الصملاخ هو واحد من تلك المواد الجسدية التي تحصل على السمعة السيئة، يكفي أن نردد المقولة المشهورة التي صدرت عن الكاتب الانجليزي الشهير ويليام شكسبير والذي وصف احد الأغبياء (انه ليس لديه الكثير من الدماغ كما الصملاخ)، والمقولة فيها الكثير من الإهانة خاصة في ذلك العصر وقبل معرفة فوائد الشمع، لكن يجب القول أن الصملاخ لم يحصل على التقدير الذي يجب أن يحصل عليه، فأول ما نرى إنسانا يظهر بعض الشمع من أذنيه يتم اتهامه مباشرة بأنه شخص كسول أو لا يعتني بصحته، أو مريض. وعلى الرغم من هذه السمعة السيئة إلا أن هذه المادة والتي تشبه الشمع لها من الفوائد الكثيرة على صحة الإنسان ما يدعونا إلى التأمل جيدا فيه، ومن أهمها المؤشرات التي تقدمها عن صحة الإنسان بشكل عام، قد يستغرب البعض من هذا التصريح، ولكن الكثير من الدراسات والأبحاث أشارت إلى الكثير من الاكتشافات التي ترتبط بالصملاخ تجعلك تشعر بالاستغراب والرغبة بمعرفة المزيد عنه، الكثير من الصملاخ هو بالتأكيد شيء سيء، ولكن لون واتساق الصملاخ يمكن أن تقول لكم معلومات قيمة عن صحتك.
استكشف هذه المقالة
كان يستخدم قديما لغايات طبية
قد تصيبك الدهشة إذا ما عرفت أنه قديما كان يتم جميع الصملاخ من الإنسان لغايات استخدامه في أمور طبية، ومع أن الكثير منا ينظر إلى أن هذه المادة عبارة عن أوساخ يفرزها الجسم إلا أن البعض الآخر اكتشف أن لها الكثير من الفوائد الطبية وتم استخدامها لهذه الغاية، فتم استخدامه كعلاج للجروح حتى يساعد على سرعة التئامها، وبذات الوقت تم استخدامها أيضًا كعلاج للشفاه الجافة عن طريق وضعه كأنه برهم لها ومرطب، من الغريب جدا انه تم اكتشاف هذه الفوائد للصملاخ في هذه الفترات القديمة من عمر البشرية.
عليك أن لا تزيل الصملاخ لوحدك
من الأفضل أن لا تحاول إزالة الشمع من أذنيك لوحدك، فعلى الأغلب هي ممارسة خاطئة وقد تؤدي إلى الأذى للأذنين، هذا بالإضافة إلى الأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها دون الحاجة إلى العناية من قبل الإنسان إلا في بعض الحالات الطبية الضرورية، من المعلومات التي يجب أن تعرفها أن الأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها، أيضًا أن الشمع للأذن يوازي الشعر للأنف من ناحية الحماية، وبالتالي إن التخلص منه قد يعد فيها مخاطرة من الناحية الصحية نظرا لأنك تحرم الأذن من حمايتها الطبيعية بالإضافة إلى انك قد تعرض الأذن إلى الأذى، فمن المعروف أن معظمنا يستخدم عصى القطن لتنظيف الأذنين، وفي الكثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يحكم على مدى قربه من طبلة الأذن والأذى الذي قد يعرضها له، إن أي إصابة لطبلة الأذن قد تعرض صاحبها لخطر فقدان السمع وبالتالي فمن الأفضل الامتناع عن تنظيف الأذن وان احتاج الأمر فيجب أن يقوم به الشخص المختص طبيا بهذه العملية.
ارتباط لون الشمع برائحة الإبط
الجسم الإنساني وحدة واحدة لا انفصال بين أعضاءه على الإطلاق وما تظن انه جزء منفصل على الآخر ستفاجأ انه قريب جدا إلى حد لا يمكن تصوره، فقد اكتشف العلماء وعبر العديد من الأبحاث والدراسات أن هناك ارتباط كبير بين رائحة الإبط وبين لون شمع الأذن واتساقه، ونظرا لكون رائحة الإبط يمكن أن تخبر الكثير عن الحالة الصحية للإنسان، وما هي الأمراض التي يمكن أن يكون معرض لها، فهذا الأمر أيضًا ينطبق على الصملاخ، ولهذا قد يمكن الأطباء أن يتعرفوا إلى بعض الأمراض التي يحتويها جسمك من خلال دراسة الصملاخ، على سبيل المثال فهي يمكن أن تنبهنا إلى حالتين خطيرة جدا، الأولى فيما يتعلق بالبول، والذي تجعله يشبه شراب القيقب (نعم، لأنه يجعل رائحة البول مثل شراب القيقب)، ومن الناحية الطبية هي مشكلة خطيرة ترتبط بالتمثيل الغذائي، ويمكن الكشف عنها في الصملاخ قبل أن يمكن الكشف عنها في فحص البول الخاص، والآخر يسمى مرض البول الأسود، وهو مرض يؤدي إلى انهيار الأحماض الأمينية في الجسم مما تجعل البول ذو لون يميل إلى السواد.
