تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف ظهر مرض الملاريا وكيف ينتقل وهل له علاج أكيد؟

كيف ظهر مرض الملاريا وكيف ينتقل وهل له علاج أكيد؟

يعد مرض الملاريا من أخطر الأمراض التي تنتشر في أواسط أفريقيا، وقد عانى العالم منها كثيرًا فيما مضى؛ حيث ضعف إمكانات مواجهة أسباب انتشارها وهو البعوض الذي تتسبب لدغاته في الإصابة بالحمى الشديدة وما يتبعها من مضاعفات تصل حد الوفاة.

مرض الملاريا

يعتبر البعوض وبعض أنواع الناموس أشهر ناقلات طفيليات الملاريا التي تسببت قديمًا في مقتل مئات الآلاف في أفريقيا في ظل عدم توافر الإمكانات الحديثة لمجابهة مثل هذا المرض، وفي العصر الحديث تمكن العلم من اكتشاف الطفيل المتسبب في انتشار هذه العدوى وبات الدواء متوافرًا للجميع، ومع ذلك يعاني الكثيرون من أخطار الملاريا المحدقة التي تنتشر خاصةً بعد هطول الأمراض بشدة، وفيما يلي نضع أسباب مرض الملاريا وكيف ينتقل إلى الإنسان وتبعات ذلك، كما نسرد تفاصيل أكثر حول طريقة تشخيص المرض وكيف للطبيب التعرف على مدى إصابة المريض به، ونسلط الضوء هنا أكثر حول أعراض المرض لا سيَّما عند الأطفال، وكذا طريقة انتقال عدوى الملاريا من شخص إلى آخر وعبر أي وسيط، وهل للتنفس دور في نقلها أم فقط يقتصر ذلك على الدم، وفي السياق ذاته نستعرض طرق الوقاية وغيرها من أمور تضمن للكثيرين حياتهم لا سيَّما في الدول النامية التي لا زال الأمان الطبي الشامل للمواطن غير متوافر بالقدر المطلوب.

أسباب مرض الملاريا

مرض الملاريا أسباب مرض الملاريا

غالبًا ما تتسبب إحدى أنواع البعوض في نشر الطفيليات الحاملة لعدوى مرض الملاريا وما ينتج عن ذلك من إصابة للإنسان به، وفيما يلي نوضح ذلك بشيء من التفصيل:

أثبتت الدراسات الطبية والأبحاث التي أجراها العلماء منذ عقود طويلة، أن مرض الملاريا هذا هو باختصار عبارة عن نوع من الطفيليات المجهرية، وهذه الطفيليات يمكنها أن تنتقل إلى الإنسان وتصيبه عبر بعض الحشرات التي تحملها، ولعل البعوض هو أكثر ما يحمل هذه الطفيليات وينقلها لجسم الإنسان من خلال لدغاته؛ لا سيَّما في أواسط أفريقيا والدول النامية البسيطة التي لم تتمكن من مجابهة هذه الأوبئة، ولا يتطلب الأمر بالضرورة أن يكون البعوض مصابًا بالمرض وحاملًا له، ولكنه يصاب به عندما يتغذى على دماء المريض ذاته بعد أن ينقل له العدوى من خلال لدغه، أي أن البعوض يحمل الطفيل ليصيب الإنسان، ومن ثَمَّ ينقل الإنسان العدوى للبعوضة مرة أخرى، ولهذا السبب تهتم الدول برش المبيدات المضادة للبعوض في الدول التي بكثر بها احتماليات الإصابة بالمرض.

وفيما بعد انتقال الطفيليات المعدية إلى دم الإنسان، فإنها تتجه أول ما تتجه إلى الكبد لتصيبه بالفشل، ويفاجأ المريض بذلك خاصةً وأن الطفيليات قد تظل خاملة لشهور طويلة قرابة السنة، وبعدها تبدأ ف النضج وتنتشر في مختلف الأوردة والشرايين ومجرى الدم حتى تخترق الأنسجة والعضلات والأعضاء المختلفة، وتكون المراحل التالية هي إصابة الدم نفسه وخلاياه التي تتأثر لا سيَّما خلايا الدم الحمراء، وحينها يظهر مرض الملاريا بعد أن يسيطر على الجسم بأكمله، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل قد يكون المريض نفسه سببًا في نقله لشخص آخر إما بشكل مباشر عبر استعمال أغراضه أو نقل الدم إليه، أو بشكل غير مباشر من خلال تعرضه للدغة بعوض تصاب هي بالمرض منه، ولا تلبث تلدغ شخصًا آخر حتى يصاب هو أيضًا بالمرض.

