تسعة
الرئيسية » دين » كيف تؤذي بعض سلوكيات العيد السيئة صورة هذا الاحتفال الديني؟

كيف تؤذي بعض سلوكيات العيد السيئة صورة هذا الاحتفال الديني؟

الكثير من سلوكيات العيد السيئة التي لا تعبر عن صورة هذا الطقس الديني وتخرج عن إطاره الشرعي وضوابطه الدينية الوسطية إلى مساحات شاسعة من الفوضى والسلوكيات المؤذية للنفس والغير والتي لا تليق بأي شكل مع هذا الاحتفال الديني المقدس.

سلوكيات العيد السيئة

من المعروف أن عيد الفطر مناسبة دينية أصيلة، غير أن بعض سلوكيات العيد السيئة لا تتناسب أبدا مع هذه المناسبة الدينية، صحيح أن العيد مشرع بالأساس من أجل الاحتفال بانتهاء شهر رمضان وعودة الأيام لروتينها المعتاد وعتق الناس من الحرمان من الطعام والشراب والممارسات الطبيعية على مدى شهر كامل، ومن المسموح بالطبع ممارسة كافة أشكال البهجة والفرحة والابتهاج بهذه المناسبة لأنها جوهرها الفرحة أصلا والابتهاج حتى أن الإسلام نهى عن زيارة المقابر في هذه المناسبة حتى لا تفسد أجواء الفرحة التي تصاحب عيد الفطر المبارك، ولكن بعض السلوكيات تخرج عن حدود المسموح والمباح وتعد من سلوكيات العيد السيئة التي لا يرضى بها دين ولا عرف ولا تتناسب مع أي مناسبة كانت، وفي السطور التالية نرصد أبرز سلوكيات العيد السيئة والتي نرجو التوقف عنها حتى لا نفسد الإطار المقدس لهذه المناسبة الدينية.

الألعاب النارية الخطرة في العيد

سلوكيات العيد السيئة الألعاب النارية الخطرة في العيد

من أكثر سلوكيات العيد السيئة خطورة هي الألعاب النارية التي يتم ضربها بضراوة وبدون أدنى تتبع لاحتياطات السلامة والحذر في رمضان فضلا على احتواء هذه الألعاب على مواد مشتعلة ومضرة ويمكن أن تطيح بإصبع أو تؤدي إلى بتر ساق في أفضل الأحوال فضلا عن السيناريوهات الأخرى التي لا نريد ذكرها في هذا السياق الخاص ببهجة العيد وفرحته، بالتالي كان من السيئ دائما، وليس في العيد فحسب استخدام هذه الألعاب النارية خصوصًا أن معظمها يتم تصنيعه في مصانع غير مطابقة للمواصفات وبشكل منزلي، لأن المتتبع فيه لإجراءات السلامة والأمان باهظ الثمن جدا، فضلا عن أنه له إرشادات خاصة لإطلاقه، بالتالي يجب علينا أن نحد من استعمال هذه الألعاب النارية الخطرة والتي تسبب الإزعاج صوتا، وتسبب مخاطر بدنية على النفس وعلى الغير.

التحرش والمضايقات من سلوكيات العيد السيئة

العيد هو موعد الانطلاق، هو ذلك الوقت الذي ينعتق فيه الرجال من الصيام والعمل، والنساء من الصيام وتجهيز الطعام وتنظيف المنزل، تأخذ النساء على عاتقها تجميل وتزيين المنزل قبل العيد، تظل مستيقظة حتى صلاة العيد، حتى تنعم بها في الساحات وفي الأماكن المخصصة لهن ويتشاركن الفرحة مع ذويهن والجيران والأقارب، ولكن للأسف انتشر منذ عدة سنوات ارتباط العيد بتعرض النساء للمضايقات من قبل الشباب وخاصة المراهقين وكأن هناك شيء من الكبت يتكون في رمضان وينفجر في العيد، وللأسف هذه ليست من سلوكيات العيد السيئة فحسب بل من السلوكيات العامة الكارثية والتي لا يجب على الإنسان إطلاقا أن يمارسها لأنها تقع تحت بند الجريمة ويتعرض مرتكبها للعقوبة.

الأسماك المملحة في العيد

من الأشياء التي تؤذي الإنسان وربما تؤذي غيره هو اعتياد بعض الشعوب على أكل الأسماك المملحة في العيد وذلك يعتبر من سلوكيات العيد السيئة لأننا نعرف أن الأسماك المملحة يتم إعدادها في أسوأ ظروف وتكون معرضة لتكون البكتيريا والمواد الضارة عليها وبالتالي هذا يضر بالجسم ويعرضنا إلى خطر التسمم، والإسلام ينهانا على أن نلقي بأيدينا إلى التهلكة وأن نصون أنفسنا ونصون أجسامنا ولا نقترب إلا من الأشياء الطيبة، كما أن ذلك يعتبر إيذاء للغير أيضًا حيث تصر بعض الأسر على أكل هذه الأسماك في الحدائق العامة والطرقات مما يعني إيذاء الآخرين بالرائحة وبقايا الطعام، لذلك يفضل الابتعاد عن أكل هذه الأشياء واستبدالها بأطعمة نظيفة وصحية.

سلوكيات العيد السيئة في التبذير والإسراف

ليس من قبيل سلوكيات العيد السيئة فحسب ولكن على أي حال وعلى أي وضع فإن التبذير والإسراف في أي وقت يعد من الأمور التي يرفضها الإسلام وينهانا عنها الدين وليس لها أي مبرر على الإطلاق، فالاعتدال هو جل ما ينشده الدين الحنيف منا، وقد قال الله عز وجل “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط” أي أنه يجب عليا ألا نقتر في الإنفاق فنحرم أنفسنا وأبناءنا من تصيد فرحة العيد والشعور ببهجته، وفي نفس الوقت ألا نقضيه في البذخ والترف والإسراف الزائد عن الحد ونحن نرى حولنا الكثير من مظاهر العيد التي تعتمد على الإنفاق والبذخ الزائد عديم المنفعة واللزوم في حقيقة الأمر.

النوم والتكاسل عن أداء صلاة العيد

لا أدري أي بهجة للإنسان أو أي فرحة بالعيد بدون صلاة العيد وأداء صلاة العيد والاستيقاظ مبكرا والاستحمام والتطيب والتعطر والخروج لصلاة العيد بالملابس الجديدة وأداء التكبيرات والاستماع للخطبة والسلام على الأهل والأقارب والجيران وتهنئتهم، لا أدري أي متعة يجنيها هؤلاء الأشخاص بدون أداء صلاة العيد وأداء التكبيرات في استيقاظهم بعد انتهاء صلاة العيد، كيف يفوتون هذا اليوم الرائع، بل إنني أريد أن أتحدث عن متعة من نوع خاص، هي متعة الإفطار الصباحي، حين تخرج من صلاة العيد فتتناول الإفطار، تلك الوجبة التي كانت محرمة عليك لثلاثين يوما ماضية، الآن تتناولها بمنتهى المتعة والتلذذ، لا أقول أن النوم عن صلاة العيد من سلوكيات العيد السيئة رغم إثمها الديني، ولكن على أي حال يفوتون الكثير هؤلاء الأشخاص الذين لا يستيقظون لأداء صلاة العيد.

تعاطي الممنوعات ليلة العيد من أسوأ سلوكيات العيد السيئة

سلوكيات العيد السيئة تعاطي الممنوعات ليلة العيد من أسوأ سلوكيات العيد السيئة

لا أريد الحديث بالطبع عن هذه النقطة لحساسيتها ولكن للأسف من كثرة انتشارها وجدتها مناسبة جدا للحديث عنها بوصفها من الكوارث التي ابتلينا بها، نعم إن ربط ليلة العيد بتعاطي الممنوعات من المخدرات أو غيرها، يجعلنا نتوقف أمام من أبدع هذه البدعة وكيف أتى في رأسه أن تصبح هذه عادة ملاصقة للشباب ليلة كل عيد، بحيث لا يصبح العيد عيدا سوى بتعاطي هذه الممنوعات، ليست هذه من سلوكيات العيد السيئة فحسب بل من الكوارث التي لا يجب أن نسكت عنها ونواجهها بكل ضراوة، تعاطي الممنوعات بشكل عام، وتعاطيها ليلة العيد بشكل خاص، وربطها بهذا الاحتفال الديني المقدس.

سلوكيات العيد السيئة كثيرة وممتدة ولا أري لها أي داعي في الحقيقة لأن مظاهر العيد والبهجة والعادات الطيبة الجميلة التي توارثناها عن أهلنا وأجدادنا لا أرى أفضل منها ولا أطيب منها وفي اتباعها ومعاودة ممارستها عيدا بعد عيد أفضل وفاء لهم، وأعظم سعادة لنا.

محمد رشوان

أضف تعليق

ثمانية + 11 =