العمل على أنفسنا هو أمر يجب أن نفكر في فعله يوميًا إذا أردنا أن نصبح قدوة لأولادنا، فالكثير من أباءنا يتذوقون كيف تتغير الأبوة والأمومة على مر السنين. يستهزئ البعض كيف أصبحنا اكثر مرونة وتركيزًا على الطفل. وعلى الأغلب أنك سمعت المقولة المشهرة الأتية من أحد والديك (نشأنا مثل الكلاب البرية في أيامنا)، ثم سيستكمل شرح مقولته بالمقولة اللاحقة (لا شكولاته، ولا مصروف، ولا ألعاب، كنا نمشي في اليوم عشر كيلومترات حتى نصل المدرسة.. إلخ،) في الحقيقة أننا الوقت الحاضر، نحن نمضي الوقت في التفكير في كيفية تربية الأبناء. نحن نقرأ الكتب. نحن نخطط لهم كثيرا، اكثر ما نخطط لأنفسنا، هذا الطفل أصبح مشروع مل أب وأم، مشروع حياة إن كنا نستطيع القول.
لعل أكثر الجوانب السلبية للإفراط في تربية الأطفال إن تربية أطفالنا هي طريق وعر، فهناك الكثير من التوتر فيها وعدم اليقين، والقلق، كذلك عدم الإدراك، والمشكلة الكبر قدرتنا على فهم استيعاب الطفل، فنحن نضعه في بوتقة صغيرة اسمها السن والذي من خلاله نحكم على قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب مع تجاهل القدرات الحقيقية له، فيستوعب أطفالنا كمية هائلة من الأشياء التي تدور حولهم، وغالبًا ما يكون الاهتمام بتركيزهم الأساسي على عاتقنا بشكل خاص في وقت مبكر من عمرهم، بصفتنا آباء، نحن بمثابة الأساس الذي يمكن لأطفالنا الخروج منه لاستكشاف العالم. إنهم ينظرون إلينا لفهم اللغة والمعنى. ويساعد تأثيرنا المبكر عليهم على بناء إحساسهم بأنفسهم، والآخرين، والعالم.
لكن من الأمور الخطرة التي استطاع المختصين بحثها إن أطفالنا يلاحظون سلوكنا تجاه الآخرين وكذلك كيف نتعامل مع أنفسنا. وهذا يشمل أشياء مثل نغمة التوتر التي نتحدث فيها مع الزوج، والاشمئزاز الذي نعبر عنه في حالة الفوضى في المنزل، ونفاد الصبر الذي نستعده في الصباح، والتعبير البائس عندما ننظر إلى المرآة، أو التعليقات الانتقادية التي نعلق بها على ما حولنا أو ما نشاهد، وينتبه الأطفال بشكل خاص إلى كيفية تعاملنا معهم.
إن التذكير بمدى تأثير سلوكنا على أطفالنا يمكن أن يجعلنا نشعر بالضغوط أو القلق، ولكن في الحقيقة يجب أن يساعدنا بالفعل في الشعور بالدفء والتمكن. ففي أي لحظة، يمكننا التأثير على أطفالنا بطريقة إيجابية للغاية، فيما يلي خمس طرق رئيسية من أجل العمل على أنفسنا يستفيد منها أطفالنا.
استكشف هذه المقالة
لا تتحدث اليهم كما يتحدث الآباء التقليديين
كثيرا ما ننسى أن أطفالنا يراقبوننا. قد نضع في اعتبارنا كيفية تعاملنا معهم أو التحدث إليهم، ولكننا نفترض أنهم لا يهتمون عندما نتعامل مع الأشياء أخرى أو نتحدث مع أشخاص آخرين. وهذه الفرضية خطيرة في بناء العلاقة مع الأبناء فمع انه قد يكون من الأسهل إخبار أطفالنا أن يكونوا لطفاء، وأن يبقوا هادئين، وأن يصبروا، وأن يظهروا الاحترام، لكن من الأفضل لهم أن يرونا يفعلون هذه الأشياء.
يمكننا إظهار اللطف للآخرين، ليس فقط في ما نقوله ولكن في تعبيرنا ولهجتنا. يمكننا أن نصنع التعاطف من خلال تخصيص بعض الوقت لفهم العالم الداخلي لشخص آخر والتعاطف مع تجربته. يمكننا الحفاظ على الهدوء في مواجهة الضغوطات وإظهار الصبر في اندفاع الحياة اليومية. وإذا كنا نريد أن يكبر أطفالنا ليعيشوا صداقات ذات مغزى وعلاقات تستند إلى المحبة، يجب أن نعبر عن الدفء تجاه الأصدقاء وأن نتعامل بحب مع شريكنا عندما يكون أطفالنا في الجوار. بالطبع، الهدف هو تعليم الأطفال التعامل بهذه الصفات نفسها، من المفيد أن نتذكر أن أفعالنا تتحدث بصوت أعلى من كلماتنا. لذا يجب علينا العمل على أنفسنا في هذا الجانب.