تشخيص الملاريا

تمر عملية تشخيص مرض الملاريا بعدة مراحل تعطي جميعها صورة مؤكدة للطبيب عن مدى إصابة هذا الشخص بهذا المرض، وفيما يلي نعرض مراحل التشخيص هذه:

  1. في البداية يحتاج الطبيب لمراجعة التاريخ الطبي للمريض والاطلاع على ما إذا كان قد تعرض لأية سوابق مرضية معدية؛ حيث أن الأعراض الظاهرة عليه تتشابه مع أعراض مئات الأمراض غيرها، وبشكل عام يجب التأكد من التاريخ لطبي للمريض وكذا أسرته إذا ما كان أحدهم أصيب بالملاريا من قبل أم لا، لا سيَّما إذا كان يقطن بمنطقة تشتهر بطفيل الملاريا، ويبدأ في مقارنة ذلك كله مع الأعراض التي يعاني منها المريض.
  2. في المرحلة الثانية من تشخيص المرض يلجأ الطبيب للمعاينة الجسدية لفحص بعض الأعضاء والتأكد من مدى إصابتها أو سلامتها، ويبدأ بالطحال الذي سرعان ما يتضخم عند تعرضه لفيروس الملاريا المعدي هذا، ويكون ذلك دليلًا على إصابة المريض من عدمه.
  3. في المرحلة الثالثة يحتاج المريض إلى إجراء بعض الفحوص الطبية الشاملة، مثل فحص الدم للكشف عن وجود طفيل الملاريا أم لا، كما أن التحاليل تلك تعطي توضيحًا لنسبة تخثر الدم، وكذا بيانات وافية حول الصفائح الدموية ونسبة كريات الدم الحمراء، في الجسم، وتحليل طبية ومعملية أخرى حول وظائف الكبد والكلى.
  4. في كثير من الأحيان لا تعطي التحاليل المعملية أية نتائج لهذا الطفيل، ولكن في حال كان المريض يقطن المناطق المصابة بالملاريا وكذا تاريخه الطبي يمهد لإصابته، فإنه من الواجب إعادة إجراء نفس التحاليل عدة مرات أخرى بشكل دوري للتأكد من السلامة التامة للمريض.
  5. في المرحلة الأخيرة من التشخيص وسواء ظهرت إصابة الشخص أو سلامته، فإن على الطبيب طلب إجراء التحاليل مرات أخرى حتى أثناء تنال العقاقير المعالجة؛ وذلك لضمان التأكد من تأثيرها الفعال على المرض.

أعراض الملاريا عند الأطفال

مرض الملاريا أعراض الملاريا عند الأطفال

تتنوع أعراض مرض الملاريا وتتشابه مع الكثير من أعراض عشرات الأمراض الأخرى وأبرزها أمراض الإنفلونزا ونزلات البرد، وفي حال كان المصاب طفلًا يكون الأمر أصعب لكشف المرض؛ لا سيَّما أن الطفل لا يمكنه التعبير بوضوح عما يشعر به، وفيما يلي نذكر أبرز أعراض الملاريا عند الأطفال:

