسلامة روحه، وسأقوم لاحقا بشرح هذا النوع من المصاب .
من يحب : فقد تصيب زوجته، او حبيبته، او اولاده ممن يحب منهم، وفعليا ان الاصابة هنا تشمل الاثنين، كونها تصيب المصاب مباشرة، وتصيب المعين بطريقة غير مباشرة فيعيى لمصاب من يحب ويشقى .
ما يملك : اي في ماله او ما يحب منه، فكم من مرة سمعنا ان الحصان الذي يحبه فلان قد مات فجاة، او ان العقد الذي تحبه فلانه ضاع، وان تاجرا خسر تجارته بلحظة .
اما علاماتها فهي ايضا تقسم الى :
1) الاصابة في الجسد والبدن عضوياً :
اي الاصابة ببعض الامراض المتعارف عليها بيننا ومنها :
تسارع في دقات القلب او ما يطلق عليه الخفقان .
اوجاع في المفاصل .
بعض انواع التقرحات والحبوب التي قد تظهر في مناطق الجسد .
الشعور بثقل الكتفين والراس .
فقدان الوزن فجاءة ودون سبب .
المغص والاسهال والعرق الشديد .
2) الاصابة في النفس والروح :
الارق وصعوبة النوم.
كثرة التثاؤب .
الهم والنكد والاحباط والاكتئاب ، وضعف التركيز، وقلة الهمة، وضعف الذاكرة، والاهمال والحزن .
كثرة البكاء ودون سبب .
وقد يحدث ان يصيب الشخص نفور من الناس والمكان، فيرغب بالابتعاد عما يحيط به .
3) الاصابة في المال :
وهي كما ذكرنا انفا في نطاق الاصابة بالعين .
وهنا يأتي السؤال المهم : ان جميع هذه الاعراض تتشابه مع امراض جسدية ونفسية، مشهورة ومعلومة للجميع، فكيف نفرق بينها، الجواب انه يمكن التفريق بالاتي :
ان العلاج المتعارف عليه وما يصفه الطبيب من دواء لا يشفي الاصابة من العين، فقد يصيب البعض المرض ولا يعرف سببه وعلاجه، وقد يذهب فجاءة ثم يعود، ويحار في علاجه .
بالنسبة لحالات الامراض النفسية، فقد حدد العلماء انماط وسلوك لها، اما الاصابة بالحسد والعين، فيختلف النمط ويتغير
ما يصلح هنا لايصلح هناك، وبالتالي فيجب المحاول ان كان بالطب اولا فإن لم تؤتي ثمارها، فإلى وسائل معالجة العين والحسد كالرقية الشرعية، وهذا امر يطول شرحه.
أجارنا الله واجاركم من شر الحسد والحاسدين والعين .
