تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تتجنب أسلوب الابتزاز العاطفي في تعاملك مع الآخرين؟

كيف تتجنب أسلوب الابتزاز العاطفي في تعاملك مع الآخرين؟

نتعرف عن قرب على أسلوب الابتزاز العاطفي ونأخذ بعض الأمثلة عليه من الحياة اليومية، ونتعرف على حالات الابتزاز بين الآباء والأبناء وبين المحبين، وأخيراً نتعرف على نصائح قيمة لكيفية التعامل مع الأشخاص الذين يمارسون الابتزاز العاطفي.

الابتزاز العاطفي

يستخدم الكثير من الأشخاص أسلوب الابتزاز العاطفي في تعاملهم بشكل دائم مع المحيطين بهم، وفي حين أن الشخص الذي يبتز الآخرين عاطفياً يصل في الكثير من الأحيان إلى غرضه إلا أن الشخص المُبتَز يعاني على الأرجح في سبيل إرضاء الطرف الآخر، وقد يكون ذلك على حساب صحته النفسية أو ماله أو وقته أو غير ذلك. في السطور التالية نتعرف على كيفية تجنب أسلوب الابتزاز العاطفي في التعامل مع الآخرين؟

ما هو الابتزاز العاطفي ؟

الابتزاز العاطفي ما هو الابتزاز العاطفي ؟

يعرف علماء النفس الابتزاز العاطفي بأنه محاولة من طرف لاستغلال حب الطرف الآخر أو تعلقه به أو حاجته إليه في سبيل الحصول على ما ليس من حقه في الغالب. كأن يقول شخص لشخص آخر إذا لم تقم بفعل هذا الأمر فإنك لا تحبني، وبناءً على ذلك يضطر الطرف المُبتَز إلى القيام بما يطلب منه حتى لو كان في ذلك ضرر له. وبهذا التعريف يعد الابتزاز العاطفي أحد أشكال التلاعب النفسي التي قد يمارسها المرء حتى دون أن يدري.

يحدث الابتزاز العاطفي في الغالب بين أشخاص تجمعهم علاقة قوية، مثل بين الأب أو الأم والأبناء أو العكس، أو بين الأزواج أو المتحابين، أو بين الأصدقاء وبعضهم البعض، كما من الممكن أن يحدث بصورة أقل شيوعاً بين أشخاص لا تجمعهم علاقات قوية مثل زملاء العمل.

أمثلة على ابتزاز عاطفي في مواقف يومية

في ما يلي بعض الأمثلة الشهيرة من مواقف حياتية شائعة يستخدم فيها أسلوب الابتزاز العاطفي:

  • الأم لابنها: “إذا لم ترتدع عن القيام بهذا الأمر فإنك سوف تتسبب لي في أزمة عصبية”.
  • الصديق لصديقه: “إذا لم تقرضني المال الآن فإنك لن تعد صديقي”.
  • الحبيب لحبيبته: “إذا لم تخرجي برفقتي فأنتِ لا تحبيني”.

إلى غير ذلك من المواقف الحياتية التي يقوم فيها طرف من الأطراف باستغلال محبة أو تعلق أو حاجة الطرف الآخر له للحصول على مصالحه.

الابتزاز العاطفي من الوالدين

يستخدم الوالدين في الكثير من الأحيان أسلوب الابتزاز العاطفي لإثناء الأطفال عن القيام بأمور معينة يرون أنها ضارة لهم أو لدفعهم للاهتمام بدراستهم أو القيام بالأنشطة المفيدة. لكن علماء التربية يرون أن هذا الأسلوب ضار جداً في التربية من ناحيتين، الناحية الأولى أنه لا يعطي سوى دافع مؤقت للابن لكي يقوم بما يُطلب منه، حيث يزول الدافع بمجرد زوال الشرط الذي وضعه الأب أو الأم، والناحية الأخرى أن هذا الأسلوب يفقد مفعوله مع الوقت والتكرار ليصل الأمر في النهاية أن لا يرتدع الطفل مهما ألح عليه الأب أو الأم.

عوضاً عن ذلك يجب أن يُستخدم أسلوب الإقناع لحث الطفل على معرفة الغاية من الأمر الصادر إليه، والقيام به عن فهم واقتناع بدلاً من الإجبار. قد يكون الأمر صعباً مثلاً أن تقنع ابنك بأهمية الدراسة أو ضرر ألعاب الفيديو، لكن هذا لا يعني أن تستخدم أسلوب الابتزاز العاطفي من أجل الحصول على نتيجة فورية.

الابتزاز العاطفي عند الأطفال

في الجانب الآخر يستغل الأطفال في الكثير من الأحيان حب الوالدين لابتزازهم عاطفياً، مثل أن يطلب الطفل لعبة معينة ويتعلق بها ويطالب والديه بالحصول عليها حتى لو كانت غير مناسبة لسنه أو لا يستطيع الوالدان تحمل تكلفتها، وأيضاً ينصح خبراء التربية في هذه الحالة بعدم السماح للطفل باستغلال الحب للحصول على ما يرغب به دون وجود الصرامة الأبوية التي تساعد على تنشئة طفل غير مدلل أو طفل معتاد على تلبية كل طلباته.

الابتزاز العاطفي في الحب

يشيع أيضاً استعمال الابتزاز العاطفي بين المحبين، كأن يطلب الشاب من الفتاة تقديم التنازلات التي لا تقبل بها في الأحوال العادية تحت اسم الحب، أو ممارسة الفتاة ضغوطاً على الشاب للحصول على المال وإلا فإنها لن تمنحه مشاعرها، كل تلك الممارسات تشي بعلاقة غير صحية لن يكتب لها الاستمرار دون متاعب.

في الواقع يشير مصطلح الحب غير المشروط إلى تلك الحالة التي يحب فيها الشخص دون وجود شروط مسبقة ودون حاجة لشيء من الطرف الآخر، وهذا النوع من الحب هو النوع القادر على مواجهة الصعاب والتحول بالعلاقة إلى علاقة سليمة ومستمرة.

كيف أحمي نفسي من الابتزاز؟

الابتزاز العاطفي كيف أحمي نفسي من الابتزاز؟

هل تتعرض دوماً للابتزاز العاطفي وتضطر إلى الإذعان في كل مرة يُطلب فيها منك شيئاً تحت دعوى الحب أو الصداقة أو غير ذلك حتى لو كان ذلك على حساب نفسك؟ إذاً أنت على الأرجح شخص يعاني من الضعف في مواجهة الابتزاز العاطفي ، وإليك هذه النصائح للتغلب على الأمر:

  • تعلم أن تقول “لا” عندما يتوجب قول ذلك، لا تخف من أن يبتعد الآخرون عنك أو يحرمونك من حبهم أو مشاعرهم، لا تخف من التوبيخ أو اللوم، ببساطة كن صارماً ولا تفتح الباب مرة لأنك ستفتحه في كل مرة.
  • عندما تقبل القيام بأي شيء تأكد من أن هذا الشيء لن يسبب لك الضرر، وأن الطرف الآخر لا يستغلك بطلبه منك، وأن الطرف الآخر لا يواصل الطلب منك دون أن يكون مستعداً للعطاء.
  • احذف الأشخاص المعتادين على ابتزازك من حياتك، ببساطة بعض الأشخاص مستعدون للأخذ على الدوام دون العطاء، ولن يردعهم شيء عن الاستمرار في فعل ذلك، حتى لو عرفوا أنهم يتسببون في الضرر للآخرين، ببساطة أنت لا تحتاج لهؤلاء الأشخاص في حياتك.

كما رأينا، الابتزاز العاطفي أسلوب غير صحي للتعامل بين الأشخاص، ولا ينبغي لشخص أن يستغل حاجة أو حب شخص آخر له في الحصول على ما لا ينبغي له أن يحصل عليه، كما أن الإنسان حري به أن يمنع الآخرين من ابتزازه عاطفياً واستغلاله لتحقيق ما يصبون إليه.

ابراهيم جعفر

محرر موقع تسعة : مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

2 + خمسة =