دراسة العلماء للحوت الأزرق العظيم من خلال الصملاخ
أولا، نعم، الحيتان الزرقاء لديها الصملاخ، وفي العادة يقوم علماء البحار بإزالة بعض من الصملاخ للحوت ودراسته لأخذ الكثير من النتائج التي تتعلق بطريقة نمو الحوت، وعمره، وأيضا درجة تلوث المياه التي يعيش فيها، من المعروف أن الحوت الأزرق لديه أيضًا الصملاخ، وبذات الوقت هو لا يتخلص منه على عكس الإنسان، فهو يبقى معه طوال حياته، هذا الأمر جعل من السهل دراسته وبيان الكثير من المعلومات عن حياته ونشأته، وأيضًا عن الهرمونات في جسده كهرمون التستوستيرون أثناء نموه.
بيان اصل عرق الإنسان
هل تعلم أن شخصا ما يمكن أن يعرف الكثير عنك عنك فقط من خلال النظر في أذنك؟ إن شخصا ما إذا كان عالما أو طبيبا، ومختصا ودارسا لهذا الأمر فإنه يمكنه أن يتعرف على العرق الخاص بك بمجرد النظر في الأذن، إليك المعلومات الآتية والتي قد تهمك عن الصملاخ وعلاقته بعرق الإنسان، أولئك الذين هم من السود أو البيض فإن سمع الأذن الخاص بهم يكون في العادة لزجا ويميل لونه إلى الأصفر، أما أولئك الذين هم من شرق آسيا أو الأمريكيين الأصليين فهي تكون على الأغلب جافة، ولون الصملاخ يميل إلى الأبيض، إليك المفاجأة الآتية أن معظم الأوروبيين وهم من العرق الأبيض ولون الشمع عندهم أصفر فإنه يميل إلى أن يكون ذو رائحة كريهة. ففي الأصل أن الجينات (ABCC11) تحور منذ آلاف السنين، وهذا يعني أن أولئك الذين لديهم طفرة جينية يتحول الشمع لديهم إلى جاف، الأوروبيين عموما ليس لديهم طفرة في هذا الجين، لذلك لا يزال لون الصملاخ الأصفر، وهو لزج، وذو رائحة كريهة.
الأنثروبولوجيا : استخدام الصملاخ في دراسة الهجرة البشرية
تذكر أن طفرة الجينات التي تسببت في الكثير من التغيرات في لون الشمع ولزوجته يمكننا أن تخبرنا بأكثر من ذلك، فالصملاخ الجاف هو الأكثر شيوعا في كوريا والصين. ويعتقد أن طفرة الجينات حدثت هناك لأنها تؤثر أيضا على إخراج العرق. في جنوب شرق آسيا، 30-50٪ لديهم الصملاخ الجاف، وهناك جيوب أخرى في تلك المجتمعات حيث يتركز الشمع الأبيض أو الأصفر، ماذا يعني ذلك، هذا يعني وبشكل أو بأخر إلى انه يمكن للباحثين معرفة الطرق التي اتبعتها الأجيال الماضية للوصول إلى وجهاتهم النهائية، اعتمادا على دراسة الصملاخ.
استخدام الصملاخ لغايات أخرى عند الحاجة
كان أسلافنا الناس لديهم العديد من الوسائل المبتكرة لإيجاد الحلول. كان الخياطون يستخدمون عادة شمع العسل على الخيط لتقويته، ولكن عندما وصل المستوطنون إلى أمريكا، لم يكن لديهم الكثير من النحل تحت تصرفهم، لهذا لجأوا إلى الصملاخ كحل لهذه المشكلة. هل كانت هذه المشكلة هي الوحيدة التي حلها الصملاخ؟ لا، فقد استخدم الشمع لصناعة الحبر قبل اختراع الطباعة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق