الفقراء في العيد عادة لا يجدون ما يمكن أن يسد الرمق أو يضبط حالهم أو يدخل عليهم البهجة والفرحة مثل باقي البشر، والأدهى من ذلك أنهم لا يظهرون ذلك على الإطلاق بل يتمسكون بالتعفف وإظهار الستر قدر الإمكان رغم أن الجميع يعرف حالتهم المادية وحرمانهم المستديم، ولذلك يمكنك أن تدخل البهجة على الفقراء في العيد بأي شيء غير المال، حيث يمكنك أن تفعل ذلك دون أن تشعرهم بأنهم رغم محاولاتهم المستميتة من أجل الظهور بمظهر اليسر المادي إلا أنها تظل هذه المحاولات فاشلة وكل الناس يعرفون تعسرهم، لذلك ومن أجل إدخال البهجة على قلوب الفقراء في العيد علينا ألا نلجأ للمال كحل وحيد من أجل إسعادهم.
استكشف هذه المقالة
مساعدة الفقراء في العيد
مساعدة الفقراء في العيد لا تأتي عبر المال وحده، إن المال الذي يتجسد في النقود السائلة مثلما هو مهم إلا أنه رغم ذلك يؤثر في النفس ويشعر الإنسان بضعته وبانكسار نفسه، لذلك هناك عدة طرق يمكننا بهم إدخال السعادة على الفُقراء في العيد دون الاضطرار إلى التصدق عليهم بالمال.
مبادلة ملابسهم المستعملة بأخرى جديدة
يمكننا من أجل إسعاد الفُقراء في العيد أن نجمع النقود من بعضنا وأن نشتري ملابس جديدة للفقراء وحتى لا نشعرهم بمشاعر سيئة تجاه شراء هذه الملابس لهم يمكننا القول بأننا نسعى لتبادل الملابس ليس إلا وعموما مسألة شراء ملابس جديدة للفقراء أفضل بكثير من إعطائهم النقود لذلك يمكننا بهذا الشكل أن نساعد الفقراء دون أن نتسبب في إيذائهم نفسيا، وأن يكون هذا أفضل شكل ممكن لمنحهم النقود دون إحراجهم وخصوصًا أن الملابس الجديدة هي أكثر ما يحتاج إليه الإنسان في العيد.
تنظيم رحلات للتنزه من أجل الفقراء
التنزه والترفيه عن النفس يضعها الفقراء عادة في ذيل قائمة الأولويات، خصوصًا أنه يجاهد من أجل سد الاحتياجات الأساسية أو الحد الأدنى منها بالأساس والتي هي أصلا حقوق مكتسبة، فما بالك بالرفاهيات؟ رغم أن التنزه عموما وفي العيد خاصة من أكثر الأشياء الهامة والتي تشعر الإنسان بالبهجة والسعادة، أنه في هذه اللحظة تحديدا لا يفعل شيء لأنه هام وضروري ولن يستطيع التعايش بدونه ولكنه يفعل الشيء الذي يسعده فحسب، وليس المفروض عليه، لذلك من أجل إسعاد الفقراء في العيد يمكننا تنظيم رحلات من أجلهم ولو للحدائق العامة والمتنزهات الخضراء.
تنظيم موائد جماعية للطعام في العيد
من الأشياء التي يجب أن نفعلها جميعا هي تنظيم موائد جماعية للطعام في العيد، وأعني موائد مثل موائد الرحمن هكذا، نقوم فيها بدعوة الأشخاص من حينا والتركيز على الفقراء منهم وإقامة مأدبة بها من اللحوم والأكلات التي هي بعيدة عن متناول الفقراء لكي يحسوا بالعيد وبهجته، أو إن كان هناك أكلة تراثية مثل الأسماك المملحة مثلا اعتاد الناس على تناولها في العيد فليس هناك مشكلة من وضعها على المائدة، وفي نفس الوقت يزيد هذا من الترابط بين الناس لأنهم تجمعهم مائدة طعام واحدة.
شراء حلوى العيد للأطفال والكبار
حلوى العيد ربما هي السمة المميزة للعيد وتستطيع من خلالها أن تعبر عن العيد على الدوام بهذه السكاكر، لذلك يمكنك بدلا من إعطاء النقود للفقراء أن تحضر لهم حلوى العيد، هذا لن يجعلهم مستائين أو شاعرين بالمرارة ولكن على الأقل سيفرحون لأن هناك من يتذكرهم ويعطيهم حلوى العيد كأنها هدية ليس إلا، وبالتالي وبناء عليه شراء حلوى العيد غير المكلفة ستدخل البهجة على قلوب الفقراء سواء كانوا أطفالا وكبارا وهذه طريقة من طرق مساعدة الفقراء في العيد دون جرح إحساسهم بكونهم مستحقين للصدقة.
مواساة الفقراء في العيد
بعيدا حتى عن أجواء مساعدة الفقراء ماديا في العيد فإن المواساة المعنوية قد يكون لها عظيم الأثر، بالطبع ليس كل الناس يمتلكون المال من أجل شراء الطعام والملابس وتقديمها في صور هدايا للفقراء، فضلا عن أنهم قد لا يلقون ردود فعل مرحبة منهم ولكن المواساة المعنوية والتي تشعر الفقراء دائما أنهم على نفس الخط مع الميسورين ماديا هي التي تجعلهم دائما في حال أفضل وتشعرهم بأنهم بالنسبة لغيرهم أفضل وأحسن بكثير من تقديم المساعدات المادية المباشرة أو غير المباشرة والتي أيضًا لا تزال تشعرهم بالتقليل من شأنهم وأنهم يستحقون المساعدات.
تنظيم فرق جماعية لتهنئة الفقراء في العيد
على سبيل مواساة الفُقراء في العيد يمكننا أن ننظم فرق جماعية لتهنئة الفقراء عن طريق الذهاب إلى البيوت والمرور عليهم، يمكن لكل شخص أن يأخذ طبق حلوة مما أعدته والدته، لتر مشروبات غازية أو أي شيء إن أراد ولكن حتى لا نحمل الأشخاص التزامات وواجبات فيكفي حتى المرور عليهم وتهنئتهم وأنه حتى لو هناك قصور في الجانب المادي فإن الجانب الإنساني بيننا سيظل صامدا وقادرا على تخطي العقبات، وربما لا يجد الإنسان في جيبه نقودا لشراء الطعام ولكن بجلوسه إلى الأشخاص ستتحسن حالته النفسية وترتفع روحه المعنوية، لذلك لا نترك الفقراء للاحتياج المادي وأيضًا للوحدة والعزلة والنبذ.
كيف تساعد الفقراء؟
يمكن مساعدة الفقراء في العيد والفقراء عموما بأي طريقة يستطيع الإنسان فعلها، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها في أي شيء بالتالي لو أمكن واستطاع الإنسان مساعدة الفقراء سواء ماديا أو معنويا فلا يتأخر أبدا، ولا نريد أن نقلل من أهمية الدعم المعنوي والمساعدة بالوقوف إلى جوار هذا الفقير والتخفيف عنه، لأن ذلك سيشعره بالترابط وحسن الصلة بالآخرين بالتالي مثلما تريد أن تساعد الفقراء لا تتردد في ذلك وتذكر جيدا أن أبسط التصرفات يمكن أن تؤدي إلى نتائج مذهلة لا تتوقعها وترفع من معنويات شخص كل الظروف من حوله تدفعه لليأس والإحباط، لذلك بأي وسيلة مناسبة تستطيع استخدامها لا تتردد في مساعدة الفقراء أبدا، عسى أن يأتي حتى اليوم الذي تجد فيه من يساعدك إن وقعت في أزمة، فيسخر لك الله من يساعدك مثلما سخرك كي تساعد غيرك.
مساعدة الفُقراء في العيد والوقوف إلى جوارهم لا يعني تقديم المال أو منحه فحسب، هناك الكثير من الجوانب التي تشعر الإنسان الفقير بتحسن خصوصًا إن أشعرته أنه ليس أقل منك في شيء وأن التأزم المادي لديه لا يعني أنه أقل منك بل يعني مجرد تأزم مادي بسيط وسيفرجها الله من عنده، وجزانا الله وجزاكم كل الخير.
أضف تعليق