  1. تعتبر الحمى وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أبرز أعراض مرض الملاريا، وغالبًا ما تستمر لأيام طويلة.
  2. يصاب المريض بالضعف العام والوهن الشديد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتضرر الأعضاء والأجهزة الداخلية بالجسم.
  3. تعتبر أعراض البردية والعرواءات من أبرز أعراض هذا المرض أيضًا، والتي تشير إلى إحساس المريض بأنه بارد، ولكن في حقيقة الأمر حرارته مرتفعة كثيرًا من الداخل.
  4. يأخذ جسد المصاب في التعرق بشكل كثيف وغزير وغير معتاد عليه، حتى في حالة عدم ممارسته لأنشطة بدنية أو مجهود ما يستحق كل ذاك التعرق.
  5. يتعرض المريض لآلام شديدة في الرأس تتفاوت ما بين صداع نصفي أو كلي، وتكون صعبة لكي يتحملها.
  6. يشعر المريض بآلام حادة في مختلف أرجاء جسده وكذا العضلات والمفاصل ويبدو غير قادر على ممارسة نشاطاته اليومية المعادة.
  7. ينتشر الألم بشكل كبير في منطقة الظهر والعمود الفقري، ويصبح أكثر حساسية للألم عند بذل أي مجهود.
  8. يشكو المريض من أعراض المغص الشديد المعدي والمعوي نتيجة تضرر الأجهزة الداخلية للجسم وانتشار الطفيل في مجرى الدم.
  9. يصاب المريض بالدوخة والدوار والغثيان وحالات القيء الدورية ويبدو غير مسيطر على الوعي بشكل واضح.
  10. يتعرض المصاب للإسهال طوال الوقت نتيجة تأثير الطفيل على الجهاز الإخراجي في الجسم وعمل الأمعاء والمثانة.
  11. يصاب المريض بفقر الدم وهو من أبرز أعراض هذا المرض؛ ما يبدو على المريض بالكثير من الشحوب والوهن.

جدير بالذكر أن أعراض المرض تختلف باختلاف عمر الطفل، لا سيَّما أولئك في مراحل الرضاعة ومن يلونهم ممن وصلوا لمراحل الطفولة المبكرة، وقد تتشابه الأعراض إلى حد كبير ولكن تختلف في مدى تأثيرها على جسم المصاب.

مضاعفات مرض الملاريا

مرض الملاريا مضاعفات مرض الملاريا

أثبتت الدراسات الطبية التي أجريت على العشرات بل والمئات من مصابي مرض الملاريا أن هنالك العديد من المضاعفات التي تترتب على تلكم الإصابة، وقد لا تتوافر جميعها في نفس المريض ولكن على الأقل هي مثبتة كونها مضاعفات لهذا المرض كما نوضحها فيما يلي:

  1. من أبرز مضاعفات الإصابة بمرض الملاريا أن يتوفى المريض، وهناك بالفعل نسب كبيرة جدًا من وفيات الملاريا، وقد أكدت الإحصائيات أن ما لا يقل عن 90% من أعداد الوفيات جرَّاء هذا المرض ماتوا في إفريقيا، وقد مثَّل الأطفال ما دون الخامسة نسبة كبيرة من أعداد هذه الوفيات.
  2. الملاريا الدماغية، وهي إحدى أخطر المضاعفات التي تحدث عندما تتسبب الدماء المصابة بالطفيليات في سد الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في دماغ المريض؛ ولعل هذا هو سبب إطلاق مصطلح الملاريا الدماغية على هذا النوع من المضاعفات، وفي هذه الحالة تظهر بعض الأورام الدماغية.
  3. تعتبر الغيبوبة ضمن مضاعفات مرض الملاريا ، ولكنها تظهر في الحالات المتقدمة من المرض.
  4. مع تضاعف حدة المرض، يدخل المريض في مرحلة جديدة من صعوبة التنفس وقيام الرئتين بمهامهما في الشهيق والزفير على أتم وجه، وبمرور الوقت يصاب الشخص بما تسمى الأزمة نتيجة تراكم السوائل في الرئتين عند الحويصلات الهوائية.
  5. يعتبر الفشل الكبدي وتعطل وظائفه الحيوية من أبرز المضاعفات التي يتعرض لها الكثيرين من مرضى الملاريا، لا سيَّما أن مرض الملاريا أول ما يصيب الجسم يصيب الكبد غالبًا، وهذا الأمر مضر جدًا بالحياة ويؤدي للوفاة بمرور الوقت.
  6. بتعرض جسم المريض لمشكلة فقر الدم بعد تمكن الطفيل من خلايا الدم وكرياته الحمراء وتدميرها، وتجعل الأنيميا من المريض شخصًا ضعيفًا شاحبًا يبدو عليه الوهن والضعف معظم الوقت.
  7. تتسبب عدوى الملاريا في إصابة الإنسان بخفض نسبة السكر في الدم، ورغم أن من الشائع كون ارتفاع نسبة السكر في الدم بما يسمى مرض السكري وهو مرض خطير بالفعل، إلا أن انخفاض سكر الدم أيضًا قد يتسبب في التعرض لغيبوبة أو إلى الوفاة في الحالات الصعبة.
  8. يعتبر الجفاف الشديد من مضاعفات مرض الملاريا التي قد تصيب البعض، ولا شك يترتب عليها مضاعفات أخرى خطيرة تؤدي للوفاة إذا لم يتم إسعاف المريض في أسرع وقت ممكن.
  9. تشتد أعراض النزيف على الإنسان ويبدو أقرب إلى الموت في حال لم يتمكن الأطباء من وقف النزيف؛ وكثيرًا ما يموت مصابي مرض الملاريا في أفريقيا والبلدان النامية لعدم توافر العناية والرعاية الطبية بشكل متكامل وبالقرب من القبائل التي تعيش مناطق نائية.
  10. يصاب الدم بمادة البيلليروبين التي تجعل الجسم يبدو أصفر اللون بشكل واضح، وهي بداية حقيقية لسوء الحالة بشكل كبير يكون من الصعب معالجته.
  11. بعد إصابة الكبد بالفشل، يتمكن الطفيل كذا من السيطرة على الكلى ويصيبها بالفشل الكلوي، ومع انتشار كل هذه المضاعفات والفشل والتلف في مختلف خلايا الدم والدماغ والجسم وأعضاءه، يكون من الصعب إنقاذه من الموت المحقق.
  12. يتعرض الطحال للانفجار ويكون بداية محققة للوفاة مع حدوث مختلف المضاعفات الأخرى، ويعد تضخم الطحال بشكل مبالغ فيه وانفجاره من أبرز مضاعفات الإصابة بـ مرض الملاريا .

جدير بالذكر أن المضاعفات غالبًا ما تكون شديدة وأكثر خطورة وشراسة وفتكًا لدى السيدات والأطفال المصابين أكثر من الرجال.

كيف ينتقل مرض الملاريا من شخص إلى آخر؟

مرض الملاريا كيف ينتقل مرض الملاريا من شخص إلى آخر؟

يقول العلماء بأن مرض الملاريا ينتقل بشكل رئيسي عبر البعوض الحامل لطفيليات المرض، ورغم أنه لا ينتقل كعدوى عبر التنفس أو اللمس، إلا أنه لا مانع بتاتًا من أن ينتقل من إنسان لآخر في حالات حددها الطب نذكرها فيما يلي:

نقل الدم

تكثر التحذيرات والتنبيهات الصحية دومًا حول نقل الدم والطرق الوقائية الواجب التأكد من سلامتها سواء على مستوى الناقل أو المنقول إليه وكذا وسائل النقل ذاتها وهي إجراءات وقائية لازمة قبل نقل الدم وبعده، ويتسبب نقل الدم الملوث والحامل لبكتيريا وطفيليات وفيروسات مرضية ما إلى انتقال العدوى للكثيرين ووفاة الآلاف حول العالم نتيجة لتلك الهفوات الطبية البسيطة، وقد أثبتت الدراسات مدى تورط عمليات نقل الدم في انتشار مرض الملاريا وانتقاله من شخص لآخر في حال لم يعبأ الفريق الطبي بمراجعة التاريخ الطبي لناقل الدم والتأكد من خلوه من الأمراض والطفيليات المختلفة، مع العلم أن الدم من أبرز ما يتضرر من مرضى الملاريا؛ حيث تصاب خلاياه وتدمر ويتعرض لمشاكل الأنيميا وفقر الدم، وكل هذا ينتقل للمرض الآخر حال تم نقل الدم إليه بعد تلوثه بكل هذا الكم من الميكروبات.

زراعة الأعضاء

نظرًا لكون طفيليات الملاريا تصيب الجسم بشكل عام بما فيه الأعضاء والأنسجة المختلفة ولا يقتصر فقط على إصابة الدم وخلاياه، فإن عملية نقل الأعضاء وزرعها من شخص لآخر قد يتسبب في انتقال العدوى بين الشخصين بشكل سريع خاصةً إذا لم تتم الإجراءات الوقائية بشكل صحيح يضمن سلامة الطرفين، وجدير بالذكر أن طفيليات الملاريا تبقى خاملة لشهور عدة لا تظهر نشاطًا في تدمير الأعضاء ووظائفها الحيوية، وهو ما يخدع الأطباء في مدى سلامة العضو المنقول والمزروع، وقد كان هذا الأمر شائعًا في وقت من الأوقات، إلا أن الطب الحديث وانتشار الأجهزة المعملية والتحاليل المختلفة في إتمام العملية بشكل سليم.

سرنجات وحقن ملوثة بدم المريض

كما هو الحال في نقل الدم الملوث، فكذا الأمر يحدث كثيرًا عند استعمال سرنجة في حق مريضين كان الأول منهما مصابًا بطفيليات مرض الملاريا والآخر غير مصاب؛ ما يؤدي لانتقال المرض من شخص لآخر، وتقول الإحصائيات بأن مئات الآلاف حول العالم لطالما تعرضوا لأخطار الإصابة بأمراض عديدة نتيجة استعمال أغراض المرضى الآخرين وعلى رأسها الحقن والسرنجات، وتعتبر الطفيليات المسببة للملاريا من الكائنات المجهرية التي لا تظهر بالعين المجردة، وهو ما يجعل الملايين منها ينتقلون داخل إبرة السرنجة من مريض إلى آخر، ويكثر هذا الأمر بشكل كبير في البلدان الفقيرة النائية رغم آلاف التحذيرات، ولكن مع التطور الطبي والوعي الصحي لجأت الكثير من الدول إلى تصنيع الحقن التي تستعمل لمرة واحدة فقط ولا يمكن إعادة استخدامها، وفي حال أصر المريض على سحبها فإن الإبرة ستتعرض للكسر.

انتقال العدوى من الأم للجنين

لما كان الجنين في رحم أمه يأخذ منها كل ما يحتاجه من عناصر غذائية كالحديد والفسفور والبروتين والفيتامينات.. إلخ، فإن جسمه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية التي تنتقل بالدم ما بين شخصين حال كانت أمه حاملة للمرض؛ فالأم تختلط بجنينها بشكل مباشر لا يفصلهما شيئًا؛ ولذا فإن الأطباء دومًا يحذرون السيدات الحاملات للمرض من عدم السعي وراء خطوة الحمل إلا بعد تمام التأكد من الشفاء والتخلص من طفيل الملاريا الذي سكن الدماء والأعضاء والأنسجة والخلايا المختلفة، وجدير بالذكر أن الأطفال والسيدات يشكلان نسبة كبيرة للغاية من إحصائيات الوفيات التي رصدتها الجمعيات الطبية والحقوقية حول العالم لمرضى الملاريا، الأمر الذي يدعو للقلق ومكافحة أية وسائل أو خطوات قد تودي بحياة أطفال بعد أن تعذبهم بالمرض وآلامه وويلاته بلا داع.

استعمال الأغراض الشخصية للمريض

إن الأغراض الشخصية هي الكارثة الأكبر التي لا يتنبه إليها الأشخاص لا سيَّما في الدول النامية التي تفتقد للوعي الطبي والصحي الكافي الذي يفيد بأن الأمراض قد تنتقل على مدى واسع نتيجة لاستعمال الأغراض الشخصية للمريض، وفي السياق ذاته قد يجهل البعض التوصيفات والنسب الصحيحة للفيروسات والميكروبات وكيف أنا لا تُرَى بالعين المجردة؛ ما يدفعهم لاستعمال أغراض الغير حتى لو كانوا مرضى بحجة أنهم يحرصون على ألا تختلط بدمائهم، مع العلم بأن مجرد احتكاك بسطي للغاية بفروة رأس المريض أو بجلده قد يتسبب في انتقال الفيروس من أنسجة المريض في حال تعرض لخدش سطحي غير ظاهر كثيرًا، وفي هذا الصدد أكد الأطباء على ضرورة أن يكون لكل من يحمل مرض الملاريا أغراضًا شخصية خاصة به لا يستعمله غيره حتى ولو كان مصابًا هو الآخر، حيث أنها ظاهرة تشيع أيضًا في دول العالم النامي الفقير معرفيًا وثقافيًا، حيث يتعامل المرضى مع بعضهم البعض ويستعملون أغراضهم الخاصة بكل أريحية تحت مبرر أن كلينا مرضى بنفس الميكروب، وبالتالي لن يضار أحدنا من الآخر.

هل تنتقل الملاريا عن طريق التنفس؟

مرض الملاريا هل تنتقل الملاريا عن طريق التنفس؟

لقد أثبت الطب الحديث بما لا يدع مجالًا للشك، أن مرض الملاريا ما هو إلا عدوى تنتقل من شخص لآخر أو من بعوضة إلى إنسان عبر الدم، وبناءً عليه لا مجال لانتقالها من خلال التنفس، ولكن في السياق ذاته وعلى العكس من ذلك نجد أن العلماء استطاعوا التوصل لتصنيع جهاز ما بإمكانه الكشف عن الإصابة بطفيليات مرض الملاريا من خلال التنفس، ويكون ذلك عبر تعريض المريض لجهاز ما بإمكانه قياس مدى وجود آثار الطفيليات في دم الإنسان الذي يختلط بالهواء عند التقاء الرئتين بالقلب، وقد لجأ العلماء لتصنيع هذا الجهاز لأن الطفيل قد يصيب الجسم ويبقى خاملًا لشهور طويلة لا تبدو على الإنسان أية آثار للمرض، بينما في حقيقة الأمر ينشط الطفيل تدريجيًا حتى يفتك بالمريض وبأعضائه الداخلية وخلايا الدم فيه، وبذلك نجد أن عملية التنفس لا تعد سببًا أو ناقلًا لمرض الملاريا بقدر كونها علاجًا أو مُشَخِّصًا للمرض.

كيفية الوقاية من مرض الملاريا ؟

مرض الملاريا كيفية الوقاية من مرض الملاريا ؟

ينصح الأطباء باتباع العديد من النصائح والإرشادات التي بإمكانها تخفيف حدة مرض الملاريا أو الوقاية من الإصابة به، وفيما يلي سرد لأبرز سبل الوقاية:

  1. يجب وبشكل عام توخي الحذر من لدغات البعوض، ويكون ذلك عبر ارتداء ملابس ثقيلة تغطي كل أنحاء الجسم الظاهرة بقدر الإمكان عند المرور في المناطق الاستوائية التي تشتهر بوجود طفيل الملاريا، كما يمكن في سبيل ذلك الاستعانة بصواعق الحشرات الكهربائية في المنزل، واستعمال ستار مناسب عند النوم لضمان منع البعوض من التعرض لجسم الشخص، كما أن التقنيات الحديثة وأجهزة التكييف واللمبات المشعة لضوء وحرارة مضادة للبعوض تؤدي دورًا كبيرًا في هذا الشأن.
  2. يجب على الحكومات والأجهزة المعنية المختلفة أن توفر المبيدات اللازمة لطرد وقتل البعوض بقتل الإمكان، لا سيَّما وأنه الناقل الرئيسي للمرض، وفي الغالب يتم رش المبيدات عند البرك والمصارف وضفاف البحيرات وكذا في الشوارع القريبة من تلك المناطق، كما أن الكيروسين يؤدي دورًا فعالًا في مكافحة مثل هذا المرض.
  3. يمكن الاستعانة بكميات من الضفادع أو الأسماك لتحيا في مناطق الترع والضفاف تلك لتلتهم البعوض ويرقاته الناقلة لطفيليات مرض الملاريا حين تكبر، وتعتبر تلك دورات طبيعية للتخلص من البعوض بشكل سلمي مضمون وغير مكلف.
  4. ينصح الأطباء باستعمال بعض الزيوت التي من شأنها طرد البعوض عند اقترابه من الجسم، ومنها زيوت الليمون والكافور وغيرها من مواد توضع على المناطق المكشوفة من الجسم حفاظًا عليه.
  5. يجب توفير المواد اللازمة للرش في مختلف أنحاء المنزل والحدائق الملحقة بالمنازل أيضًا في المناطق التي يكثر فيها انتشار هذا المرض؛ إذ أنه في كثير من الأحيان يتهرب البعوض من الشوارع والبرك والحدائق بعد رشها بالكيروسين والمبيدات؛ ليدخل إلى المنازل باعتبارها آمنة.
  6. يفضل البعد عن التنزه ليلًا في الحدائق والواحات الخضراء والسهول في المناطق الاستوائية المعروفة بانتشار مرض الملاريا ؛ حيث يتواجد البعوض الناقل للمرض كثيرًا بحلول الظلام.
  7. تلجأ بعض المناطق والقبائل الاستوائية إلى حرق بعض المواد بهدف إطلاق أدخنة كثيفة تطرد البعوض عن التواجد في هذه المنطقة، وقد ساهم التطور العلمي في توفير الكثير من الأجهزة التي بإمكانها إطلاق هذه الأدخنة.
  8. تتوافر العديد من المركبات الكيميائية وكذا النباتية التي يمكن استعمالها للحصول على أكبر قدر ممكن من البخار الطارد للحشرات والبعوض على وجه الخصوص.
  9. يفضل عدم ارتداء الملابس داكنة اللون حتى لا تجذب البعوض إليها ما يقول علماء الأحياء.
  10. يجب الالتزام بنصائح الجهات الصحية وتناول الجرعات الوقائية من مرض الملاريا والتي توفر مضادًا حيويًا ضد الإصابة بالطفيل، ورغم أهمية هذه الخطوة الوقائية إلا أن سلالات جديدة من البعوض والطفيليات استطاعت مقاومة هذا المرض بعد تغلبها على القدرات المناعية للجسم، ولا زالت المراكز البحثية دومًا تحارب للوصول إلى أمصال وقائية ضد أية أنواع جديدة من الطفيليات.
  11. يفضل عدم استعمال العطور بكثافة في المناطق المنتشر بها طفيليات مرض الملاريا ؛ حتى لا يستثير العطر الحشرات فيجذبها للشخص؛ ما قد يعرضه للدغات عديدة.
  12. يفضل ارتداء قفازات وشرابات أثناء النوم؛ فمن الشائع أن البعوض يسعى كثيرًا لاختراق منطقة القدمين.
  13. يجب الاهتمام بعدم استعمال الأغراض الشخصية لمرضى الملاريا حتى لا تنتقل العدوى لهم بشكل غير مباشر، كما أن الأم المصابة بالمرض يجب أن تتعالج تمامًا من المرض قبل أن تحمل وليدًا حتى لا يخرج مصابًا بالمرض وحاملًا للعدوى هو الآخر.
  14. يجب التشديد على مراقبة السرنجات المستعملة في حقن الدواء والعقاقير المختلفة إلى المرضى، والتأكيد على التخلص منها وعدم استعمالها ثانيةً؛ حتى لا تكون سببًا في نقل المرض.

يعتبر مرض الملاريا من الأمراض القديمة التي كافحها العالم طويلًا ولا زال يكافحها؛ لخطورتها الكبيرة على صحة الإنسان، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات وفاة أعداد هائلة جرَّاء الإصابة بهذا المرض، لكن وبشكل عام هناك العديد من النصائح والإرشادات الواجب مراعاتها لمقاومة هذا المرض من خلال مكافحة البعوضة الناقلة له وهي السبب الرئيسي لانتشار المرض في المناطق الاستوائية؛ حيث تحمل طفيليات الملاريا وتنشرها في مناطق السهول والغابات والحدائق الشاسعة، كما يجب رش البرك والمصارف والمناطق القريبة منها للتخلص من البعوض ويرقاته قبل أن تكبر وتسهم في نقل العدوى لمختلف الأنحاء، وغير ذلك العديد من سبل الوقاية منها تناول العقاقير الدوائية الوقائية المضادة لهجمات هذا الطفيل، وبشكل عام نجد أن مرض الملاريا ينتقل عبر الدم فقط لا غير، ما يعني أنه من السهل انتقاله من شخص لآخر بشكل غير مباشر عبر استعمال أغراضه أو حتى من الأم لجنينها وكذا عند استعمال سرنجات أو نقل الدم بين مريض وآخر، كلها أمور يجب أن نعيها جيدًا.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

ستة − 2 =