كم عدد المرات التي قمت فيها بالتردد وأيضا بالتراجع أثناء اتخاذك لقراراتك دون معرفة الخيار الصحيح؟ أنت إذًا تفتقد مهارة اتخاذ القرارات . الحياة تضعنا على مفترق طرق في العديد من الأوقات، واختيار طريق واحد عن الآخر من خلال الموازنة بعناية بين إيجابيات وسلبيات كل منها بالإضافة إلى الاستماع إلى حدسك ومشاعرك وعدم السماح للآخرين أن تؤثر على قراراتك فهو أمر مهم جدا، إذا كنت تريد أن تكون سعيدا في شؤون حياتك، فإن صنع القرار هو مهارة مهمة ونحن جميعا بحاجة إلى الاختيار دوما في حياتنا المهنية وكذلك في الحياة عموما، لكن أحيانا نعود لنشعر بالصعوبة في الاختيار واعتماد القرار فهل تساءلت، لماذا صنع القرار أمر صعب جدا؟
لو اردنا تعداد القرارات التي نتخذها يوميا، سنجد أننا في كثير من الأحيان وفي نهاية اليوم نقوم باتخاذ مئات القرارات، على أن الكثير منها تعتبر بسيطة وليست بذات الأهمية أو المصيرية، على سبيل المثال القرارات في نوع الملابس واللون التي نرغب بلبسها في هذا اليوم، ما هي وجبة الغذاء التي ارغب بتناولها واين ومع من، أي طريق سألك في طريقي إلى العمل، عمليا يمكن اتخاذ القرارات هذه في غاية السرعة أحيانا لا يتعدى الأمر بعضا من الثواني حتى تقرر، لماذا؟ لان هذه القرارات في النهاية ليست مصيرية ولا تتداخل في مستقبلنا، هي في النهاية قرارات بسيطة كما ذكرنا سابقا.
هذا الأمر يتغير عندما يكون القرار معقدا وبسبب عوامل خارجية. مثلا، أي كلية ارغب بالدراسة فيها في الشهادات العليا، هل ترغب في الزواج الآن أم الانتظار، ما هي السيارة التي ارغب بشراءها، هذه القرارات قد يكون لها تأثير كبير على حياتنا، وبالتالي لا بد أن تمتلك مهارة اتخاذ القرار أو رفع قدراتك ومهاراتك في هذا الأمر، إليك بعض النصائح التي ستساعدك في هذا الشأن، علما أنه يجب الانتباه إلى هذه النصائح تتعلق بـ مهارة اتخاذ القرارات . إن معرفة أن لديك مشكلة في اتخاذ القرار هي الخطوة الأولى والجيدة التي ستساعدك، الاعتراف بوجود مشكلة هو نصف الحل كما يقال، إليك اهم النصائح التي ستساعدك وضمن قواعد وأفكار مهمة.
استكشف هذه المقالة
تقسيم المستقبل إلى 3 أقسام
هناك طريقة بسيطة يمكن أن تساعدنا على اتخاذ قرار في أي اختيار، أيضًا تساعدنا على كيفية المضي قدما، فعند الحاجة إلى الاختيار بخصوص قرار ما عليك أن تفكر في القرار الذي انت على وشك اتخاذه ضمن ثلاثة أطر زمنية مختلفة، أولا كيف سنشعر حيال ذلك القرار بعد 10 دقيقة من الآن؟ وكيف ستشعر حياله بعد 10 أشهر من الآن؟ أخيرًا كيف ستشعر حياله بعد 10 سنوات من الآن؟ هذه الأداة ستساعدك أساسا على رؤية الأشياء بمنظور جديد والتأكد من أن الأسف ليس جزءا من حياتنا، أي بمعنى انه إذا كنت تستطيع أن تتوقع إن القرار الذي نتخذه الآن من المرجح أن يترك لك بعض الآثار السلبية في وقت لاحق، فيمكنك أن تختار أن تتوقف عنه إذا ما كنت ترغب بمستقبل اكثر أمانا لاحقا، هذا بالطبع لا يعني أن تلغي عملية المخاطرة في بعض المشاريع التي تتطلب المخاطرة بل يعني أن تستطيع أن توازن بين الأمان والمخاطرة بطريقة أعمق.