اكشف عواطفك
أطفالنا يثيرون مشاعرنا التي لا نتوقعها دائمًا. بعض من هذه المشاعر هي ردود فعل الإنسان الأساسية. عندما يكسر الطفل قارورة كولا في محل بقالة، قد نشعر بالإحراج. عندما لا ينام الطفل باكرا، قد نشعر بالإحباط. عندما يجلب المراهق المخاطر، قد نشعر بالخوف. ومع ذلك، فإن بعض مشاعرنا الأكثر حدة والمثارة التي تنشأ في أوقات التوتر لها علاقة بماضينا أكثر من الحاضر. يمكن لخوف أطفالنا أن يشعل مشاعر الخوف التي شعرنا بها كأطفال.
كأبوين، قد نحاول الحفاظ على رباطة جأشنا وإخفاء ردود أفعالنا، لكن من المهم الانتباه إلى أنه غالباً ما يتم كشف الحالة العاطفية الداخلية، سواء كانت لفظية أو غير لفظية. كتعبيراتنا، ونبرة الصوت، ولغة الجسد، فهي ترسل الرسائل لأطفالنا. لذلك إذا لم نقر بردود فعلنا ونعبر عنها ونفهمها، فمن المحتمل أن تؤثر على أطفالنا في جميع أنواع الطرق التي لا نعلم بها. إذا لم نحل المشكلة ونبحث عن طرق صحية وصادقة وقابلة للتكيف للتعامل مع عواطفنا.
كبالغين، يجب أن نبحث عن طرق صحية من أجل العمل على أنفسنا للتعامل مع المشاعر التي تنشأ بدلاً من كبتها بداخلنا. إذا كنا نكافح مع ظروف من العواطف الصعبة، فقد نجد الراحة في التحدث بصراحة وأمانة مع صديق، مع الشريك، أو حتى مع معالج نفسي. يمكننا أيضا أن نبدأ في خلق بيئة حول أطفالنا حيث يمكننا أن نكون صادقين معهم حول ما نشعر به، بحيث نتواصل بطريقة ملائمة للعمر. والهدف هو إظهار أن الحديث عن المشاعر هو وسيلة للمساعدة في حلها وبناء المرونة في التعامل مع المشاكل.
تغيير الطريقة التي تشعر بها عن نفسك
. قد نأمل في بناء احترام الذات لدى أطفالنا بإخبارهم أننا نحبهم كل يوم، ولكننا في بعض الحيان قد نرتكب بعض الأخطاء معم والتي تؤثر على طريقتهم في فهم الحياة بناءا على اعتبارات تخصنا نحن وبداخلنا، ولهذا يجب أن نبحث عن أساس هذه المشكلة والتعرف عليه، فهل هي مشاكل عانيننا منها في الصغر أو لسبب آخر، عندما نتعرف على أنفسنا بشكل أفضل ونفهم مصدر تصرفاتنا المتعسرة وغير السليمة كآباء. سنكون قادرين على فهم المشاعر التي تصدر عنا. سنكون قادرين على تحدي صوتنا الداخلي من خلال التعرف على مصدره ورفض رسائله الكاذبة حول من نحن وكيف يجب أن نتصرف. أخيرًا، عندما نزيل التراكمات المدمرة لماضينا، سنتمكن من اختيار تصرفاتنا في حياتنا الحالية وعلاقاتنا مع المزيد من القوة والهدوء والرعاية.
من أهم نصائح العمل على أنفسنا : كن سعيدا
أخيراً وليس آخراً، إذا أردنا أن نربي أطفالاً سعداء ومتنورين، يجب أن نكون سعداء ونتمتع بها في داخلنا. عندما نركز فقط على الأبوة والأمومة وفقدنا التواصل مع جوانب أخرى من أنفسنا، فإننا لا ندع أطفالنا يعرفوننا كأفراد حيويين وفريدين. إن تربية الأطفال تستغرق الكثير من الوقت والطاقة، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك عذرا للتخلي عن الأشياء الأخرى التي تهمنا وتعطي حياتنا معنى. يحتاج أطفالنا لرؤيتنا نضحك مع الأصدقاء، وفي حالة حب ورومانسية مع الزوج، وأن نتابع اهتماماتنا، ونقدر الأشياء من حولنا في العالم. عندما نقترب من حياتنا بهذا الشغف، فإننا نصنع مسارًا لأطفالنا ليقوموا بالمثل.
أضف تعليق