واجه مخاوفك ثم تحرك إلى الأمام هو صلب مهارة اتخاذ القرارات
هناك الكثير من الأوقات التي يصيبنا اتخاذ القرار بالشلل إذا جاز التعبير لأننا نخشى من النتيجة، فإذا ما كانت قلقا جدا بشأنه مفتاح الخروج من هذا الجمود العميق هو مواجهته وتسمية تلك المخاوف. اكتب أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث مع القرار الذي كنت على وشك القيام به، على سبيل المثال، لديك مشكلة كبيرة في العمل وترغب في تركه ولكنك تخشى أن لا تجد عملا آخر وان تبقى في البيت إلى وقت طويل، وبالتالي تخشى الضائقة المالية جراءه. حتى تتخذ القرار في هذا الأمر عليك أن تدرس هل يمكنك مواجهة أسوأ الاحتمالات، على سبيل المثال هل لديك ادخار مالي يمكن أن يساعدك في مواجهة الضائقة المالية؟ هل لديك عروض لعمل آخر؟ ادرس الأمر جيدا من ناحية العواقب للقرار في الدرجة الأولى وفي الخطوة التالية ادرس قدرتك على تحمل اشرس هذه العواقب، ثم قرر الاستمرارية أم لا.
كتابة كل من إيجابيات وسلبيات القرار
إليك طريقة بسيطة أخرى لتسريع مهارات صنع القرار لديك، قم بكتابة إيجابيات وسلبيات القرار الذي توشك على إجرائه لعدم وجود خيارات صحيحة أو غير صحيحة بخصوصهما بشكل كامل، أي أن تكون الضبابية كبيرة بخصوص القرار، إذا قمت بإدراج إيجابيات وسلبيات كل من الخيارات الخاصة بك، سترى أن الإيجابيات التي تخص إحدى هذه الاتجاهات اكثر من الأخرى وفي العادة ستجد أن لديك تلك الرغبة الفطرية أو الغريزة والحدس الذي سيساعدك في القرار النهائي بناءا على ما سبق.
كن حذرا من اتخاذ القرار بناءا على الرغبة فقط
من الأمور التي يمكننا أن ندركها أثناء رحلة تعلم مهارة اتخاذ القرارات إلى أننا نقع في الكثير من الأخطاء في نهاية المطاف لأننا ننساق وراء رغباتنا، وعاطفتنا، فنحن وبصفتنا بشر، فإننا نخضع لمشاعرنا وعواطفنا ولكن المشاعر لا تخبرنا الأساس الذي بنيت عليه ومن أين أتت، وبما أننا كثيرا ما نسيء فهم مصدرها، فإننا في النهاية نصل إلى الخطأ، الأفضل أن نحترم مشاعرنا ورغباتنا ولكن إن بنيت على أساس معين، قد تحب نوع من السيارات وتعشقه، ولكن ليس له وكيل جيد في بلدك، عليك أن تتجنب رغبتك وتذهب إلى الخيار المنطقي وهو أين يوجد نوع السيارات الذي يوجد له وكيل جيد يوفر الخدمة والقطع.
الهروب من كثرة الخيارات
قديما كان صنع القرار أسهل مما هو عليه اليوم. لماذا؟ لأنه لا ينطوي على الكثير من الخيارات. كان شراء قميص سهل لأن كل ما عليك القيام به هو اختيار الحجم واللون، الآن إذا ذهبت لشراء قميص عليك أن تقرر ضمن الكثير من الخيارات، المادة المصنوع منها، واللون، والأزرار، وطبيعة الموضة، وغيرها الكثير. الحل هو تبقي خياراتك بسيطة، اختيار بين 2 أو 3 بدائل، اترك هذا النوع الكثير واجعل خياراتك محدودة، هذا الأمر سيعني في النهاية بساطة العملية.
نصائح سريعة لإتقان مهارة اتخاذ القرارات
- المزيد من التفكير ليس دائما التفكير الجيد.
- تعلم أن تثق بالحدس الخاص بك.
- إعطاء موعد نهائي لاتخاذ القرار.
- قبول أنه لا يمكن أن يكون دائما كل شيء كما ترغب، قد تضطر إلى حل وسط أحيانا.
- إن القرار الذي اتخذته في نهاية المطاف قد يثبت انه خاطئ، تذكر انه لاشيء كامل بل هي تجربة تستفيد منها لاحقا.
أضف تعليق